إفلاس إعلامي جديد للمرتزقة ودول العدوان

 

> شائعات أنفلونزا الطيور محاولات فاشلة للنيل من الصمود النفسي للشعب اليمني
> وزارة الزراعة:مؤشرات الفحص البيطري والصحي تؤكد عدم وجود أي اشتباه بالمرض

> مختصون:لا خوف من الأنفلونزا الموسمية وعلى المواطنين تجنب التجمعات

تحقيق/ رجاء عاطف

يحاول إعلام العدوان والمرتزقة بين الحين والآخر أن يرهب الشعب اليمني عبر الشائعات، التي من شأنها بث الهلع والقلق في قلوب المواطنين، خصوصا في المسار الصحي انطلاقا مما تمر به اليمن من وضع صحي متدنِّ؛ بسبب العدوان والحصار وتدمير المرافق الصحية وعدم توفر الأدوية والمحاليل المخبرية.. ومؤخراً أخذ إعلام العدوان يروج أخباراً عن انتشار انفلونزا الطيور.
صحيفة الثورة وضمن متابعتها الصحفية سلطت الضوء على هذه الشائعات ومصادرها والواقع الصحي الراهن ومدى الثبوت والنفي لحالات إصابات بالأنفلونزا التي أوردها إعلام العدوان.. إلى التفاصيل :

تشكل الأمراض المعدية أولوية قصوى في اهتمامات وزارة الصحة العامة والسكان نظراً لخطورة وتداعيات انتشارها وتفشيها مجتمعيا، وتعتبر الأنفلونزا ذات قدرة عالية على التحور بصورة يصعب توقعها ( عند الحيوانات والبشر على السواء) وبذلك تمثل أولوية في مجال اتخاذ التدابير اللازمة لوقف اجتياحها خاصة في ظل التهديد العالمي الراهن وإعلان منظمة الصحة العالمية رفع درجة التأهب في 11 يونيو 2009م من الدرجة الخامسة إلى الدرجة القصوى (السادسة)، وبالنسبة للوضع الراهن في ما يرتبط بأنفلونزا الطيور h1n1 أو ما عرف أولا بأنفلونزا الخنازير فإن التهديد بالجائحة أصبح واقعاً مع ثبوت انتقال العدوى من إنسان إلى آخر واستمرار ظهور عدد متزايد من الحالات في عدد كبير من دول العالم في مختلف القارات والأقاليم .
وتكثر معدلات الإصابة في الأجواء الباردة وانخفاض الرطوبة في نهاية فصل الخريف وحتى بداية فصل الربيع، كما تؤثر العوامل البيئية مثل الازدحام وعدم توفر التهوية الجيدة على معدلات انتشار المرض، وهنا نود الإشارة إلى أن المرض عالمي الانتشار، فتصيب عدوى الأنفلونزا كافة الأعمار ويمكن أن تودي بحياة الرضع والأطفال والكبار، حيث تزداد عوامل الخطورة عند الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل (أمراض الرئة المزمنة والروماتيزم وأمراض الشريان التاجي ومرض السكري وأمراض الكلى وفقر الدم إضافة إلى خطورة الإصابة بسبب التدخين أو الحمل) .
أعراض الأنفلونزا
كما تصيب فيروسات الأنفلونزا الخنازير والدواجن والخيول والثدييات المائية، بالإضافة إلى الإنسان، حيث ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ المتطاير نتيجة السعال أو العطاس ويمكن انتقاله عن طريق الأيدي والأدوات الملوثة، وكما أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض لذا فإن أهم أسباب انتشار الفيروس في المجتمع إصابة الأطفال في السن المدرسية، وتتراوح فترة حضانة المرض من (2 – 7) أيام ، وقد يظهر المرض في عدة صور كحالات متفرقة أو على شكل أوبئة محلية أو إقليمية أو جائحة عالمية .
تتمثل الأعراض الشائعة في ( ارتفاع درجة الحارة إلى 28 درجة مئوية أو أكثر ، السعال ، احتقان الحلق وصداع وآلام بالعضلات وتستمر عادة لمدة 3 أيام )، وأكثر المضاعفات شيوعا هي الالتهاب الرئوي الفيروسي والالتهاب الرئوي البكتيري الثانوي، وفي حالة ظهور مثل هذه الأعراض أو حتى في الأنفلونزا العادية يجب متابعة أقرب مركز صحي حتى يتم التأكد وتلقي العلاجات المناسبة للمرض حرصاً على سلامة الجميع.
لا توجد حالات
في البداية تحدث الدكتور علي المحاقري – مدير المركز الوطني لمكافحة الأنفلونزا في وزارة الصحة ومستشار الوزارة للرعاية الصحية الأولية: في كل عام نعاني من حالات انتشار الأنفلونزا وهذا موسم أنفلونزا، وفي السنوات الماضية انتشر ضمن الموجة العالمية ل h1n1 وتم احتواء الجائحات السابقة، والآن ليس هناك أي حالة مثبتة أنفلونزا طيور، والأمر الذي يجب معرفته أن وزارة الزراعة عملت مسحا على مستوى مزارع الطيور المتوفرة في البلد ولم تكن هناك أي حالات أنفلونزا طيور في الطيور أثبتت حتى اليوم وتم عمل مذكرة بذلك وتوزيعها في وسائل التواصل الاجتماعي فوزارة الزراعة أدرى من وزارة الصحة في قضية انتشار مرض الطيور.
وقال المحاقري: حالياً هناك حالة اشتباه أقرب إلى أن تكون أنفلونزا خنازير h1n1 وليس حالات طيور، ولم تثبت إلى الآن وإجمالا وصل عدد حالات الوفيات هذا الموسم حوالي 30 حالة وفاة ولكن في مجملها مع التحري والتقصي الوبائي لم نجد أي ارتباط مابين الحالات التي توفت أو الحالات التي دخلت العنايات المركزة في احتكاك تاريخ مرضهم مع الطيور نهائياً وأنفلونزا الطيور لا يمكن أن ينتقل إلا من الطيور إلى الإنسان
درجات الأنفلونزا
المدير الوطني لمكافحة الأنفلونزا أوضح أن الأنفلونزا أحياناً تكون عبارة عن مكمل لما عند المريض الذي يأتي ولديه أمراض سكر أو قلب أو فشل كلوي أو التهابات رئوية مزمنة ونحن بطبيعة الحال شعب مخزن ومدخن فتصل الحالة للمرحلة الأخيرة ولا يسعف المريض إلا للعناية المركزة فحتى إن وصل وجهازه التنفسي في حالة التهاب حاد فبالتالي تكون الأنفلونزا عاملا مساعداً على الوفاة.
وعن الادعاءات التي يعلنها إعلام المرتزقة، يقول: عندنا أنفلونزا كما عندهم ولم تثبت حالة أنفلونزا في الجنوب كيف ستثبت في الشمال فعندهم الإمكانات والمحاليل موجودة في مستشفياتهم ومختبراتهم، ونحن نجمع عينات فقط للمختبرات المرجعية لمنظمة الصحة العالمية وخلال الأيام القليلة سينكشف الغطاء عند وصول النتائج ماهي الفيروسات المتوفرة والمسببة للوفيات في اليمن من واقع العينات التي تم جمعها وإرسالها.
وطمأن الدكتور المحاقري كافة المواطنين أنه بناء على تعميم وزارة الزراعة لا يوجد خوف من أكل الطيور، والمرض لا ينتقل إلا عن طريق الهواء مباشرة عبر الرذاذ أو عن طريق الملامسة للطيور وعدم العناية بتنظيف اليدين قبل التعامل إضافة إلى المخالطين للحالات التي لديها أنفلونزا والذين يجب أن يبقوا تحت المراقبة إذا ظهرت عليهم أي أعراض أنفلونزا وعليهم الإسراع في أخذ العلاج في أي حال من الأحوال والعلاج المتوفر لكل الفيروسات المسببة للأنفلونزا ولا داعي للهلع وأن ينتظروا بدون علاج لأنه يفترض إذا كان هناك أنفلونزا وبدأنا نستعمل علاج الأنفلونزا العادي المتوفر في السوق ووجدنا تحسناً فلا يوجد خوف من الأنفلونزا لأنها موسمية كالعادة خاصة مع انتشار الغبار تزيد خصوصا لمن لديهم تحسس من الغبار، أما إذا لم يجدوا أي فائدة من استعمال الأدوية لعلاج حالات التحسس وحالات الأنفلونزا العادية فعليهم إبلاغ البرنامج بوزارة الصحة أو الوصول لأقرب مرفق صحي للتشخيص والتواصل مع وزارة الصحة لتوفير الدواء..
نتائج الفحص
وزارة الزراعة والري أكدت في المذكرة التي تم تعميمها عن الأخبار المتداولة حول انتشار أنفلونزا الطيور بأن الجهة المختصة في وزارة الزراعة والري لم تتلق أي بلاغ من خلال مسؤولي الترصد البيطري في المحافظات أو الفنيين العاملين في القطاع عن حالة نفوق في أوساط المزارع تشير إلى اشتباه بأنفلونزا الطيور وحرصا منها على الصحة العامة وسلامة قطاع الدواجن الذي يشكل عنصرا مهما من عناصر الاقتصاد الوطني فقد قامت الجهة المختصة بالوزارة ممثلة بالإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بأخذ عينات من الدواجن ( أمهات – بياض ) وفحصها في المختبر المركزي وكانت نتائجها لا تشير إلى أي اشتباه بالمرض كما أن الوزارة بصدد تنفيذ مسح لمزارع الدواجن لتأكيد ذلك.
أكاذيب إعلام العدوان
وفي تصريح لوزارة الصحة العامة والسكان في الجمهورية اليمنية للناطق الرسمي الدكتور عبدالحكيم الكحلاني الثلاثاء 20 فبراير 2018م استنكر فيها الأكاذيب التي روجت لها صحيفة عكاظ التابعة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي وكذلك من روجت له وكالة أخباري نت من أكاذيب حول انتشار مرض أنفلونزا الطيور وحول نهب أدوية الأنفلونزا ومحاليل الفحص المخبرية للأنفلونزا من قبل ما أسمتهم الحوثيين في إشارة إلى الجيش واللجان الشعبية وهذا ليس غريبا على الأبواق الإعلامية الكاذبة فهي تكذب في سفك الدماء والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دول العدوان في بلادنا وهي جرائم ترتكب يومياً وتوثق بالكاميرات ووسائل الإعلام الحرة والنزيهة بحق المدنيين والأطفال والنساء والمسعفين وسيارات الإسعاف والمنشآت الصحية والمدارس والجسور ومشاريع المياه والمساجد بل وحتى المقابر وغيرها، وتؤكد الوزارة أنه لا صحة على الإطلاق لما ينشر من أكاذيب وتحيل الوزارة الرأي العام المحلي والعربي والدولي إلى التصاريح الرسمية الصادرة عن الوزارة حول الأنفلونزا وأنه لا يستطيع أحد أن يؤكد أن الحالات ما يعرف إعلاميا بأنفلونزا طيور h5n1 أو أنفلونزا خنازير h1n1 لعدم توفر المحاليل المخبرية بسبب الحصار والعدوان وكذلك عدم توفر الأدوية منذ عام ونصف وتعرف منظمة الصحة العالمية ذلك، وتحتفظ الوزارة بحقها القانوني في مقاضاة هذه الصحف والوكالات الإخبارية عما تقوم به من نشر الأكاذيب والترويج لها .
هلاك الطيور
الدكتور المحاقري أكد في ختام هذا التحقيق أن هناك إجراءات وقائية كثيرة إذا ظهرت أنفلونزا الطيور وثبت وجودها في مزارع الطيور ولنكن منصفين أنه خلال 6 إلى 8 ساعات سيكون نسبة الهلاك فيها 100% مما يعني أن أول من سيهلك هي الطيور والمتغير الثاني من أكثر الناس المفروض أن يكونوا أصيبوا بأنفلونزا الطيور فيما إذا وجد ( الناس الذين يخدمون في الطيور والذي يعملون في مزارع الطيور والذين يشتغلون في مسالخ الدجاج والذين لديهم تربية طيور خاصة خصوصا في المنازل وهذا قليل في بلادنا فهؤلاء الناس هم أكثر عرضة لأنفلونزا الطيور كان يفترض عندما نقول أن هناك أنفلونزا طيور هذه الفئة هي التي يكون فيها الهلاك أكثر وهي التي يكون فيها نسبة المرض أكبر.
وقال المحاقري: إن تداول أخبار بعض الفئات وبعض مواقع التواصل الاجتماعي هي فتاوى بدون حجة أو برهان وتظل كلاما لأن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مواقع علمية حتى نعتمد على ما يقال فيها، فوزارة الصحة قائمة بعملها وكذلك وزارة الزراعة وهي الجهات المختصة التي يجب أن يكون التصريح منها سلباً أو إيجاباً .
وختم حديثه بتنبيه المواطنين إلى ضرورة تجنب الازدحام في موسم انتشار الأنفلونزا في المآتم والأفراح وجلسات المقيل والتخفيف من هذه التجمعات خاصة ونحن في هذه الظروف وانتشار الأوبئة والأمراض ويجب أن تكون في أماكن التجمع تهوية جيدة حرصا على الآخرين، عند وجود مريض بحالة أنفلونزا يجب أن لا يختلط بالآخرين، كما يجب الاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون بعد أي تعامل مع أشياء في السوق لأن كل شيء فيه ملوث خصوصا مع تدني الإصحاح البيئي الموجود وتراكم القمامة والماء غير متوفر والغبار الموجود حولنا فيجب العناية بالنظافة الشخصية التي هي مفتاح العلاج لكل الأمراض .

قد يعجبك ايضا