صنعاء/سبأ
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الأوضاع الصعبة التي يمر بها الوطن وأبناؤها ومضاعفاتها تحتم على أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك والحراك الجنوبي السلمي وكافة القوى الرافضة للعدوان، تبني مشروع وطني كبير ليس للحاضر فقط بل والمستقبل .
وأوضح أن هذا المشروع ينبغي أن يركز على تكريس ثقافة الوطن والتعايش وعلى مقومات النهوض والاستقرار وضمان العيش الكريم للأجيال المتعاقبة .
جاء ذلك لدى مشاركة رئيس الوزراء في أعمال اللقاء التشاوري الأول لأبناء محافظة عدن المتواجدين في العاصمة صنعاء الذي عقد أمس تحت شعار (ألف يوم من الصمود ومواجهة العدوان والاحتلال) ..حيث شدد رئيس الوزراء على أهمية العمل المستمر من اجل خلق جبهة وطنية مقاومة للعدوان والاحتلال في عدن وبقية المحافظات الجنوبية والشرقية .
وقال ” نحن معنيون جميعا بالعمل المستمر من اجل خلق جبهة وطنية لمقاومة الاحتلال الإعرابي الإماراتي السعودي لأرضنا ولإعادة البناء واستعادة الدور الوطني والتنويري والأخلاقي الأصيل لعدن خاصة وبقية المحافظات المحتلة بوجه عام “.
وأضاف ” نحتاج في سبيل ذلك إلى برنامج عمل متكامل جزء منه ثقافي وآخر يقوم على تحرير محافظاتنا وجزرنا المحتلة “..
ونوه رئيس الوزراء إلى أهمية هذه الفعالية النوعية والأولى من نوعها لأبناء محافظة عدن في ظل العدوان والتي من شانها شحذ الكثير من الطاقات على مستوى مختلف المحافظات الجنوبية والشرقية ..مبينا أن عدن اليوم واقعة تحت الاحتلال الإماراتي بشكل علني وليس ذلك فحسب بل ويجاهر المرتزقة بعملهم مع المحتل .
ولفت إلى الأوضاع المتردية التي تعيشها عدن حاليا من انعدام للأمن والسكينة فيها في ظل ازدياد نشاط العصابات المنفلتة التي تصفي حساباتها على حساب عدن وكوادرها الشرفاء والمخلصين.
وقال ” عدن المدينة الجميلة والمتعايشة جاؤوها الاوباش المحتلين في 26 مارس وحولوها إلى عصابات متناحرة وكل مرادهم أن ينفذوا مشروعهم التدميري الذي نراه اليوم حقيقة في أرجائها ” .
وأشار الدكتور بن حبتور ، إلى أهمية مثل هذه الفعاليات التي تساهم في كشف طبيعة العدوان ومراميه التخريبية والتمزيقية .. موضحا أن عداء النظام الملكي السعودي للنظام الجمهوري في اليمن ، عداء متأصل وتاريخي ومتوارث منذ ثورتي 62 سبتمبر و14 أكتوبر وما قبلهما وحتى اللحظة .. مؤكدا أن عدوانه واحتلاله لن يحقق أهدافه لان هناك إرادة وطنية شعبية وسياسية رافضة ومقاومة له ، ومستعدة أيضاً لاستمرار مقاومتها وعدم الاستسلام أو التسليم مطلقا .
وأوضح أن السلطة في صنعاء حتما سيكون موقفها مع السلام إذا ما تم وقف العدوان ورفع الحصار .
وأكد رئيس الوزراء على أهمية إرساء ثقافة التعايش بين أبناء الوطن الواحد والتاريخ والمصير الواحد وعدم الارتداد إلى ثقافة ما قبل العصور الوسطى القائمة على الكراهية والأحقاد والتفرقة.
وقال ” عدن اليوم منهكة وسُحب منها تعايشها الذي عرفت به منذ قرون ، وهى قادرة حتما بتنوع ثقافتها وتاريخها العريق ودعم الجميع لها ، على استعادة عافيتها ومكانتها كمدينة كانت دوما مهيأة لصنع تجربة إنسانية فريدة للتنوع والتعايش والسلام” .
وفي اللقاء الذي حضره وزراء الخارجية المهندس هشام شرف والكهرباء والطاقة المهندس لطف الجرموزي والزراعة والري غازي أحمد علي محسن والصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ والتعليم الفني والتدريب المهني محسن النقيب.. أشار محافظ عدن طارق سلام إلى أن واقع المحافظات الجنوبية ليس مخفيا على أحد، فقد تكشف وأزيح الستار عن الاحتلال الجديد بقيادة السعودية والإمارات والممارسات التعذيبية والتنكيلية بحق أبناء الجنوب ومن يخالفهم الرأي والتوجه.
ولفت إلى أن الاحتلال الإماراتي والسعودي تجاوز بشاعة وجرم ما عمله الاحتلال البريطاني طيلة 128 عاما وجعلوا من بعض المقرات والمباني الحكومية معتقلات سرية بالإضافة إلى إنشاء ما يزيد عن ثمانية سجون في محافظات حضرموت وعدن وسقطرى وأبين بإشراف الإمارات ومرتزقتها .
وذكر أن ما يتعرض له أبناء الجنوب من قتل وسحل وتنكيل منذ ما يقارب أكثر من ألف يوم من العدوان، إنما يؤكد بشاعة الاحتلال وفاشية الغزاة .. لافتا إلى أن محافظة سقطرى تحولت إلى محمية خاصة بنهب ثرواتها ومقدراتها ومقوماتها من قبل دول الاحتلال .
وأكد المحافظ سلام أن أبناء الجنوب عموما وأبناء عدن بصورة خاصة ضاقوا ذرعا من سوء معاملة المحتلين وقوات الغزاة .. مشيرا إلى أن أبناء الجنوب مستمرون في الصمود والثبات حتى تطهير الأراضي المحتلة .
كما أكد حرص قيادة المحافظة على دعم ومساندة أحرار الجنوب لدحر الغزاة والمحتلين وإنهاء العدوان .. داعيا كافة أبناء اليمن إلى الالتفاف إلى جانب إخوانهم في المحافظات الجنوبية ونبذ كل أشكال التفرقة والكراهية التي زرعها تحالف العدوان وقوات الغزو.
وأشاد محافظ عدن بجهود القيادة السياسية ودعمها ومساندتها لانعقاد هذا اللقاء وحرصها على تجسيد معالم الوحدة الوطنية والحفاظ عليها وقطع الطريق على من يتاجرون باسم الجنوب وقضيته العادلة .
فيما أشار مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب إلى ضرورة تضافر جهود أبناء الوطن في شماله وجنوبه لتحرير الأراضي المحتلة ودحر الغزاة الجدد كما تم دحر المستعمر البريطاني عام 1967م .
وقال ” نحن أقويا باجتماع كلمتنا ووحدة صفنا وتكامل جهودنا لتحرير الأراضي المحتلة ” .. مبينا أن القيادة السياسية اختارت محافظان لعدن وأبين لتلمس أحوال أبناء عدن وأبين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات فضلا عن تعزيز قنوات التواصل مع القيادات وأحرار الجنوب وتدارس الأوضاع والعمل على وضع المعالجات اللازمة.
بدوره استعرض الإعلامي أحمد الحبيشي مراحل النضال الوطني لأبناء المحافظات الجنوبية بصورة عامة وأبناء عدن بوجه خاص .. لافتا إلى أن وضع عدن اليوم معقد لا تخضع فقط للاحتلال فحسب، بل ما هو أخطر من الاحتلال .
وقال “لقد غرس المحتلون مفاهيم وأفكار ذات نزعة انفصالية في المجتمع العدني ” .. مشددا على ضرورة إيجاد بيئة حاضنة للمقاومة الشعبية في المناطق الجنوبية بما يكفل مواجهة الغزو الإماراتي والمحتل السعودي.
وأكد اللقاء التشاوري في ختام أعماله أهمية تعزيز الجبهة الداخلية والتصدي لقوى العدوان والاحتلال من خلال مساعدة المقاومة في المناطق المحتلة .. مشددا على ضرورة رفد جبهات الشرف وتعزيزها بالمال والرجال من أجل تحرير كل شبر في الوطن.
كما أكد المشاركون في اللقاء مساندتهم للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في أداء المهام المناطة وأهمية تفعيل الجانب الإعلامي وإنشاء قنوات إعلامية فضلا عن نشر الوعي الوطني في المجتمع وخصوصا بالمحافظات المحتلة والتصدي للشائعات والتضليل الهادف شق الصف الداخلي.
ودعوا إلى الاهتمام بمشاكل وقضايا أبناء محافظة عدن المتواجدين بالعاصمة صنعاء وتذليل الصعوبات التي تواجههم بالتواصل مع الجهات الرسمية، وإنشاء صندوق مالي لمعالجة الأوضاع الاجتماعية والمعيشية لأبناء المحافظات الجنوبية المتواجدين بصنعاء.
قد يعجبك ايضا