*منظومة صواريخ”المندب” ستقلب المعادلة العسكرية في البحر
*استعدادات مستمرة وجهوزية عالية لمعركة الدفاع عن الشواطئ والمياه الاقليمية
عبدالقدوس طه
انكسارات وهزائم متتالية تتكبدها قوى العدوان في معركة الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، إذ تشكل هذه المعركة ابرز الأهداف الخفية للتحالف الهمجي حيث تحصد كل يوم فشل الهدف وهزيمة المعركة.
قدرة الشعب اليمني على الصمود وجيشه ولجانه الباسلة على المواجهة والتحدي على مدى 1000 يوم من العدوان قلبت موازين المعادلة العسكرية واحدثت متغيرات هزت قوى العدوان.
وامام صمود وباسلة الشعب اليمني وقواته تحولت معركة الساحل الغربي لكابوس تدفن فيه آمال وطموحات كل غاز يحاول الدخول إلى رمال شواطئها ومياهها الهائجة بالبارود والنار.
إذاً لم تكن معركة الساحل الغربي رحلة سعيدة للعدو السعودي الإماراتي فقد هاجت مياه اليمن ودمرت سفنهم الحربية وبوارجهم وألحقت بهم خسائر يسجلها التاريخ وجاءت المفآجات اليمنية بما لا يتوقعه الاعداء من تجهيزات عسكرية وبحرية في اعداد وتجهيز المقاتلين الى صناعة وتطوير الأسلحة والصواريخ المناسبة محلية الصنع.
سعت قوى العدوان في حربها على اليمن للسيطرة على الشريط الساحلي واحتلال المياه الاقليمية اليمنية ويظهر ذلك من خلال التصعيد العسكري المتواصل واستمرار الحصار على البلاد من اغلاق المنافذ البحرية واحتلال الجزر وارتكاب المجازر والجرائم الوحشية في المناطق والمدن الساحلية وقصفها بأفتك أنواع الأسلحة المحرمة واستهداف الصيادين وتكرار محاولات السفن الحربية التابعة للعدوان اختراق المياه الاقليمية ، حيث تعد معركة الساحل الغربي أهم الأهداف القذرة للعدوان.
ولم تتوقف اطماع قوى الغزو والاحتلال السعودي الإماراتي في محاولات السيطرة على السواحل اليمنية وخاصة مدينة الحديدة وبسط احتلالها على الموانئ والجزر اليمنية حيث تشكل الأهمية الاستراتيجية للحديدة في كونها مركز الموانئ البحرية ويبلغ طول الشاطئ التهامي 500 كلم، عدا عن كونه الشريان الوحيد للشعب اليمني.
وتعتبر محافظة الحديدة، إحدى أبرز المحافظات والمدن الساحلية اليمنية، وتتوسط الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وتشرف عليه من خلال عشر مديريات ساحلية على الأقل، وفيها يقع المرفأ الأهم في اليمن، وهو ميناء الحديدة، الشريان اليمني الذي تصل إليه أغلب الواردات التجارية، بما فيها المواد الغذائية، إلى البلاد.
كما أن الهدف الاستراتيجي من محاولات العدوان السيطرة على موانئ الحديدة والمخا وعدن هو تمهيداً لتغيير جيوسياسي، ليس في اليمن فحسب، بل في المنطقة برمتها ضمن مشروع أمريكي صهيوني خطير على المنطقة ومن بين أهداف هذا المشروع التآمري سيطرة إسرائيل على كامل الخط الملاحي في البحر الأحمر.
وبهذا الخصوص كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، عن الأهداف الخفية لمعركة الساحل الغربي التي جُند لها تحالف العدوان قدرات كبيرة وكذا خطاب إعلامي وسياسي كبير .
وأكد السيد أن التركيز على الساحل هو تركيز أمريكي وإسرائيلي قبل أي طرف إقليمي والحسابات لدى الأمريكي والإسرائيلي تجاه السواحل والجزر حسابات خاصة وحساسة وبالنسبة لهم المسألة مسألة استراتيجية.
واعتبر قائد الثورة أن أمريكا نشأت على استراتيجية قوة البحار والتآمر كبير جدا على الساحل لاعتبارات في مقدمتها هذه الاعتبارات ولما يمثله الساحل من أهمية على المستوى الاقتصادي.
وقال السيد ، إن الاستعمار على مدى أكثر من 400 عام كان يركز على السواحل اليمنية التي كانت مستهدفة في كل مراحل التاريخ من قوى الاستعمار كافة لأهداف كثيرة ولأنها في نظرهم سهلة للاحتلال.
وشدد السيد على أن صمود الشعب اليمني وصمود أبناء منطقة تهامة وفي المناطق الساحلية يمثل أهم عامل لفشل قوى العدوان.
وعن القدرات البحرية ، قال قائد الثورة : ” بالنسبة للقدرات البحرية نحن نحرص على تطويرها وشاهدنا فيما قد مضى ضربات نوعية ومهمة لبارجات قوى العدوان في البحر الأحمر وفي محاذاة السواحل اليمنية ومحاذاة المياه الإقليمية اليمنية
وتابع : ” أملنا إن شاء الله، الاستمرار في تطوير القوات البحرية لتكون قوى دفاعية تدافع عن المياه الإقليمية اليمنية وعن الساحل وأملنا إن شاء الله أن تتضافر جهود أبناء شعبنا العزيز في معركة الساحل وأن تتضافر جهود المواطنين في المناطق الساحلية على نحو أكثر
ووصف قائد الثورة أبناء محافظة الحديدة ومحافظة حجة والمحافظات الساحلية وساحل تعز بأشرف أبناء اليمن وأكثرهم صموداً وثباتاً لمواجهة العدوان وتحمل المتاعب والمعاناة في هذا السبيل.
الخوخة قلعة صمود
مدينة الخوخة الساحلية قلعة صمود يمنية تسحق قوى العدوان وتبيد مرتزقتهم، وكل يوم تنتكس احلام العدوان بغزو الساحل الغربي للبلاد رغم تحشيد عسكري ضخم وجحافل من القوات والمرتزقة والسلاح لكنها سرعان ما تصطدم بقوة بحرية يمنية ضاربة تحول جنود التحالف ومرتزقته لجثث وآلياته العسكرية لقطع من الخردة.
من المخا الى الحديدة شريط ساحلي تحول لخطوط من نار وجبهة صمود تقارع غطرسة العدوان وتسحق ارتاله ومجنزراته ومع كل يوم مشاهد جثث قوى العدوان متناثرة تصعد منها رائحة الجيفة والعفن وآخرون فروا من هول المعركة ومن تبقى منهم يقعون في الأسر بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية.
في مدينة الخوخة يجندل أبطال اليمن ولجانهم الشعبية بالعدو السعودي الإماراتي واذنابهم ويرقص فوق مدرعاتهم محتفلين بالنصر وسحق كل محاولات تقدم باتجاه المدينة.
فلم تمض ساعات من دخول تلك القوات الغازية إلا وتحولت المدينة لبارود ونار تحترق من تحت أقدامهم ومن فوقهم ومن كل اتجاه وجانب وزاوية لم يبق من جنود العدو إلا جثث متناثرة في الشوارع وأسرى يندبون حظهم كالنساء الثكالى.
الانتصار الكبير الذي حققته قوات الجيش واللجان الشعبية على مرتزقة العدوان في الخوخة ، شكلت ضربة قاصمة لتحالف العدوان وارتباكاً في صفوف المرتزقة وسط اتهامات فيما بينهم بسبب الهزيمة.
تمت استعادة المدينة بأيدي الجيش واللجان الشعبية بخطة محكمة وعملية خاطفة رغم الاسناد الجوي والغارات المتواصلة للعدوان والتعزيزات العسكرية دعما لمرتزقته لم تساعدهم في شيء.
نفذت قوات الجيش عمليات التفاف وتطويق لقوات الاحتلال من محورين باتجاه الخوخة وباتجاه الهاملي ويختل محققة تقدماً واسعاً تمكنت خلاله من قطع طرق الامداد والسيطرة على الخط الساحلي الدولي بين يختل والخوخة ، بعد السيطرة الكاملة على سوق يختل. ووصلت قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمها على قرية قطابة وقامت بتحريرها كاملةً.
ودمرت قوات الجيش واللجان الشعبية أكثر من 9 مدرعات و23 آلية متنوعة بينها 18 طقماً تابعاً لقوات الاحتلال ومرتزقتهم واغتنام طقمين آخرين وأسر المسلحين الذين كانوا على متنها. وخسرت قوات الاحتلال المسنودة بالمرتزقة ما يزيد عن 400 قتيل خلال هذه العمليات.
وحاول إعلام التحالف التخفيف من هول الصدمة وفاجعة الانكسار والهزيمة باختلاق مزاعم ما تسمى المقاومة الجنوبية بخيانة قوات الحرس الجمهوري التي انضمت لتحالف العدوان،عقب أحداث صنعاء واتهمت كتيبة من الحرس بتسهيل توغل قوات الجيش واللجان الشعبية في المدينة.
وفي المخا تتعرض سفن العدوان لاستهداف بضربات موجهه وانكسارات متوالية ، لقد تحول الساحل اليمني لوحل يغرق فيه التحالف السعودي الإماراتي ومن ورائهما أمريكا إذ تغرق السفن ويتساقط الجنود وتحرق المجنزرات والمدرعات.
دخول قوات العدوان الى المدينة لبضع ساعات كانت خطة محكمة حيث وقعت في الفخ وكمائن الصيد والعمليات العسكرية المتنوعة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية.
مفاجآت الساحل الغربي
وفي المعركة البحرية تمكنت القوات البحرية والدفاع الساحلي من تحقيق انجازات وانتصارات كبيرة على قوى العدوان وتكبيدها خسائر فادحة من استهداف للبوارج والسفن والزوارق البحرية التابعة للعدو السعودي الأمريكي والتي كانت تحاول الاقتراب من المياه الاقليمية اليمنية.
وجاء تصعيد القوات البحرية اليمنية ردا على تصعيد العدوان ومجازره اليومية التي يرتكبها بحق الشعب اليمني واستمرار الحصار الخانق واغلاق الموانئ.
وزفت القوات البحرية في أكثر من مناسبة بشائر النصر في ميدان المعركة باستهداف البوارج والسفن الحربية للعدوان بالتزامن مع تحذيرات عدة اعلنتها القوات البحرية والدفاع الساحلي من أي محاولة لتحويل البحر الى ميدان للمواجهة.
وكانت القوات البحرية قد أصدرت بيانات سابقة حذرت فيها قوات العدوان السعودي الأمريكي من تحويل البحر الأحمر الى قاعدة لاستهداف المناطق والقرى في الساحل الغربي لليمن، إلا أن بوارج العدوان استمرت بتجاوز الخطوط الحمراء والقوانين الدولية البحرية، واستهدفت الصيادين في السواحل والجزر اليمنية.
وقالت” إننا إذ نزف لشعبان العزيز خبر تمكن البحرية اليمنية من تسديد ضربة قوية للغزاة في الساحل الغربي للبلاد، نؤكد أن التصعيد يقابله تصعيد استجابة لقائد الثورة”.
واستمر تحذير القوات البحرية اليمنية من تحويل البحر إلى مسرح مواجهات كون ذلك ليس في مصلحة الجميع، كما حذرت من استمرار الحصار ومنع السفن من الدخول إلى ميناء الحديدة، إلا ان قوى العدوان اصرت على استمرار غطرستها وحاولت فتح معارك وجبهات في الساحل وكانت النتائج وخيمة وهزائم ساحقة تكبدتها تلك القوات على أيدي أبطال وبواسل الجيش واللجان الشعبية.
وفي اكتوبر الماضي، اعلنت القوات البحرية اليمنية، الجهوزية التامة لأي مواجهة عسكرية في الساحل الغربي بمواجهة التحالف عقب مناورة أظهرت خلالها إمكانياتها ومهارات أفرادها متوعدة التحالف بمفاجآت.
وقالت البحرية إن قواتها “جاهزة للتصدي لأي خطر يستهدف السواحل اليمنية وانها تحضر مفاجآت للبوارج والسفن الحربية التابعة للتحالف.
وأجرت القوة البحرية مناورة عسكرية تحاكي معارك البحر ضمن فعاليات تخرج دفعات عسكرية بحرية.
وفي سياق ذلك كشفت عن جانب من استعداداتها الضخمة للمعركة الفاصلة مع التحالف في الساحل الغربي باتجاه الحديدة بتخريج دفعات عسكرية متنوعة بينها دفعة بحرية ودفاع ساحلي ، كما أقامت المنطقة العسكرية الخامسة بالحديدة حفل تخرج وعرضاً عسكرياً هو الأكبر من نوعه ضم آلاف المتخرجين من منتسبي القوات الخاصة والقوات البحرية والأمن المركزي حيث شكلت رافداً قوياً للقوات المسلحة وتعزيز جبهات العزة والإباء ومواجهة المعتدين والغزاة في مختلف جبهات الساحل الغربي.
وفي مقابل التطورات الميدانية والأخطار التي كانت تواجه السواحل اليمنية فإن التجهيزات تم الترتيب لها مسبقا.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قد توعد في وقت سابق دول العدوان في خطاب المعادلات الجديدة وتحذيره لهم بأن أي مغامرة من قبلهم تستهدف الحديدة والميناء ستكون عواقبها وخيمة، قائلا عن قدرات القوة البحرية: ” القوة البحرية في اليمن قوة دفاعية وتستطيع ضرب البوارج الحربية والعتاد الحربي القادم من قوى العدوان بمختلف أشكاله وأنواعه.
منظومة المندب 1
ومن ضمن المفآجات البحرية التي كشف عنها الجيش واللجان الشعبية في معركة التحدي والصمود ومواجهة قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي صناعة منظومات صاروخية بحرية بتكنولوجيا متطورة في مسار تطوير القدرات العسكرية اليمنية وجهوزيتها التامة، رغم التحديات الواسعة والظروف الصعبة التي يمر بها اليمن.
واعلنت القوات البحرية والدفاع الساحلي في نوفمبر الماضي مفاجآت كبيرة في تغيير المعادلة العسكرية من خلال تطوير منظومة “المندب1” الصاروخية المتخصصة في ضرب واستهداف السفن والبوارج الحربية لتضاف الى الانجازات اليمنية في المجال الحربي والتي تشكل ضربة صادمة للتحالف في مختلف المجالات الجوية والبحرية والبرية التكنولوجية والاستخباراتية وتمكنها من تحييد أغلب الآلة العسكرية الضاربة التي تمتلكها دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات ومن يقف خلفها.
ويعد هذا الانجاز تطوراً نوعياً في المعركة البحرية لحماية المياه الإقليمية والممرات المائية اليمنية الدولية كون هذه المنظومة الصاروخية واحدة من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة، التي تم تطويرها وإنتاجها بالتعاون بين الوحدة الصاروخية والقوات البحرية لإنتاج هذا النوع من الصواريخ، وقد أطلق على تلك المنظومة اسم “مندب” والتي تحمل دلالات وابعاداً كبيرة إذ يرمز لمضيق باب المندب، والذي يتحكم فيه اليمن ويحافظ عليه، وهذا السلاح الردعي سيكون له دور كبير في حال ما فكرت أي قوة في القيام بعملية غزو أو اعتداء على المياه الإقليمية اليمنية.
إنتاج هذه المنظومة يعد من ابرز الانجازات التي استطاعت الخبرات المحلية اليمنية من صناعتها، حيث تمتاز بدقتها العالية في إصابة الهدف ومزودة بتقنية لن تستطيع سفن العدو العسكرية من فك شفراتها.
وتستمر الانجازات العسكرية اليمنية في تطوير الصناعات الحربية إذ ستشهد الأيام القادمة صناعات متطورة وأسلحة فائقة الدقة ومنظومات صاروخية متعددة في المجال البحري.