إجراءات تعقيم وكلورة المياه شملت 37 ألف منزل ومنشأة لنحو 272 ألف مستفيد نعمل بروح الفريق الواحد للحد من استمرار انتشار الوباء
مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بمحافظة ذمار لـ”ٹ”:
الثورة : ماجد السياغي
في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة العامة والسكان عن ارتفاع وفيات الكوليرا إلى أكثر من 1742 حالة والاشتباه فيما يزيد عن323528 حالة في 21 محافظة، تتواصل جهود مكافحة هذه الجائحة كما هو الحال في محافظة ذمار وشددت قيادة المحافظة على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد للحد من انتشار هذا الوباء في حين تتواصل الجهود الرسمية والمجتمعية بأشكال وقوالب متعددة .
ولتسليط الضوء على جانب من تلك الجهود أجرت “الثورة” هذا اللقاء مع الأخ صالح الفلاحي مدير عام فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بالمحافظة لمعرفة الجهود المبذولة في كلورة المياه وتعقيم مصادرها وأهمية ذلك في الحد من انتشار الوباء، فإلى تفاصيل اللقاء:
حزمة من الإجراءات الاحترازية
متى بدأ العمل في كلورة المياه وتعقيم مصادرها في المحافظة ؟
– بعد ظهور أول حالات وفاة واشتباه بمرض الكوليرا عقدت عدة اجتماعات برئاسة المحافظ حمود محمد عباد، خرجت بحزمة من الإجراءات الاحترازية والسبل الكفيلة لمواجهة الكوليرا وتم تشكيل لجنة طوارئ ضمت عضوية الجهات المعنية من بينها فرع الهيئة لمشاريع مياه الريف وبعد إقرار الـخطة التنفيذية بين كافة الجهات والمكاتب الخدمية ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني . قمنا بالتواصل مع وحدة الطوارئ للمياه وشرحنا الوضع القائم وما يجب أن يكون فتمت الاستجابة وبدأ العمل في تاريخ 2017/5/9م باستهداف أطراف مدينة ذمار خاصة الحارات التي انتشر فيها الوباء ( حارة هران – حارة الغفران – حارة روما ) بالتنسيق مع مركز الترصد الوبائي في مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة وبدعم من منظمة اليونيسف حيث تم استهداف عدد (746) منزلاً، بالإضافة إلى عدد من الآبار وصهاريج المياه.
معطيات وأرقام
تشير المعطيات والأرقام التي أدلى بها مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة خلال الفترة القليلة الماضية إلى تزايد أعداد الوفيات والحالات المشتبه بها التي ظهرت في عدة مديريات فكيف جرت آلية تعقيم وكلورة مصادر المياه وفق بلاغ مركز الترصد الوبائي بالمحافظة ؟
– نتيجة انتشار الوباء في المناطق الريفية أقرت لجنة الطوارئ بالمحافظة توزيع المهام وعلى ضوئها بدأنا العمل على ثلاث مراحل بالتنسيق الكامل مع مركز الترصد الوبائي في مكتب الصحة . حيث بدأت المرحلة الأولى باستهداف مديريات ( عتمة – عنس – مغرب عنس – ميفعة عنس ) بإجمالي عدد (9412) منزلاً ومنشأة موزعة على المديريات المذكورة منها عتمة (469) منزلاً ، ميفعة عنس (2500) منزلاً ، عنس ( 1221) منزلاً ، مغرب عنس (419) منزلاً، وكذلك تعقيم (14) مدرسة وعدد ( 238 ) منشأة ( جامع – وحدات صحية وغيرها ) استفاد منها(60.547 ) فرداً وبعدد خزانات خرسانية وسقاية (523) خزاناً، وعدد خزانات حديد ( 332) خزاناً، وأيضا عدد (39.774) دبة و ( 153) بركة مكشوفة وعدد (265) بئراً، وبهذا انتهت المرحلة الأولى بتاريخ 2017/5/24م
ومن خلال متابعتنا للمناطق التي تم كلورتها تبين بأن الحالات لم تعد تظهر مما شجعنا أكثر وتحفزت معه الفرق الميدانية للعمل بجهد اكبر فبدا العمل في المرحلة الثانية بتاريخ 2017/5/24م واستمرت إلى تاريخ 2017/6/20م بتمويل من قبل منظمة اليونيسف وبالتنسيق مع وحدة الطوارئ للمياه . تم خلالها استهداف عدد (17.789) منزلاً و (23) مدرسة وكذلك (319) منشأة بإجمالي عدد منازل ومنشآت (18.204) استفاد منها (125.411) فرداً وعدد خزانات خراسانية ( 1399) وخزانات حديد (722) خزاناً وبرك مكشوفة عدد ( 1446) وعدد ( 456) بئراً مكشوفة و ( 107.304) دبات .
دور المنظمات الدولية
رغم تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لكبح جموح هذه الجائحة الا ان ضعف الإمكانيات في ظل استمرار العدوان والحصار يزيد من انتشار هذا الوباء فما هو دور المنظمات الدولية المعنية في الالتزام بتعهداتها لدعم القطاع الصحي والحد من وباء الكوليرا في البلاد ؟
– منذ ظهور مرض الكوليرا للمرة الثانية كان لنا تواصل مستمر مع المنظمات الدولية في البحث عن مصادر تمويل وحصلنا على تجاوب البعض منها . فإلى جانب ما قامت به اليونيسف خلال الفترة الماضية حصلنا على دعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي وكذلك منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع منظمة الإغاثة والتنمية الإنسانية المستدامة فاستطعنا تنفيذ المرحلة الثالثة واستهدفنا مناطق الأطراف في مدينة ذمار وفي هذه المرحلة التي بدأت في 2017/6/18م وانتهت في تاريخ 2017/6/24م تم استهداف (9130) منزلاً و خمس مدارس و (96) منشأة حكومية بأجمالي (9231) منزلاً ومنشأة وقد استفاد منها عدد (59.555) فرداً و(493) خزاناً خرسانياً و (10.664) خزاناً حديدياً وعدد (17.738) دبة بالإضافة إلى 1992 وايتاً بكمية مياه (10.840.600) وكل هذه الجهود هدفها إيصال المياه للمواطن بشكل آمن من خلال كلورة وتعقيم جميع مصادر المياه.
وتضمنت هذه المرحلة أيضاً تنفيذ حملات توعية شارك فيها عدد ( 104) مشاركين من الأكاديميين ودكاترة جامعة ذمار ونقابة المهندسين في المدينة وعدد من الأساتذة وفرق التوعية الصحية . وخلال المرحلة المقبله سوف يتم استهداف مديرية وصاب السافل بالإضافة إلى مديريتي عنس وعتمة إلى جانب استهداف المناطق التي يوجد فيها مشاريع مياه تعمل سيتم التواصل مع أبناء المجتمع المحلي في هذه المناطق لعمل دورات تدريبية لهم عن كيفية استخدام الكلور وإعطائهم الكميات الكافية .
ضرورة تكثيف الجهود
هل ترى أن ما تم تقديمه من دعم من قبل المنظمات الدولية كافٍ وكفيلٍ للحد من انتشار مرض الكوليرا ؟
– لا ليس كافياً فالمؤشرات والأرقام تظهر أن أعداد الوفيات والمشتبه بإصاباتهم في تزايد وهو ما أشارت إليه المنظمات الدولية ،وقد أكدت الحكومة على وضع خطة وطنية بالتعاون مع المنظمات المعنية لتنفيذ حملة تحصين وطنية ضد مرض الكوليرا .وخلال فترة عمل فرع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بالمحافظة بالتعاون مع الجهات المعنية لكلورة وتعقيم المياه في عموم قرى وعزل ومديريات المحافظة التي ينتشر فيها الوباء تشير المعطيات التي حصلنا عليها إلى ضرورة تكثيف العمل والبحث عن ممولين لدعم هذه الجهود وهو ما أكدته التقارير التي قمنا برفعها إلى قيادة الوزارة والمحافظة والمنظمات الدولية .
* كلمة أخيرة تود قولها ؟
– ما من شك أن تضافر الجهود الرسمية كان له الأثر الملموس فالشكر لقيادة الوزارة والمحافظة والجهات الرسمية على حرصهم الدائم لتذليل الصعوبات والعمل بروح الفريق الواحد وهو كذلك لمن قدم الدعم من المنظمات الدولية ونأمل المزيد والشكر موصول للفرق الميدانية التي تكبدت عناء السفر إلى المناطق المستهدفة وعملت بجد وجهد كبيرين والتي لولا جهودها الجبارة لما استطعنا الوصول إلى المناطق المستهدفة .