لماذا نجح الصماد ؟
سعاد الشامي
بالعودة قليلا إلى الفترة القريبة الماضية ، مقلبين صفحات فترة رئاسة الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليه للمجلس السياسي الأعلى رأس السلطة وسدة الحكم ومركز القرار وتوليه بذلك إدارة الدولة وقيادة البلاد ، لوجدنا فيها أصعب التحديات وأبلغ المخاطر والتهديدات التي كانت تعصف بالبلاد آنذاك بفعل قوى تحالف العدوان الإجرامية المستمرة بكل شغف في توزيع القتل والدمار لليمنيين والعبث بكل الأوراق الدينية والسياسية والاقتصادية والإعلامية في مسلسل إجرامها بحق الشعب اليمني وبتواطؤ وانبطاح وانقياد تام ومطلق من قبل قوى الارتزاق والخيانة ومساندة سرية من قبل قوى النفاق التي كانت تسعى جاهدة بالخفاء إلى نخر جسد الجبهة الداخلية المقاومة للعدوان والعمل على إضعافها حتى يسهل للأعداء تحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم.
مرحلة صعبة جداً ظل الأغلب خلالها يراهن على فشل الشهيد الرئيس الصماد بل أنهم كانوا يعدون إدارة البلاد في ظل تلك الأوضاع أمرا مستحيلا!!
فكيف استطاع الصماد الرئيس الشاب أن يكون خير قائد في أحرج وأصعب مرحلة تاريخية متجاوزا كل المخاطر القائمة والعوائق الشائكة؟
دعونا الآن نقلب بعض صفحات سفر تاريخ خالد لهذا الرجل العظيم ونبحث بين سطورها عن جزيئات من أسباب النجاح ….
*الشهيد الصماد خريج أكاديمية الحسين الثورية والمشكاة القرآنية ومصنع الرجولة التي تخرج منها عمالقة هذا الزمن من حملة القرآن وفرسان الوغى وليوث الكرى بعد أن حفظوا كل دروس الصبر والثبات والتضحية والفداء وطبقوها سلوكيا على أرض الواقع فوهبوا لله كل دنياهم ليظهر وعده فيهم ويظهرهم على من عاداهم.
*الشهيد الصماد قبل أن يعيش مع أبناء هذا الشعب هذه المظلومية كان قد عاش سابقا مظلومية أكبر وأقسى وأفظع أبناء صعدة بكل معانيها وويلاتها وكان ممن لم يرعبه لا حديد ولا نار ولا حصار ولا دمار فاكتسب منها قوة الإرادة وحنكة الإدارة وبسالة الشجاعة وأدرك بأن مواجهة الطغاة لا يكون أولا إلا بسلاح الإيمان ودرع الاعتصام والتوكل على الله.
* الشهيد الصماد هو المواطن اليمني البسيط الذي لم يؤثر المنصب إطلاقا في نفسيته الجهادية ولم يغره كرسي الحكم فيطمع بالمكوث عليه كما فعل السابقون من قبله فهو لم يعتله رياء وسمعة أو رغبة في شهرة أو سعيا لثروة وإنما كان من باب استشعار المسؤولية الدينية والوطنية في دفع الظلم ونصرة المستضعفين وصون البلاد .
*الشهيد الصماد هو السياسي المخضرم والمفكر المحنك والوطني الصادق الذي لم يساوم ذات يوم في المبادئ والقيم الوطنية ولم يتاجر في معاناة الشعب وإنما ظل طوال تلك الفترة يعمل على استقبال كل الرؤى المطروحة من كل فئات المجتمع وجمع كل الأطراف السياسية تحت لواء الوطن وتغليب المصلحة العامة والسعي دائما إلى تجاوز كل الأزمات والعمل الدؤوب في حمل قضية وطن يطل من خلالها على نافذة الحياة التي أمرنا باستخلافها وتعميرها من شرفة العطاء المقدس والنهوض بحال هذا الوطن إلى حيث الحرية و الأمن والاستقرار والبناء.
*الشهيد الصماد هو الإنسان ذو القلب الكبير والفطرة السليمة الذي جسد مكارم الأخلاق في أبهى معاني الإنسانية المحضة وهو يحمل على أكتافه جرح وطن ومظلومية شعب يعيش بين أبنائه يزرع محبته في قلوبهم يحضر مجالسهم ويأكل معهم ويتفقد أحوالهم ويلامس جروحهم ويبلسم أوجاعهم ويخفف عنهم وطأة عدوان سافر جعلهم أهدافا لوجستية لصواريخه الإجرامية.
*الشهيد الصماد هو المجاهد الذي أدرك يقينا أنه لا فوز ولا نجاح ولا نجاة ولا عزة ولا رفعة إلا بسلوكه درب الجهاد فلم يحبذ المكوث على كرسي الحكم دون أن يحمل بندقيته ويصول ويجول جبهات الشرف والبطولة ليعيش اللحظات المقدسة مع المجاهدين والذي أكد بقوله أن مسح نعالهم أشرف لديه من كل مناصب الدنيا ليفوز بعدها برتبة الرئيس الشهيد.
*الشهيد الصماد هو ذلك الطود الشامخ الذي لم يزحزحه تكالب الأعداء وخذلان الأقرباء وقلة حيلة الرفقاء ولم تنل منه نوائب وصروف الدهر وهو تلك الصخرة الصماء التي نجحت في تحطيم أحلام ومطامع العدوان فعمدوا إلى تفتيتها وزحزحتها من طريقهم ونسوا أن كل فتات منها سيصنع ويضع في طريقهم جبالا من صخور .