” في رحاب الشهر الكريم “
جميل علي النويرة –
نحن اليوم في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى أن نذكر أنفسنا ونذكر بعضنا البعض بالقيم والأخلاق والفضائل التي جاء بها الشهر الكريم … ونحن بحاجة إلى نبذ الخلافات والتباينات خلف ظهورنا¡ ما أحوجنا لكي نقف قليلا عند معاناة الفقراء والمساكين في منتصف هذا الشهر الكريم .. وما أشد حاجتنا في هذا الشهر شهر الفضائل والبركات ¡ شهر المنح والحسنات.. أن نقف ولو بعض الساعات مع أنفسنا ¡ ونكبح جماح أهوائنا ونزواتنا البشرية الأمارة بالسوء ¡ وأن نرتقي بأنفسنا إلى حيث أمرنا الخالق جل في علاه ..¡ نحن بحاجة إلى قليل من التأمل والروية ¡ والتكفير بكل منطقية. بعد عناء دام ستة أشهر من الصراعات والمماحكات ¡ أما آن لها أن تحط رحالها في شهرنا الكريم ¿! إن الفترة المنصرمة التي قاسى فيها شعبنا العظيم الويلات ¡ جاءت نتيجة لحب الذات والأنانية والتمترس عند بعض الآراء المغلوطة ¡ ألم ترق قلوبنا بعد إلى مآسي الفقراء والمساكين ويبتعد البعض عن اللعب بأقواتهم ¡ وتمزيق طموحهم ..¡ ألسنا بحاجة إلى بصيص نور الكهرباء والتي طالما قد حرمنا منها طيلة الأشهر الماضية ¿!
ألسنا بحاجة إلى لحظات النقاء والصفاء الرمضاني وروحانيته ¡ لإعادة الحب والوئام إلى القلوب التي فقدت بفعل تلك المماحكات¿!
ألسنا بحاجة إلى الإحساس ببؤس الناس وشقائهم الذي بلغ أقصاه وبلغت منه القلوب الحناجر وشخصت منه الأبصار¿!
ألسنا بحاجة الى معالجة مشاكلنا الداخلية الاقتصادية والاجتماعية ¿
نحن بحاجة أن نحس ببعضنا وأن نستلهم العبر والعظات من دروس الصيام وأن نرتفع فوق الصغائر والأهواء وأن نتراحم فيما بيننا ¡ لكي تتجلى الأحزان وتمسح الدموع ¡ ويتآخى الناس ¡ وتزال الغمة ¡ لقد حان الوقت لكي نستغل قدسية الشهر الفضيل وأن نفيق من سباتنا ¡ وأن نتحرر من العناد والمكابرة¡ وأن نغلب مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة والانحياز إلى تماسك الجبهة الداخلية والتآلف والتعاضد ومعالجة كل التباينات والاختلالات تحت سقف الحوار .
حفظ الله وطننا ¡¡ وشهركم مبـارك