> الجرائم الوحشية لمليشيا العدوان بحق الأسرى..
> سجون إماراتية في عدن ومحافظات الجنوب للتنكيل بالمواطنين والأسرى وتحالف السعودية يشارك في القمع الطائفي
> استياء واسع إزاء جرائم العدوان ومرتزقته ومطالب شعبية بتوثيق الجرائم وعرضها على الرأي العام العالمي
تحقيق/ حاشد مزقر
في مشهد لا يقل فظاعة عما يشاهد من جرائم تنفذها عصابات داعش والقاعدة في سوريا والعراق وليبيا وثق الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم أعمالهم الإجرامية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم بالفيديوهات التي صورت ممارساتهم البشعة بحق أسرى من الجيش واللجان الشعبية والعديد من المدنيين وتمثلت هذه الجرائم بأعمال (حرق ، قتل ، سحل ، تعذيب ودفن أسرى احياء ، إعدام جماعي ) ..بين هذه السطور تفاصيل تلك الأفعال الإجرامية وردود الرأي العام تجاهها فإلى التفاصيل:
خلال الأيام القليلة الماضية أقدم مرتزقة تحالف العدوان على إعدام أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية بمديرية موزع بتعز بإشرافٍ مباشرٍ من القوات الإماراتية الداعمة والحاضنة لهذه المليشيات في تلك المنطقة وقاموا بتصوير المشهد ونشره على مواقع الاتصال الاجتماعي ضاربين بكل قيم الإسلام والإنسانية جمعاء عرض الحائط ولم تمض أيام على جريمتهم الوحشية سالفة الذكر حتى قاموا بما هو أبشع وأفظع حين عرض زبانيتهم وبالفيديو مقطعاً مؤثراً جداً لجريمتهم النكراء التي أقدموا من خلالها على دفن أسير من الجيش واللجان الشعبية وهو حي بمديرية المخا في جريمة تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين كل إنسان.
في جريمة بشعة لا مثيل لبشاعتها ولم يسبق أن حدثت في قيفه بمحافظة البيضاء أقدمت عصابات داعش وعناصر القاعدة الإرهابية التابعة لقوى العدوان السعودي والتي تجرد عناصرها من الإنسانية قيمها ومن الدين وتعاليمه ومن الأعراف القبلية وتقاليدها على قتل الشاب عبد الكريم مقبل ناصر من أبناء قرية المناسح شاب ليس له أي انتماء حزبي أو طائفي بحسب ما قاله أبناء قريته وبعد أن تم قتله بثلاث طعنات بالرقبة تم التمثيل بجثته، حيث تم فقء عينيه وبتر شفتيه وإذنيه وسلخ وجهه بطريقة تعبر عن مدى قبح وتفسخ هذا الفكر التكفيري الدخيل على أبناء القبائل اليمنية .
استكمال المسلسل الإجرامي
جرائمهم الأخيرة لم تكن إلا حلقة مكملة لحلقاتهم الإجرامية السابقة ففي مشهد جماهيري وبحضور مئات المواطنين في مدينة تعز أحرقت المجموعات الإرهابية التابعة للغزاة والمرتزقة شخصاً بلباسه المدني بينما شخص آخر فقئت عيناه وهو حي ووجه له سب وشتم ثم قتل بطريقة وحشية، كل ذلك بسبب انتمائه المذهبي(الحوثي) ، جريمة أخرى وثقت شهادات بشأنها مداهمة منزل “لآل الرميمة “ قتل فيه هذه المجموعات امرأة كبيرة في السن بلغ عمرها (88) عاماً وابنها في سن الثلاثين من العمر وهو اعزل، على خلفية انتمائهما العائلي أو المذهبي مما تعد جرائم تمييز “عرقي “ يعاقب عليها القانون والقانون الدولي الإنساني، أيضا شهدت مدينة تعز جرائم ســحل بشتى الوسائل لأسرى عزل وقد وثقت تقارير عديدة في صراع هذه الجماعات مع الجيش واللجان الشعبية في مناطق المواجهات في تعز وعدن رفعها لشعارات تنظيم القاعدة ذي اللون الأسود والعبارات بالخط الأبيض وهو ما وثقته فيديوهات نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ممارسات هذه الجماعات ضد الأسرى من أطراف الجيش واللجان الشعبية أو مواطنين من أبناء المناطق في تعز وعدن أو ممن يحملون ألقاباً تنتمي للمناطق الشمالية هذه الممارسات قوبلت باستنكار مجتمعي من قبل الناشطين سواء المعارضين أو المؤيدين للجيش واللجان الشعبية وقد تمثلت هذه الممارسات في عدد من المحافظات الجنوبية بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وبطريقة عنصرية مقيتة ومن هذه الممارسات ما حدث خلال الفترة الماضية في مدينة تعز بقيام الجماعات التي تطلق على نفسها المقاومة بقيادة حمود المخلافي بذبح أشخاص وقتل بالرصاص لأسرى من الجيش واللجان الشعبية بينما في عدن سجلت حالات بالتعذيب للأسرى بصور مهينة ولا إنسانية وعمليات السحل وراء الأطقم التابعة لجماعات تطلق على نفسها المقاومة كما وثقت فيديوهات لجماعات ترفع راية القاعدة تعدم أشخاص بالرصاص الكثيف ينادون أثناء العملية الموت للروافض بينما يضفي على هذه العملية سلوك إجرامي مبني على أساس الانتماء الديني والتمييز الطائفي وتصنف هذه الجرائم بأنها جرائم إبادة جماعية وتتخذ هذه الممارسات حتى مع أبناء المناطق الصراع نفسها تعز وعدن فقط لمجرد الاختلاف في الرأي أو التوجه السياسي لجماعات القاعدة ولمجرد مناصرتهم للجيش واللجان الشعبية كما وثقت جرائم استهداف القاعدة لعلماء في حضرموت بالاغتيال وفي صنعاء شهدت أمانة العاصمة تفجيرات طالت المساجد وأودت بحياة المواطنين قتلى وفي عملية لم يسبق لها مثيل تم استهداف عزاء خاص بالنساء بتفجير سيارة مفخخة لم ينجح هذا التفجير أضافه إلى عملية اغتيال طالت نشطاء وتربويين.
ثقافة الكراهية
من خلال رصد المواجهات الميدانية في محافظات عدن وتعز ومارب يتضح جليا أن السعودية تسعى إلى خلط المفاهيم السياسية بالمفاهيم الدينية وبالمفاهيم الاجتماعية من أجل تعقيد الوضع وتوسعة دائرة الانقسام المجتمعي وهو ما حذرت منه العديد من المنظمات الدولية وتظهر حقيقة ذلك التغطية الإعلامية التي يروج لها الإعلام الإماراتي والإعلام السعودي وحلفاؤهما وأبرزها قنوات العربية وسكاي نيوز والحدث والجزيرة والتي تغيرت سياسة الإعلامية مؤخرا وفقا لمصالح دولة قطر وغيرها من القنوات التي تبلغ عشرات القنوات والتي تعمل منذ بداية العدوان ولازالت على تغذية انقسام مجتمعي ديني طائفي عنصري مناطقي لتدفع بالمجتمع اليمني إلى مزيد من الاقتتال من خلال التدخل في تعطيل العملية السياسية والتدخل المباشر بعدوانها العسكري المسلح والدعم المالي والدعم بالأسلحة المتطورة لجماعات ما تسمى بالمقاومة في محافظات تعز والجوف ومارب وشبوة ولحج من أجل التمهيد لعملية سيطرة القوات الغازية على الأراضي اليمنية كما حصل في محافظة عدن ومدينة المكلا، وبحسب ما تناقلته الوسائل الإعلامية سواء التلفزيونية أو المواقع الإخبارية التابعة للسعودية أو ما يتناقله من تصريحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي البارزون كقيادات في تنظيم الإصلاح يديرون هذه المواجهات ويقرون ويعلنون وصول هذا التسليح والمال إليهم.
التمييز العنصري من أدوات العدوان :
ومن الوسائل التي استخدمها الغزاة والمحتلون من أجل تغذية الانقسام المجتمعي والطائفي تعزيز ممارسات التحريض وتعزيز الكراهية والتمييز العرقي ولمناطقي وتفعيل مخاطرها على النسيج الاجتماعي تنمية للاقتتال الداخلي وتعتبر هذه الطريقة أحد أسلحة العدوان والحرب على اليمن بقيادة المملكة السعودية ومع استمرا العدوان السعودي على اليمن ودعمه لوسائل إعلام تلفزيونية موجهة خصيصاً للجمهور اليمني بلغت 11 قناة تركز في برامجها وإعلامها على بث الفرقة وتعزيز الكراهية والتمييز العنصري وكنتيجة لهذه التعبئة والممارسات التمييزية وكنتيجة للفكر التكفيري وعدم القبول بالآخر ارتكبت على خلفية ذلك جرائم إبادة وقتل وثقت وشوهدت في مدينة تعز وما ذكر منها في هذا التحقيق ليس إلا النزر القليل وما خفي أشد وأعظم ورغم كل هذه المخططات الإجرامية إلا أن الشعب اليمني لم يستجب لهذه الثقافة والممارسات ويسجل في كل يوم مزيداً من الوعي ويعمل على رفض هذه الثقافة المستوحشة محققاً تلاحماً وطنياً وإنسانياً على مستوى ربوع اليمن.
سجون تعذيب إماراتية
سلّط تقرير لموقع قناة “دويتشه فيله” الألمانية باللغة الإنجليزية، الضوء على معاناة اليمن وتطرق تقرير القناة الألمانية للسجون السرية الإماراتية، باعتبارها مؤشراً على أنه لا نهاية تلوح في الأفق للصراع والمعاناة في اليمن، لافتاً إلى الاتهام الذي وجهته هيومن رايتس ووتش لدولة الإمارات المتحالفة مع السعودية بدعم اليمنيين المتورطين في التعذيب ضد سجناء يزعم أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وبالإضافة إلى ذلك، حيث تشرف الإمارات على سجنين على الأقل يزعم أيضا أنه يتم فيهما تعذيب أشخاص وقالت سارة ليا ويتسون، مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: “نحن لا نقاتل بشكل فعال جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش من خلال إخفاء عشرات الشبان وزيادة باستمرار عدد الأحباء “المفقودين” لدى الأسر في اليمن”.
قمع طائفي
تقرير القناة الألمانية تطرق لتصاعد الحوادث الإرهابية ذات الطابع الديني في عدن، مشيراً إلى أنه في مدينة عدن الساحلية، تم قتل ناشط شاب يدعى أمجد عبدالرحمن، كان قائدا لمجموعة تدافع عن الحرية الدينية وحقوق المرأة، بإطلاق النار عليه في مقهى للإنترنت. وفي اليوم التالي أوقف المتطرفون موكب جنازته ورفضوا السماح بدفنه في مقبرة إسلامية لأن عبدالرحمن كان “كافراً”.
وفي واقعة أخرى أظهر أحد الفيديوهات الأخيرة قيام القوات الموالية لتحالف العدوان بذبح وإعدام أسرى من الجيش واللجان الشعبية.
ووفقاً للتقرير، أثار التشدد المتزايد للإرهاب الديني الشكوك وراء الأعمال التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية ويقول التقرير إنه وفيما تنتشر سجون التعذيب في الجنوب، استأنف التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا هجومه المتواصل على المدنيين، حيث أكدت الأمم المتحدة أن القوات الجوية للتحالف لا تعطي المدنيين الكثير من الاهتمام خلال غاراتها الجوية منذ وقت ليس ببعيد، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن غارة جوية لطيران على محافظة تعز جنوب غرب البلاد، قُتل فيها أكثر من 20 مدنيا نازحا في وقت لم يكن هناك أي أهداف عسكرية كانت بالقرب من المنزل الذي تم تدميره وهذه الغارات لا تقل بشاعة عن ما ترتكبه الجماعات الموالية لهم على الأرض.
التصنيف القانوني لهذه الجرائم :
تعد جرائم القتل والتشوية والإيذاء للأسرى جرائم حرب تخالف القانون الدولي الإنساني ،كما تعد جرائم إبادة جماعية وعرفت المــادة (6) من نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية الإبادة الجماعية لغرض هذا النظام الأساسي تعني “ الإبادة الجماعية “ أي فعل من الأفعال التالية يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه, إهلاكاً كلياً أو جزئياً:-
أ ) قتل أفراد الجماعة.
ب) إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة.
ج ) إخضاع الجماعة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً.كل هذه الجرائم ومهما كانت الادعاءات والاتهامات لهؤلاء مما يطلق مرتكب الجرائم فالوصف القانوني لمن نفذ بحقهم القتل أنهم أسرى عزل تنطبق عليهم أحكام اتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة الأسرى أثناء الحروب والنزاعات المسلحة ولا يجوز التعرض لهم وارتكاب هذه الجرائم بحقهم تصنف كجرائم حرب ومخالفات للقانون الدولي الإنساني، ويجب على المجتمع الدولي التحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها كما نصت عليه اتفاقية جنيف (المادة 13) (يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات. ويحظر أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية. وعلى الأخص، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أولا يكون في مصلحته وبالمثل، يحب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وعلى الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير وتحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب ).
استياء شعبي
بث مقاطع فيديو لهذه الجرائم المؤلمة أثار استياء شعبياً كبيراً غير مسبوق وكشفت عن كثير من الجوانب المظلمة لدى هؤلاء الذين قاموا بهذه الجرائم البشعة وإن كان هناك من أدان عملية نشر هذه المقاطع من قبل المجموعات الإرهابية على اعتبار أنها قد تثير آلام ذوي وأهالي الضحايا لكنها في حقيقة الأمر كشفت عن وحشية هؤلاء المجرمين، بالإضافة إلى أنها تقطع الطريق على من يروجون أن هناك تضخيماً لهذه الجرائم وبعد أن اتضح من خلال الفيديوهات بأن الواقع أكبر مما يتصوره الناس خاصة عندما يشاهدون شخصاً يدعي الإسلام ويدعي أنه يدافع عن الشرعية المزعومة فيشهر سلاحه في وجه امرأة ويطلق عليها الرصاصات في الرأس وأسرى لا حول ولا قوة لهم هذه المناظر لم نعتد عليها في اليمن ولا نستطيع حتى أن نصفها بالإنسانية خصوصاً أن مقاطع الفيديو هذه تثبت يقينا بأن هؤلاء من المجرمين لا صلة ولا علاقة لهم بالإسلام ورغم تكرار العمليات الإرهابية ورغم الظروف التي يعيشها الوطن إلا أن الإرهاب لم يجد لنفسه موطئاً يضع من خلاله قدمه بين اليمنيين فهو منبوذ مهما تعلل به من أعذار “وثمة إجماع بين مختلف فئات المجتمع كبارهم وصغارهم، نساءهم ورجالهم على أن الإرهابيين يعملون لتحقيق أهداف واضحة تصب في مصلحة الغزاة والمحتلين وهذا يدلل لنا على أن الإرهاب ليس له أية صلة بالإسلام وأن المنتمين إليه هم قلة من الشواذ عبيد المادة وضحايا الفكر المتشدد وهذا الأمر يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن هذه العمليات تهدف في مجملها إلى تفريق الصف اليمني وإدخالهم في متاهات العنف الطائفي والمذهبي وتتابع الهجمات الإرهابية العنيفة على اليمنيين مدنيين وعسكريين يأتي في إطار تلك الأهداف ورغم إحساسهم بالفشل في تفريق اليمنيين وتمزيق لحمتهم وزرع الفتن فيما بينهم إلا أنهم ما زالوا يتابعون أعمالهم الإجرامية “