غرس فكر الحركة الوهابية في المناهج الدراسية النظامية توجه سعودي قديم وتم بأدوات اخوانية

> مناهج اليمن الدراسية التي مولتها السعودية ألهمت العقيدة المتطرفة (1-2)

> تقارير دولية: التشهير الرسمي للحكومة السعودية بالمجموعات الدينية الأخرى نهج مستمر تحاول تعميمه على الدول العربية

> الاموال السعودية فتحت مئات المدارس والمراكز الدينية لحزب الإصلاح وبمناهج متشددة

> باحثون :
من اهم اهداف التدخل السعودي نشر الوهابية واذكاء الصراع الطائفي ومحاربة المذهبين الزيدي والشافعي

تحقيق //حاشد مزقر

لم يكن التدخل السعودي في المناهج التعليمية اليمنية وليد اللحظة ولكنه جاء منذ ثمانينيات القرن الماضي ولم يكن التدخل حينها يستهدف المناهج التعليمية النظامية التابعة لوزارة التربية والتعليم بل جاء بخطوات ومراحل متعددة اعدها علماء الحركة الوهابية السعودية من أجل الوصول إلى اهداف مذهبية كان اهمها غرس الفكر الوهابي المتشدد في عقول الشباب ومحاربة المذهبين الزيدي والشافعي وهما الانتماء الديني للشعب اليمني اللذين لا يؤمنان الا بالوسطية والاعتدال وكانت الخطوة الاولى التي مثلت هذا التوجه السعودي دعم جماعة الاخوان المسلمين في اليمن في انشاء مدارس و مراكز و جامعات دينية كان ظاهرها بوتقة يشع منها نور الإسلام ومعانيه السامية كالوسطية والاعتدال وقيم التسامح والمحبة ولهذا فقد حظيت هذه المدارس باهتمام وثقة المجتمع اليمني المحافظ دينيا غير أن السنوات الأخيرة كشفت عورة تلك المدارس والمراكز بعد أن كشفت عما في باطنها وبالتالي تحولت صفحات مناهجها إلى معسكرات للشحن الطائفي والمذهبي والتشدد الديني المقيت وأفرزت من رحمها جماعات ارهابية وأخرى تكفيرية متشددة كلها تحمل فكر الحركة الوهابية الذي أدخل الوطن في محن لا طاقة له بها..
في الحلقة الأولى من هذا التحقيق نطرح بين أيديكم واقع التدخل السعودي في قطاع التعليم في اليمن عن طريق دعم حزب الاصلاح الذي استطاع بعد مراحل متعددة ان يصل إلى صياغة المناهج الدراسية النظامية واسقاط تغييرات تتوافق مع النهج الوهابي:

 

مهد دستور ثورة 26 سبتمبر فرص متعددة لظهور الكثير من الحركات والطوائف الدينية بعد أن ضمن للشعب الحرية الفكرية والمذهبية والدينية والتعددية السياسية وقد بلغ الخطاب الديني في اليمن أوجه في أواخر القرن العشرين وفي بداية القرن الحادي والعشرين بدأت تلوح في الأفق تباشير تنذر بتحول مسار مناهج التعليم الخاصة بالمدارس والمراكز الدينية التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح والذي يعتبر الامتداد الفكري للحركة الوهابية في بعدها المتطرف في اليمن إلى معسكرات للشحن الطائفي والمذهبي والتشدد الديني فشعرت الحكومة آنذاك بخطورة الموقف بعد ان حذر العديد من قادة الفكر والاكاديميين من هذا الأمر وصدر قرار مجلس الوزراء رقم (234) للعام 2001م باستيعاب موظفي ما كان يسمى بالمعاهد العلمية في هياكل قطاع وزارة التربية والتعليم وتم تحويل المعاهد إلى مدارس تدرس المنهج الموحد المعد من قبل اللجنة العليا للمناهج التابعة لوزارة التربية والتعليم وبذلك تم إنهاء عهد من التعليم المزدوج الذي ظل لأكثر من 23عاما وبالتالي تم توحيد المخرجات والفكر في منهج واحد يخدم الانسان والبلد في ذلك الوقت غير ان الفترة الماضية حملت في طياتها اصرار حزب الإصلاح على تحقيق اهدافه فظهرت عددا من المدارس والمراكز الدينية والتي تدرس فيها مناهج خاصة مشحونه بالفكر الوهابي كسابقاتها يضعها القائمون على هذا الفكر وطبقا لاجندة طائفية ومذهبية تلبي مصالحهم وتمد جماعاتهم الارهابية بالشباب الذين تم استقطابهم وغرس افكار هذه المناهج المتشددة داخل عقولهم تحت (عباءة الدين) ولم تصل الامور إلى هذا الحد وانكشف الأمر تماما في السنوات الأخيرة ففي العام 2005م تم تغيير المناهج الدراسية النظامية التابعة لوزارة التربية والتعليم وبتمويل سعودي حينها كانت العديد من الكوادر التربوية التابعة للاصلاح قد وصلت إلى قطاع المناهج والتوجيه وتبوأت مناصب عديدة واستطاعت وبدعم من اللجنة السعودية الخاصة بدعم تطوير المناهج في اليمن ان تعمل على صياغة العديد من مواضيع المنهج الجديد وتركزت بشكل كبير على منهج القرآن الكريم والتربية الإسلامية والتاريخ بالإضافة إلى مناهج المواد الاخرى وبنسب متفاوته وقد استمرت الاسقاطات المتتالية على المنهج وزادت وتيرتها إلى لحظة سقوط نفوذ الحزب يوم ثورة 21 سبتمبر 2014م وحتى اللحظة يخوض العديد من الشباب مواجهات دامية في كثير من المحافظات وكلها تحت مسمى الدفاع عن الاسلام المنطلقة شرارتها من التعبئة الخاطئة والفكر الوهابي التكفيري المنبثقة من سطور هذه المناهج.
دعم سعودي
الباحث التربوي احمد حسن الشجرة أبدى وجهة نظر علمية عن مناهج المدارس النظامية والمدارس والمراكز الدينية والتي ركزت عليهما جماعة الاخوان المسلمين فقال ” بالنسبة للمناهج فإن تعددها واختلافها أيا كان سبب اختلافها حزبيا أو دينيا فإنه يخلق أجيالاً متباينة متناحرة تكن العداء والكراهية لبعضها البعض” كما أن عمليات التعبئة التي تدخل في ثنايا صفحاتها هي عبارة عن فكرة زائدة لها اهداف معينة والسنوات السابقة كشفت وبما لايدع مجالا للشك بأن المملكة السعودية سعت وبكل قوة إلى زرع افكار الحركة الوهابية في عقول الناشئة من اليمنيين واعتمدت في ذلك على حزب الاصلاح الذي يشاركها في الايدلوجيا الفكرية وقد استطاع هذا الحزب ومن خلال المعاهد التي كانت تدرس الكثير من الشباب وبمناهج مختلفة تماما عن المنهج النظامي وبرعاية وزارة التربية والتعليم آنذاك ان تدرس مواضيع عديدة هي في الأصل فكر وهابي متشدد يخالف المذهبين الزيدي والشافعي وهما المذهبين الوحيدين في اليمن وبعد ان تم الغاء هذه المعاهد وتم توحيد المناهج في كيان واحد يتبع وزارة التربية والتعليم انشئت قيادات حزب الاصلاح وبدعم سعودي وهابي مئات المدارس والمراكز الدينية وبفكر ومنهج يخالف المنهج النظامي وعلى مرأى ومسمع من وزارة التربية والتعليم ووزارة الاوقاف والارشاد وقيادة البلد وهنا مربط الفرس .
ويرى ان تلك المدارس والمراكز تدرس منهجاً مشحوناً بالافكار المتشددة والمتعصبة التي ساعدت تنظيم القاعدة على استقطاب الآلاف من الشباب إلى صفوفه وكلهم يحملون الفكر الوهابي الذي يكفر المذاهب الاخرى ويعتبر المذهبين الزيدي والشافعي مخالفين للشريعة ..
ويضيف الباحث الشجرة: كل ما عانته اليمن من جرائم تنظيم القاعدة الارهابي لم يكن إلا حصيلة لهذه المناهج المتشددة وما من سبب لهذا اكبر من تقاعس سلطات الدولة تجاه هذا الامر فلو كانت المعالجة لهذه الاختلالات مبكرة لما وصلت البلاد إلى ماهي عليه الآن..
ويشير إلى ان ما سبق هو طامة كبيرة غير ان الطامة الكبرى هو ان المناهج الدراسية النظامية دخلت في نفس السرب وتدخلت اذرع الاخوان في صياغة العديد من المواضيع والدروس وبدعم سعودي وبعباءة تمويل وتطوير المناهج التي كانت نظيفة من هذا الفكر المتطرف ولا يخفى على أحد كيف اصبح مستوى التعليم بعد ان دخلت هذه الأفكار إلى صفحات الكتب الدراسية النظامية وهنا يتضح جليا خبث المخطط السعودي الذي يسعى إلى بث ثقافة الكراهية والتعصب وخلق دائرة للصراع الطائفي والمذهبي في اليمن وهذا التوجه عممه قادة هذا الفكر على العديد من الدول العربية.
تراكمات وهابية
العلامة طه المتوكل تحدث عن التراكمات الوهابية التي غزت العقل اليمني واعتبر الوهابية هي الصورة الحقيقة لما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من هاهنا يطلع قرن الشيطان» فالحركة الوهابية الإرهابية التكفيرية التي تحرف الإسلام غزت بلدان الإسلام والعالم لتشويه الدين الإسلامي وفتُحت مراكز في أوروبا وأمريكا وسمحت تلك الدول لتلك المراكز الوهابية بالتواجد من أجل تنفير الشعوب الغربية عن الإسلام وخلق وتكوين صورة مشوهة وغير صحيحة عن الإسلام لأنهم رأوا أن سماحة هذا الدين وعدالته ستدخل الناس إلى دين الله أفواجا وهكذا صنعت تلك الدول إسلاماً بطريقتها لتشويه الإسلام الحقيقي في الغرب ولضرب المسلمين بعضهم ببعض في أوطانهم واليمن ما هو إلا جزء من العالم العربي الذي غزته الوهابية وضخت مليارات الريالات السعودية على مدى عشرات السنين لتزييف الوعي سواءً عن طريق المساجد أو المناهج أو الجامعات وشراء الذمم وغيرها.
ويتابع :اليوم مع سقوط الأقنعة واتضاح صورة التكفير الوهابي والتفنن في القتل والسحل ومضغ الأكباد والقلوب وبيع النساء وانتهاك الأعراض عرف الناس حقيقة الإسلام الوهابي المزيف، وأصبح لزاماً على العلماء والدعاة والمفكرين والخطباء والإعلام كشف الحقائق أمام الناس وكشف ما تقوم به الحركة الوهابية ومقارنتها بالإسلام الصافي الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً ولا راهباً في صومعته ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً إلا لعذر» ومن الضروري العودة إلى كتاب الله وتنقية كتب الحديث من أحاديثهم المروية عندهم مثل (جئناكم بالذبح) والتي لا تنطبق مع القرآن ولا مع النبوة والله يقول: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين﴾.
ويؤكد العلامة المتوكل على ضرورة اتخاذ خطوات مهمة في قطاع التعليم “بالقول: تم التركيز في الفترات الماضية كثيراً على الأوقاف والتربية والتعليم العالي بالدرجة الأولى من أجل تزييف العقول والكل يعرف كيف أنشئت المعاهد العلمية الوهابية وكيف كانت تمول بمليارات الريالات السعودية وكيف غرست تلك المعاهد في البيئة الزيدية والشافعية وكيف بنوا المساجد والمعاهد والجامعات وصمموا المناهج على الطريقة الوهابية على قاعدة يشب عليها الصغير ويهرم عليها الكبير فأصبحت ثقافة تتداولها الأجيال مع قمع للعماء ومحاربتهم ومنع أي تحرك لهم بقوة الأمن والسلطة.
وقال : إعادة صياغة المناهج العلمية الدراسية للمراحل الدراسية سواء في المدارس أو في الجامعات لابد ان يتطابق مع كتاب الله والسنة النبوية التي تتطابق مع القرآن وهذا أمر لابد منه ويضيف ويجب ان يكون هناك ورشات عمل للمدرسين والعاملين في المجال التعليمي لتصحيح الأفكار وفقاً للقرآن الكريم ونشر الكتب المناسبة لتصحيح الثقافة بالحجة والدليل واستعادة الأوقاف الخاصة بالعلماء والمتعلمين وإنشاء جامعات من الأوقاف التي خصصت لها، مع تصحيح وضع الجامعات والمدارس و تطوير السياسة التعليمية بما يتوافق مع العصر و الاهتمام بالعقول وأصحاب الكفاءة والأكاديميين لبناء منظومة علمية صحيحة تقوم على أسس علمية صحيحة .
كما يرى العلامة طه المتوكل اهمية فحص شهادات اساتذة الجامعات الحكومية والخاصة لأن البعض منها مزورة أو من جامعات غير معترف بها، وفضحهم أمام الرأي العام؛ لأن هؤلاء مدعي علم واستعادة دور المسجد والمنبر عبر علماء وخطباء على درجة عالية من الكفاءة مع إقامة ورش عمل مستمرة للخطباء لتطوير مهاراتهم والأخذ بأسباب الحكمة في الطرح بسبب تراكم ثقافة مغلوطة لأكثر من خمسين عاماً.
الاستلاب الثقافي والحضاري
فيما تؤكد الباحثة الاجتماعية والمهتمة بالدراسات التاريخية لليمن نجاة الشامي ان من اخطر اوجه التدخل السعودي في المنطقة العربية هو محاولة طمس هوية وتاريخ اليمن وغزوها فكريا وبحسب دراسات قامت بها الباحثة فإن العدوان السعودي على اليمن يمتد تاريخياً إلى ما قبل معاهدة الطائف 1934م ، بل إن جذوره أبعد من ذلك، وقد لا يكون من قبيل المبالغة أنها تمتد إلى البدايات الأولى لتأسيس إمارة آل سعود.
وتقول الشامي :لقد اتخذ عدوان آل سعود على اليمن صوراً وأساليب عدة، تتمثل في الاستلاب الجغرافي لليمن، والاستلاب الثقافي والحضاري ، ومحو الهوية والوطنية والقيم النبيلة التي قام عليها المجتمع اليمني. والجغرافيا والموروث الحضاري والثقافي والهوية والقيم النبيلة وقد تزامن العدوان السعودي على اليمن مع محاولة زرع الفكر الوهابي المتطرف في المجتمع اليمني، الذي يمتاز بالتنوع الفكري والمذهبي، ويسوده التسامح والإخاء والتراحم والتعاون. ولم يكن له أن ينجح في التسلل الى نسيج المجتمع اليمني إلا عندما سُمِحَ للسعودية بتمويل وإدارة المعاهد العلمية (ذات المنهج الوهابي)، وكذا إطلاق يدها في تمويل استراتيجيات تطوير المناهج الدراسية النظامية مما سمح لها بتوظيف عددا من التربويين في عملية صياغة بعض من مواضيع الكتب الدراسية كذلك السماح لها ببناء المساجد وإدارتها، وإنشاء وإدارة الجمعيات “الخيرية” وتمويلها كل هذه المنظومة هي التي خرَّجت ألافاً من الشباب الذي يحمل بذور الفكر الوهابي البغيض، ذلك الفكر الذي يستبيح الدماء والأعراض، ويبث الكراهية والحقد، ويشوه كل مبادئ الإسلام وقيمه ويفرغها من محتواها، ويضرب النسيج الاجتماعي والتسامح في المجتمع. فأصبحوا بمثابة اليد التي تنفذ ما يريده آل سعود، بعد أن تم انخراطهم في التنظيمات التي تدعي الإسلام- والإسلام منها براء- فالإسلام دين رحمة.. لا دين وحشية، ودين قيم وأخلاق.. لا دين همجية وعبثية، دين عدل وإنصاف.. لا دين ظلم وتجبر.
ووفقا للباحثة نجاة الشامي “منذ ذلك الوقت بدا ظاهراً للعيان أن ” وراء كل المواقف والأفعال من آل سعود- الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن، وإثارة الفتن والصراعات المسلحة وتغذيتها – تقف أطماع السعودية وأهدافها لضرب اليمن اقتصادياً، واستلابه جغرافياً وحضارياً وثقافياً، ومحو هويته وأصالته وعراقته، ومحاولة (إعادة تدوير) بعض أبناء اليمن وتحويلهم إلى مسوخٍ مشوهة فكرياً وعقائدياً، فتنكروا لوطنهم وباعوا أنفسهم عبيداً أذلاء يتسولون الصدقات على أبواب أمراء آل سعود وتبرز بعض أدوات العدوان السعودي بأبعاده وأهدافه والحرب الطويلة على اليمن في نشر هذا(الفكر) المتطرف في اليمن، وضرب اللحمة الاجتماعية، وشراء الذمم وتأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد. وإذكاء الخلافات المذهبية والمناطقية عبر ما زرعه الفكر الوهابي من التكفير واستباحة الدماء والأعراض والأموال، ودعم الإرهاب، واختطاف السياح، وزرع الأحقاد، ورفض أي فكر مخالف ورمية بالكفر.
تحذيرات
هذا واطلق العديد من الخبراء العرب في شؤون الجماعات الإسلامية تحذيرات من أن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية التي اصبحت تفتك بالكيان العربي تستمد ديمومتها واستمراريتها من مناهج المعاهد والمراكز الدينية الممولة سعودياً منوهين بأن آفة الارهاب التي تولدها هذه الجماعات لايمكن القضاء عليها بمحاربتها عسكريا فهذه الجماعات عبارة عن منظومة فكرية تتوالد يوما بعد يوم لهذا يقر دائما أن مكافحة الارهاب عسكريا أمر مطلوب ومكافحته امنيا أمر مطلوب وبالتزامن يجب أن يصاحب كل هذا اصلاحات اقتصادية تعالج مشكلة الفقر والبطالة وﻻبد من القيام بخطوات حقيقة للتخلص من الأفكار المتشددة التي يروجها قادة الفكر الوهابي السعودي والتي تدسها في عقول الكثير من الشباب العربي .
ويطالب اصحاب تلك التحذيرات ان يتم منع أي تدخل سعودي في مجالات التعليم.
وأكد الباحثون ان التدخل السعودي في مسألة اعداد المناهج التعليمية النظامية قد بدا واضحا خلال السنوات العشر الاخيرة في عدد من الدول العربية كاليمن والسودان.. فيما ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها نشرته الاسبوع الفائت أن المناهج الدراسية الدينية في السعودية “تحتوي على لغة تحض على الكراهية والتحريض تجاه الأديان والتقاليد الإسلامية التي لا تلتزم بتفسيرها للإسلام السُني”. وقالت إن مراجعة شاملة أجرتها لكتب دينية مدرسية في وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2017-2016، أظهرت أن “بعض المحتوى الذي أثار جدلا واسع النطاق عبر تعاليمه العنيفة وتعصبه لا يزال في النصوص حتى اليوم، رغم وعود المسؤولين السعوديين بالقضاء على لغة التعصب”.
ونقل التقرير عن سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة القول : “في المدارس السعودية، يتعلم الطلاب حتى منذ الصف الأول أن يكرهوا كل من يُنظر إليهم على أنهم ينتمون إلى دين أو مدرسة فكرية مختلفة”.
وأشارت المنظمة إلى أن تقرير اليوم هو “جزء من تحقيق أوسع حول استخدام المسؤولين السعوديين ورجال الدين خطاب الكراهية والتحريض على العنف”.
وشمل التقرير صورا من كتب دراسية تتضمن نصوصا تحض على“ التشهير الرسمي من قبل الحكومة السعودية بالمجموعات الدينية الأخرى، وبالرغم من ذلك فإن السلطات السعودية تسعى إلى ادخال هذه النصوص في مناهج تعليمية لدول عربية عديدة عبر تمويل مشاريع تعليمية ومطابع كتب دراسية وبمبالغ ضخمة.

قد يعجبك ايضا