21 سبتمبر 2014م تتويج لنضال الشعب وتصحيح لمسار الثورة اليمنية

 

عدد من القيادات والشخصيات الوطنية بمحافظة حجة لـ” الثورة”: 
ثورة كسرت كل الحواجز لتحقق أحلام اليمنيين وتحتكم لإرادتهم
حجة / إسماعيل شرف الدين
يعد يوم الـ 21 من سبتمبر 2014م، منعطفاً تاريخياً في حياة الشعب اليمني، كونه اليوم الذي تخللته الكثير من صور الإيثار والتضحية والصمود قدم فيها أبناء الشعب من مختلف مناطق اليمن، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، دون استثناء، أروع صور التلاحم والفداء ليؤكدوا بذلك أن إرادة الشعب هي أقوى من كل المؤامرات ومخططات العدوان ومرتزقته التي أرادت اعتساف تطلعات شعب يرنو إلى الحرية والنماء والكرامة.
وفي الذكرى الثالثة لهذه المناسبة العظيمة “ الثورة الصحيفة” التقت عدداً من القيادات والشخصيات الوطنية بمحافظة حجة، الذين تحدثوا عن أهمية ثورة الـ 21 من سبتمبر في التاريخ اليمني، وكذا عن الدور المطلوب من الأحزاب والمؤسسات الرسمية والشعبية والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية وكافة أفراد المجتمع اليمني في مواجهه العدوان وإخراج اليمن من أزمتها الراهنة وبناء اليمن الجديد.. وهاكم حصيلة اللقاءات:
في البداية تحدث، القائم بأعمال محافظ محافظة حجة، وكيل أول المحافظة، هلال الصوفي، قائلاً: يعد يوم الـ 21 من سبتمبر 2014م، يوماً خالداً في تاريخ الشعب اليمني،كونه اليوم الذي أسقطت فيه مراكز القوى المنبطحة، وأنهى تدخل قوى الاستكبار في حياة الشعب اليمني العظيم،كما يعد هذا اليوم أيضاً دليلاً إضافياً على الروح المتوثبة لشعبنا الذي أسقط كل مشاريع الفتنة والتقسيم والتفتيت، لذا سيكتب التاريخ هذا اليوم بأحرف من نور في مسيرة اليمن وتاريخها المعاصر.
تصحيح مسار
وعن محاولة البعض ان ينتقص من قيمة ثورة 21 سبتمبر،قال: هناك العديد من الخونة الذين يسعون إلى تشويه ثورة 21 سبتمبر وذلك من خلال الحرب الإعلامية، ونشر الإشاعات الزائفة والتحريض في سياق المشروع الأمريكي الصهيوني -مشروع الشرق الأوسط الجديد – أو من خلال الفوضى الخلاقة،خاصة وان ثورة 21 سبتمبر أحبطت جزءاً كبيراً من مخططاتهم بدءاً من العدوان الهمجي في 26 مارس 2015م، لذا سيمثل يوم الـ 21 من سبتمبر تتويجاً لنضال الشعب اليمني وتصحيح مسار الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر).
وعن الدور المطلوب من الأحزاب والمؤسسات الرسمية والشعبية والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية وكافة أفراد المجتمع اليمني في مواجهة العدوان وإخراج اليمن من أزمتها الراهنة وبناء اليمن الجديد، قال: العدوان يستهدف اليمن أرضا وإنساناً ويشن حرب إبادة غير مسبوقة ولم يشهد لها التاريخ مثيلاً، ومسؤولية مواجهة العدوان تشمل الكل وفي طليعتهم القوى السياسية والأحزاب ودورها ينبغي أن يكون في دعم الجبهات بالمال والرجال والعتاد، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ورعاية أسر الشهداء، والاهتمام بالجرحى ومعالجتهم، وكذا فضح جرائم العدوان أمام الرأي العام الخارجي، والحفاظ على الجبهة الداخلية ووحدة الصف.
ثورة ضد الهيمنة
أما الدكتور، حسين الوظاف، نائب رئيس جامعة حجة، فقد تحدث عن هذه المناسبة بالقول: منذ قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م، ظل القرار السياسي مرتهن للخارج فطوال الستينيات كان القرار السياسي اليمني بيد جمهورية مصر العربية وفي نهاية الستينيات تم تسليم الملف اليمني للملكة العربية السعودية والتي عملت جاهدة على تركيع الشعب اليمني وظلت متحكمة في القرار السياسي اليمني.
لذا قامت ثورة 21 سبتمبر 2014م ضد الهيمنة السعو أمريكية على القرار السياسي اليمني،وعندها شنت السعودية عدوانا بربريا غاشما على اليمن بضوء أخضر من أمريكا حتى لا يتحرر الشعب اليمني من هيمنتهم وحتى لا يملك قراره السياسي كدولة مستقلة لها عضوية في الأمم المتحدة.
حرية القرار
وعن اهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، قال: لقد حققت هذه الثورة أهم هدف من أهدافها وهو التحرر من التبعية والارتهان للآخر، وكان لابد من امتلاك الحريةان ندفع الثمن،ونحن الآن ندفع ثمن امتلاك قرار حريتنا من الهيمنة السعودية،وأيضاً من منجزات ثورة 21 سبتمبر طرد أدوات آل سعود في الداخل، الذين كانوا ينفذون مخططاتهم داخل اليمن من اجل تركيع وتجويع الشعب اليمني.
بناء يمن قوي
واختتم رئيس جامعة حجة حديثه قائلاً: على جميع الأحزاب والمنظمات الجماهيرية وكافة أفراد المجتمع اليمني وضع هدف رئيسي وأساسي وهو حب الوطن والولاء له، وضرورة تعميق مبدأ استقلالية الجمهورية اليمنية عن الخارج،وذلك من خلال دعم وترسيخ مبادئ ثورة 21 سبتمبر المجيدة في كل سلوكياتهم كونها المخرج الوحيد لتحرر اليمن من الهيمنة والاستكبار الخارجي، بالإضافة إلى ضرورة توحيد صفوف جميع القوى الوطنية ضد العدوان السعو أمريكي الذي يحاول إجهاض هذه الثورة، ليتسنى لنا الانطلاق في بناء يمن قوي موحد ومستقل مثل بقية دول العالم.
تدخلات خارجية
وبدورة يقول، الدكتورعبدالعزيز الحوري، أكاديمي بجامعة حجة: ان اندلاع شرارة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في العام ٢٠١٤م، جاءت عقب محاولة إجهاض الثورة الشعبية السلمية التي حاول الخارج احتواءها عبر ما يسمى بالمبادرة الخليجية والتي أعادت إنتاج شركاء النظام السابق من جديد بنفس الوجوه السابقة ونفس النهج السابق ولم يكونوا قد استفادوا جيدا من الدرس فاتجهوا لفتح البلد على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية والتي كان أبرزها تدخلات السفير الأمريكي وبعض السفراء الخليجيين والذين كانوا يعتبرون اليمن مجرد حديقة خلفية لهم لا رأي لشعبه ولا قرار لأبنائه وكانت الوصاية الخارجية على البلد قد بلغت ذروتها من خلال فرض رئيس توافقي يتم ترشيحه عبر انتخابات أقل ما توصف به أنها مهزلة حيث لا يحق لأي منافس أن يترشح للرئاسة سواه ومع ذلك تم إجراء انتخابات وتشكيل لجان للإشراف على تلك الانتخابات وصناديق اقتراع ودعاية إعلامية في كافة القنوات الرسمية والصحف والإذاعات وكان الموقف الصحيح الذي تم اتخاذه جراء انتخابات كهذه هو موقف أنصار الله والحراك الجنوبي حيث اتجهوا لمقاطعة تلك الانتخابات واصفين ما يجري بالمهزلة، ورافضين كذلك المبادرة الخليجية برمتها منحازين في ذلك الموقف الشريف والنبيل والحكيم لتطلعات الشعب وطموحاته التي خرج مطالبا بها في الثورة الشعبية السلمية في العام ٢٠١١م.
قرار لا رجعة عنه
ويضيف: بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني كان الجميع يأمل أن تتحسن الأوضاع وأن يلتفت شركاء المبادرة الخليجية للشعب فكان العكس حيث اتجه أولئك الشركاء للتسابق فيما بينهم حول من ينال رضا الخارج أكثر ومن يقدم التنازلات أكثر ليمنحوه مكانة لديهم على حساب طموحات شعبه وكان الشعب حينذاك يراقب تحركات الداخل والخارج ويراقب كذلك الاحداث من حوله في البلدان العربية ودول العالم وكان أولئك الحكام الذين جاءت بهم المبادرة قد ظنوا خطأ أن الشعب قد مل نتيجة للسياسات التي انتهجوها لإخضاعه وإركاعه سواء قبل الثورة أو اثنائها ولكن ما لم يدركه أولئك الفاسدون أن الشعب قد اتخذ قراره ولا رجعة عنه .
ثورة شعب
ان الوعي السياسي الذي اكتسبه الشعب خلال ثورته قد بلغ مستوى قياسياً بحيث يصعب على أولئك الفاسدين خداعة من جديد أيا كانت أساليبهم واتجه ليقف مع الصادقين الذين ما خدعوه يوما ولا تآمروا على تضحياته، فثورة ٢١ سبتمبر اول ثورة على مستوى العالم لم يحدث فيها سلب أو نهب أو فوضى أو إقصاء أو مجازر أو غير ذلك مما يحدث في الثورات وهو من البديهيات أن يحدث، لكن هذه الثورة ثورة شعب يبحث عن حقه في الحياة.
تتويج للحرية
كما التقينا رئيس المجلس الشبابي بمحافظة حجة، عبدالسلام الأعور، حيث قال: تمثل ثورة 21 سبتمبر نقطة تحول في الواقع اليمني كونها جاءت كاستمرار للنهج الثوري اليمني وتتويج للحرية واستقلال الإرادة والإدارة والقرار.
ومع نجاح الثورة انتهت مراكز القوى وانتهى التدخل الأجنبي في اليمن، ولذلك جاء العدوان السعودي الأمريكي في 26 مارس 2015م ولكن إرادة الله كانت مع الشعب اليمني وضرب الجيش واللجان الشعبية أروع الملاحم الأسطورية في الدفاع عن الأرض والعرض ومرغ أنف العدوان في الوحل.
الاحتفال بالحرية
ويضيف: ان الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 21 سبتمبر هذا العام لابد وأن يكون متميزا كونه سيثبت للعالم بأنها ثورة الشعب اليمني الذي اثبت من خلالها للعالم أجمع أنه شعب حر ومستقل، وان جرائم ومجازر العدوان بحق المدنيين، لم تكسر إرادة الشعب اليمني العظيم بل زادته تمسكا بحقه في الدفاع عن استقلاله وسيادته.
فخر واعتزاز
واختتم: لن تكون الاحتفالية بهذه المناسبة العظيمة مجرد كرنفال عابر بل سيجسد الشعب اليمني العظيم من خلالها اصالته وكرمه وجوده من خلال إرسال أكبر قوافل الدعم لجبهات العزة والشرف ويثبت للعالم اننا أمة مجاهدة تدافع عن الأرض والعرض، كما يمثل الاحتفال بهذا اليوم رسالة دعم للجيش واللجان الشعبية والمجاهدين في جبهات العزة والشرف ونؤكد لهم ان تضحياتهم وجهادهم محل فخر واعتزاز الشعب اليمني بأكمله.
الشعور بالمسؤولية
وفي ذات السياق تحدث أما الأخ، مصطفى صباح، ناشط سياسي،بقوله: ان يوم 21 من سبتمبر هو يوم التحرر الصادق من النفوذ الداخلي الذي رضخ لقوى التسلط العالمية وهي الشيطان الأكبر أمريكا التي خدعت زعماء الشعوب بانتهاجها سياسات قذرة من خلالها تتحكم في قادة الشعوب لتجعلهم تحت سيطرتها وأوامرها وزعماء الشعوب بدورهم يسقطون في وحل الارتهان ويخضعون شعوبهم لتلك السياسات مما يجعل قوى الاستكبار العالمي تمرر مشاريعها الدنيئة الماكرة والمخادعة على تلك الشعوب.
لذا كان يوم الـ 21 من سبتمبر يوم التحرر من الاستبداد العالمي..كونه تحركاً مشروعاً استحقاقياً مسؤولاً وواعيا وهو ضرورة فرضتها تلك الأوضاع الكارثية التي عانى ويعاني منها الشعب اليمني وهي نتاج لمعاناة حقيقية لكل أبناء هذا الشعب وهي نتاج للإحساس بالظلم ونتاج للشعور بالمسؤولية وهي وعي شعبي بالطريقة الصحيحة للسعي نحو التغيير.

قد يعجبك ايضا