*الأمم المتحدة : 80 % من اليمنيين مهددون بالمجاعة جراء العدوان والحصار
تحقيق / أسماء البزاز
اليوم العالمي للغذاء و الذي يصاف السادس عشر من شهر أكتوبر من كل عام ؛ أصبح في اليمن يوماً لتجديد المأساة التي تصنعها يد العدوان السعودي مند ثلاثة أعوام مستهدفة الحرث والنسل ودور الإنتاج والاقتصاد والأراضي الزراعية والمصانع ومخازن الغداء محققة مجاعة حذرت منها مختلف المنظمات الدولية والإنسانية والتي أشارت إلى ان عشرات الملايين من اليمنيين مهددون بمجاعة حقيقية تندر بكارثة إنسانية.
في هذا الصدد يقول مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، أن الأزمة الإنسانية في اليمن تشهد تفاقماً، وأن البلاد على شفير مجاعة هذا العام.
وقال ستيفن أوبراين أمام مجلس الأمن: إن “النزاع في اليمن هو الآن المحرك الرئيسي لأكبر حالة طوارئ في مجال الأمن الغذائي في العالم”.
كما أضاف: أنه “في حال لم يكن هناك أي إجراء فوري، فإن المجاعة الآن سيناريو محتمل حيث أشار أوبراين إلى أن هناك نحو 14 مليون شخص، أي ما يقارب 80 % من سكان اليمن، في حاجة إلى مساعدات غذائية، نصفهم يعيشون انعداماً شديداً للأمن الغذائي.
وأضاف أن مليوني شخص على الأقل، في حاجة إلى مساعدة غذائية طارئة للبقاء على قيد الحياة.
وتابع أوبراين: “عموما، فإن محنة الأطفال لا تزال قائمة: طفل لا يتجاوز العاشرة يموت كل عشر دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها”.
وتسبب العدوان الذي يشنّه النظام السعودي بتحالف مع دول خليجية أخرى، بتدهور الأوضاع الإنسانية والصحية بشكل كبير لنحو 26 مليون يمني، وحرم أكثر من ثلثي السكان من الحصول على العناية الطبية اللازمة.
الجسد الهزيل
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية قد نشرت تقريراً عن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعيشها اليمنيون جراء العدوان السعودي والحرب الدائرة في البلاد بعنوان “ملايين يعانون من المجاعة والقنابل السعودية تمزق اليمن”.
ورأت الصحيفة أن “الحرب الدائرة في اليمن يمكن اختزالها رمزياً في صورة الجسد الهزيل للمواطنة اليمنية سعيدة أحمد، البالغة من العمر 18 عاما لكنها تبدو بعمر امرأة عجوز ولا يعادل وزنها وزن طفل صغير، وقد أدخلت إلى مستشفى في ميناء الحديدة الأسبوع الماضي وهي تعاني من آثار المجاعة في هذا الميناء الخاضع لحصار سعودي”.
ولفتت إلى أن “ثلاثة أرباع السكان في اليمن يعتمدون الآن على المساعدات الغذائية للبقاء، وإن أكثر من سبعة ملايين يمني يعانون بشدة من سوء التغذية”، مشيرةً إلى أن “ملايين البشر يعانون من المجاعة في اليمن بسبب الحرب التي ترى الصحيفة أن الولايات المتحدة وبريطانيا متواطئتان فيها بوصفهما من مصدري السلاح إلى السعودية”.
وشددت على أن “على بريطانيا والولايات المتحدة واجبا أخلاقيا في ان تستخدمان نفوذهما على حلفائهما السعوديين لفتح منافذ دخول المساعدات الإنسانية ووقف استهداف المدنيين في الغارات التي تشنها السعودية”،
واعتبرت الصحيفة أن “الحرب المنسية في اليمن تستعيد عقودا من النزاع بين شمال اليمن وجنوبه كما أنها حرب بالنيابة في أفقر بلدان الشرق الأوسط”.
البدائل
المهندس ماجد هاشم المتوكل مدير الإدارة العامة للإرشاد والإعلام الزراعي بين ان سياسة البناء والاهتمام بشؤون الزراعة والتنمية رغم كل الظروف والتحديات هي الوسيلة المناسبة للتغلب أو الحد من كارثة المجاعة ؛ حيث إن الاهتمام بقضية الغذاء وتوفير رغيف الخبز بقدرات وإمكانيات ذاتية. والعوامل والمشكلات التي ترتبط به وتؤثر عليه لم يعد أمرا محليا بل أصبح توجها عالميا ، وهنا في وزارة الزراعة برزت هذه القضية مع أفكار ودراسات وتوجهات مختلفة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء الأساسي المتمثل برغيف الخبز المرتكز على إنتاج محاصيل الحبوب والقمح محليا وفق استراتيجيات تنموية واقتصادية.
وأضاف: إنه وفي ظل القصور والتقصير الواضح في توجهاتنا التنموية في الدعم الاقتصادي لإنتاج الحبوب والقمح محليا ؛ برزت مشكلات اقتصادية و عدائية بشكل متكرر وهنا رأينا في الإدارة العامة للأرشاد والإعلام الزراعي الاستفادة من نتائج البحوث العلمية المدخلة في تقنيات الدقيق المركب لإنتاج الخبز تساهم في خفض الوارد من القمح سنويا بأقل تكلفة.
الحصار الخانق
من جهته أوضح الناشط الحقوقي والإعلامي أحمد داوود أن العدوان عمد منذ اليوم الأول قبل أكثر من سنتين ونصف إلى فرض حصار خانق على الشعب اليمني بغرض تركيعه واستسلامه ؛ وأنه ومع الأيام الأولى للعدوان لجأ العدو إلى صب جام غضبه على كل مقدرات الحياة وقصف مؤسسات الدولة وموانئها ومطاراتها، فقصف مطار صنعاء الدولي وقصفت المصانع والمستشفيات والمدارس والجسور والطرق وفرض العدو حصاراً على السفن التجارية التي ترغب في الدخول إلى ميناء الحديدة.
وأضاف داوود قائلا : وكما هو معلوم بأن ميناء الحديدة هو المنفذ البحري الوحيد لليمنيين الذي عن طريقه تدخل المواد الغذائية والسلع التجارية وغيرها ودول تحالف العدوان لا تسمح لأي سفينة لدخول الميناء إلا بأخذ تصريح منهم ومع ذلك فإن محاولة حصول التجار على تصاريح تحتاج إلى شهر أو شهرين وأحيانا إلى أشهر ؛ وقد حدث أن دول العدوان سمحت لسفن محملة بالدقيق والقمح ولكن السفينة عندما وصلت إلى الميناء أطلقت دول التحالف تحذيرات لطاقمها بعدم الاقتراب من غاطس الميناء وإن خالفت الأوامر فسوف تتعرض للقصف وظلت السفينة عدة أشهر حتى فسد القمح والدقيق ؛ والحال نفسه تكرر مع عدد من التجار.
المجاعة
مبينا أن العالم يحتفل باليوم العالمي للغذاء فيما اليمنيون يتضورون جوعاً وشبح المجاعة غزا معظم المديريات والمحافظات اليمنية بالإضافة إلى انتشار الأمراض والعيش في ظروف اقتصادية قاسية ومع ذلك يرى العالم إلى اليمن باعتبار ما يحدث فيه مادة دسمة لوسائل الإعلام فقط أما شعوب العالم والأمم المتحدة لم تحرك ساكناً لإنقاذ اليمنيين مما هم عليه.
وتابع :ومن المفارقات العجيبة أن جيران اليمن يحتفلون باليوم العالمي للغذاء وهم يشكون من التخمة ومن الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب بينما اليمن يتوجع يومياً بسبب صواريخهم وغاراتهم المتواصلة ونيرانهم الحاقدة التي لا تحبذ أن يكون اليمن إلا في رقعة الفقر والجهل والتخلف.
الأمم المتحدة
فيما يرى المحلل السياسي زيد الغرسي ان الاحتفال باليوم العالمي للغذاء من قبل الأمم المتحدة يعتبر نفاقا منها حيث تشاهد وتعلم بأن الشعب اليمني محاصر منذ ثلاث سنوات في لقمة عيشه وفي منع دخول المستلزمات الطبية فأي احتفال يحتفلون به هل لأنهم يقدمون المساعدات الغذائية لليمن ام لأنهم فكوا الحصار وجعلوا موضوع الغذاء بعيدا عن الحرب ؟
موضحا ان هذه الاحتفالات مفروغة من محتواها لان الأمم المتحدة شريك في تجويع الشعوب وهي من تنهب خيراتها وتعمل على إفقار الشعوب لصالح دول الاستكبار ؛ ومن المضحك ان الأمم المتحدة تحتفل بهذا اليوم وهي من أصدرت تقارير تؤكد أن الملايين من اليمنيين في خط المجاعة ؛ وهذا فقط يؤكد لنا مستوى النفاق الاممي الذي وصلت اليه عصابة الأمم المتحدة.
النفاق العالمي
الناشطة الحقوقية والإعلامية وفاء الكبسي تقول : في اليوم الذي يحتفل العالم فيه باليوم العالمي للغذاء اعتبره يوم النفاق العالمي لحرمان الغذاء ﻷن هذا اليوم أعلنته منظمة الأغذية (الفاو) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ونحن نعلم بأن منظمة الأمم المتحدة هي من تواطأت مع العدوان لقتلنا وحصارنا الخانق بحريا وبريا وجويا متجاهلة لمعاناة ومأساة شعبنا اليمني ، لان بهذا الحصار منع دخول المواد الطبية الضرورية الى اليمن ومنع دخول الغذاء الضروري كالحليب للرضع وغيره، بل هي من زادت هذه المعاناة حين تجاهلت التقارير الإنسانية الدولية بأن أكثر من نصف سكان اليمن هم تحت مستوى خط الفقر ، اليمن تشهد كارثة إنسانية حقيقة والعالم بما فيه من منظمات حقوقية ودولية صامت وعاجز !
وأضافت : إن هذا العدوان الوحشي الإجرامي على اليمن فضح وعرى كل تلك الدول والمنظمات التي لطالما تشدقت بأنها راعية للسلام في العالم، فما هي إلا راعية الدمار والخراب في العالم فهي متى ما نادت بالسلام هنا نعلم بأنه سيحل الدمار والجوع والخراب.
وبعثت رسالة تقول فيها في هذا اليوم العالمي للنفاق الغذائي اقول للعالم ولمنظمة الأمم المتحدة بالذات ماذا بقي للإنسان اليمني في لعبة الموت هذه أما اكتفيتوا ؛ تبا لهم ولقوانينهم الكاذبة الزائفة ، الإنسان اليمني قوي بالله والحمدلله ونحن صامدون وثابتون حتى يتم النصر بإذن الله.
الحقوقية امل مطهر: يحتفل العالم بيوم الغذاء العالمي في يوم الـ16 من أكتوبر من كل عام و الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة عن طريق منظمه الفاو العالمية ومن أهداف هذا المشروع تعريف العالم بأسباب نقص الغذاء والجوع في البلدان النامية وإيجاد الحلول لهذه المعضلة التي ترهق كثير من شعوب العالم وهي نقص الغذاء وازدياد الجياع في هذا العالم واليمن ضمن قائمة هذه البلدان الجائعة وخاصة في ظل ما تعانيه من حصار وعدوان قضى على كل سبل الحياة
واستطردت قائلة : حيث عمد العدوان إلى قصف المزارع والمصانع كي يزيد من تلك المعاناة فلم يعد الإنسان اليمني يستطيع ان يعمل لكي يؤمن غذائه وغذاء أطفاله الجياع والحصار يمنع دخول المساعدات والأغذية وهذا زاد من وضع البلد سوءاً وهذا طبعا بمباركة أممية لكل ما يجري علينا لان كل مارأيناه من الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية هو كلام فقط لم نر اية تحركات جادة لانتزاع اليمن مما تعانيه وقد وصل عشرات الملايين في اليمن الى حد المجاعة المحققة بحسب الإحصاءت الدولية.
وتمضي بالقول:نحن هنا كمواطنين يمنيين لسنا في صدد عرض الإشكالية فقط كأن الأمر لايعنينا بل وجب علينا إيجاد حلول كي ننهض من هذه الوضعية الكارثيه والوقوف يدا واحدة معا لحلحلة هذا الوضع الذي يتفاقم يوما عن الآخر
وأضاف: انه وبالتركيز على الاهتمام بالزراعة في كل الأراضي التي يمكننا زراعتها والاهتمام بتفعيل الأيدي العاملة في المجتمع لبناء اقتصاد الوطن في كافة المجالات ودعم أبناء الوطن وتوجيه قدراتهم إلى طريق يكفل لهم توفير غذائهم وقوتهم الضروري لبقائهم فلا مجال هنا للركون لأمم متحدة أو منظمات دولية لتمد لنا يد العون فهم مجرد أداة تشتريها قوى الاستكبار في العالم لضرب الدول الضعيفة وغطاء لجرائمها بحق الشعوب ولإصدار قرارات وشعارات لا تطبق على ارض الواقع أبدا وهذا مالمسته شعوب المنطقة بأن حالها لم يتغير إلى الأفضل أو أن نسبة الجياع فيها تقلصت وأصبحت شعوباً منتجة لغذائها
بل أصبحت أكثر اتكالية وأكثر فقرا وجوعا في ظل تسكين مؤقت لأوجاعها من قبل بعض المنظمات. لذا لامجال إلا للتحرك من قبلنا نحن لنحد من معاناتنا وننهض بوطننا من بين الركام ونوفر غذائنا بأيدينا كي نكون بمستوى مواجهة هذا العدوان.
قد يعجبك ايضا