الكتابة الرسالة الصعبة
حسن أحمد اللوزي
حسن أحمد اللوزي –
< تخيل الفيلسوف الالماني العملاق فريدريك نتشه قراء من الجهابذة والجبابرة وذوي الفهم العميق حتى لا يتجرأ احد على الكتابة الهينة وكي لا تتحول الكتابة إلى مستنقع لا نرى فيها سوى الضفادع ذلك أن أرقى الكتابات في رأيه هي تلك التي تجاهد من أجل أن تحفظها عن ظهر قلب وأن كانت عن لا شيء!!
فكيف بالأمر اذا كانت الكتابة عن الدين والعقيدة وحقيقة الايمان أو عن الحرية والمسؤولية أو عن الحقوق أو عن القدسية الوطنية للدستور أو الولاء للوطن أو الوفاء بالعهود وأعود لاقتبس اهم ما قال: ” اعلى الامثال أن نكون قمما وعلى الذين تتكلم اليهم أن يكونوا عظماء وجبابرة” فيما شبه الكاتب بالذئب المستأنس الناضج بالحكمة ويقول: “نريد كتابة ترفعنا من وهدتنا إلى الاعلى وأسوأ الكتابات ما نبالغ بها في ادعاء المعرفة “
ولذلك اهرب في هذا الشهر الفضيل إلى بعض الافكار والخواطر:
> الذين يظنون انهم بتمرير الوقت يكسبون الرهان فإنهم في النهاية يخسرون الوقت والعمر والرهان معا والذين يجادلون في كل كبيرة وصغيرة وباستخدام الألاعيب الذهنية والنفسية انما يحتقرون قيمة العمل ولا ينتظرون الإنتاج المستهدف وذلك اعمق الفشل والفساد والخداع والذين يظنون أن الحوار نوع من الحرب ولذلك يدبرون المكائد والخدع ويستحلون لأنفسهم “المشارعة بالباطل” فإنهم سوف يفتضحون في نهاية المطاف وتكون نكبتهم الوطنية والاخلاقية كبيرة لإضاعتهم الفرصة الثمينة التي كانت امامهم لينتصروا للحق الذي كانوا يعتقدونه ولوجهة النظر التي كانوا يؤمنون بها وللأهداف التي كان مفترضا أن يركزوا عليها بسبب أنهم لم يدعموا ذلك بالحجة الواضحة والبراهين الساطعة أو الأفكار النيرة وللأسف استحلوا اللعب حتى مع انفسهم وبقيت تنتظرهم المرارات والحسرات.
> النفس الفقيرة لا يطهرها اكتساب غنى العالم وعلم العلوم وبسطة المعرفة وكنوز الحكمة لأنها ابعد ما تكون عن ادراك معنى السخاء وكل أفعال الطهر والنماء ومعنى فضيلة العلم ووجاهة أن يكون الإنسان عارفا حتى بأسرار الاسماء كلها أما الفقر المادي فسرعان ما يعوضه اقتدار على الكسب عندما تتاح الفرصة لامتلاك المال ونحوه والسهر على توظيف ذلك في المرامي السامية. والفقر المعرفي في النفس السوية يجعلها على فطرتها النقية تلك التي تمنى النبي صلوات الله وسلامه عليه أن يحشر في زمرة اصحابها اما الفقر الروحي فلا يعوضه أي غنى مالي أو مادي أو معرفي ولا تتطهر منه النفس الا بإيمان عظيم زاخر ومتحرك كالبحر الذي يتماوج بتدفقات القيم والمثل وفي مقدمة ذلك مكارم الأخلاق التي هي سمة النفس المطمئنة ونبضات الحياة الحرة والكريمة في كل مجتمع يتمتع بالصحة بمعنى امتلاك العافية والإنتاجية ومظلة العدالة الاجتماعية.
> لن نصل إلى الأمن الذي نتطلع اليه حتى ننظر إلى رجل الأمن “القوات الخاصة والشرطة والمرور والنجدة والبحث الجنائي الخ” كل في موقع عمله ونطاق مسؤولياته كانه ضميرنا اليقظ الذي يسهر على راحتنا وأمننا فلا نخذله من واجب الاحترام له وصدق الاطمئنان اليه والحرص على مساعدته اذا لزم الحال وتطلب الموقف كالتزام وطني وذاتي. ذلك مالا توفره القوانين!!
* كلما ازدادت مكاسبك المادية اقتربت اكثر من الهباء وارتفعت إلى هوة في نفسك معلقة بين القناعة المهتزة والطمع والجشع وبين الخيلاء وخسارة الأحبة والأهل والأصدقاء . إن العدم الاخلاقي ينفخه وهم الثروة الزائلة والجاه الخاوي والسلطة المضيعة والمدمرة!!
> إن كان جوهر ما تعمله يرضيك وتطمئن اليه فلا تهتم بالديكور الديكور يصلح للمسرح وحذار أن تمثل وانت تعيش حياتك أو تعرض مواقفك أو تستعرض البراهين لأنها لا تحتاج لأكثر من إتقانها في ادائك الطبيعي اما التمثيل فله مواقع اخرى ربما أرقى وهي خشبة المسرح ولأن التمثيل في غير المسرح عبث وعمل ساذج وهو في السياسة جناية على الذات وعلى النظار وعلى القيمة الفكرية والسياسية.
* إن الحياة غنية بالأحداث والأعاجيب البينة وتكون طاغية في حالة “اللهو” وتفضي إلى اكثر من سراب أو غياب لكل من لم يهضم منها اللباب ولم يدرك الاسباب ويتعقب خط الصراط المستقيم من المجيء حتى الإياب لينجو من سطوة الحبائل التي تسوق إلى العذاب. الحياة اروع من متنزه لسباق العمر بالنسبة لذوي الألباب!
> هناك تباين الذي يعمل على توسيع قاعدة التباين يقترف الخطأ الجسيم. هناك توافق وتماثل التوافق والتماثل يمتلكان كل أسباب النصر مهما طال الحوار أو حتى تعقدت الأمور.
من ديوان معارج الرؤية