عبدالسلام فارع
لست مبالغاً إن قلت بأن نجم هذه الاطلاله من رياضة الثورة وبرغم مرور 47 عاماً على رحيله إلى دار الخلد والبقاء لم تستطع ملاعبنا المستطيلة أن تنجب بديلاً أو مثيلا له ليس فقط من حيث القدرات الرياضية التي كان يتميز بها عن كل أفراقه بل من حيث القدرات والمزايا الإنسانية النبيلة والنادرة التي استطاع من خلالها احتلال مساحات كبيرة وواسعة في قلوب المحبين لعطاءاته وابداعاته الخالدة وبدرجة أساسية أولئك الأطفال الذين طالما رقصوا طربا لمهاراته وإمكاناته العالية حينما كان يذود عن مرماه الأزرق بكل كفاءة واقتدار وفي كثير من الأحيان بطرق استعراضية مفعمة بكل الثقة والاقتدار يوم أن كان ينتزع آهات الحب والإعجاب في كل المدرجات.. ويوم أن كان يقابل الجميع بعد كل مواجهة كروية بأحضانه المفعمة بالدفء والحنان وبقلبه الكبير الذي لا يعرف سوى الحب والخير للأرض والإنسان.
إنه النجم الأسطوري العملاق النجم الكبير المتألق يحيى ناصر الظرافي الذي ستظل مسيرته الرياضية الحافلة حديثا شائقا تردده كل الألسن كأجمل الأغنيات الخالدة على مر العصور والظرافي العملاق الذي مازال اسمه يتردد في كل زمان ومكان، سيظل منقوشا في قلوب وعقول الكثيرين ممن عايشوا إبداعاته وإمكاناته عن كثب وسيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة اليمنية والعربية على حد سواء.
والظرافي الذي برزت نجوميته ولمعت قبل بزوغ الفجر السبتميري الخالد عام 62م مع مجموعة من أقرانه في فريق الجمهورية الذي لم يدم إلاَّ أسابيع ليستحيل ذلكم الاسم إلى الهلال ومن ثم إلى الوحدة بعد أن أسهم فقيدنا الراحل وباقي زملائه علي محمد صلاح –أحمد الشبيبي – يحيى غرب – عبدالله الأشول – حمود عبده الأشول.
في تأسيسه وإشهاره كناد رياضي وثقافي على مستوى الجمهورية وليسهم في الوقت ذاته مع تلك الكواكب المتألقة في إحراز الكثير من الانتصارات والنجاحات التي لا يتسع المجال لحصرها لأنها أكثر من أن تُحصى وترصد لكننا وبإيجاز شديد سنشير لأكثرها بريقا وخلوداً وهي على المستويين المحلي والدولي كما يلي:
محلياً تعتبر المواجهتان الكرويتان أمام أهلي صنعاء من أهم المواجهات المفصلية التي خاضها نجمنا الأسطوري الراحل يحيى بن ناصر الظرافي، حيث أحرز فريقه الوحدة 14 هدفا في مرمى أهلي صنعاء ذهاباً وإياباً، أما المباريات الدولية لنجمنا الأسطوري الحارس العملاق يحيى الظرافي فهي كثيرة ومتعددة سواء كان ذلك مع المنتخب الوطني وفي أكثر من بطولة عربية أو على مستوى البطولات الدولية التي جرت منافساتها في العاصمة صنعاء كتلك البطولة المواكبة للعيد الخالد لثورة الـ26 من سبتمبر والتي جاءت بمشاركة المنتخب الليبي ومنتخب الجنوب.
إلا أن أهم المشاركات الدولية لنجمنا الراحل يحيى الظرافي كانت في بطولة الجيوش العربية في العاصمة السورية دمشق والتي تألق فيها إلى أبعد حدود التألق خصوصاً في المباراة المفصلية الأخيرة أمام المنتخب العراقي الذي تبخرت أحلامه باحراز البطولة حينما خسر اللقاء بهدفين نظيفين يومها كان للظرافي الدور الأبرز في ذلك الانتصار التاريخي والذي على إثره ذهبت البطولة للمنتخب السوري.
وعقب ذلك اللقاء التاريخي لمنتخبنا العسكري قبّل الرئيس السوري الراحل الحارس العملاق يحيى الظرافي في جينه وخاطب زملاءه والجهاز الفني بالقول: حافظوا على هذه الجوهرة الثمينة فهذا الرجل ثروة وطنية لليمن وقبيل ذلك اللقاء الذي شارك فيه إلى جانب الحارس العملاق يحيى الظرافي كل من محمد مقبل – عبدالله الروضي – محمد حسين المقشي- عبدالعزيز القاضي – أحمد العذري – عبدالعزيز قباطي – جواد محسن – محمد بشير – عادل مقيدح ويحيى العذري – علي الورقي – علي الحمامي – محمد السراجي.
وحسب رفيق دربه الرائع جدا مطهر اسحاق فإن الظرافي طلب من المصورين الإعلاميين الانتقال التي خلف مرمى العراق لأنه كان على ثقة بأن مرماه سيظل نظيفا طوال اللقاء.
يذكر بأن مطهر اسحاق هو صاحب المقترح الذي نص على أن يحمل ملعب كرة القدم اسم الراحل يحيى الظرافي، أما رفيق دربه الآخر أحمد العذري فقد أشار إلى مدرب المنتخب السوري خليل نداق قال عن الظرافي أنه حارس بلا فريق يقصد بأنه الفريق كله.
والظرافي الذي تخرج من الكلية الحربية عام 66م استشهد في مطلع العام 71م برتبة نقيب خلال رصده لتحركات أحد المهربين وكان عمره 26عاماً وهو أب لمحمد الحاصل على بكالوريوس الشرطة من الإمارات وشغل منصب وكيل أمانة العاصمة وحالياً يحضر الدكتوراه في أميركا وهو سند قوي لشقيقته وحيده.
أريج الرياضة اليمنية اللواء علي الصباحي وصف الراحل يحيى الظرافي قائلاً: لم أشاهد في حياتي حارساً مثله يلتف حوله الأطفال، ورفيق دربه محمد المقشي قال أنه كان قمة في الرياضة والأخلاق.