الثورة نت |متابعات
في الـ 26 من مارس من العام 2015 قام التحالف الذي تقوده السعودية وعبر عملية سميت بـ “عملية عاصفة الحزم” باستهداف اليمن بهجمات نفذت براً وجواً.
800 يوم إذاً تمر على هذا الاعتداء، أي ما يقرب من سنتين و3 أشهر، وقد شكلَّ هذا الأمر فرصة لنا لمراجعة الأسباب التي قادت لهذا الاعتداء، وما إذا كانت السعودية قد استطاعت من خلال حربها هذه، تحقيق أهدافها المعلنة أم لا؟
إن الهدف الأساس الذي أعلنت عنه السعودية لحربها على اليمن، وطبقاً للمصادر الرسمية، هو إعادة الشرعية وسلطة “عبد ربه منصور هادي” وإجبار حركة أنصار الله على الخروج من المدن اليمنية بما في ذلك العاصمة صنعاء وتجريد هذه الحركة من سلاحها.
كما سعى هذا التحالف عبر أدواته الإعلامية ومواقفه الرسمية، إلى إظهار سيطرة حركة أنصار الله على أنها غير شرعية، حيث وظفَّ هذا التحالف جميع إمكانياته سعياً منه إلى إعادة حلقته الأساسية إلى السلطة.
ومن الأهداف الأخرى والتي أعلنت عنها السعودية، هي إجبار حركة أنصار الله والمقاومة اليمنية على الخروج من المدن الرئيسية اليمنية التي سيطرت عليها هذه الحركة، فالسعوديون والتحالف الذي يقودونه ومنذ بدء هجومهم كانوا قد رهنوا أي وقف لإطلاق النار أو السلام بالخروج الفوري لأنصار الله والمقاومة اليمنية من المدن اليمنية، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
إن السعودية سعت من وراء مطلبها هذا، إلى تحقيق هدف بعيد المدى، وهو تجريد حركات المقاومة اليمنية من أسلحتها، كي تتمكن من السيطرة على اليمن وإعادة حلقتها الأساسية، حيث سيضمن ذلك لها السيطرة على المقدرات اليمنية والبدء بتنفيذ خططها المستقبلية في هذا البلد.
النظام السعودي الذي لم يستطع الوصول إلى أهدافه عبر الخيار العسكري، سعى في وقت من هذه الأوقات إلى إظهار وجه معتدل وإنساني له في الساحة الدولية، حيث حاول بالدفع بهذه الأهداف عبر انتهاج طرق الدبلوماسية والحوار.
فالعمليات العسكرية المسماة بعاصفة الحزم ووفقاً لآراء الخبراء السياسيين لم تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها في بداية الأمر، حيث أنها انتهت بعد مرور 27 يوماً في تاريخ الـ21 من نيسان/2015م إبريل بإعلان وقف لإطلاق النار من قبل السعودية. وقد ادعت السعودية أن عملية عاصفة الحزم تمكنت من تحقيق أهدافها في تدمير الترسانة الصاروخية لأنصار الله، معلنة بذلك بداية عملية سياسية باسم عملية إعادة الأمل لإعادة منصور هادي إلى السلطة.
لكن انصار الله والمقاومة اليمنية وبكشفها للمطالب الكبيرة وغير المعقولة للسعودية، لم تخضع لهذه المطالب الكبيرة التي طرحها النظام السعودي، وكما رأينا فهذه الحرب ما تزال متواصلة حتى يومنا هذا، وما تزال البنى التحتية اليمنية عرضة لهجمات حرب هذا النظام، تلك الحرب التي راح ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال الذين دفنوا تحت أنقاض منازلهم جراء قصفها، وتشريد مئات الآلاف، وإضافة إلى كل هذا، فهذه الحرب فرضت على اليمن حصاراً جوياً مشدداً وبرياً وجوياً.
فحرب السعودية وإضافة إلى عدم تحقيق الرياض لهدفها من خلال الخيار العسكري، أظهرت كذلك في المجال السياسي طبيعة الإعتداء والتعدي التي يتمتع بها النظام السعودي حيال الدول الأخرى في المنطقة لا سيما الدول المتحالفة معه، بحيث أن بلداً مثل قطر لم يعد راغباً بالخضوع لمطالب هذا النظام.
وعليه وخلافاً لإدعاءات السعودية بأن معظم غاراتها نفذت ضد أهداف عسكرية، فإن معظم هذه الغارات ركزت على أهداف غير عسكرية وإدارية، وقد دمرت هذه الغارات البنى التحتية للدولة اليمنية، والحقت بهذا البلد الفقير الذي يعاني من الفقر والبطالة خسائر جسيمة وكبيرة.
وطبقاً لتقرير لإحدى المراكز القانونية “المركز القانوني للحقوق والتنمية” فإن 800 يوم من العدوان السعودي على اليمن نتج عنها استشهاد وإصابة 33 ألفاً و395 مواطنا يمنيا.
لقد قام النظام السعودي في ظل صمت الدول والمؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان بمنع دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية الدولية والحاجات الضرورية التي تتطلبها حياة المواطن اليمني، بحيث أن اليمن وبسبب تأخر وصول الأدوية والمستلزمات الطبية يعاني من الأمراض الوبائية والأمراض المعدية التي أصبحت تهدد حياة الآلاف من اليمنيين.
في البعد العسكري فهذا النظام الذي يملك الأسلحة المتطورة وغير المتكافئة مع ما يملكه الشعب اليمني، مني بالهزيمة أمام بلد فقير مثل اليمن، وقد لجأ إلى الحرب الجوية بسبب عجزه على خوض حرب شاملة لا مثيل لها، كما أن هذا النظام إستعان في الحرب البرية بمرتزقة، ولجأ إلى طلب المساعدة من المجموعات الإرهابية والتكفيرية في هذا المجال، سعياً منه لتحقيق أهدافه.
لذلك ونظراَ للأمور التي جرى الإشارة إليها، فإن السعودية فشلت في كلا المجالين، في البدء بالحرب، وكذلك الاستمرار بها، وأدى ذلك إلى خسائر يصعب تعويضها بالنسبة للنظام السعودي على المستويين الإقليمي والدولي، بحيث أن نتائج ذلك بدأت للتو بالظهور إلى العلن، ولا بد من انتظار مزيد من هذه النتائج في المستقبل.
في الوقت الذي لا يُرى فيه حتى بصيص أمل في أن يتم إنهاء هذه الحرب، لأن الدول المشاركة في هذا الملف أو المحافل الدولية لم تقم لحد الآن بأي تحرك باتجاه إنهاء هذه الحرب.
* كاتب وصحفي إيراني
Prev Post
قد يعجبك ايضا