بالمختصر المفيد.. الموت لأمريكا الشيطان الأكبر
عبدالفتاح علي البنوس
وأخيرا أعلنت أمريكا صراحة عن نفسها كشريك في العدوان على بلادنا ، حيث جاء الإعلان الأمريكي عن طريق وزارة الدفاع الامريكية “البنتاجون” والتي تحدثت بكل وقاحة بأنها لن تكشف عن حجم قواتها الخاصة داخل اليمن، مشيرة إلى أن هذه القوات تساعد في العمليات اللوجستية والاستخبارية وكذلك تشارك في تأمين الحدود السعودية على حد تعبيرها، مؤكدة في السياق ذاته أن دعمها للسعودية في حربها على اليمن سيستمر ، هذه التصريحات الأمريكية الصادرة عن البنتاجون جاءت عقب معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت فيها مشاركة قوات خاصة أمريكية في مساعدة السعوديين على تدمير ما أسمتها مخابئ الصواريخ في اليمن ، في تأكيد واضح واعتراف صريح على مشاركة الطيران الأمريكي في استهداف اليمنيين تحت شماعة استهداف مخابئ الصواريخ ، وهو الأمر الذي يفسر لنا تلكم النزعة الإجرامية للأمريكان الذين يديرون غرف عمليات العدو ويدفعون به لارتكاب المجازر والمذابح البشرية في حق نساء وأطفال اليمن دونما شفقة أو رحمة أو استشعار لفداحة وبشاعة هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.
اليوم ظهر الدور الأمريكي في العدوان على اليمن والذي لم يكن مقتصرا على تزويد مقاتلات آل سعود وتحالفهم العبري بالوقود ، وتزويدهم بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي عبر صفقات الأسلحة المبرمة بين الجانبين ولا على الدعم اللوجستي وإرسال الخبراء والمستشارين ، فاليوم صار الأمريكي هو اللاعب الرئيسي في هذا العدوان وهو من يقوم برصد وتحديد الأهداف وهو من يقوم بقصفها بواسطة الطيران الحربي أو عبر الطائرات الاستطلاعية المقاتلة التي تم نشرها في سماء اليمن لرصد تحركات أبطال الجيش واللجان الشعبية وقيادات الدولة ، ومن شاهدناهم في جبهة نهم برفقة مراسل القناة الأمريكية لم يكونوا أفراد حماية وإنما كانوا جنودا يقاتلون في صف العدوان وهناك مجاميع أخرى تقاتل على الحدود مع بلادنا ، وهذه هي المرحلة التي كنا نتوقعها جميعا ، لأننا ندرك بأن أمريكا التي ترى في السعودية البقرة الحلوب تسعى جاهدة لإطالة أمد العدوان من أجل امتصاص ما تبقى في ضروع البقرة الحلوب تحت مسميات وعناوين عدة ، منها الحماية ، والدعم والإسناد ، والتعاون اللوجستي والعسكري ، والمشاركة المباشرة في العدوان وكل ذلك من أجل رفع فاتورة المشاركة لتدفع السعودية أكثر مقابل كل ذلك .
كنا في السابق نعتب على أنصار الله وشعار الموت لأمريكا، وكنا نقول لهم أين أمريكا منا وأين إسرائيل ، وها نحن اليوم نحصد بركات أمريكا في بلادنا ونشاهد قواتها وطائراتها وعدتها وعتادها وقنابلها وصواريخها التي تصب على رؤوسنا ليلا ونهارا ، وها هي أمريكا حاضرة بسياستها الملعونة التي نهتف بالموت لها كونها سياسة عدائية استغلالية استعمارية ، سياسة قائمة على الوصاية والهيمنة والغطرسة والاستعلاء ، سياسة قمعية تسلطية موجهة ضد الإسلام والمسلمين لتشويه صورتهما لدى شعوب العالم.
اليوم أمريكا تقتل الشعب اليمني وهذه هي الحقيقة التي لم يعد بالإمكان إنكارها أو تجاهلها ، ولهذا صار لزاما علينا أن نصرخ بالموت لأمريكا، وعندما نقول الموت لأمريكا فنحن نقصد الموت للسياسة الأمريكية لا الشعب الأمريكي ، للضغط على الإدارة الأمريكية وإجبارها على تغيير سياستها الرعناء بسياسة متزنة ومعتدلة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول والأنظمة واحترام القوانين واللوائح والمعاهدات والاتفاقيات الدولية .
بالمختصر المفيد، التدخل الأمريكي المباشر أو غير المباشر لن يؤثر في نفسيات المقاتلين الأبطال من جيشنا ولجاننا الشعبية ، والإعلان اليوم عبر البنتاجون عن المشاركة الأمريكية المباشرة يندرج في سياق رفع الروح المعنوية لقوات التحالف العبري ومرتزقتهم في مختلف الجبهات بعد الهزائم والانتكاسات والخسائر التي يتكبدونها يوميا والسعي للتأثير على نفسيات جيشنا ولجاننا ، ولكنهم لن يحصدوا غير الفشل ، فالمقاتل اليمني الذي صمد وواجه بكل شجاعة واستبسال أكثر من 17دولة منذ ثلاث سنوات كانت أمريكا حاضرة فيها لن يتأثر بالمشاركة الأمريكية المباشرة للجنود الأمريكان ، بل سيكون الأكثر شوقا ولهفة للقاء الجنود الأمريكان لينالوا نصيبهم من البأس اليماني والذي سبق وأن تذوقه أبناء جلدتهم من البلاك ووتر والداين جروب ، وسيكونون فرائس الجيش واللجان الشعبية في معركة النفس الطويل وحينها فقط سيدركون حقيقة أن اليمن مقبرة للغزاة من سابق ومن لاحق وستظل على مر الزمن بإذن الله وتوفيقه وتأييده.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.