> الناجون من مجزرة العدوان السعودي في بني قيس يروون لـ”الثورة”
> الأب يبحث عن ابنه والابن عن أبيه وتحليق الطائرات مستمر
> معظم الضحايا من الأطفال والأشلاء تناثرت لمئات الأمتار
> المنزل دمر بالكامل ولا يزال البحث جارياً عن مفقودين تحت الأنقاض
تحقيق/ جمال الظاهري
(والله ما أجزع, أنا جار أبوك خليني عند أبي)
كلمات بسيطة لخصت حجم المأساة والخسارة التي لحقت بالطفل سميح علي (7 سنوات) الذي فقد أباه وثلاثة من إخوانه في المجزرة التي ارتكبها العدوان في قرية (الراقة) مديرية بني قيس – محافظة حجة مساء 22 أبريل الجاري.
لم يستطع أحد إقناع سميح بترك والده (الشهيد) ونام تلك الليلة مسنداً رأسه على ذراع والده وناظراً في وجهه, رافضاً الاستجابة للذين أرادوا إبعاده عنه.
24 شهيداً و86 مصاباً هذه هي آخر إحصائية حصلنا عليها من (مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية) التي كلفت فريق رصد وإحصاء بالنزول إلى مكان الانفجار.
“الثورة” وعبر هذا التقرير وعلى لسان الجرحى وأقارب الضحايا والكادر الطبي الذي تعامل مع تبعات الجريمة, نزلت إلى مركز المحافظة ونقلت ما أمكن من الصورة من أروقة وأقسام هيئة المستشفى الجمهوري بحجة.. نتابع:
لم يكن يخطر في بال أولئك الصبية أن ما هم فيه من مرح ولعب وسعادة سيتحول إلى النقيض وأن المجرم قد استكثر عليهم ساعات قليلة من السعادة والمرح وأنه قرر استبدال الفرح والأهازيج وقرع الطبول والضحكات, وحالة السعادة التي هم فيها بحالة من البؤس والذهول.
جريمة مروعة لم يفعلها حتى إبليس بهذه الطريقة, ولم يخطر في بال أحدهم فكرة أن يحول مشاعر السعادة والانشراح إلى حالة من الأنين والصراخ والعويل وأن يستبدل المناسبة السعيدة بحالة من البؤس.
كيف لا وقد رأوا في لحظة واحدة أجساد أقاربهم التي كانت ترقص ابتهاجا وقد تحولت إلى أشلاء متناثرة أو ممزقة أو مطمورة تحت ركام المنزل الذي جمعهم للتعبير عن البهجة والسعادة بزفاف أحد قرنائهم وابن قريتهم.
كامل عيطان دويد (13 سنة) كان يمرح مع أقرانه في العرس الذي تحول إلى مأتم .. كان يرقد على أرضية إحدى الغرف في المستشفى نظراً لقلة الأسرة وللعدد الكبير من المصابين الذين استقبلهم المستشفى الجمهوري بحجة, وجهه متورم وذراعه مجبسة ومدعمة بأساور معدنية بساند حديدي, يقول:
ضربنا صاروخ ونحن في العرس, ولم ندر ما حدث, وحين (صحينا) شفنا الناس (مجدلين) ومقطعين ومدفونين تحت التراب – منهم موتى ومنهم مصابون وآخرون قاموا يفتشون عن أقاربهم أو يهربون من المكان.
ويضيف: بقينا حوالي نصف ساعة حتى وصل الناس لإنقاذنا لأن الطائرة كانت تحلق فوقنا.
باسم طفل آخر من جيران العريس عمره 14 سنة يقول: ضربنا الطيران ونحن في العرس, كنت ألعب مع اثنين من إخواني واحد مزقت رجله والثاني يده,, قتلوا وجرحوا الأبرياء, وقد رأيت عشرين شهيداً.
يقاطعه والده محمد عبدالله حسن جربان الذي كان يجلس على حافة السرير قائلا: كنا في العرس في منطقة ريفية نائية (بدو) ولا عندنا معسكرات, لا نعرف في حياتنا غير الزراعة ورعي المواشي.
لا نعرف بأي ذنب تضربنا الطائرة, نحن أبناء قرية واحدة وكلنا أقارب وأنساب, كل من في المستشفى والذين استشهدوا أقاربي, الآن في المستشفى حوالي 50 جريحاً في العناية المركزة وفي غرف المستشفى الأخرى, وحوالي 25 شخصاً استشهدوا.
أم عبدالمجيب فتيني .. خمسينية ترافق ابنيها المصابين لأن والدهما مغترب في السعودية, تقول: هذا عبدالمجيب 15 سنة عنده كسر في ذراعه وأخوه في العناية لأنه يطرش دم وعمره 14 سنة, ضربهما الطيران وهما في العرس مع أصحابهما بدون ذنب.
دارس علي المصابي يقول من جابنه: لا أدري هل أنا محضوض أم أن الموت كان أرحم لي, فما وقع لا يصدق لقد غادرت مكان العرس قبل الضربة بعشر دقائق, لم أبتعد كثيراً وفجأة اسمع صوت الانفجار استطلعت المكان ورأيت الدخان وعرفت أن بيت ومخيم العرس كان الهدف, أخذت دراجة نارية وعدت إلى مكان الانفجار الذي كان في حوالي الساعة الـ 9.50 مساءً تقريباً.
وتابع: كان المشهد الذي رأيته مرعباً للغاية, الأشلاء متناثرة في ارجاء المكان, هنا رأس أحدهم وعلى مقربة منه قدم لأحدهم وهناك ذراع أو جثة ممزقة تتدلى منها أحشاء أحد الضحايا.
وأضاف: لقد مررت على العديد من الجثث التي أغلبها ممزقة وبعضها تبدو سليمة ولكن لا حراك لصاحبها, لقد أحصيت 16 جثة كلها لأطفال, وشاركت في إسعاف 38 مصابا وحسب علمي فإن عدد الحالات التي أسعفت قد بلغ 52 مصاباً, فيما بلغ عدد الشهداء 33 شهيداً لكن الرقم لم يؤكد بعد, ولا يزال ثلاثة أطفال تحت الأنقاض (مفقودين).
ويقول: كانت قوة الانفجار كبيرة جداً ودمر البيت بالكامل ولا يزال هناك ثلاثة أطفال مفقودين, ولا يزالون تحت الركام ولم يتم انتشالهم حتى لحظة مغادرتي مكان الانفجار وذلك بسبب استمرار تحليق الطيران فوق المنطقة.
وعما شاهده يقول دارس: لقد وصلت رائحة الدخان (البارود) إلى مسافة ثلاثة كيلو مترات.
كانت حالة الهلع وما صاحبها من صراخ للأقارب وعويل للنساء يعم المكان, وأسماء من كانوا في العرس يتردد في كل اتجاه من قبل أقاربهم.
لقد تحولت الحالة في المكان من النقيض إلى نقيضه, من حالة البهجة والسعادة إلى حالة من البؤس والألم والذهول, إلى مأتم ليس كأي مأتم.
ويضيف: لقد تطايرت الأشلاء إلى مسافة 700 و800 متر, وقد رأيت أشلاء الضحايا معلقة في فروع الأشجار.
هناك اسر كانت خسارتها فادحة, كأسرة الرفاعي التي فقدت الكثير من أبنائها, وأسرة العريفي التي سجلت أكبر عدد من المصابين, لقد توزعت الكارثة على الجميع ووصل الألم إلى كل أسرة وبيت, وأغلب الضحايا من الأطفال، أي نسبة 70% ممن استشهدوا كانوا أطفالا وكذلك الجرحى.
ويختم: بعد المسافة ووعورة الطريق ومنع الطيران للمسعفين فاقم من الكارثة, المسافة إلى مركز المديرية حوالي 20 كيلو وإلى مركز المحافظة من 80 إلى 100 كيلو متر, وكان (وادي مور) ممتلئاً بـ(السيل) المياه والطريق وعرة ولا تعبرها سوى (الشاصات).
أحدهم يصرخ: أبي وآخر: ابني
خال العريس عبدالرحمن يحيى حسن المصابي يقول: حدثت الضربة ولم ادر ما الذي حصل وحين استفقت شفت كل الذين كانوا حولي أشلاء, فنهضت أدور في المكان الذي عمه الصمت المخيف والمناظر المخيفة للجثث والأجساد المقطعة أينما ذهبت.
قتل الكثير ولأني غادرت المكان في أول سيارات الإسعاف لا أعرف كم عددهم, ولكن هناك أناسا ما زالوا تحت الركام.
عبده فتيني المصابي ناج آخر يروي ما حدث ويقول: كان معنا عرس في منزل يحيى جعفر المصابي (حسبي) كنا نتجابر مع بعضنا البعض, وحوالي الساعة التاسعة والنصف مساء, والطيران (يلوح) فوقنا وواحد يقول لي الطيران يلوح فوقفت أتأكد وبمجرد أن قلت يا (خبرة) الطيران يلوح, وبمجرد أن لفظت هذه الكلمة ولم أكمل كلمة تفرقوا, فقط قلت يا خبرة إلا والضربة علينا مباشرة, نزلت على الأرض والنار تغطيني وأغشي علي وفقدت الاستيعاب, بعدها لم أدر كيف وقفت وخرجت من مكاني أجري لا أدري إلى أين وحصلت الناس تصرخ واحد يقول ابني وآخر أبي.
عدت إلى مكان الضربة فوجدت الناس تصرخ, هممت بالتوجه إلى مكان الاستهداف فمنعني الناس لأن الطيران كان لا يزال يحلق فوقنا وقد يعاود الاستهداف.
أولادي كانوا داخل المنزل الذي ضرب, جريت إلى المكان وحصلت المجابرين في العرس مرجمين في الطريق قتلى – الذي ممزق والذي ملقى بين التراب والركام وفاتح عينه وفمه ولا يتكلم وآخرون مكومون فوق بعضهم – الذي مزقت رقبته والذي أرجله والذي محترق, وأشوف حولي سيارتين (شاص) لأخوين كانتا موجودتين منخولتين من الشظايا, دمرت الضربة المنزل وقتلت من كان فيه وحولته إلى ركام.
عم العريس حمزة يحيى المصابي, أحد المصابين فقد ابن أخيه وأصيب تسعة من أقاربه, أصيب بكسرين في يده يقول: كنا متجمعين في العرس, وكان الطيران يحلق وحين سمعناه حاولنا أن نتفرق إلا والضربة علينا, استشهد فوق عشرين وفوق خمسين أصيبوا.
أسعفنا إلى المستشفى بصعوبة لأن سيارات الإسعاف قليل والمنطقة بعيدة, كانت الحالة صعبة التراب والدخان يغطي المكان, شاهدت سيارة تحترق والثانية أصابتها مليانة بالشظايا.
يحيى جراد المصابي مصاب وأحد أفراد الأسرة المنكوبة التي يزيد عدد من استشهدوا وأصيبوا منها عن العشرين شخصا, فقد اثنين من أبناء عمه, واثنين آخرين بترت ساقاهما, وولده يعاني من إصابة خطيرة استدعت إحالته إلى مستشفى في صنعاء والبقية يعانون من إصابات متنوعة ويرقدون في المستشفى يقول:
كنا في العرس وبعد أن رقصنا جلسنا نستريح وما حسينا إلا بالضربة أصب العريس وتوفي ابن عمه وآخر أصيب بإصابة خطيرة في بطنه وعمه كسر (جنبه) ذراعه ويعاني من ألام أخرى والباقين إصاباتهم متنوعة.
لا يوجد عسكري في المنطقة
جبر المصابي: حضرنا نلبي دعوة أهل العريس, ونحن نجابر ما حسينا إلا بالضربة وحين أفقنا رأينا الناس قتلى وجرحى وآخرين مدفونين في أماكنهم, كنا نسمع أنين المصابين واستغاثتهم ولكن المسعفين ما استطاعوا الوصول إلى المكان إلا بعد نصف ساعة لأن الطيران كان يحلق وخاف المسعفون أن يستهدفهم الطيران من جديد.
وصل المسعفون وكل واحد يبحث عن قريبه، واحد يدور بعد ابنه وواحد بعد أبيه أو أخيه, كان الوضع صعبا ولا توجد سيارات للإسعاف والمكان بعيد, ويستغرق حوالي ثلاث ساعات إلى هنا.
ويضيف: أقسم بالله إني لم أر حتى عسكرياً في المنطقة, ولا يوجد لدينا معسكرات ولا مواقع, ومناطق الجبهات تبعد عن منطقتنا من حوالي 70 إلى 100 كيلو.
بالقرب منه يستلقي على أحد الأسرة الطفل عبدالعزيز صالح مصابي – أحد المصابين 13 سنة يقول: ضربنا الطيران في الليل ونحن سامرين في عرس.
عبدالعزيز ليس الوحيد من أسرته الذي تعرض للإصابة ففي العناية المركزة يرقد ثلاثة من أقاربه (أبناء عمه).
في المستشفى
الدكتور خالد السيد– جراحة عامة-.. استدعينا للحضور إلى المستشفى بصورة مستعجلة نتيجة لإنقاذ الجرحى والمصابين الذين خلفتهم غارة العدوان على عرس إحدى قرى في مديرية بني قيس.
حالات الإصابات كانت مختلفة بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة – إصابات عظام ومخ وأعصاب إصابات جراحية – أطراف – صدر – بطن وغيرها, وبحسب الإمكانيات بحمد الله تم عمل اللازم وإسعاف المصابين, ومنهم من تم نقلهم إلى العمليات لعمل الجراحات اللازمة, حسب نوع الإصابة, وبعد العمليات هناك من تم نقله إلى العناية المركزة وهناك من تم نقله إلى أقسام كل حسب حالته.
الدكتور محمد علي قاطن – صيدلي وأحد أعضاء الفريق الطبي الذي شارك في مهمة استقبال وإسعاف المصابين يقول:
وصلنا البلاغ من هيئة المستشفى الجمهوري الساعة الحادية عشرة ومن لحظتها استنفرت كل الكوادر في المستشفى وتم تجهيز كل الطواقم ومستلزمات الإسعاف وقد استقبلنا عدة دفع من المصابين كل دفعة من 5 إلى 7 أشخاص أغلب المصابين أطفال.
الحالة التي عشناها كانت استثنائية لم تمر بنا من قبل, والحمد لله تمكنا من عمل اللازم, ولا يزال هناك مصابون في العناية المركزة.
كانت الحالة التي عشناها لا توصف حيث امتلأت الأقسام و(الطواريد) الممرات بالمصابين والمسعفين, والدكاترة والممرضين والمتبرعين بالدم.
ومع أن الصورة كانت مأساوية إلا أن هناك صورة أخرى مغايرة تمثلت في حالة الإقبال من قبل المتبرعين بالدم وكذلك الشعور الإنساني الراقي بالمسؤولية من قبل قيادة وطواقم المستشفى الذين بذلوا مجهودا خرافيا في إنقاذ حياة الكثير من المصابين الذين كانت حالتهم سيئة للغاية وميئوس منها إلا أن الدكاترة وبمثابرة منقطعة النظير استطاعوا إنقاذ الكثير من المصابين الذين كانت نسبة (الهيموقلوبين) لديهم بين 7 إلى عشرة نتيجة للكميات الكبيرة التي فقدوها من الدماء حتى أن بعض الأطفال في عمر 3 أو 5 سنوات إلى ثلاث قرب من الدم, والآن حالتهم مستقرة.
حالة الطوارئ مستمرة في المستشفى
الدكتور محمد الصوملي – رئيس هيئة المستشفى الجمهوري بحجة- وفي تصريحه لعدد من وسائل الإعلام والمكاتب والمنظمات الحقوقية قال:
استقبلنا حتى الآن 52 حالة حرجة جراء عمليات القصف التي نفذتها طائرات العدوان على حفل زفاف في مديرية بين قيس.
كانت معظم الحالات حرجة وأغلبها من الأطفال, حيث سجلنا 33 حالة أطفال, وقد اضطررنا إلى بتر ثلاثة أقدام بسبب شدة الإصابة التي تعرضوا لها.
تم التعامل مع جميع الحالات في المستشفى ولم نضطر إلى إحالة أي حالة إلى المستشفيات المركزية في صنعاء.
لا يزال المستشفى خاضعا لحالة الطوارئ، فجميع الطواقم وسيارات الإسعاف مستنفرة لاستقبال أي جديد من الحالات التي تحتاج إلى الإسعاف والعناية الطبية لأنه حتى الآن لم يصلني أي بلاغ عن استكمال نقل الحالات التي تحتاج إلى الإسعاف والعناية الطبية لدينا.
وعن المساهمة في نقل المصابين من مكان الجريمة يقول: لقد استنفرنا جميع سيارات الإسعاف وتم نقل جميع الجرحى إلى المستشفى بواسطة سيارات الإسعاف التابعة لهيئة المستشفى الجمهوري وسيارات مكتب الصحة في المحافظة, التي بذل طواقمها مجهوداً يشكرون عليه حيث كانوا يأتون بالمصابين ويعودون إلى مكان الجريمة لنقل دفع أخرى من المصابين الذين ينتشلون من تحت الأنقاض.
قالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان ليز ثروسيل، خلال حديثها للصحفيين في جنيف يوم الأحد 22 أبريل قالت: إن قصفا جويا نفذته طائرات التحالف أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين في حادثتين منفصلتين، أكثرها مأساوية حدثت أثناء حفل زفاف في محافظة حجة، يشير التقصي الأولي من قبل موظفينا إلى أن عملية القصف أسفرت عن مقتل 19 مدنيا على الأقل وإصابة نحو خمسين بجراح، أكثر من نصفهم من الأطفال.
تاريخ البشرية ليس نعيما صرفا ولا مآسي محضة, وعلى مدى قرون مضت وسنين نعيشها وسنين قادمة سيبقى يتذوق مرارتها سواء كان مصدرها قوى الطبيعة كان الإنسان سببها.
هكذا كان حال البشرية وما يزال باختلاف أشكاله طالما الأفعال قائمة وشبح الموت يخيم بظلاله على الوجود.
هذه الجريمة التي ارتكبها ولا يزال طيران “التحالف العربي” بحق الأبرياء واستهدفت حفلات الأعراس وقاعات العزاء وغيرها سواء في محافظة حجة أو في غيرها والتي منها مجزرة مديرية بني قيس قرية (الراقة) التي راح ضحيتها العشرات من أبناء القرية, وفجيعة الأقارب بفقدان الأب والابن والأخ والقريب والصديق, لن تكون الأخيرة ولن تجعل العالم المنافق يستفيق وينظر إلى الكارثة التي تعيشها اليمن وستتواصل هذه الأعمال الوحشية ما دام أبناء اليمن ممزقين متناحرين ويوزعون ولاءهم للأجنبي دون اكتراث للعواقب.