2913 أسرة نازحة في مخيمات همدان وضروان والأزرقين و63 منها بلا مأوى
تقرير / مصطفى المنتصر
مع دخول فصل الشتاء البارد..تتضاعف المعاناة وتزداد حدتها في أوساط مخيمات النزوح في العاصمة صنعاء وهو ما يتطلب تضافر الجهود من الجميع وتوفير الاحتياجات اللازمة للأسر النازحة والمشردة طيلة 1000 يوم من العدوان.
وأنت تقف بين حيطان منزلك ملتحفا ببطانيتك مع أفراد أسرتك لا تنسى أن تتذكر أخوة لك يباتون في العراء وتحت ظلام الليل الدامس وبرده لا يجدون ما يحمون به أنفسهم وأطفالهم من مصير بات لزاما عليهم ان يلاقوه جراء العدوان والحصار,, الى التفاصيل:
\وفقاً لتقرير الإدارة العامة للمعلومات والإحصاء بمحافظة صنعاء فإن عدد الأسر النازحة في العاصمة صنعاء بلغت 2913 أسرة نازحة العاصمة صنعاء توزعت على مخيمات مديرية همدان والتي يتواجد فيها 2200 أسرة نازحة يليه مخيم سوق ضروان 520 أسرة ومخيم قاع الرقة 50 أسرة ومخيم الأزرقين 45 أسرة ومخيم فرع السواد 35 أسرة.
الأستاذ علي زيد مدير إدارة المعلومات والإحصاء بالمحافظة صنعاء أكد لـ”الثورة” أن هذه الأرقام ليست النهائية كون بعض الأسر لازالت تعيش في مساكن مهجورة أو في جرب للقات منها 18 أسرة في العرة , و20 أسرة في ابلاس و25 أسرة في همدان.
وأضاف زيد إن الجهات المعنية بالتعاون مع المنظمات الإنسانية تسعى وبكل الإمكانيات الممكنة والمتاحة لتوفير المتطلبات اللازمة للأسر النازحة في المخيمات رغم استمرار العدوان والحصار.
وأشار إلى أن موجة النزوح لا زالت مستمرة من المناطق المتضررة من قصف العدوان وهو ما يضاعف من الالتزامات التي على عاتقنا القائمين على هذه المخيمات رغم شحة الإمكانيات وكثافة التحديات التي نواجهها.
داعيا المنظمات الإنسانية والدولية الى دعم النازحين والأسر المتضررة من العدوان والتخفيف من معاناتهم ولاسيما في فصل الشتاء كون المعاناة تزداد وتنتشر الأمراض والأوبئة.
من جانبه يقول محمد الخلقي منسق لدى المنظمات الإنسانية: مع دخول فصل الشتاء تتضاعف المهام والتحديات على المنظمات الإنسانية والجهات ذات الاختصاص حيث تصبح جهودهم أكثر جدية كون النازحين أكثر الفئات المجتمعية تضررا من فصل الشتاء فهم طوال الفصل يتعرضون للبرد وأمراضه الموسمية.
ويضيف الخلقي : المنظمات الإنسانية تقوم بجهود جبارة لاحتواء هذه المرحلة ونتمنى من التجار ورجال المال والأعمال ان يسهموا في التخفيف من معاناة النازحين ولاسيما في فصل الشتاء والقيام بواجباتهم تجاه هذه الفئة الأكثر تضررا.
مأساة متكررة
في موجة البرد السابقة توفي طفل نزح مع عائلته من مدينة تعز والتي تتعرض لاستهداف مباشر ومكثف سواء عبر الغارات أو قصف المرتزقة العشوائية للأحياء السكنية في المدنية.
والد الطفل قال إن طفله توفي جراء انخفاض درجة الحرارة في المنطقة الجبلية التي نزح اليها حيث انتقل مع زوجته وأولاده للعيش في احد التباب المرتفعة في العاصمة صنعاء ونصب له خيمة فيها وفي إحدى الليالي تعرض طفله ذو الأربعة أشهر لنزلة برد ولم يتمكن من إسعافه وفارق الحياة بين يديه.
يضيف : لا يوجد لدينا أي مصدر للرزق فوجبتنا اليومية خبز وشاي وأحيانا لا نحصل عليها تقطعت بنا السبل وننتظر الفرج من الله , طفلاي الاثنان يخافان من اللحاق بأخيهما وأمهما أصبحت في وضع صحي صعب بعد وفاة ابنها.
أم بشير هي الأخرى تروي مأسي النزوح ومخاوفها من ازدياد موجة البرد حيث قالت :في الغالب لا اتمكن من النوم في الليالي الباردة حيث اضطر الى البقاء طوال الليالي بين أطفالي الثلاثة محاولة التخفيف عليهم من شدة البرد نتيجة نقص الاحتياجات في مخيمات النزوح.
وتضيف أم بشير : حياتنا ليست بالسيئة فقد باتت أكثر سوءاً وأصبحنا نعيش في الوضع الذي يقال عنه البرد والخزف والمجاعة فلا منزل يأوينا ولا مأكل يشبعنا ولاستقرار يؤمنا ويحمي أطفالنا وما نحصل عليه ليس بكافي لبقائنا على قيد الحياة.
تصوير/ فؤاد الحرازي