* مفتي تعز العلامة سهل بن عقيل يفتح بوابات الجحيم على دول العدوان والعملاء:
حاوره/صلاح الشامي
هو ليس متخصصاً بالسياسة كما يقول عن نفسه لكنه ذاكرة حية واعية ومنصفة رجل دين بمعنى الكلمة عاصر الأحداث الكبرى في تاريخ الأمة المعاصر فاستوعبها ببصيرة، وهو هنا ينقلها لنا بوعي ناقد وبصيرة نافذة.. لا يضع النقاط على الحروف فحسب، بل يضعك أنت على النقاط لتضعها بدورك على الحروف.
-العلامة سهل إبراهيم بن عقيل، مفتي محافظة تعز، كان لنا معه هذا الحوار فإلى أفيائه:
• ما هو واقع وعي الأمة في ظل الأحداث الراهنة في المنطقة العربية وسط إعصار الإعلام المضلل والمرجف، وما الواجب على كل مسلم؟
– العجلة الآن تدور، وبما أن العجلة تدور فإن الوعي كذلك يدور وعقل الإنسان في تطور والله سبحانه خلق الإنسان ليتعلم. هذه المحن والأزمات التي نلاقيها إنما هي دروس للشعوب وللأفراد ليتعلموا، وليعلموا أن دين الله سبحانه وتعالى هو الحق، وأن من يقول الحق ويتبع الحق هو الذي يجب أن نتبعه ومن يستقيم مع الحق يجب أن نستقيم معه، ومن يعدل عن الحق – حتى وإن كان عرف الحق واستقام على الحق لغرض ما، ثم أضله الله على علم – فليس له عندنا طاعة..
في زيارتي الثانية لإيران وصلت وهم يتناقشون حول المواضيع نفسها،
قلت لهم: هل تذكرون ما أخبرتكم به عن الرسم البياني في السنة الماضية؟! قالوا: انظروا إلى هذا الرجل البسيط الذي جاء من الجزيرة العربية، ويقول مثل هذا الكلام !!! فالإنسان أصلاً عقل من ولادته وحتى مماته وهو يتعلم، فإذا لم يكن كذلك ويتعلم من الأحداث فهو كسائر الحيوانات.. هل أسد أو ألف أسد ملك إنساناً أو طرد إنساناً؟!!!.. لكن إنسان واحد قد يطرد ألف أسد من الغابة أو يطوعها.. هل ثور ملك إنساناً؟!! لكن إنساناً واحداً قد يملك ألف ثور ومئات الأبقار ويطوعها لخدمته.
فإذا كان الله خلق الإنسان عقلاً وخلقه ليتعلم فقد خلقه ليبني والأحداث والمصائب والنوائب تعلم الإنسان، وكذلك الأفراد يعلمون شعوبهم والتاريخ شاهد على كل إنسان.
• كونكم عاصرتم أحداثاً كبرى في التاريخ المعاصر للأمة والعالم.. بالإضافة إلى إلمامكم بالتاريخ، ما تقييمكم لواقع الأمة اليوم في ظل الأحداث الراهنة من تآمر وحرب عليها، وما هو واقع اليمنيين الأحرار تجاه هذا العدوان؟
– رعاة الغنم في جنوب الجزيرة العربية – أي اليمن – غلبت كسري وقيصر وجعلت أنوفهم تحت نعالهم تحت نعال رعاة الغنم.
عاصرنا كل الحروب منذ الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام وحرب كوريا وحرب الصين ، وحرب الهند.. وغيرها هل رأيت في حياتك آلة من الفولاذ المكرر ودبابة ومركبة وغيرها تحرق بقطعة كرتون و”ولاعة”!! عندما كنت أتحدث في التلفزيون قلت لهم:خمسة أسداس الجزيرة العربية تستأجر جيوش العالم لقتل الشعب اليمني هل انتصروا في معركة واحدة مع اليمنيين ؟!!! بالرغم من وجود الخيانة الكبيرة والخبيثة في حق هذه الأمة من هيكلة الجيش اليمني وضرب صواريخه ومدفعيته وقتل كوادره وتفريق كلمة الأمة وزرع الفتن في كل مكان هل استطاعوا أن يغيروا إيمان هذا الشعب بثورته الشعبية، أم أن هذا الإيمان والتمسك بالثورة زاد لدى الشعب!!
ستة حروب بقيادة أمريكا وبريطانيا وزرع الفتن والعملاء والخيانة هل أثرت في الثورة الشعبية؟!!! هل استطاعت هذه الجيوش كلها وهذه الحروب كلها والأموال التي أنفقت وهي ما بين 4 إلى 5 تريليونات دولار أنفقتها هذه الدول في حرب اليمن، هل استطاعت أن تهزم الجيش اليمني, الشعب اليمني يقاتل وهو حافي القدمين.. هل رأيت شعباً يدفع من جيبه ويذهب إلى الجبهات ليجاهد ويدحر الغزاة؟! قل لهؤلاء يقطعوا الرواتب عن هؤلاء الذين يجندونهم من جيوش العالم كلها، هل سيصمدون ويستمرون في القتال؟!! وبرغم أنهم يستخدمون الأسلحة المحرمة ضد هذا الشعب الصامد هل استطاعوا بذلك أن يخضعونا؟!!
• إذا كان العدوان بجيوشه ومرتزقته عبر إعلامه يقيس الانتصارات بالمساحات التي يتقدم فيها في المناطق التي لديه فيها عملاء، وتخضع للضرب الشديد بالقنابل العنقودية والأسلحة المحرمة ونحن نزداد صموداً يوماً بعد يوم.. ما رأيكم في ذلك؟
– نعم إنهم يستولون على مساحة أكثر من اليمن وأغلبها هذا شيء مسلم به، لكن الآن في عدن هل يستطيع أحد أن يخرج لشرب الشاي في مقهى وهو آمن؟
هل يستطيع أحد أن يسافر من عدن إلى أبين مثلاً وهو آمن أو من أبين إلى شقرة وهو آمن أو من عدن إلى المكلا وهو آمن؟! هل يستطيع الجيش نفسه هناك أن يجوب الفيافي والقفار وهو أمن… إذا كانت المدن الآن تشتغل والناس يتضورون جوعاً ويتمنون لو يعود الحكم الأول كيفما كان يتمنونه ليلة واحدة.. هل يبات الإنسان في مزرعته وهو آمن؟!! هل هناك أسوأ من سرقة مزرعة الجراثيم من مستشفى الدرن في تعز؟ متى ظهرت الكوليرا في اليمن أليس من بعد سرقة مزرعة الجراثيم.
• هل تربطون سرقة مزرعة الجراثيم في مستشفى الدرن بما حصل من أوبئة حالياً؟
– بلا شك.
* الآن يتحدثون عن سلاح كيماوي تمتلكه اليمن، ألا يذكرنا هذا بالمكيدة التي صنعتها أمريكا لاجتياح العراق؟ بالمقابل هم دائماً يضربونا بالكيماوي والأسلحة الجرثومية والأسلحة المحرمة والعنقودية وأم القنابل والقنبلة النيترونية..
– الواقع يكذبهم هل هناك استعمال لما يزعمون من قبل الجيش وأنصار الله حتى على ما يسمى “المقاومة”؟!
• هذا السؤال يمكن أن تقدمه لهم هل استعملت اليمن سلاحاً كيماوياً حتى على السودانيين الذين جاءوا يحاربونا!! هل استعمل الجيش واللجان حتى قنبلة عنقودية؟!
نحن الذين ضرب علينا العدوان بمثل هكذا أسلحة لقد أراد الله أن يخذلهم .. عندما صلينا الاستسقاء قاموا بنشر ذرات الفضة في سماء اليمن فكذبهم الله وأنزل الغيث وحصلت سيول في كل أنحاء اليمن، واستمرت ثلاثة أو أربعة أيام.
• ماذا تعمل ذرات الفضة؟!
– ذرات الفضة تعمل على تفريق السحب لتمنع نزول المطر. وقبل ذلك أيام فهد ومن قبله قاموا بتحويل مجاري السيول إلى البحر كي لا تذهب إلى المناطق اليمنية المتاخمة للمملكة أنظر كيف تعامل مملكة السوء المتهربين في الحدود لطلب الرزق في المملكة عندما تقبض عليهم… بل إنهم يقبضون على من يعمل في المملكة وقد صار له هناك العام والعامين ويأخذون ما جمعه مع عرق جبينه ويذهبون بهم إلى الحدود ويقولون لهم ارجعوا بلادكم بعد أن يكون قد سلب كل ماله وقد وقع أن بعضهم أنزلوهم قرب الحدود راجلين ثم يتعلمون عليهم الرماية وفي إحدى هذه الحوادث وصل الناجي الوحيد من بين 35 يمنياً في آخر أيام حكم علي عبدالله صالح، فاستقبلوه ونشروا في الجرائد الحادثة التي صارت له ولرفاقه.. فقامت السعودية بالاتصال بالمسؤولين هنا وسلمت الديات وأنفقت الرشاوى والأموال لطمس الحادثة متعذرة بأننا جيران وأن هؤلاء الجنود السعوديين قاموا بهذه الأعمال دون علم وموافقة الحكومة السعودية وأنهم سيتلقون العقاب والتأديب وماذا كان مصير المُبلغ وهو الناجي الوحيد..
لقد كان اليمن مستعمراً من قبل جارة السوء كان السفير السعودي يحكم اليمن.
ماذا حدث في “العرضي” وفي السجن المركزي .. وغيره.. ارشيفنا مليء بمثل هذه الأحداث من قبل النظام السعودي على اليمن أخرجوا هذا الأرشيف واعرفوا من هو عدوكم.
• أين العلماء وما هو دورهم آنذاك؟
– العلماء أغلبهم قتلهم حزب الإصلاح بالسم وبالتجويع والتشريد، والبقية كانوا عبارة عن ظاهرة صوتية مع حزب الإصلاح، إما خوفاً منه أو رجاءً في عطائه.
* أذكر أنه كان الصحفيون يستطيعون أن ينتقدوا النظام في اليمن وسياساته ولكنهم لا يستطيعون أن ينتقدوا نظام آل سعود رغم أنهم في اليمن.
– هذا يجب أن ندرسه دراسة تامة هم يعرفون أن الحاكم الفعلي للسعودية هو حذاء لأمريكا وهذا الذي يحكم اليمن هو حذاء الحذاء.
• ما هي رسالتكم في هذا الشهر الكريم ونحن في أيامه الأولى إلى الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني ولقائد الثورة والشعوب الحية في العالم العربي – والإسلامي التي ينتظر منها أن تظهر على أنظمتها العميلة والخاضعة؟!
– نقول لهم ليس وراءكم إلا الصبر والصدق نحن الآن في الحلقة الأخيرة من الأحداث، فإذا رفعت أمريكا وعملاء أمريكا يدها عن اليمن أولاً وعن السعودية – وقد بدأت أمريكا الآن ترفع يدها عن السعودية حتى أن ترامب قال: أنا لا استطيع أن أحارب بالنيابة عنكم ولو استطعت لملأت لكم صنعاء بالمارينز – هل يستطيع جندي أمريكي أن ينزل إلى مارب مثلاً.. نزلوا في البيضاء فقتلوا كالكلاب.
• ما سر هذا الثبات والانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية رغم تفوق العدو من ناحية العدد والعدة والسلاح والوحشية في استخدامه؟
– أولا الإيمان بالقضية، الإيمان بالبلاد، الإيمان بالدين والقيم والمبادئ، والروح المعنوية، أنا مثلاً فقدت ستة من أولاد بناتي، ولو كنت شاباً فلن تجدني إلا في الصفوف الأولى في أي جبهة.
• لكن دوركم هنا باعتباركم أحد أبرز علماء اليمن في الإرشاد والتوجيه هو دور جهادي أيضاً؟
– الحمد لله الإنسان موقف، أنظر أين تضع نفسك.
لكل عصر أناس يذكرون به
فكن كما شئت أنت الناس والزمن
فأنت الناس بموقفك، وأنت الزمن بفعلك وبأثرك الذي سيأتي من بعدك.
• أمريكا أمريكا.. البعض يقول :”كسرتوا رؤوسنا بأمريكا، (أين إحنا وأين أمريكا).. فلماذا تتدخل أمريكا في شؤون اليمن؟
– أنظر أنت الآن هل أمريكا تخاف على مصالحها من كوريا الشمالية أو تخاف على مصالحها من اليمن .. طبعاً مصالحها في الجزيرة العربية أكثر إغراء لأنها لو رفعت يدها عن الجزيرة العربية ستخسر مصالحها في ما يسمى بـ(الشرق الأوسط) وكله وفي العالم أجمع.
أنظر أيضاً إلى ما جرى لروسيا بتدبير أمريكا، أوروبا الشرقية، القوقاز، البلقان، أفغانستان، اليمن, هل كل هذا مغفور له، هل ستغفره روسيا ، لولا أنها تمتلك القنبلة الذرية لكانت سحقتها أمريكا هل ستغفر روسيا كل هذا الانحدار الشديد في كل مناحي حياتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بتدبير أمريكا، طبعاً لا.
• هل تختم لقاءنا برسالة توجهونها إلى الجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية؟ والمسلمين عامة؟
– الآن الحمد لله رب العالمين الجيش أصبح واعياً واللجان الشعبية هم رجال الشعب الناطقة باسم ثورته واللجان والجيش كلهم أبناء هذا الأمة وكلهم لجان شعبية، فليس هناك فرق بين من يحمل بندقية سواء كان من الجيش أم من اللجان الشعبية، ونحن من 1962، حتى 2017م (وإحنا في قاح – بوم) والعدو واحد، وقال الشاعر:
إن المصائب يجمعن المصابينا
ومن باع أمته وخانها (من خان قومه ما بقي له صاحب) كما قال البدوي، الآن هم يقتلون مرتزقتهم بالطيران عندما ينسحبون، مثلما كان هتلر يعمل إذا انسحب الجيش من مكان قال أبيدوهم هؤلاء جبناء، الآن يعاملون بالمثل.
بالنسبة للسيد القائد ندعو له بالحفظ والنصر والتأييد، فالشواهد التي نحن فيها تقول: إن الله سبحانه وتعالى معنا، فلا نخاف ، الانتصارات التي نحققها تقول إن الله معنا ولا نخاف.
أي شعب قد استقبل رئيساً للولايات المتحدة بصاروخ، أما سيدي عبدالملك فقد جعله الله في عين عنايته وألقى محبته في قلوب جميع الناس، لا بمال ولا بجهد عسكري ولا بمكر ولا بشيء، ولكن الله سبحانه وتعالى اسمه هو الخير والرحمة لعباده، فلولا رحمة الله لعباده ما زكى منا من أحد، لكن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الشاب زعيماً للأمة، وهو لا يريد دنيا بينما قصورهم في حدة وفي كل مكان بصنعاء وفي العواصم العالمية والتي تفوق حتى قصور الأمراء، وهاهم في الرياض وهم يومياً عرضة للاحتقار.. والذي يمشي حافياً ويتعهد المجاهدين ويبات في الكهوف ربما بلا دثار، وقد يعيش يومه على خبز جاف الناس يفدونه بأرواحهم، وقد قلت لهم : من هي مران حتى تقف في وجه أمريكا وبريطانيا والمال السعودي والجيش اليمني والعملاء إلا بالحق، وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذا القائد السيد عبدالملك رمزاً للحق.
قد يعجبك ايضا