إيمان الشعب اليمني ببناء الدولة اليمنية ثابت كالإيمان بالله فى الوجدان
عبدالفتاح حيدرة
اليوم هناك من يتحدث ويتفلسف وينظر عن بناء الدولة اليمنية ومؤسساتها، محاولا وبتزلف وتطميع عقيم وساذج مقارنة البناء اليمني اليوم لمؤسسات الدولة اليمنية والجيش اليمني، بضرورة وصوله إلى ما وصلت إليه دول الخليج الكرتونية الطارئة من بناء ، يا للغباء والتفاهة، وفوق هذا كله يحاول إلصاق تهمة التدمير للدولة اليمنية بالإنسان اليمني، وليس بشهوة الحرب التي شنها على اليمن تحالف الدول الخليجية الطارئة والكرتونية ، لأنه وببساطة شديدة يحاول ان يمحي من وعي وقيم ومشروع اليمنيين تاريخ اليمن وتراكمه في وجدان التاريخ اليمني والعربي والاسلامي والعالمي بل ومن وجدان الإنسان اليمني قبل كل شيء، لأن هذا التراكم التاريخي هو ما يفضح زيف وكرتونية تحالف دول العدوان الخليجية وتحالفها..
يا أيها الطارئون.. أن كل إنسان يحب الملكية والحرص على ما يملك، لكن الأهم هو أن الإنسان مجبول على الانتماء لوطن، إنتماء يدفعه إلى أن يقدم روحه طائعا من أجل أن يبقى ذلك الوطن التاريخي والجغرافي أثراً متراكماً في وجدانه ووجدان اسرته وقبيلته وشعبه ، صحيح قد لا يستطيع الإنسان في وطنه أن يلمس منه إلا حفنة من رمال هنا أو حفنة من ماء هناك، وقد يلمس من وطنه فى كل وقت التعنت والإهانة وضيق الأفق والتهميش، ولكن يبقى الوطن وطناً، ومن ارتضاه وطنا واستطاع قبل ذلك وبعده أن يبقى بشرا فيه، له تاريخ تراكمي ملتصق بقيم الشرف والكرامة والصمود والتحدي والبناء، ويملك فيه مقدرات التراث والعادات والتقاليد والبطولة والتضحية لوطنه، لا ان يكون دابة من دواب الأرض يمشي عليه وكفى..
يا ايها المزيفون.. بالقطع ان الدول الخليجية الكرتونية الطارئة التي تحاولون إلصاق طموحكم لبناء الدولة اليمنية بها، هي دول نكرة في تكوينها التاريخي والجغرافي والسياسي منذ أن تكونت البشرية، وتم تكوين دويلاتها ومشائخها تكويناً طارئاً على التاريخ والجغرافيا، من قبل أعداء التاريخ والجغرافيا الاستعماري (الصهيوبريطاني)، تكوين له مشروعه التوسعي والمبني على تهويمات ثأرات التاريخ ، التاريخ الذي لا تملكه أصلا هذه الدويلات الكرتونية، فكان إيجادها وتكوينها هو إيجاد وتكوين إستعماري تحت غطاء عقائدي وسياسي واقتصادي، كرغبة وجود استعمارية فى الهيمنة والتوسع وبناء إمبراطورية المال الغبي على حساب تاريخ وجغرافيا وكيان وسيادة وحرية وثروة وقوة دول جوارها، هذا كان منطلق المؤسس لهذه الكيانات والدويلات الخليجية الطارئة، وهذا ما لا يمكن إغفاله فى التعامل معها اليوم..
ايها الطارئون والمزيفون عليكم ان تعيدوا التفكير قليلا في تنظيراتكم كل المساء لإعادة بناء وقولبة التاريخ اليمني والإنسان اليمني والدولة اليمنية للإلتحاق بنهج وسيرة وشكل بناء دول الكرتون الخليجي وخاصة بعد أن صارت هذه الدول الكرتونية الآن العدو الأول لليمن كدولة وشعب وتاريخ وجغرافيا، لأن ما تحاولون القيام به ستكون نتيجته الحتمية هي خدمة أول دولة طارئة على التاريخ والجغرافيا في الوطن العربي والعصر الحديث وهي (اسرائيل) التي تعد بالنسبة لليمن ولليمنيين (العدو) الأول والأخير ومن قبل ومن بعد..
يا أيها المزيفون.. إن صراع التاريخ اليمني وحرب الجغرافيا اليمنية اليوم ومنذ ثلاثة اعوام مع الدول الخليجية الطارئة على التاريخ والجغرافيا، كان حتى لا تكون إعادة بناء الدولة اليمنية ووطن اليمنيين وتاريخهم وقيمهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، مماثلا ومتماهيا ومتقاربا مع تاريخ وثقافة وتقاليد دولة إسرائيل، هذه الدولة التي هي مثلكم مزيفة وطارئة مثلكم بلا تاريخ وبلا جغرافيا وبلا قيم وبلا اخلاق، أو مثل الدول الخليجية الكرتونية دول تابعه بلا تاريخ ولا جغرافيا وبلا وعي وبلا قيم وبلا مشروع وبلا دين وبلا شرف وبلا كرامه ، دول تتبع بإذلال مهين الأم(إسرائيل) التي حملت سفاحا بكل مشاريع هذه الدول الخليجية الكرتونية وربتها وعلمتها وثقفتها وسلحتها ، لتقوم هي أيضا بتلقيح بويضات تفكير وعقليات ووعي وقيم ومشاريع وأجندة كتابات وتنظيرات ومنشورات أطفال الأنابيب المناديين اليوم لبناء دولة يمنية كما بنيت دول الخليج الكرتونية..
يا أيها المزيفون والطارئون.. لن ينتهى السرد لكم لمنطق ووعي وقيم ومشروع يمني حاضر – لن يغيب – ما بقي هناك تاريخ يمني وجغرافيا يمنية ووعي يمني وقيم يمنية وقادة يمنيون وشعب يمني ودولة يمنية، وإن كانت الدولة اليمنية في بداية مشوار بناء مؤسساتها اليوم، فإن مشروع القائد اليمني لبناء الدولة اليمنية ومؤسسات الدولة اليمنية ، يعي معنى الأمن القومي اليمني التاريخي للانسان اليمني والجغرافي لحدود الوطن اليمني، يعي جيدا نهج البناء اليمني على عقيدة ووعي وقيم ومشروع بناء يمني – يمني..
يا أيها الحمقى الطارئون.. بعد ثلاثة اعوام من صمود وثبات التاريخ اليمني وتحدي وانتصار الجغرافيا اليمنية لن يستطيع أحد بعد اليوم أن يقحم نفسه أو تفكيره او تنظيره الغبي على مشروع بناء الدولة اليمنية، أو حشر تلك البدع الجديدة من العلم الطارئ والتنظير المزيف الذى مارسه البعض في فترة ما، من منطلق تحديث غبي لجيولوجيا الوطنية اليمنية، وجعلها تابعة لشؤون قبائل منظري ومفكري اطفال الأنابيب السياسية والفكرية والثقافية والاعلامية ، حتى وصل الأمر إلى أن يبتدع لنا بعض المتنطعين الطارئين وأطفال الأنابيب المزيفين، من علوم التنظير ما يمكن ان نسميه بعلم (الجيو تياسة) وهو علم هجين للجيولوجيا والسياسة المعلبة والمختومة بختم (صنع في إسرائيل)..
يا ايها المزيفون اينما كنتم ومهما فعلتم ونمقتم الكلمات، سوف تبقى قضية بناء الدولة اليمنية القوية والمهابة ومؤسساتها، وبقيادتها وشعبها وجيشها هي المكافئ الموضوعي لشرف وكرامة كل اليمنيين على وجه الخصوص، قضية ثابتة كالدين والتوحيد والإيمان بالله في الوجدان، وأي عبث بشرف وكرامة بناء مؤسسات الدولة اليمنية بعد اليوم، هو جنون، واستدعاؤه على موائد قمار المشاريع الصغيرة والضيقة وإلى حفلات المكائد السياسية، هو انتحار غبي وساذج وعقيم..