ثورة الـ 14 من أكتوبر .. مدرسة ثورية تحررية على المستويين الداخلي والخارجي

أبناء محافظة إب يتحدثون لـ “الٹورة”:

  • الاحتلال الاماراتي يحاول فرض وصاية على مدينة عدن وبعض مناطق الجنوب ولكننا لهم بالمرصاد
  • بفعل النضال المستمر لنيل الحرية والمساواة والكرامة تم مقاومة الاستعمار وحطمت قيود نظام مستبد

إب / محمد علي

لم يكن ليهدأ ذلك البركان الثوري الذي انطلقت شرارته في يوم الـ 14 من أكتوبر 1963م ضد الاحتلال البريطاني الغاشم والجاثم في جنوب الوطن، فأشعل ذلك الوهج الثوري في قلوب كل اليمنيين وآثار بين أحرارهم في الجنوب والشمال نشوة وحلم التحرر ونفض غبار المحتل الجاثم على ظهر أرضه وكبت حريته..
بدأ العديد من أبطال وأحرار الحركة الوطنية في جنوب الوطن آنذاك خارطة الزمان والمكان لإشعال شرارة الثورة في فجر الرابع عشر من اكتوبر 3691م للقضاء على حقبة مظلمة من زمن الاستعمار البغيض في ظَل تلاحم ثوري وطني جسد وحدة الصف والأرض والإنسان..
وهاهو التاريخ اليوم يعيد نفسه حين يظهر إفراز حقد العدوان السعودي والإماراتي وعدوانهم على اليمن أرضاً وإنساناً في محاولة من هؤلاء المحتلين الجدد فرض وصايتهم وسيطرتهم واحتلالهم لمدينة عدن وبعض مناطق الجنوب.. لكن هيهات ان يستكين الأبطال والشرفاء والأحرار من أبناء اليمن أو يداهنوا في قضية وطنهم وأرضهم وكرامتهم..
وبمناسبة العيدالـ45 لثورة الـ41 من أكتوبر المجيدة أجرت (الثورة) لقاءات مع بعض الشخصيات الأكاديمية والسياسية في محافظة إب .. فكانت هذه الحصيلة:

* في البداية تحدث الدكتور/محمد صالح النزيلي، نائب رئيس جامعة إب لشؤون الطلبة، حيث قال:
– جاءت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963 المجيدة كغيرها من الثورات لرفع ظلم وهيمنة المحتل وحفاظا على كرامة أمة وكانت تتويجاً لتاريخ طويل من النضال الذي بدأت شراراته مع وصول قوات الاحتلال البريطاني إلى عدن، كما أن شرارة الثورة اندلعت لتواكب أحداث ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة في شمال الوطن ولتواكب المد الثوري والقومي في ربوع غالبية الوطن العربي.
ويضيف: قد يكون من المناسب التذكير بكلمات الإعلامي والمفكر السياسي محمد حسنين هيكل الذي وصف البعد الخارجي لثورة الرابع عشر من أكتوبر بقوله: قام اليمنيون بثورة عظيمة لم يدركوا أنفسهم أبعادها فقد دقوا المسمار الأخير في نعش الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس وذلك نتيجة لقطعهم خط الإمداد لمحمياتهم في الهند وفي هونج كونج وتايوان.
أردف بالقول: إن بانطلاق شرارة ثورة سبتمبر الخالدة هب عدد كبير من أبناء الجنوب لدعمها والدفاع عنها منهم كما تورد المصادر المناضل راجح لبوزة والرائد محمد أحمد الدقم والأستاذ عبده نعمان الحكيمي، والمئات غيرهم من تلك المجموعات ممن ألتحق بالجيش وبالكلية الحربية وعملت تلك المجاميع على تنظيم نفسها في اطار سياسي يمثل أبناء الجنوب ويرعى مصالح حركتهم في صنعاء والتي عرفت بحركة تحرير الجنوب اليمني المحتل وتم اختيار قحطان محمد الشعبي مستشاراً لرئيس الجمهورية العربية اليمنية لشؤون الجنوب ثم رئيساً لمصلحة أبناء الجنوب.
غيرت وجه العالم
واستطرد: لقد عاد المناضلون من أبناء الجنوب حاملين بين ضلوعهم شرارة الثورة والخبرة والتجربة والعلوم العسكرية التي تعلموها ليكونوا وقودا لثورة 14 اكتوبر التي غيرت وجه العالم بمساندة الأحرار والثوار والشرفاء من شمال اليمن وكل مناطقه بغض النظر عما تبع ذلك..
امتداد لفكر استعماري
واختتم الدكتور النزيلي بالقول: إننا ونحن نعيش اليوم هذه الأحداث الصعبة من حصار وقتل وترويع ومن خراب وتدمير ومحاولة إعادة الهيمنة الدولية بالاحتلال لبعض مناطق الجنوب من قبل مرتزقة الإمارات علينا أن نستدعي ماضي الأجداد في التضحية والصمود وعدم الانجرار إلى سفاسف الأمور حفاظاً على جبهة مواجهة عدوان غاشم يعد امتدادا لذلك الفكر الاستعماري البغيض ففي نهاية المطاف المملكة العربية السعودية صناعة بريطانية بامتياز ولن نستغرب إذا ما تبين أن قادتها الحقيقيون خلف الستار هم من سكان لندن وعلى المخلصين أن يعلموا أن أي انكسار لا يعد تضحية بالمستقبل فحسب لكنه تضحية بتاريخ صنع بالدماء لطالما كان مصدر فخر لكل الأحرار في ربوع الوطن.
وحدة الصف
* أما الأخ، عبدالقوي السالمي، نائب مدير مكتب الزراعة بيريم، فقد تحدث إلينا قائلاً:
– ثورة الـ 14 من أكتوبر 1967م، مثلت صلابة وقوة إرادة شعبية ضد الاستعمار البريطاني نحو تحرر وطني شامل من أي سيطرة استعمارية عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، قوة منبعها صدق العزيمة ووحدة الصف في وجه المستعمر ولمّ الشمل الشعبي والقضاء على مسببات التجزئة والتشرذم بما في ذلك إضعاف وإسقاط الحكم السلاطيني باعتباره أحد وأهم أيدي المستعمرين.
شعب حر
إن وجود المستعمر الأجنبي في عدن في الجنوب هو استعمار لليمن بأكمله والتحرر هو  لليمن بأكمله، وكل فكر ووعي تحرري مرتبط بوحدة الأرض والإنسان وتبني القضية لدى الجميع.
وكأن التاريخ يعيد نفسه بالمحاولات البائسة سواء من حيث انتشار المرتزقة والعملاء أو طاعون مخططات التسلط والقمع أو جرب الطموح الاستعماري الإماراتي، وبالتالي فإن ثورة الرابع عشر من أكتوبر في عيدها الـ 54 تُعد مدرسة ثورية تحررية – تاريخية- على مستوى الداخل والخارج فللداخل لنبذ التفرقة ودحر العملاء والحفاظ على وحدة الصف والوحدة اليمنية،وللخارج بأن الأرض اليمنية لا تقبل دنس المستعمرين وان الشعب اليمني شعب حر أبي لا يقبل الهوان ولا يستسلم للصعوبات ولن تثنيه المعوقات.
العديد من الدلالات
* وفي ذات السياق تحدث مدير الإعلام الجامعي بجامعة إب،علي العمري بالقول:
– تعد ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر لهذا العام وشعبنا اليمني يسبر أغوار العام الثالث من العدوان محطة تحمل العديد من الدلالات منها، أن القوى المتسلطة مصيرها إلى الزوال مهما بلغت غطرستها ومهما نثرت أموالها ونشرت مرتزقتها، وكذا أن عاقبة الصمود النصر، وان اليمن ستظل محل أطماع القوى الهمجية في مختلف العصور مايحتم على اليمنيين المزيد من اليقظة، بالإضافة إلى التأكيد على واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من خلال سمو تلك الأهداف التي رسمها الأبطال.
طرد المستعمر
وأضاف: أود أن أشير إلى أن الشعب اليمني بعد أن أتم ثورة سبتمبر لم يتوقف في مكانه بل اتجه سريعاً نحو الجنوب لطرد المستعمر البريطاني رغم الأساطيل والترسانة العسكرية التي كانت جاثمة على الجنوب واليوم ما الضير لو اتجهنا إلى الجنوب لدحر هذه الشرذمة من الغزاة والعملاء والمرتزقة.
انحطاط أخلاقي
وأردف: في الواقع انه لا يمكن لإنسان أن يتصور مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي الذي وصلت إليه قوى العدوان بقيادة السعودية، تكللت هذه الجرائم بمجزرة قاعة العزاء بالعاصمة صنعاء التي نعيش اليوم ذكراها بالتزامن مع ذكرى ثورة أكتوبر..
تناسى الجرائم
وواصل حديثه بالقول: كان الإنسان اليمني قبل العدوان قد نسي بل تناسى الجرائم القديمة التي ارتكبها النظام السعودي بحق الحجاج اليمنيين في تنومة ولكن حالة التمادي في الإجرام جعلت السعودية تنبش جراح الماضي مستكبرة بما لديها من مال سيؤول لا محالة إلى الزوال وكل الحضارات التي سقطت في مختلف الحقب الزمنية لا شك أنها ارتكبت حماقات أشبه بحماقات النظام السعودي والإماراتي وتحالفها وهي كافية لأن تسقط إلى الهاوية بل الهاوية السحيقة فدماء اليمنيين غالية وفقر الفقراء ليس جرما يستحقون بموجبه القتل..
قيم وشيم
واختتم حديثه قائلاً: يمكن للأعداء أن يتبادلوا بعض الاحترام عندما تكون حروبهم مبنية وفق الفطرة السليمة أقصد أن حروب العرب في الجاهلية كان لديها من القيم ما يجعلك تدرك شيم الإنسان العربي الحق وما من شك أن الحدث أكبر من الحديث ولكن الحدث أصغر من الصمود والصبر والثبات لتمثل بذلك متراجحة رياضية فريدة وكل ما علينا فعله أن نبتهل للمولى عز وجل ونواصل الصمود دفاعاً عن الأرض والعرض وحسبنا الله ونعم الوكيل..
حركة وطنية
* من جانبه تحدثت الأستاذة، أنيسة محمد، ناشطة حقوقية،بالقول:
– لقد مثل فجر الرابع عشر من أكتوبر عام 1967م انطلاق الشرارة الأولى  لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني بقيادة المناضل راجح غالب لبوزة، ومن معه من الأحرار الأبطال، ولم يكن ذلك الفجر المشرق لأكتوبر الأغر وليد الصدفة فقد مر بإرهاصات جمة وتمخض من رحم المعاناة التي أفرزها المستعمر البغيض الذي ظَل جاثماً على تراب الجنوب الطاهر وصدور أبنائه الشرفاء حقبة من الزمن، وبعمر ذلك الاحتلال لم تهدأ انتفاضات الثوار الأحرار وطلائع الحركة الوطنية حتى موعد النضج لتلك النضالات المستمرة، ولأن فجر ثورة الرابع عشر من أكتوبر قد رُسم في خارطة ووجدان الثوار الأحرار لإشعال فتيل الثورة، ودق ساعة الصفر لبدء العد التنازلي لما تبقى من ظلام المستعمر وإمبراطورتيه فكان القضاء عليها في ذلك الإصرار الثوري المشفوع بنصر الله ومبشرات النجاح ومحطات الانتصار، خصوصاً في ظَل ذلك التلاحم الوطني للثوار الأحرار في شِمال الوطن وجنوبه.
حمم بركانية
وأردفت: أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة كانت النواة الأولى للانتصار المبهر الذي أزاح حقبة الحكم الكهنوتي ونفض عن أبناء اليمن غبار الجهل والتخلف والاستبداد، ففتحت آفاقاً واسعة تجاه النشوة الثورية المكبوتة في قلوب ومشاعر أحرار الحركة الوطنية وثوار الجنوب الذين كانوا ينظرون إلى ذلك الحق الوطني والقومي المسلوب بجبروت الاستعمار ومناوئيه من الداخل والخارج، فلم يكن لذلك الكبت وما اورثته مرارات وآلام المستعمر إلا تأجيج تلك الحمم البركانية الثورية التي تدفقت  لتحرق المستعمر بنيران الثوار واستبسالهم .
دورنضالي
واستطردت: كم نحن عاجزون أن نوفي أولئك الأبطال ومن ساندهم من الرجال والنساء اللاتي لم يكن بمنأى عن ذلك النضال ان نفيهم حقهم من التقديس والإجلال، لقد نحتوا أسماءهم في قلوب كل اليمنيين بأحرف من نور..وسنظل نحتفل بإعلاء أسمائهم ودورهم النضالي ونسير على دربهم في مواجهة العدوان والاحتلال والمحتلين الإماراتيين الجدد الذين افرزوا أحقادهم وأطماعهم في السيطرة على مناطق في جنوب الوطن.
منكسر مهزوم
واختتمت بالقول: إن الرجال والأحرار من أبناء الشعب اليمني لن يدعوا للمحتل موضع قدم ينعمون فيه وسيتم القضاء عليهم وإخراجهم من أرضنا ووطننا أذلة وهم صاغرون كما طرد المحتل البريطاني واخرج صاغراً منكسراً مهزوما..
الرحمة والخلود للشهداء والأحرار المناضلين..النصر والعزة والمجد ليمننا أرضا وإنسانا…

قد يعجبك ايضا