كيف نقرأ قرارات ولي العهد السعودي التصعيدية؟
مجاهد القهالي
على الصعيد اليمني أعلن عن قائمة أربعين شخصية وطنية يمنية ووصفهم بالإرهابيين وهم قادة وطنيون يدافعون عن سيادة وطنهم وكرامة شعبهم في مختلف الجبهات وفي مقدمة الصفوف، أما الإرهابيون من القاعدة وداعش فهم يقفون في مقدمة صفوف الغزاة والمحتلين الطامعين إلى تقسيم اليمن ونهب ثرواته.
قرار إقفال جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية على الشعب اليمني بأسره هذا القرار لم يسبق أن اتخذه أحد من قبله في هذا العالم لأنه قرار تحرمه الأديان والشرائع السماوية وميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني والقانون الدولي ويعتبر من كبرى جرائم الحرب ضد الإنسانية وشروعاً في الإبادة الجماعية لشعب بأكمله يعاني من أمراض فتاكة كالكوليرا وغيرها بسبب الأسلحة المحرمة التي تستخدمها دول العدوان على اليمن بهدف الاستسلام لمشيئته.
إن على من اتخذ هذا القرار أن يعرف بأن الشعب اليمني لم يستسلم عبر مراحل التاريخ وعادات الشعب اليمني وتقاليده لا تسمح بالمتاجرة بدماء اليمنيين للغزاة والمحتلين.
والمثل اليمني يقول أنا عدو ابن عمي وعدو من عاداه وعليه أن يعلم بأن الحديدة لن تسقط وأن جميع جبهات القتال لن تزداد إلا قوة وصلابة بل سوف يمضي أبناء شعبنا اليمني نحو تحرير كل شبر من أرضه المحتلة وماخفي كان أعظم.
على الصعيد السعودي، لقد حمل تهم الفساد كل أبناء عمومته ومنافسيه بشكل فردي دون ما يستند إلى أي مؤسسة أو هيئة دستورية أو قانونية وبهذا احدث شروخا وجروحا في صفوف الأسرة الحاكمة من الصعب تضميدها وإعادة لحمتها واستنزف الخزينة السعودية استنزافا لا يقوى الاقتصاد السعودي على معافاته إلا بعد أمد طويل.
أما على الصعيد القطري والإيراني واللبناني والسوري فقد وضع الجميع من عرب ومسلمين أمام خيارات حرب إقليمية لا تبقي ولاتذر.
ومن المستفيد من كل هذا , أليس هي الماسونية التي تسعى إلى ضرب عناصر القوة العسكرية والمالية في الوطن العربي والإسلامي تمهيدا لقيام دولتها الكبرى ,هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه.
وقبل أن يقع الفأس في الرأس أدعو إلى إعادة النظر في كل الحسابات بحكمة وحنكة وروية فالجميع اليوم يحتاج إلى ثقافة التعايش والسلم الاجتماعي وليس إلى تعمير المدافع واستعراض القوة على بعضنا البعض وإلى الاحتكام إلى قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان) صدق الله العظيم.
وما تنشده أمتنا العربية والإسلامية اليوم هو السلام العادل والمصالحة وحياة العزة والكرامة وليس العكس، والله من وراء القصد.
* رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري