أهداف عدوانية في تقرير الخبراء الأمميين في اليمن ( 2 )
عبدالجبار الحاج
إن عرقلة أو تقويض نجاح عملية الانتقال السياسي على النحو المبين في مبادرة مجلس التعاون الخليجي والاتفاق المتعلق بآلية التنفيذ يشكل تهديدا للسلام أو الأمن أو الاستقرار في اليمن ويمكن أن يستخدم معيارا للجهات الخاضعة للجزاءات.
وفي ترسمه لموقع السعودية في الشأن اليمني فان التقرير لم يتردد وطبعا بناء على قرار لمجلس الأمن بخصوص المبادرة الخليجية وبالتالي فان اليمن بحسب مذهب مجلس الأمن بخصوص المبادرة الخليجية يجعل منها إطارا بموجبه تظل وتعود اليمن كقدر لامرد له إلى حضن الوصاية السعودية والهيمنة الدولية .
ففي الوقت الذي تعد فيه السعودية دولة عدوانية تقود تحالفاً عسكرياً في حربها واحتلالها مع الإمارات لأراض يمنية دأب مجلس الأمن عبر مصفوفة من القرارات حول اليمن محاولا تكريس الوصاية والاحتلال وشرعنة العدوان من خلال تكرار نصوص وبنود تحاول إلزام اليمن بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ففي هذا التقرير واستمرارا لذات المسعى الملبي للأطماع السعودية في استمرار وصايتها على اليمن واستمرار احتلال أجزاء منها ورد في التقرير تحت عنوان “الأخطار التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن” وهكذا ففي الفقرة :
وأمام هذا النص في التقرير والمرتبط بنصوص وقرارات صادرة يتوجب الرد صراحة أن اليمن ترفض أي شكل من الوصاية الخارجية وبالتالي فإننا نرفض مطلقا وجملة وتفصيلا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية و…….
وتظهر الإمارات في التقرير في كل ما ترتكبه من جرائم وأعمال ناسفة لكل البنى والأجهزة الحكومية أو العسكرية وإحلال بنى خاصة بها بل وحشد الخبراء من العالم بما يفضي إلى تنفيذ أجندة خاصة بها ..
اقتطف من فقرات عديدة عن الإمارات هذه الفقرة:
( وترى قوات الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن في قوات الحزام الأمني (للاطلاع ….المرفق 6) ركائز أساسية لاستراتيجيتها الأمنية في اليمن ويستمر هذا النهج في تهميش المؤسسات الحكومية مثل مكتب الأمن القومي ، وجهاز الأمن السياسي ، وهو ما يزيد من تقويض قدرات الحكومة الشرعية الأمنية والاستخباراتية والحد منها .) الفقرة 33
وحول إسرائيل ودورها …كانت إسرائيل هي من أولى الدول المطروحة في جدول أعمال فريق الخبراء المعني باليمن، فكانت من البلدان الذي قام الفريق بزيارتها ضمن برنامجه . تضمنت الفقرة ( 8 )من التقرير ..
( سافر أعضاء الفريق في سياق تحقيقاته إلى إلى بلجيكا وجيبوتي ومصر واثيوبيا وفرنسا وإسرائيل وايطاليا والأردن وهولندا وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية واسبانيا والسويد وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية واليمن .وطلب الفريق مرتين إجراء زيارتين رسميتين إلى منطقتين في اليمن مارب والمكلا تخضعان لسيطرة الحكومة الشرعية وفي الحالتين جاء رد الحكومة الشرعية والمملكة السعودية متأخرا جدا بحيث لم يتسن الحصول على موافقة الأمم المتحدة وإكمال الإجراءات الأمنية اللازمة لذلك )
على الرغم من أن إسرائيل حاضرة بصيغ وأشكال متعددة وناشطة أكثر من غيرها في ملف الحرب الدائرة في اليمن الآن وعلى امتداد زمن تواجدها في ملفات الصراع حول البحر الأحمر وخاصة المندب منذ الستينيات تقريبا بصورة حاضرة في أشكال الصراع وفي حروبها كافة مع العرب من 48م إلى العدوان الثلاثي 56 وحرب 67م وفي سنوات حرب الاستنزاف التي أعقبت حرب تموز بأسابيع قليلة وحتى حرب 73م الذي تلاها وتخللها مفاوضات انتقلت بمصر من دولة مواجهة إلى حمل وديع على الكيان الصهيوني بموجب اتفاقية كامب ديفيد وفي ضمن صراعها وحروبها المباشرة مع دول المواجهة العربية التي خرجت منها مصر والأردن علنا ..وانقلبت معادلة الصراع مع مصر بعد غياب عبد الناصر وسياسة السادات وبعده مبارك وحتى فترة السيسي ولم تبق ضمن حسابات الصراع والحرب مع إسرائيل إلا سوريا الأسد والمقاومة الوطنية ثم المقاومة الإسلامية بقيادة السيد نصر الله في لبنان.
ويكشف تقرير الخبراء حول اليمن عن فريق تحاصصي تم اختياره بشكل يعكس تماما أنصبة دوله أهدافا وأجندة. انه تقرير لخارطة العدوان وحصصها .
على رغم أن تقرير الخبراء الاممي هذا ظاهر في إعادة ترسيم أهداف العدوان وفي ثنايا جهده المبذول بين السطور حينا وعلنا أحياناً أخرى تلمس أنك أمام هيئة مكلفة بإعادة صياغة أهداف العدوان والحرب وتنفيذها تحت يافطة الهيئة الدولية وعلى رغم وضوح سيره وفق توجهات عدائية للشعب اليمني شماله وجنوبه .. إلا انه توخى العدالة فقط فقط في منح دول التحالف العدواني نصيبها العادل من النصوص..