مشّاط المرحلة: على خطى الصمّاد نحمي ونبني
علي المحطوري
وإنه لقسم لو تعلمون عظيم، صدق الله العظيم.
مسؤولية أثقلُ من الجبال الرواسي ألقيت على عاتق الرئيس مهدي المشاط لمواصلة مشروع بناء الدولة بعنوان (يد تحمي ويد تبني).
وفي خطاب القسم الذي أداه في مجلس النواب أمس الأربعاء 25 أبريل 2018م حمل الرئيس المشاط الولايات المتحدة مسؤوليةَ العدوان السعودي وجريمة اغتيال الصماد في الحديدة مع ستة من رفاقه ظهر الخميس الماضي وكل الجرائم التي سبقت ولحقت.
وأكد المشاط أن العدو ذهب باغتيال الصماد إلى حرب مفتوحة، محملا إياه عواقب ما أراد من تلك الحرب العدوانية، وهنا يتطلب من مؤسسات الدولة كافة أن تترجم عمليا خطاب المشاط كل من موقعه ومسؤوليته سواء العسكري والأمني كما في الشق الأول من شعار (يد تحمي) أو في الشق المدني منه المتعلق بالبناء في كافة المجالات (يد تبني).
والحمايةُ مهمةٌ جسورةٌ يمضي فيها الشعب اليمني على مسار تحرري جرى ويجري على جنباته نهر من الدم والدمع.
والبناءُ مهمةٌ مستندة إلى الأولى وملازمةٌ لها تلازم الظل لصاحبه.
فلا قيمة لمعارك عسكرية لا تنعكس في تأسيس مداميك الدولة.
ولا مداميك تُبنى لدولة لا تخوض بنفسها مهمة الدفاع.
وتجربة الشعب اليمني خلاصة تجارب شعوب الأرض قاطبة، وما من شعب قامت له دولة دون تضحيات جسام.
ومما يزيد في يقين المرء بصوابية هذه الرؤية ما تمر به مشيخات الخليج من حالة ابتزاز أمريكي يمارسها ترمب على المكشوف، مطالبا إياها دفع “ثمن الحماية الأمريكية”، قائلا: “دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك”، مردفا: “هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا وعليهم دفع ثمن لذلك”.
هذا هو حال الخليج النفطي لا مستقبل له إلا بحماية أمريكا، على نقيض ما يسعى إليه اليمن بإرادة شعبية من امتلاك عوامل القوة الذاتية والوطنية بما يكفل بقيام دولة لا تبتزها أمريكا، ولا تُخضعها وصاية أجنبية من أي نوع كان.
وبهذه الخلفية السياسية لبت الجماهير التهامية دعوة الشهيد الصماد لمسيرة البنادق بالحديدة ليس وفاءً فحسب وإسقاط واجب، بل استفتاءً على مشروع تحرري بات عليه تتعلق آمال وتطلعات أمة بكاملها، ناظرة إلى الشعب اليمني أنه الأكثر شعوب المنطقة حيويةً في الوقت الحاضر، وأكثر شعوب المنطقة تأهلا لمهمة الانتصار لقيم الحرية والكرامة.
على أن أقرب رسالة لمسيرة البنادق التهامية هي إظهار الاستعداد الكامل لخوض معركة البحر مهما كلف الثمن، إيمانا بأن الجمهورية اليمنية دولة بحرية، كانت ولا تزال دولةً بحرية، وأنه لا يمكن للغزاة أن ينفذوا إلى كامل الساحل الغربي بسهولة ولا بعسر، بل هو المستحيل بعينه إن شاء الله وبمزيد من تضافر الجهود على كافة المستويات.
إنها معركة البحر، ولا مجال لليمن إلا أن ينتصر فيها.