وثيقة العاشر من رمضان.. أساس عريض لبنيان التعايش الاجتماعي والتصالح السياسي

*أكدوا على ضرورة تحويلها لواقع ملموس.. سياسيون واكاديميون لـ “ٹ”:
استطلاع/ أمل الجندي
أقر عقلاء وحكماء اليمن في لقاء العاشر من رمضان وثيقة مبادئ تشكل خارطة عمل لاجتياز المراحل الصعبة والمؤسفة التي فرضها العدوان والحصار على المجتمع.. هذه الوثيقة أكدت على سيادة واستقلال ووحدة اليمن وثوابته الوطنية ورفض كل أشكال الوصاية الخارجية وكل محاولات التجزئة والتقسيم لليمن، وضرورة الاستمرار في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا والأولوية المطلقة في مواجهة هذا العدوان من قبل جميع مؤسسات وأجهزة الدولة وكافة أبناء ومكونات وفئات وشرائح الشعب اليمني..
السؤال الأهم في هذا السياق وعلى ضوء هذه المحددات.. هو ما الواجب على القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية اليمنية وعقلاء وحكماء اليمن أنفسهم الذين اصاغوا بنود هذه الوثيقة.. تجاه ترجمتها الى واقع ملموس.. ؟؟ وهو السؤال المحوري الذي استطلعت صحيفة الثورة اجابته في سياقات هذه القراءة التي شملت رؤى عدد من السياسيين والاكاديميين والمهتمين… ….. الى التفاصيل
بالعودة الى مشهد لقاء العاشر من رمضان يلمس الجميع ان الاجتماع عكس حقيقة التلاحم والترابط بين أبناء الوطن من جميع الأطياف والمكونات السياسية والاجتماعية.. ليحمل رسائل مهمة وقيمية باتجاه وحدة الصف الداخلي ووضع حد لتلك التجاوزات والخلافات التي يحاول العدوان وسماسرته، تعزيزها بخطاب اعلامي تغلب عليه سمات الدجل والنفاق.. كما دحظ الاجتماع اباطيل العدوان وسياسة التفرقة القذرة التي يبثونها.. مؤكدا في وثيقته الختامية أن ما تتعرض له بلادنا للعام الثالث على التوالي هو عدوان سافر ظالم غاشم من جانب تحالف دولي مجرم فاقد لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية واستخدامه لكافة الاسلحة المحرمة لقتل عشرات الآلاف من الأبرياء أطفالا ونساء ورجالا وأيضاً تدمر البنية التحتية وكل مقومات حياة الشعب اليمني وحصاره برا وبحرا وجوا ،و كما رافق هذا العدوان صمت دولي مخز مثل غطاء على كل جرائم العدوان والتبرير له دون أدنى أخلاق إنسانية وقانونية بالتستر على الجرائم والمذابح التي ارتكبها بحق اليمنيين أطفالا و نساء ورجالا.
اذابة الحواجز
ما تضمنته وثيقة لقاء العاشر من رمضان من خارطة مبادئ تعد نتاجاً لرؤى مستنيرة جاءت في إطار الخطوات العملية لشعبنا الصامد باتجاه تعزيز الإخاء ووحدة الصف التي تأتي منسجمة مع قيم ومبادئ وتقاليد وأعراف الشعب اليمني بما يعزز صمود الجيش واللجان الشعبية ضد هذا العدوان الغاشم الظالم , ولنقف جميعاً على أرضية صلبة في مواجهة هذا العدوان الهمجي الذي قاده رؤوس الشر والطغيان في هذا العالم .
هذا ما لفت اليه الاستاذ زياد الرفيق – وكيل أمانة العاصمة في قرائته لجوهر اللقاء وابعاد وثيقته الختماية مضيفاً: أن لقاء العاشر من رمضان جاء في مواجهة العدوان ومناهضته وعدم السماح لاحد في فك الترابط وخلخلة الصفوف وتفريق الكلمة واثارة الخلافات والنزاعات وهذا بدوره قد يؤثر على العدو خصوصا وهو يراهن عليه حين فشل في المواجهة بميدان القتال في كل الجبهات ، وهنا يجب علينا استشعار المسؤولية والتحرك الجاد والصادق في مواجهة العدوان وأن يكون همنا هو تحقيق النصر والظفر واستقلال بلدنا والحفاظ على عزتنا وكرامتنا.
وقال ايضا: إنها كانت دعوة للوحدة والاخاء وتجسيدا وامتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، لذا كان لزاما هذا الموقف العظيم والحدث التاريخي للحد من جرائم العدو بمختلف اشكاله واساليبه وادواته، وهو ما تم التركيز عليه في اللقاء وكان من اولوياته وإزالة الحواجز بين كل المكونات السياسية والشرائح المختلفة في اوساط المجتمع وبين خارطة الطريق للسير عليها في كل الجوانب التي من شأنها تعزيز قوة الترابط والاخاء والتعايش وقبول الآخر.
وشدد الرفيق على ضرورة ادراك أن ما يسعى اليه العدو هو تفكيك الجبهة الداخلية التي تعد اشد علينا من صواريخهم وقصفهم فتوحيد الصف والكلمة ولم الشمل ومواجهة العدوان اولى اولويات الجبهة الداخلية فنقطع على كل العملاء في الداخل الطريق لتحقيق اهداف العدو ويتم معرفتهم ومحاسبتهم واقامة الحد وتطبيق الشرع والقانون وهذا الذي يجب ان يعيه الجميع خاصة القوى السياسية وشرائح المجتمع المختلفة لأنه يترتب على وعيهم واستيعابهم حقيقة هذا العدوان وما يهدف اليه هنا تصبح المسؤولية على عاتقهم جميعا كبيرة ولا عذر لاحد عن التنصل عن ذلك .
تلاحم داخلي
الدكتور سلطان القباطي- أكاديمي أكد من جانبه أن بنود وثيقة لقاء العاشر من رمضان تعد من الثوابت والمسلمات للتلاحم الداخلي التي لا يجب الخروج عليها وإلا فإنه يستوجب المسائلة والمحاسبة كونها قد لامست أهم القضايا التي ستعمل على تعزيز الجبهة الداخلية و تلاحمها و تماسكها وما يهمنا هو الالتزام الصارم بها و نبذ كل من يخرج عنها بل ومحاسبته و عدم التهاون في ذلك مطلقاً.
وقال: ينبغي على القوى الوطنية و مكونات المجتمع و شرائحه المختلفة و وسائل الإعلام و الناشطين وكل الوطنيين الصادقين أن يستحضروا الأخطار المحدقة بالوطن و سيادته ووحدته ونسيجه الاجتماعي وأمنه واستقراره وبالتالي عليهم جميعا ترجمة هذه المقررات والتوصيات إلى واقع ملموس يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة هذا العدوان البشع والقذر وصولا إلى تحرير كل شبر في هذا الوطن من دنس الغزاة والطامعين ومرتزقتهم وعملائهم ..
انعكاس الوضع الداخلي
فيما أشار الدكتور يوسف الحاضري- كاتب ومحلل سياسي- الى ان اجتماع العاشر من رمضان عكس حقيقة الوضع الداخلي لليمن سواء على مستوى الجماعات أو الأفراد وذلك من خلال الحضور الذي مثل الأطياف كاملة سياسيا ومذهبيا ومجتمعيا وإعلاميا واقتصاديا وشعبيا، مما يعكس رغبة الجميع لاستمرار اللحمة الواحدة والتماسك بعيدا عن أي محاولة لشق الصف، وهذا أيضا ما برز بأكثر وضوحا في نقاط الاجتماع التي تضمنتها الوثيقة وعكست كل التطلعات على جميع المستويات أهمها العسكرية والاقتصادية والإعلامية بما يسد الطريق تماما أمام العدوان وسعيه الحثيث للتغلغل داخلاً، وهنا تتجلى مرة أخرى الحكمة اليمانية التي وصِفنا بها منذُ 1400عام.
وقال يتوجب على الجميع وبدون استثناء أن يقوموا بدورهم على أكمل وجه والاستمرار في ذلك وإغلاق كل مجال يمكن أن يؤثر على الوحدة المجتمعية وتحيد الجميع عن أهدافهم الضرورية في هذه اللحظة والتي على رأسها تعزيز الجبهات بالمال والرجال للتصدي للعدوان.
لابد من التنفيذ
أما الكاتب السياسي وضاح المودع القيادي بالائتلاف المدني اليمني لرصد جرائم العدوان يرى أن مخرجات لقاء العاشر من رمضان تمثل الحد الأدنى من المتفق عليه دون جدال بين اليمنيين الرافضين للعدوان ضد بلدهم..
وقال ايضا: هي نقاط مشتركة لا تمثل وجهة نظر أحادية بل تمثل وجهات نظر الجميع، ولأهمية الادراك أن العدوان في عامه الثالث يراهن على عامل الملل بسبب طول الوقت وعامل تفرق الجبهة الداخلية المقاومة له فإن المخرجات وتكرارها وتأكيد ضرورة تطبيقها مفيدة لشحذ العزائم وعدم الاهمال أو التقصير من الجميع.
وأكد المودع انه يجب على القوى السياسية وكل من شارك التطبيق الفردي أولا للمخرجات فقد مل اليمنيون من الكلام النظري الذي لا يطبق يجب أن تحسن القوى السياسية المشاركة والمشاركين الاخرين نياتهم وأن يقتنعوا أن الرغبة في التطبيق لا تأتي إلا من قناعتهم بأهميتها لمصلحة اليمن ومصلحتهم أيضا ..فتماسك الجبهة الداخلية وتعزيز الاخاء ونبذ الفرقة أمور تفيد الفصائل السياسية المناهضة للعدوان قبل غيرها ..
مشيرا إلى أن تطبيق توصيات اللقاء هي النقطة التي ستثبت صدق المشاركين وفائدة اللقاء ونجاحه من عدمه.. وحتى لو تم تشكيل لجنة متابعة للتنفيذ فإن العبرة دوما واخيرا بحسن النوايا والقناعة بأهمية التنفيذ لأي مقررات…

قد يعجبك ايضا