> فيما تتواصل المواجهات وسقوط عشرات الجرحى من الفلسطينيين
الأراضي المحتلة/وكالات
استعرّت المواجهات عند باب الأسباط في القدس المحتلة أمس، وسقط عشرات الجرحى من الفلسطينيين المعتكفين إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وصلى المقدسيون الفجر على مداخل المسجد المقدس، رفضا لاستمرار الإجراءات الإسرائيلية حتى بعد إزالته البوابات الإلكترونية.
من جانبها عبّرت المرجعيات الدينية بالقدس عن رفضها لأي إجراء إسرائيلي آخر يحول دون الصلاة بالأقصى، مؤكدة أن الوضع سيبقى على ما هو عليه.
وفجر أمس هاجمت قوات الاحتلال المصلين عند باب الأسباط، ورمتهم ببوابل من قنابل الصوت واعتقلت عددا منهم، وامتدت المواجهات عقب ذلك إلى حي وادي الجوز، وكانت عنيفة.
وصرحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن اثنين من منتسبيها أصيبا في المواجهات ونقلا لتلقي العلاج في أحد مستشفيات القدس.
وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الفجر في أزقة البلدة القديمة وشوارعها، وامتنعوا عن الدخول إلى المسجد الأقصى رغم تفكيك الاحتلال للبوابات الإلكترونية، وذلك لرفضهم نصب كاميرات على مداخل المسجد الأقصى المبارك.
وانتهت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إزالة كافة البوابات الإلكترونية التي وضعتها على مداخل المسجد الأقصى المبارك، لكنها نصبت بالمقابل جسورا حديدية لتعليق كاميرات مراقبة ذكية على مداخل المسجد الأقصى وتحديدا عند باب الأسباط.
من جهتها دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية، إلى التدخل العاجل للجم الاحتلال عما يفعله في المسجد الأقصى من تغيير في معالمه وفرض واقع جديد به.
وأفادت الحركة في تصريح صحفي على لسان الناطق باسمها حسام بدران، تعقيبا على ما تشهده القدس من أحداث متسارعة، أن الاحتلال يسعى لفرض واقع جديد، بتغيير أبرز معالم الأقصى.
وأوضح أن جرافات الاحتلال عمدت إلى إزالة بعض الأشجار والأحجار التي كانت تشكل ممرات للمسجد الأقصى بباب الأسباط، وأضاف أن الاحتلال يستغل حالة الضعف التي تعيشها الأمة، ولا يجد من يقف في وجهه سوى أهل القدس الذين يرابطون ليل نهار على أبوابه.
إلى ذلك أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية بشأن الوضع في القدس لم تتوج بالتوصل إلى موقف عملي.
وذكر منصور في تصريحات صحفية أن أعضاء المجلس عجزوا عن التوصل إلى صيغة عملية مفيدة ومقبولة للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية في القدس، موضحا أن ما جرى خلال الجلسة لم يرتق إلى مستوى ما يحدث في القدس.
وكشف الدبلوماسي الفلسطيني أن الولايات المتحدة رفضت إدانة ما وصفه بـ”الغطرسة الإسرائيلية التي تضرب بعرض الحائط مجلس الأمن وقراراته”، وحتى رفضت صدور إعلان بيان حول تطورات الأحداث في المسجد الأقصى، وذلك في إطار الجلسة التي عقدت بطلب من السويد وفرنسا ومصر.
وحذر منصور من أن الاستمرار في اتباع هذا النهج من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن يشجع إسرائيل على مواصلة تصرفاتها العدائية بحق الفلسطينيين، مشيدا في الوقت نفسه بموقف “الدول الصديقة”، بما فيها فرنسا التي شددت على ضرورة إزاحة جميع المعيقات أمام المصلين في ممارسة شعائرهم الدينية وطالبت بإجراء تحقيق في الجرائم المزعومة التي ارتكبتها إسرائيل منذ الجمعة الماضي.
وأعلن مندوب فلسطين أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة علنية بشأن هذه القضية، سيفتتحه الأمين العام للمنظمة العالمية، أنطونيو غوتيريش، أو المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط نيقولاي ملادينوف.
من جانبه، دعا ملادينوف عقب الجلسة المغلقة جميع أطراف الأزمة إلى التوصل بحلول الجمعة المقبل إلى حل للأزمة الناجمة عن الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في الحرم القدسي، محذرا من أن عدم تحقيق ذلك يهدد بتداعيات كارثية تنتشر بعيدا عن جدران البلدة القديمة في أراضي الشرق الأوسط برمته.
وانضم إلى هذه الدعوة نائب وزير الخارجية السويدي كارل سكاو، الذي أعلن في أعقاب الجلسة عبر حسابه على موقع “تويتر” أن أعضاء مجلس الأمن متفقون على ضرورة تخفيف التوتر والعنف وإطلاق الحوار بشكل عاجل بغية تهدئة الوضع في القدس.
من جهة أخرى أكدت الأوقاف الإسلامية في القدس عدم دخول المصلين الفلسطينيين للأقصى إلى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع بعد إزالة السلطات الإسرائيلية بوابات التفتيش الإلكتروني في محيط المسجد.
وجاء في بيان صدر اليوم الثلاثاء عن المتحدث باسم الأوقاف: “لا دخول إلى المسجد الأقصى المبارك إلا بعد تقييم لجنة فنية من إدارة الأوقاف، وإرجاع الوضع إلى كان عليه قبل 14 الشهر الجاري”.