فؤاد ناجي *
متفرقات عن المناهج
1 – أغفلت مناهج التاريخ في كل المراحل قضايا مهمة في تاريخ اليمن فلم تتحدث ولم تشر إلى حادثة قتل السعوديين لثلاثة آلاف حاج يمني في تنومة سنة 1923م لا من قريب ولا من بعيد ولم تذكر تآمر السعودية في قتل الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، ولم تتحدث عن اقتضام السعودية لنجران وجيزان وعسير سنة 1936م والتي تقدر مساحة نجران وحدها بـ (300) ألف كيلومتر مربع، وتمتد من حدود الجوف مروراً بصعدة ومارب إلى حضرموت، وتتكون من ست وعشرين محافظة، بينما صورت تاريخ اليمن بعد الإسلام وخصوصاً فترة حكم الأئمة وكأنه حكم ظلامي وهي بهذا تسيء لتاريخ آبائنا وأجدادنا اليمنيين جميعاً وكأنهم كانوا قطيعاً من الأنعام لا يثورون ضد الظلم على مدى ما يزيد عن ألف عام.
2 – هناك محاولات ترويض ولو كمخاطبة للعقل الباطن على المدى البعيد على مساوئ الأخلاق والرذيلة والثقافة المغلوطة: فمثلاً نجد في منهج الصف الأول الابتدائي صورة لطفل يحتضن طفلة وكأنهم يقرأون وهذه الصورة موجودة في كثير من صفحات الكتاب، كما نجد صورة للشيطان كذلك، كما نجد صورة العبادات وهي تتحدث عن الخلافيات وتركز عليها ولكن من وجهة نظر الفكر الإخواني ( الوهابي- النجدي) في سعي منه لإلغاء التنوع والتعايش وفي سعي منهم لمحو الفكر اليمني الأصيل الزيدي الشافعي.
3 – كان في كتاب ( الوطنية) للصف التاسع خريطة للوطن العربي وصورة إسرائيل على شكل ثعبان ملتوٍ بالوطن العربي ثم حذفت كونها تحذر من اليهود ومؤامراتهم.
4 – الهوية في المنهج: لم يقدم شيء من كتاب المناهج عن العدو الحقيقي للأمة الذين ذكرهم القرآن مراراً وتكراراً وهم اليهود والنصارى والمتمثل اليوم في الأمريكان واليهود ومن دار معهم.
ولم يذكروا أيضاً العدو التاريخي لليمن وهي المملكة السعودية التي قتلت الحجاج اليمنيين وحاولت احتلال الحديدة وتآمرت على الثورة والوحدة في 94 وسرحت أكثر من مليون عامل يمني بسبب موقف سياسي في الأزمة الخيجية وكان آخر المؤامرات المبادرة الخليجية التي كان أبرز مؤامراتها هيكلة الجيش وقرار الجرعة، وتقسيم اليمن، والدفع إلى الفراغ السياسي تمهيداً لإحداث حرب أهلية، ونشر الفوصى الخلاقة عبر صنيعتها القاعدة وداعش وغيرها وغيرها من الجرائم والمؤامرات التي توجت بالعدوان الذي دمر أكثر من ستمائة مدرسة وكان من جرائمه استهداف التربويين في عمران ومدرسة الفلاح في نهم، ومدارس صعدة ، ولعلكم تذكرون في بداية العدوان الاستهداف لأي منشأة تعليمية بتلك الدعايات المضللة الكاذبة عن المدارس بأنه يتم فيها تخزين الأسلحة حتى استهدفت الكثير من المدارس، ورغم كل ذلك ما نحفظه مما تعلمناه وسمعناه في التعليم والإعلام ” هو أن السعودية الشقيقة الكبرى التي تمثل بالنسبة لنا كيمنيين مرجعية دينية وسياسية لا تجرؤ على مخالفتها لا في المواقف السياسية ولا في المواقف الدينية كصيام رمضان وعيد الفطر والأضحى، وغيرها”، بل وترك لها الحبل على الغارب لتعبث بثقافة الشعب وهويته وانسجامه ونسيجه الاجتماعي حتى وصل بها الحال إلى أن تشتري الولاءات من بعض المشايخ والضباط وبعض المسؤولين وبصورة علنية ومكشوفة، ناهيك، عن دعمها اللا محدود للجامعات والمراكز الدينية التابعة لأجندتها بسخاء كبير.
5 – حديث الجهاد في الصف الثاني؟؟
6 – التركيز على المتطلبات على حساب الأساسيات:
هناك مواد أساسية كالقراءة والكتابة والإملاء والحساب والقرآن: نجد الكثير من المتطلبات غير الأساسية تستهلك جهداً ووقتاً على حساب المواد الأساسية حتى يتخرج الكثير من الطلاب وهو مقصر في هذه المواد الأساسية، بل إن منهج المواد الأساسية يحتاج إلى إعادة نظر حيث وهو لا يصل بالطالب إلى النتيجة المطلوبة، فتجد مواضيع القراءة والنحو متباعدة، وكذا مواضيع الحساب والإملاء مما يستدعي ويستوجب إعادة النظر في المناهج، فالمرجو حصوله من الدراسة طيلة هذه السنوات هو أن يتخرج كادر واعٍ متمكن ليس من القراءة والكتابة فحسب وإنما ليكون واعياً بقضايا الأمة وهويتها الدينية فضلاً عن وعيه للمنهج المقرر.
من يقف وراء تغيير المناهج الدراسية؟ وما الهدف من ذلك؟
قام أحد التربويين بإجراء مقارنة بين عامي 2010م/2011م لبعض المناهج الدراسية ولوحظ أن هناك فرقاً كبيراً بين مناهج الجغرافيا والتاريخ في الصف السادس والثامن أساسي حيث أنه تم إزالة كل موضوع وكل فقرة تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام كما أنه تم إزالة كل شيء يتعلق بالإسلام أو المسلمين والأمن القومي العربي وغيرها من الأشياء التي تصنع هوية إيمانية وطنية أصيلة وهذا التقرير يؤكد أن وزارة التربية والتعليم وغيرها من الجهات المختصة في مجال التربية والتعليم كانت تعمل على تحقيق تلك الأهداف الأمريكية التي ذكرناها أعلاه.
ومن تلك المواضيع في منهج الصف السادس موضوع عوامل وأسباب جعلت موقع الوطن العربي هاماً في طبعة 2010م صفحة 10و11 النص التالي: ( احتواء أراضي الوطن العربي على ثروات معدنية كالبترول والغاز الطبيعي ، مما جعله عرضة الأخطار الأجنبية والأطماع الخارجية ويتطلب مضاعفة الجهود العربية في توفير الأمن العربي بمختلف مجالاته).
وقد تم التغيير والحذف في طبعة 2011م كالتالي: ( احتواء أراضيه على ثروات معدنية كالبترول والغاز الطبيعي..) إلى هنا وتم حذف الباقي.
وفي منهج الصف السادس، موضوع أهمية النفط في طبعة 2010م عنوان ( لماذا تتهافت دول غرب أوروبا وأمريكا على بترول الوطن العربي ) وذكر لذلك عدة أسباب.
وفي طبعة 2011م تم حذف العنوان بالكامل.
أيضاً في منهج الصف السادس موضوع ( الأنهار الموجودة في إقليم البلاد الخصيب) ففي طبعة 2010م ختم هذا الموضوع بالنص التالي : ( وتحاول إسرائيل السيطرة على المياة في الإقليم حيث احتلت الضفة الغربية لنهر الأردن عام 1967م للسيطرة على مياه نهر الليطاني) وفي طبعة 2011م تم حذف هذه الفقرة كاملة.
كذلك في منهج الصف السادس موضوع ( سكان الهلال الخصيب ونشاطهم الاقتصادي) في طبعة 2010م صفحة 53 توجد فقرة في الموضوع هذا تقول: ( بالنسبة لفلسطين فإن معظم السكان هم من اليهود الذين عملوا على طرد العرب، وقد جلب اليهود ليعيشوا بدلاً منهم منذ احتلالهم لها عام 1948م ويتركز معظم السكان الفلسطينيين الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة) وفي طبعة 2011م صفحة 41 تم حذف هذه الفقرة بالكامل.
كذلك في منهج الصف السادس موضوع ( التكامل الاقتصادي العربي) في طبعة 2010م صفحة 36يوجد عنوان هما: ( مقومات التكافل العربي ) و( علاقة الوطن العربي بالعالم الإسلامي)، في طبعة 2011م تم حذف هذه بالكامل لأنها تتحدث عن الدور الخارجي السلبي في إعاقة التكامل الاقتصادي العربي وكذلك تتحدث عن علاقات إسلامية في المستقبل.
* نائب وزير الأوقاف والإرشاد