خاطرة 1 – لمصلحة من؟!
> خواطر عن قرار ترامب بالانقلاب على الاتفاق النووي مع إيران
حسن محمد زيد
قرار ترمب إلغاء الاتفاق النووي مع إيران لصالح من؟
يشيع بعض الطائفيين العرب وأبواق الأنظمة العميلة لأمريكا وإسرائيل أن إلغاء الاتفاق لصالح العرب وتحديدا لصالح الأنظمة المتحالفة مع إسرائيل وأبرزها المشيخات الخليجية كالسعودية والإمارات ومصر, بينما الواضح أن نقض الاتفاق لصالح إسرائيل فقط، ومع تبني اليمين الإسرائيلي والتوراتيين والإنجيلين التدبيريين من صهاينة المسيحيين الامريك الضغط لنقض الاتفاق لأسباب مختلفة إلا أن إلغاء الاتفاق قد يكون حتى كارثة للسعودية ودوّل الخليج وإسرائيل .
لأنه لو سلمنا أن نقض الاتفاق سيعيد فرض الحصار الاقتصادي والعزلة على إيران ويضعف النظام الإصلاحي الإيراني الحاكم فإن النتائج قد تكون كارثية لأعداء إيران وعلى رأسهم إسرائيل والأنظمة الخليجية المتحالفة مع الصهيونية فأي دولة تفقد مصالحها وتشعر بأنها مستهدفة تتطرف في ردود أفعالها ولاتهمها العواقب، وإيران ليست دولة هشة وضعيفة بل العكس .
هل ضعف إيران مصلحة للمشخيات الخليجية والعرب ؟
ضعف إيران نتائجه سلبية على المحيط الجغرافي لها لان قوة أسهمت في استقرار المنطقة ووفرت أجواء من الاستقرار ليس لها فقط بل لمحيطها العربي والإسلامي كالعراق وسوريا وتركيا وأفغانستان وباكستان ودول الخليج كالإمارات والسعودية والكويت وقطر وعمان التي تدرك ذلك وتتعامل مع إيران ومحيطها على أساس ذلك.
حتى لو اعتقد الأعراب أن إيران هي العدو وليست إسرائيل وأمريكا فما مصلحة الأعراب لو ضعفت إيران،؟
ما هي المكاسب التي ستتحقق للاعراب لو افترضنا اختفاء إيران من الوجود؟! ما الذي ستكسبه دويلات الخليج ومصر والمغرب والسودان وأنظمتها ؟
لاشيء لأن الحكام والأنظمة ليسوا فاعلين وإيران ليست منافسة لهم في أي مجال.
إضعاف إيران تهديد جدي لنا كدول عربية وإسلامية لان ضعف إيران سينشئ وضعاً أمنياً مكلفاً للدول والحكومات العربية والإسلامية..
فإضعاف العراق لم تستفد منه إلا إسرائيل وتضررت الدول العربية وإيران وتركيا لان ضعف العراق أتاح الفرصة لداعش بالتواجد وهذا كلّف الأنظمة العربية وإيران وتركيا الكثير من الموارد والجهود لمواجهة مخاطر داعش والإرهاب وتفكك العراق وسوريا ونشوء إقليم كردستان والتهديد بتفكك الدول المجاورة للعراق ونشوء دولة كردية على حساب العراق وسوريا والعراق وإيران وتركيا.
العرب كحكام وكلاء لسادتهم الذين يضمنون بقاءهم ( أمريكا وإسرائيل ) ويتصرفون وفقاً لما يطلب منهم، وبعض المثقفين نتيجة ثقافة القطيع أو لأنهم مرتبطون مع الأنظمة الحاكمة بعلاقة مصالح متشابكة يتبنون ما تتبناه الأنظمة خدمة لإسرائيل.
أي اقتصادي أو سياسي أو حتى صاحب مهنة عندما يتخذ قرارا أو يتبنى موقفا يسأل نفسه ما مصلحتي؟ مصلحة المجتمع من هذا القرار أو الموقف وما الآثار السلبية التي ستنشأ نتيجة للقرار والموقف..
فما مصلحة الأنظمة التابعة لأمريكا وتحديدا للصهيونية المسيطرة على القرار الأمريكي ؟ !
لاشيء، بالعكس فقد ينهي وجود الإصلاحيين في إيران ويمكن المحافظين والمهدويين تحديداً من الهيمنة على كل مفاصل السلطات والموارد في إيران.
وزير الشباب والرياضة