الدكتور الحيفي‮ ‬يغوص في‮ ‬المحيط البيئي‮ ‬لديناصورات أرحب


كتب/صادق هزبر –
أكد الدكتور محمد أحسن الحيفي‮ ‬أستاذ البيئة كلية التربية أرحب التابعة لجامعة صنعاء أن المواقع المكتشفة لا مكان الديناصورات من منطقة أرحب بمحافظة صنعاء لها أهميات عديدة سواءٍ‮ ‬من ناحية علمية أو اقتصادية أو سياحية وأن السياحة البيئية والتاريخية تمثل رافداٍ‮ ‬اقتصادياٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬لكثير من البلدان ولذا فهذه الاكتشافات لها أهمية خاصة من عدة نواحي‮ ‬أهمها الثراء البيئي‮ ‬والتاريخي‮ ‬للمنطقة وكذلك الأهمية من ناحية السبق العلمي‮ ‬لاكتشاف ملامح البيئة القديمة وكذلك طوابع آثار أقدام الديناصورات المتحجرة التي‮ ‬تم اكتشافها سوف تزودنا بما لا تستطيع الهياكل تزويدنا بها من معلومات وكذلك معرفة البيئة القديمة لهذه الديناصورات‮.‬

وقال الدكتور محمد الحيفي‮ ‬في‮ ‬سياق كتابه العلمي‮ »‬اكتشاف المحيط البيئي‮ ‬للديناصورات في‮ ‬جنوب الجزيرة العربية‮«: ‬إن الدنياصورات التي‮ ‬عاشت في‮ ‬منطقة أرحب بمحافظة صنعاء وما جاورها من مناطق والتي‮ ‬كانت عبارة عن مجاري‮ ‬مائية في‮ ‬الأراضي‮ ‬المستوية التي‮ ‬تسقط عليها الأمطار وشكلت الأراضي‮ ‬المرتفعة منها حاجزاٍ‮ ‬للرياح الغربية والجنوبية الغربية ومن خلال طبوغرافية منطقة الاكتشاف والمنطقة المحيطة‮ ‬يتضح أن المناطق التي‮ ‬كانت تجول فيها الديناصورات تقع في‮ ‬مجاري‮ ‬مياه تؤدي‮ ‬إلى شبكة جداول كبيرة بدايتها في‮ ‬الأجزاء المرتفعة وتتجه نحو الأجزاء المنخفضة لتصب في‮ ‬بحيرات كبيرة أو خلجان في‮ ‬الشرق في‮ ‬وقت كانت الديناصورات تعيش في‮ ‬بيئة الأراضي‮ ‬الداخلية والجزء الوسطي‮ ‬والجنوبي‮ ‬الغربي‮ ‬لحوض رسوبيات الحجر الجيري‮ ‬في‮ ‬المنطقة بشكل عام وكانت تتجول فيها‮ ‬كما أن الأراضي‮ ‬شبه الجافة الداخلية دعمت محيطاٍ‮ ‬بيئياٍ‮ ‬متنوعاٍ‮ ‬بالرغم من المناخ الجاف إلا أن المياه على ما‮ ‬يتضح من طبوغرافية المنطقة كانت تتوفر في‮ ‬المناطق المنخفضة بعدة طرق إما بهطول أمطار فصلية أو بهطول أمطار في‮ ‬فترات متقاربة أو أمطار موسمية‮ ‬فكانت الديناصورات تجول في‮ ‬الأراضي‮ ‬الداخلية والمنخفضة بحثاٍ‮ ‬عن الغذاء والماء‮.‬
وأوضح الدكتور الحيفي‮ ‬في‮ ‬كتابه المرجعي‮ ‬أن مسارات وبصمات أقدام الديناصورات في‮ ‬أرحب بقيت متحجرة على سطح طبقة من صخر الحجر الجيري‮ ‬المنتمية إلى مجموعة عمران ورسوبيات العصر الجوراسي‮ ‬المتأخر أي‮ ‬في‮ ‬الفترة قبل ‮٣٦١ ‬إلى ‮٥٤١ ‬مليون سنة‮ ‬وترجع معظم المسارات في‮ ‬مختلف المواقع المكتشفة لآثار أقدم الديناصورات إلى ديناصورات نباتية من فصيلة الـ‮ (‬ornithopods‮).‬
مشيراٍ‮ ‬إلى أن العثور على بقايا فتحجرة لمستعمرات‮ (‬الجو فمعويات‮) ‬في‮ ‬محيط هذه المواقع‮ ‬يدل على أن بيئة مواقع الاكتشاف كانت بيئة بحرية دافئة وغير عميقة‮ ‬حيث لا‮ ‬يتعدى عمقها‮ (٠٠٢) ‬متر بحيث تستطيع أشعة الشمس الوصول إلى الأعماق القريبة‮ ‬كما‮ ‬يدل ذلك أيضاٍ‮ ‬على أن تلك البيئة كانت هادئة وخالية من التيارات المائية العنيفة‮ ‬وأن احتفاظ أكثر من طبقة رسوبية من الحجر الجيري‮ ‬الأحفوري‮ ‬وفي‮ ‬مستويات متفاوتة بآثار أقدام الديناصورات في‮ ‬مناطق مختلفة من أرحب‮ ‬يشير إلى وجودها في‮ ‬فترات زمنية من العصر الجوراسي‮ ‬وهذا من الأدلة العلمية التي‮ ‬تقلل من احتمالية القول إن المنطقة كانت فقط طريق مرور للديناصورات أثناء هجرتها‮.‬
ويؤكد الباحث الحيفي‮ ‬في‮ ‬كتابه أن المنطقة كانت بيئة جوارسية لتلك الكائنات العملاقة‮.‬
أثر الأقدام
‮ ‬كما‮ ‬يشير ذلك أيضاٍ‮ ‬إلى أن البحر كان له فترات متفاوتة من التقدم على اليابسة ثم التراجع ممثلاٍ‮ ‬في‮ ‬شعب الأضايق ببيت الجالد أثر الأقدام موجودة في‮ ‬قاع الشعب عند مستوى‮ (٤٥٦٢) ‬متراٍ‮ ‬من سطح البحر‮ ‬وهذا المستوى كان شاطئاٍ‮ ‬في‮ ‬فترة معينة وكانت الديناصورات تتحرك في‮ ‬أطراف هذا الشاطئ ثم اختفى الأثر في‮ ‬جميع الطبقات في‮ ‬الجبل على جانبي‮ ‬الشعب ولم‮ ‬يظهر أثر الديناصورات مرة أخرى إلا في‮ ‬أعلى الجبل عند ارتفاع‮ (٨٦٢) ‬متراٍ‮.‬
مسارات
‮> ‬وأوضح الحيفي‮ ‬أن من أهم المواقع التي‮ ‬اكتشفت فيها مسارات للديناصورات موقع صرواح في‮ ‬مدر وموقع الأضايق والزيول بين قريتي‮ ‬بيت الجالد وظرفات وموقع بيت شعفل وموقع بيت صبغان وموقع بيت الومشر وموقع حبار وغيرها كثير على امتداد أرحب والمناطق المجاورة‮ ‬ولهذا تمثل مناطق الاكتشافات في‮ ‬أرحب من مسارات الديناصورات وفقرات متحجرة للديناصورات والأسماك والعظام أيضاٍ‮ ‬للحيوانات المختلفة وغيرها مصادر هامة للمعلومات البيئية في‮ ‬الأزمنة الجيولوجية القديمة لشبه الجزيرة العربية وموقعاٍ‮ ‬نادراٍ‮ ‬لدراسة البيئة القديمة فيها‮.‬

قد يعجبك ايضا