افساحا في المجال لمؤامرات القصر الكلاسيكية

 

“الثورة” / كتب المحلل السياسي

حال ترقب شديد يسود مفاصل العائلة الوراثية الحاكمة في السعودية عشية التظاهرات الشعبية مع تسريب معلومات من القصر الملكي تحدثت عن ترتيبات لمغادرة ملك السعودية سلمان إلى المغرب نهائيا، افساحا في المجال لمؤامرات القصر الكلاسيكية التي تخطط لتنصيب ولي العهد الانقلابي محمد بن سلمان وريثا للعرش في هذه المملكة الوراثية السيئة الصيت.
وتشير تقارير نشرتها الصحافة المغربية إلى أن سلمان سيغادر الرياض بذريعة تلقيه العلاج وعدم قدرته على تولي مسؤوليات الحكم لتبرير الاجراءات المرتقبة في اعلان تنازله عن العرش لصالح ابنه الذي يواجه معارضة شعبية واسعة ومعارضة متصاعدة في صفوف العائلة الحاكمة باعتباره غير مؤهل لهذا المنصب .
افادت صحف مغربية أن ملك السعودية سلمان قد يعود لمدينة طنجة المغربية، التي قضى فيها عطلة خاصة دامت شهرا كاملا، للاستقرار بشكل نهائي، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من مغادرتها، فيما افادت تقارير سعودية عن ترتيبات تجريها العائلة الحاكمة لإعلان سلمان التنازل عن الحكم وتنصيب نجله وريثا للعرش في المملكة الوراثية.
ويأتي ذلك فيما تعيش السعودية اوضاعا سياسية مضطربة منذ إطاحة سلمان ونجله بولي العهد المخلوع محمد بن نايف وتصاعدت مؤخرا مع الدعوات الشعبية إلى حراك سياسي شعبي أول من نوعه يطالب بإسقاط نظام آل سعود، وسط حال من السخط الشعبي يعم المملكة جراء السياسات الاقتصادية التي اتبعها بن سلمان وأدت إلى تدهور في المستوى المعيشي لأكثر افراد الطبقة الوسطى من شريحة الموظفين فضلا عن الازمات الاقتصادية العاصفة جراء ارتفاع فاتورة الحرب العدوانية التي يقودها بين سلمان في اليمن منذ نحو عامين ونصف وكذلك إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ومواجهة تحركات بن سلمان لتنصيبه ملكا وحماية السعودية من مراهقاته السياسية التي تنذر بكوارث تهدد السعودية وامنها الداخلي.
واستجاب عشرات الآلاف من السعوديين مؤخرا لدعوة للاحتجاج الشعبي العام في اكثر المدن السعودية تحت شعار ” حراك 15 سبتمبر” وهي حركة شعبية معارضة تطالب بـ معالجة مشكلات الفقر والبطالة، وأزمة السكن، وإزالة أسباب الجريمة، والتفكك الأسري، ورفع الظلم عن المرأة، وتحسين مستوى معيشة المواطن السعودي ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها بعدما شهدت انحسارا كبيرا خلال السنوات الاخيرة.
واشاعت هذه الاستجابة مخاوف واسعة لدى النظام السعودي الذي شرع بفرض اجراءات امنية مشددة بالتوازي مع حملات اعتقال واسعة طاولت العديد من دعاة الوهابية والناشطين السياسيين.
ويقول السعوديون إن تنصيب بن سلمان ملكا على السعودية في هذه الظروف سيضع المملكة الغنية بالنفط امام تحديات اقتصادية كبيرة تبدو تداعياتها مفتوحة على كل الاحتمالات.
ويشير هؤلاء إلى التقديرات التي ترجح أن يواجه بن سلمان معدلات نمو اقتصادي بطيئة وتصاعد فواتير الاستحقاقات للحروب التي يقودها فضلا عن حاجته إلى تقديم تنازلات مالية كبيرة طلبا للدعم الدولي ولهثا وراء الدعم الشعبي الداخلي ناهيك عن فاتورة خسائر اسكات الأصوات المعارضة داخل العائلة الحاكمة.

قد يعجبك ايضا