العيد .. سار وهو يقول
علي احمد جاحز
الإرجاف رهان من رهانات العدوان وأداة من أدواته ، يراهن العدوان على مرجفيه وسماسرته لكي يوهنوا عزيمة هذا الشعب ويفتتوا صموده ، لكن هيهات ، فالشعب اليمني بوعيه العالي وقيمه النادرة والفريدة وحكمته في التعاطي مع كل المراحل التي يمر بها الوطن ، تمكن من التغلب بل وهزيمة كل المؤامرات التي كان آخرها التجويع والابتزاز بالراتب مقابل الركوع ..
لم يركع الشعب اليمني ، واعتقد أن الجميع لمس في يوم العيد وثاني العيد أن الشعب بصموده وتكافله وجه صفعة قوية للعدوان وللمرجفين العاملين لصالحه سواء من هم من المطرودين في الخارج أو ممن لايزالون ينعمون بالعيش في ظل نعمة الوطن وفي حماية أبطاله وينهلون من ثمار تضيحات أبنائه الأبطال وتحت لواء كرامة الصمود الشعبي العظيم ..
منذ أن قطعوا رواتب الناس وهم يشتغلون حملات إرجاف وتخويف وتهويل ، استغلوا قدوم رمضان ليبثوا الإحباط في نفوس الناس بان رمضان قادم ونحن بلا رواتب ، مر رمضان والحمد لله بسلام وتكافل وتعاضد وصمود وتحد ، ثم استغلوا قدوم العيد فكان المشهد أكثر روعة ودهشة واكتظت الأسواق بالمتسوقين حتى ليلة العيد .
ثم أتى العيد ، نعم أتى العيد ليوجه صفعة قوية للعدوان والعالم المتواطئ معه وللمرجفين الذين فشلوا في اختراق نفسيات الناس القوية ، قال العيد كلمته من خلال :
– الأمنيات انتشرت بشكل واسع على طول الطريق في كل شارع .. لتنشر الطمانينة ..
– الشعب كله خرج يعيد والزحام غير المسبوق – ولو انه ضبحنا – بس فرحنا وطمنا أن الشعب بخير .. هذا غير الذين سافروا البلاد لقضاء العيد ..
– الناس كلهم لبسوا جديد .. ومش ضروري ماركات ..
– الابتسامة رسمت في وجوه الأطفال بساتين من الزهور .. وأكيد جمعوا عسب واشتروا قريح ..
– النسوان كلهن عيدين وقدمين جعالة و جمعين عسب .. مش ضروري من أبو ألف ..
– الرجال والشباب كلهم خزنوا حتى ابني زيد خزن .. والدليل ان القات اشتحط .. وبعض الأسواق قفلت الساعة 3 عصر يوم العيد وثاني العيد ..
– الحدائق والمطاعم ما تقدر تمشي من جوارها بسبب زحمة الرواد .. وما تقدر تحجز لك مكان من زحمة الناس داخلها ..
– وادي ظهر ودار الحجر ووادي لؤلؤة وشلال بني مطر اكتظت بالعوائل الذين خرجوا رحلات ..
– أما الأبطال في الجبهات فاكرموا الشعب وأتموا فرحة العيد بانتصارات عظيمة قدموها للشعب وفوقها ضرب سفينة معادية في سواحل المخا .. تقدرو تسموها هدية أو عيدية أو عسب .. و هي في الواقع أغلى واهم وفرحتها تسوى الدنيا ..
الخلاصة ..
العيد اثبت مجددا أن الشعب اليمني عظيم وقاهر .. ولعل من أسرار عظمته وصموده وتحديه مبدأ التكافل الذي ظهرت ثماره في النتائج أعلاه خصوصا ، وفي كل هذا المشهد الجلي من الاستقرار والسلام الذي يعيشه الشعب منذ أكثر من عامين .
في الأخير .. سار العيد وهو يقول للعدوان ومن يقف معه ومن يرجف لصالحه .. يقول وهو رافع رأسه :
لسنا بحاجة لشفقة من يعتدي علينا ويحاصرنا ويبتزنا بالراتب .. فلدينا شفقة كافية نوزعها في ما بيننا ونخفف بها وطأة الحصار عن بعضنا البعض .. غير أن وقف العدوان ورفع الحصار حق وسننتزعه بإذن الله ..
عيدكم مبارك .. وكل عام والشعب اليمني العظيم بألف خير ..