رب ضارة نافعة
أمل المطهر
أكاذيب ظل العالم بأسره يسير خلفها ويتغنى بها ويسبح بحمدها لأمد طويل.
خرافات ظلت الأجيال تحكيها وتتوارثها جيلا بعد جيل لكن الشعب اليمني وخلال ثلاثة أعوام هو من كشف تلك الأكاذيب وعرى زيفها هو من أغلق الستار على تلك الحكايا والخرافات التي أصبحت مورثا لدى كل شعوب العالم ..
فأمريكا التي كانت تسمى (العصى الغليظة) (والقوة التي لا تقهر ) قد قهرت وانكسرت في اليمن الصامد وأهينت أسلحتها الفتاكة بأبسط الأدوات وبأيدي رجالنا الأبطال أصبحت هشة مهشمة ولم يعد صدى ذلك الغول الذي كان يخافه الجميع يسمع في الأرجاء وهاهي الآن تدفع بأيديها القذرة لارتكاب المجازر تلو المجازر في اليمن كلما شعرت بالغيض من هذا الشعب الذي أعياها صموده وأوهن بأسها وعيه فقد انفضحت أما العالم بأنها لاتعرف للسلام عنواناً ولا للحرية مكان فليست سوى شيطان اكبر تسعى لتوسيع رقعة الحروب في كل مكان وتتلذذ بسفك دماء الأبرياء وكم ظللنا نسمع أكاذيب وتراهات عن رعايتها للحريات والديمقراطية والسلام في العالم فانفضحت تلك الأكاذيب منذ بداية العدوان على اليمن.
والكل أصبح مكشوفا دونما ساتر يستر قبحه أمريكا ومجلس الأمن والأمم المتحدة ودويلات الخليج وكل من شارك في هذا العدوان بأية وسيلة كانت أصبحوا مكشوفين عارين من أي تغطية وتجميل فقد فضحهم الشعب اليمني برجاله ونسائه وأطفاله ببيوته ومؤسساته ومستشفياته وطرقه ومقابره المدمرة، كل ذلك وضح الحقيقة الغائبة عن الجميع بأنهم أعداء للسلام وكابتون للحريات فخوفهم ان يملك الشعب اليمني زمام أمره ومن أن يكون قوياً ويمتلك سيادته التي ان تحققت لن يسمح لهم بالتدخل وحشر أنفهم في كل صغيرة وكبيرة كما كانوا يفعلون من قبل لذلك لم يستطيعوا الاستمرار بلبس قناع الحرية والسلام والديمقراطية وأصبحت أمريكا تجاهر بأنها لن تسمح لأحد بأن يفلت من قبضتها وينجو من جحيمها. إن مجلس الأمن الذي ترفع فيه كل القضايا الإنسانية والتي تمس حريات الشعوب واستقلاليتها ومعاقبة كل من ينتهك القوانين الدولية التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب و الذي منذ أن عرفت نفسي وأنا أسمع الكثيرين ممن انخدعوا به يناشدونه لإنقاذهم من اي مصيبة تحل بهم ويستنجدون به لينقذهم من تسلط الطغاة عليهم بكل حمق وغباء.
وها هو الآن ينفضح بأنه مجلس أنشىء لمساعدة وإعانة دول الاستكبار في العالم وإعطاء غطاء سياسي وأممي لكل ما تقوم به تلك الدول من جرائم تجاه الإنسانية أو اعطاء جرعة قلق تخديرية لتلك الشعوب المظلومة المغلوبة على أمرها وإيهامها بأنه في خدمتها وخدمة مصالحها.
وأما بالنسبة لعربان الخليج العبري فقد كانت فضيحتهم أشد وانكى فبعد ان كانوا يرتدون ثوب الوعاظ المتقين وأنهم خلقوا لخدمة الدين وأهله وإنهم حماة الديار والدين والأعراض وخرقوا آذاننا بخبطهم الرنانة عن هباتهم وتبرعاتهم ووقفاتهم مع المستضعفين ومعاداتهم لأعداء الإسلام وكان الكثير من السذج السطحيين يصدقون كلامهم وينبهرون بكل ما يقومون به ولكن منذ أول يوم للعدوان على اليمن وزيفهم ينفضح يوما بعد الآخر.
وهاهم الآن يظهرون بوجههم الحقيقي كخدام وأحذية لأمريكا وإسرائيل وبأنهم العدو الذي يمكر ويغدر وينشر سمومه بين كل شعوب المسلمين فلم نسلم من لسانهم ولا من أيديهم التي لوثت بدماء المسلمين في كل بقاع الأرض .
وهاهم اليوم يتعرون أكثر فأكثر فقد أصبح الوعي منتشرا بين كل شعوب الأمة العربية والإسلامية وأصبحنا نرى المظاهرات الاحتجاجية والحملات التوعوية التي كثرت وخرجت إلى النور بعد العدوان على اليمن وبعد أن رأت تلك الشعوب كيف صنع اليمني بكل ذلك الهيلمان والقوة العسكرية والإعلامية والمخابراتيه والبشرية وكيف تلاشت كالهباء المنثور في وجه اليمني المؤمن المجاهد الصابر، كيف انهزم ملوك الرمال واهين ملوك الزجاج في اليمن التي صنعت عزيمة لكل من يتوق لنيل الحرية وتذوقها .
والآن حصحص الحق و فضحت نواياهم ولم تعد تجديهم أية مساحيق تجميلية لتغطية قبحهم وبشاعتهم وحتى تلك المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية انفضحت و أصبح الجميع يعرفون انها منظمات لاإنسانية ولاحقوقية فهي لا تنبس ببنت شفة أمام تلك الجرائم ولا تحرك إنسانيتها أشلاء الأطفال والنساء تحت ركام صواريخ الحقد الأسود .
ولاتتحرك الا لتشجب وتندد أي تحرك دفاعي لرجالنا في الجبهات الآلاف الصواريخ تنزل على رؤوس الأبرياء ليل نهار ولم يتحرك مجلس الأمن أو يدينها وصاروخ واحد على منطقة عسكرية يجعلهم يتألمون وتتحرك عندها إنسانيتهم وأحاسيسهم فعلا عالم منافق مريض لكن كما يقول المثل رب ضارة نافعة فهذا العدوان بقدر ما آلمنا وأضرنا بقدر ما كان نافعا ومفيدا لنا كي نبني أنفسنا ونطور من مهاراتنا ونصنع الصواريخ وغيرها من الأسلحة ونبتكر ونخترع ونقاوم ونصمد لثلاثة أعوام والاهم من كل هذا اننا كسرناهم وما زلنا نفعل حتى اللحظة وما زلنا نفضحهم ونقدم دروسا لكل أحرار العالم من هنا من ارض الجهاد والشهداء.