دعوة رئيس المجلس السياسي الأعلى المكونات الوطنية للحوار تحقق تطلعات الشعب.. وعلى الأحزاب أن تثبت حسن نواياها
*رئيس حزب الوفاق الوطني لـ”الثورة”:
* نطالب بتعزيز الشراكة الوطنية تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة
* من الضروري صياغة رؤية اقتصادية شاملة بالشراكة مع الجميع لإنقاذ العملة الوطنية
لقاء/ محمد مطير
أشاد رئيس حزب الوفاق الوطني- صادق أحمد مجود بالدعوة التي أطلقها مؤخرا رئيس الجمهورية الأستاذ صالح الصماد. حول الحوار وتعزيز الشراكة الوطنية ووصفها بالدعوة الوطنية والموفقة النابعة من صدق وحرص وطني على وحدة الصف وحقن الدماء وجمع الكلمة.
وقال : تدل الدعوة على وعي كبير وإدراك للمسؤولية التي تقع على عاتق الرئيس شخصياً وعلى مؤسسة الرئاسة بشكل عام.. وبأنها تعتبر خطوة متقدمة, وفي الاتجاه الصحيح, ولبنة أساسية لانطلاق حوار هادف وشامل لكافة النخب السياسية التي تمثل المجتمع اليمني بكل فئاته.
منوها الى أن هذه الدعوة قد وضعت الكرة في ملعب الأحزاب السياسية اليمنية التي طالبها بأن تكون عند مستوى المسؤولية وتطلعات الشعب اليمني وأن تثبت حسن النية.
وقدم في لقاء اجرته معه الثورة عددا من المعالجات والحلول من وجهة نظره السياسية لعدد من المشاكل والأخطار التي استجدت على المشهد السياسي وما يتعرض له اليمن من عدوان طيلة ثلاثة أعوام .. ..نتابع تفاصيل اكثر في اللقاء التالي:
لنبدأ معكم من دعوة رئيس الجمهورية صالح الصماد مؤخرا للحوار والشراكة مع الأحزاب السياسية, ما قراءتكم لهذه الدعوة؟
– دعوة موفقة وجيدة من رجل صادق يحمل في قلبه حب الوطن والمواطن وحريص على وحدة الصف وحقن الدماء وجمع الكلمة ومدلول ووعي كبير وإدراك للمسؤولية التي تقع على عاتقه شخصياً وعلى مؤسسة الرئاسة بشكل عام وتعتبر خطوة متقدمة, وفي الاتجاه الصحيح ولبنه أساسية لانطلاق حوار هادف وشامل لكافة النخب السياسية والتي تمثل المجتمع اليمني بكل فئاته. والآن وبعد دعوة الأخ الرئيس الكرة في ملعب الأحزاب السياسية اليمنية التي يجب عليها أن تكون عند مستوى المسؤولية وتطلعات الشعب اليمني وأن تثبت حسن النية وأنها جديرة بثقة الشعب لها وأنها عند مستوى تطلع المواطنين إليها . لأن الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات نتيجة طبيعية وحتمية ولا مناص منها مهما طال أمد الحرب والأحداث ولنا في أحداث التاريخ وحروبه عظةً وعبرة.
كيف ترون الممارسات والتجاوزات غير القانونية لقوات الاحتلال الإماراتي في الأراضي اليمنية ومحاولاتها عبر مرتزقتها ، تغيير هوية محافظة أرخبيل سقطرى؟
– ما أظهرته دويلة الإمارات من تصرفات وأعمال قذرة في وطننا اليمني الحبيب يكشف عن الوجه الحقيقي القبيح لهذه الدويلة وما تسعى إليه بناء على أطماع ونوايا سيئةً للغاية كانت تحملها ومن المؤسف جداً أن تقبل على نفسها أن تكون أداة رخيصة لتنفيذ أجندة وأطماع استعمارية لدول لها باع طويل وسجل وماض سيئ في استعمار الآخرين، ويتمتع هذا الأرخبيل بأهمية استراتيجية كبيرة نظراً لموقعه في قلب المحيط ، لكن أهمية سقطرى الكبيرة تتمثل في كونها واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في العالم ، غير أن السؤال الكبير الذي يواجه هذه المحمية الطبيعية النادرة اليوم هو: من سيحميها من الإمارات؟
لكن الإمارات كما يبدو لا تكترث بما ستتكبده سقطرى والعالم من ورائها من خسائر جراء تصرفاتها وممارساتها في الجزيرة، وهي كما يبدو عازمة على استنزاف سقطرى ونهب كل ما تطاله يدها من نوادر هذه الجزيرة ، يجب إيقاف هذا العبث والتصرف الذي سيؤدي إلى تدمير خصوصية جزيرة سقطرى التي تعد أغرب جزيرة على الأرض وتوصف بجوهرة التراث العالمي، ليست كنزاً حيوياً يمنياً فقط، بل كنزاً حيوياً عالمياً ، والعبث بها لا يمثل خسارة لليمن فقط، بل خسارة للعالم أجمع ، إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في سقطرى، وهو مطالب بوضع حد لهذا العبث والتدمير الذي تتعرض له سقطرى لاسيما وأن التدخل الإماراتي في هذه الجوهرة العالمية وعموم اليمن يحدث تحت مظلة وبموافقة ومباركة الأمم المتحدة.
وبالنسبة لنا فنحن نرفض رفضاً قاطعاً ما تقوم به الإمارات من سرق للإرث والتنوع الحيوي الذي تتمتع به جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في شرق البلاد وما قد يلحق بهذا الإرث من ضياع بعد أن باتت تحت سيطرة القوات الإماراتية مناشدين منظمة اليونسكو والمجتمع الدولي إنقاذ أرخبيل سقطرى ونؤكد أن كل الإجراءات والاستحداثات التي تقوم بها الإمارات في اليمن بشكل عام وفي جزيرة سقطرى هي مخالفة لكل القوانين الدولية المتعارف بها والأعراف البشرية كما نعتبره حقداً دفيناً وانتقاميا من اليمن لحضارته التاريخية والضاربة بجذورها في أعماق التاريخ فهؤلاء لا تاريخ لهم ولا حضارة كما أن العبث بأرخبيل سقطرى والتغيير في معالمها نعتبره وصمة عار على منظمات الأمم المتحدة لأن سقطرى واحدة من المحميات الدولية التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة ، ونجدد مرة أخرى دعوتنا لكل المنظمات الدولية إلى العمل على منع الإمارات وإيقافها عند حدها عن العبث بهذه الجزيرة ، كما أننا ضد أي عمل من أي جهةٍ كانت دولاً أو غيرها أن ترفع يدها أو أن تمس اليمن بسوء ما بالك بعدوان كامل وبهذا الحجم وانتهاك صارم لسيادة اليمن ، ومن يقوم بتأييد الإمارات في أعمالها وما تقوم به في جزيرة سقطرى فهو يرتكب جرائم مزدوجة في حق وطنه وهي الخيانة العظمى والعمالة والارتزاق وهم فاقدون لوطنيتهم وإنسانيتهم تجاه الوطن.
الحرب الاقتصادية التي يشنها العدوان ادت الى انهيار العملة والوضع المعيشي. .في وقت تردد السعودية فيه انها وضعت وديعة مالية لمنع التدهور.. كيف نفهم ذلك في ظل استمرار العدوان. ؟
– الوضع الحالي في اليمن وضع استثنائي وحساس بكل ما تعنيه الكلمة والمطلوب من الجميع وضع أيديهم بأيدي بعض فالأزمة الاقتصادية التي يمر بها الوطن ليست وليدة اللحظة لأن عامل الأحدث هو العامل الاقتصادي الذي خلقه العدوان الأميركي السعودي الصهيوني الغاشم وحلفاؤه والذي تعمد الإطباق الكامل على الشعب اليمني بحصاره براً بحراً وجواً مروراً بنقل البنك المركزي وصولاً إلى قطع الرواتب واستهداف ميناء الحديدة في محاولة لإخضاع الشعب خصوصاً عندما فشل في إحراز أي تقدم يذكر في كل الميادين والجبهات في مواجهة الشعب ، فقد تم تدويل الورقة الاقتصادية في اليمن والتي أدت إلى قطع للإيرادات التي تدخل خزينة البنك إضافة إلى استهلاك كبير جداً وممنهج من قبل العدوان لكل مقدرات البنية التحتية الاقتصادية وتدميرها ، إذاً من مصلحة الشعب أن يفهم كل أبناء اليمن أن العدوان لن يأتي بخير فالودائع المالية لن تأتي بأي نتيجة بقدر ما يأتي رفع الحصار وإيقاف العدوان على بلادنا بخير ويجب على الجميع أن يُغلب مصلحة الوطن العليا على كل المصالح ، ولا أحد ينكر تعويل العدوان على الورقة الاقتصادية وتداعياتها في حربه على اليمن، لأنه يدرك أن اليمن تقبع في المراتب الأولى للدول الفقيرة وهي في عز قوتها واستقرارها، فما بالك بهذا التوقيت وهذه المرحلة. حيث عمل العدوان على استغلال الظروف المعيشية والحالة الاقتصادية للمجتمع اليمني وقام بحمله واسعة من استقطاب اليمنيين وجرهم للارتزاق وبيع الأوطان وتدمير الشعوب ، ونعتبر كل أولئك المنضوين تحت العباءة السعودية والإماراتية ضد بلدهم خونة وعملاء ومجرمين ومرتزقة ، ولأن الشاذ لا حكم له وقد صدم العدوان من فشل حملته هذه، وصدم بوعي اليمنيين ورجاحة عقولهم في فهم الحقائق وغربلة التزييف والتضليل.
هل لديكم في حزب الوفاق الوطني رؤية تعالج الوضع الاقتصادي.. وتمنع تدهور الريال أمام الدولار؟
– من المؤكد أن لدينا في حزب الوفاق الوطني وفي برامجه وأدبياته رؤية اقتصادية شاملة ولدينا الكثير من الكوادر في هذا المجال ونحن على استعداد كامل وتام للعمل مع كل شركاء العمل السياسي متى ما أُتيحت لنا هذه الفرصة، ونحن ندعو عبر صحيفة الثورة لصياغة رؤية اقتصادية يمنية لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب والمشاركة مع الحكومة في تبنيها وتنفيذها لرؤية شاملة بالشراكة مع الجميع. كما لا ننسى دور التاجر وصاحب رأس المال في اليمن عليه واجب كبير تجاه وطنه ويستطيع أن يُسهم إسهاماً إيجابياً في الحد من تدهور الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية إذا ما توفرت لديهم الإرادة وتغليب مصلحة الوطن والاكتفاء بالأرباح البسيطة.
ما هو تقييمكم للأحزاب السياسية المناهضة للعدوان؟ وما المطلوب منها في ظل الوضع الراهن من وجهة نظركم؟
– الأحزاب المناهضة للعدوان وقفت موقفاً وطنياً مُشرفاً برغم حداثة نشأتها وقلة إمكانيتها التي تساعدها على القيام بواجبها وطرح أرائها, ووجهات نظر قادتها, التي فضلت مصلحة شعبها على مصالحها الشخصية, وتخندقت في خندق الدفاع عن سيادة اليمن وكرامة اليمنيين , ورفضت المال المدنس, وأثرت البقاء في الوطن تشارك الشعب كل الهموم والأحزان وتخوض كل الصعاب جنباً إلى جنب في جبهةٍ واحدة مع كل القوى الوطنية الرافضة للعدوان ومع أبناء القبائل الشرفاء الذين يقفون صفاً واحداً في مواجهة قوى التكبر والإجرام, وهي تمثل جبهة صلبةً لا تقل عن الجبهات القتالية التي يخوضها رجال الرجال في كل جبهات العزة والكرامة والمجد والإباء التي يسطرها الجيش اليمني البطل ورجاله من اللجان الشعبية على كل السهول والجبال والبقاع.
نحن راضون عن أداء هذه الأحزاب التي تنضوى تحت مظلة تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان مع شريكهم أنصار الله وإلى حد كبير يكفيها فخرا أنها تقف في صف الشرفاء والمخلصين من أبناء هذا الوطن ، والمطلوب من هذا التكتل بذل المزيد من الجهد والاقتراب من المجتمع أكثر كما نطلب أن يكون صوتها عاليا بما يكفي لإيصال هذا الصوت إلى المجتمع الدولي ، ولا ننسى أن نوجه لهم رسالة بان عليهم بذل المزيد من المطالبة الحقيقية بتجسيد الشراكة وذلك لتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإيصال رسالتنا إلى أنصار الله بهذا الخصوص.
كيف يمكن أن تشارك الأحزاب السياسية في دعم الجبهات والتجنيد الطوعي الذي أطلقته وزارة الدفاع مؤخراً؟
– من المتعارف عليه أن قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية يحث بقوة على الطابع المدني للأحزاب وشدد أثناء تأسيس الأحزاب بأن لا تسعى إلى تكوين جناح عسكري أو تنظيمات مسلحة وعلى هذا الأساس فإننا ندعم وبقوة أن يكون التجنيد في الإطار الرسمي أو عبر وزارة الدفاع فهي الجهة المخولة بالتجنيد الطوعي أو حتى الإجباري عبر الدستور والقوانين النافذة ، هذا لا يعني تهرباً من واجبنا الحتمي تجاه الدفاع عن الوطن والذود عن ترابه فنحن قد وجهنا رسائلنا إلى كل المشايخ والشخصيات الاجتماعية المناصرين لنا, ونزلنا حتى ميدانياً إلى معظم المناطق التي نتواجد فيها سياسياً وحثينا الجميع على النهوض بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل أبناء الوطن في الدفاع عن الأرض والعرض وهذا واجب وطني مقدس فُرض علينا جميعاً كمؤمنين بقول الله تعالى ( من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) مع العلم أن الأحزاب السياسية مشاركة في الدفاع عن الوطن وقد قدمت هذه الأحزاب كثيراً من الشهداء المقرّبين حتى لمعظم قيادة الأحزاب السياسية وهذا ليس بخافٍ على أحد وكذلك قدمنا العديد من الجرحى.
القوة الصاروخية في تطور ونشاط متزايد.. كيف تنظرون الى ذلك ؟
– نحن ننظر إلى قيادة القوة الصاروخية بعين الاعتزاز والفخر لما وصلت إليه من تطور متسارع في منظومتنا الدفاعية برغم العدوان المتواصل والحصار جواً وتواجد كل أنواع الطائرات التجسُسية الحديثة والأقمار الاصطناعية على الأجواء اليمنية دليل على أن هناك قيادة حكيمة نضعها محل فخر لهذا الوطن مُشجعين هذا القطاع الحيوي الهام في القوات المسلحة اليمنية ونحثهم على الاستمرار في أعماله وأبحاثه حتى يتحقق لليمن النصر أو التوازن في قوة الردع للرد على المعتدين، وما قد وصل إليه هذا القطاع يُعد ثمرةً طيبة أتت نتيجة أعمال شاقة وأبحاث جادة وملموسة لهؤلاء العظماء من أبناء القوات المسلحة في الدفاع الجوي، كما ندعو القيادة السياسية إلى دعمهم وتوفير كل ما يمكن توفيره لمساعدتهم في تخطي أي عقبات قد تواجههم.
برأيكم ما هو الدور المطلوب بإلحاح اكثر لتعزيز الصمود في مختلف الجبهات ؟
– الإعلام وما الذي قدمه ويقدمه للأحزاب السياسية لمساعدتها وإيصال صوتها إلى المجتمع المحلي والدولي؟ وأعتقد أن الإعلام مقصر كثيراً في دعم وتغطية أعمال الأحزاب وجهودهم ونشاطهم في مناهضة العدوان وأنا هُنا أنتقد التوجه الحكومي الذي يديرهُ الإعلام الرسمي فهذه الحكومة لم تضع في حساباتها مطلقاً إدراج أعمال التكتل في برامج الإعلام والمساعدة في إيصال صوت الأحزاب كما يجب ، مع احترامي وتقديري للكثير من الصحفيين والإعلاميين الذين يهتمون بهذه الأحزاب ويتابعون كل أعمالها وتوجهاتها الوطنية وصحيفة الثورة في الطليعة.
كلمة أخيرة تودون قولها؟
– أتمنى على كل من يحمل معنى الإنسانية ومن يوجد في صدره قلبٌ ينبض ومن كل الرفقاء السياسيين في هذا البلد أن ينظروا إلى وطنهم الأم وما قدمه لهم خلال عشرات السنين الماضية ويردوا له ولو القليل من الجميل هذا وطنكم فخيره لكم وشره عليكم فأنتم بعد الله مفتاح الحل ، فلا يوهمكم الأعداء أنهم يعملون من أجل مصلحتكم فأنتم واهمون والله لأن أمن واستقرار وسلامة بلدكم أمانة في أعناقكم راجعوا أنفسكم وضمائركم وغلبوا مصلحة الوطن فالأوطان باقية وأنتم ذاهبون والتاريخ لن يرحم أحداً وهو كفيل بفضح الحقائق عبر الأجيال القادمة .