سقطرى.. بين سيناريوات النفوذ الناعم ومشاريع السيطرة العسكرية!!

> 2010م أول سيناريو أميركي للسيطرة على سقطرى تحت غطاء الحرب على الإرهاب
> بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فقدت روسيا قاعدتها البحرية في جزيرة سقطرى وحاولت استعادتها > من خلال المحادثات التي أجرتها روسيا مع اليمن بعد الوحدة

الباحث / ادريس  الشرجبي
سعت الولايات المتحدة الأمريكية  للسيطرة على جزيرة سقطرى ذات الأهمية الاستراتيجية بما يتيح لها تحقيق أحد أهدافها بالسيطرة على الطرق والممرات المائية البحرية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
مطامع أمريكا في سقطرى جاءت من كونها تمثل أهمية جوهرية للجيش الأمريكي لوقوعها على بُعد نحو 3000 كم من القاعدة البحرية الأمريكية “دييغو غارسيا” وهي من بين أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج.
نهاية عام  2015م بدأ سيناريو النفوذ الإماراتي الناعم للسيطرة على سقطرى  بعد توقيع خالد بحاح رئيس حكومة الفار هادي عقدا لتأجير سقطرى للإمارات لمدة 99 عاما.
الإمارات عملت خلال الفترة الماضية على توسيع نفوذها في سقطرى وشرعت ببناء قاعدة عسكرية تديرها الاستخبارات الأمريكية وشرعت في خطوات تهدف من خلالها إلى فرض أمر واقع على الأرض.
نشرت القوات الإماراتية الغازية جنودا من جيشها في الجزيرة ودربت  700 شاب من أبناء الجزيرة في معسكراتها في أبو ظبي و الشارقة واعادتهم إلى الجزيرة لتولي مهام أمنية هامشية.
أمراء من العائلات الحاكمة في الإمارات أسسوا شركات لتفويج السياح إلى سقطرى بعد استقدامهم من بلدانهم إلى إمارات ابو ظبي و دبي و الشارقة وبدأت هذه الشركات بإنتاج أفلام سياحية عن ارخبيل سقطرى والترويج لها في وسائل الإعلام الرسمية.

ها هو ارخبيل سقطرى، يحتل الصدارة في المواقع الإخبارية فهل نحن أمام سيناريو إماراتي لإنشاء قاعدة عسكرية أم سيناريو نفوذ ناعم يمكن الأمريكان من اقامة قاعدة عسكرية بغطاء إماراتي.. وما هي حقائق وأبعاد المؤامرات التي تحدق بمحافظة سقطرى في ظل العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم على اليمن؟
الزوبعة الإعلامية حول النفوذ الإماراتي في جزر ارخبيل سقطرى تكشف عن رأس الهرم الثلجي لصراع جيوسياسي دولي محدق بالجزيرة، وربما كانت التدخلات الإمارتية بالجزيرة تدخلات بالوكالة لمؤمرة امريكية صهيونية، فقد كانت سقطرى وما زالت مطمعاً لقوى استعمارية متعددة عبر المراحل التاريخية المختلفة.
وفي هذه الورقة سنتناول الأهمية الاستراتيجية لسقطرى والأطماع الاستعمارية المحدقة بها وذلك من خلال النقاط التالية:
أولاً : الملامح الرئيسية الجغرافية والتاريخية والسكانية لسقطرى:
سقطرى هي أرخبيل يمني مكون من ست جزر تقع بالمحيط الهندي قبالة سواحل القرن  الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع في الممر المائي لدول المحيط الهندي وكنقطة التقاء بين هذا المحيط وبحر العرب، ويشمل الأرخبيل ست جزر هي جزيرة سقطرى ودرسة وسمحة وعبد الكوري، وصيال عبدالكوري وصيال سقطرى وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص.
تعتبر سقطرى من أكبر الجزر العربية واليمنية، وتبلغ مساحتها نحو 3796 (كم²)  (1,466 ميل مربع)، ويبلغ طول الجزيرة 132 كم وعرضها 50 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، أعلى قمة بالجزيرة 1,503 م (4,931 قدم).
أرخبيل سقطرى كان يتبع إدارياً محافظة حضرموت ومنذ عام 2012م اصبح الأرخبيل محافظة بمديريتن مديرية حديبو (شرق) ومديرية قلنسية وعبد الكوري (غرب) والعاصمة حديبو.
سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م  175,020 ألف نسمة، وتعود أصول سكان جزيرة سقطرى إلى مهرة بن حيدان كما جاء في كتاب لسان العرب للهمداني، وقبائل حِمْيَرية وهناك بعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنة عمان.
اللغة السقطرية هي اللغة الأم للسكان الأصليين من قبيلة المهرة في الارخبيل وهي من اللغات العربية الجنوبية القديمة.
تم تصنيف سقطرى كأحد مواقع التراث العالمي في الاجتماع الــ 32 للجنة التراث العالمي عام 2008، وبالاعتماد رقم 1263 ولقبت “بأكثر المناطق غرابة في العالم”، وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظراً للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم.
الملامح التاريخية الرئيسية للجزيرة
ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم – طريق اللبان، حيث اشتهرت بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، كما تشير النقوش الأثرية التي وجدت بالجزيرة  إلى أنها يمنية حميرية منذ 320 ميلادي رغم انه تعاقب على هذه الجزيرة موجات استعمارية قديمة من البرتغاليين والرومان بهدف احتلالها، إلا أن سكان سقطرى بقوا متمسكين بجزيرتهم وهويتهم ويتميزون في عمومهم بعدم التنافر العرقي.
أسس المهريون سلطنة المهرة في قشن وسقطرى في 1549 بعد جلاء الاستعمار البرتغالي  وظل سلاطينها يقاومون تلك الهجمات، وفي عام 1876م وصل من مستعمرة عدن إلى سقطرى المندوب السامي البريطاني ووقع مع سلطان قشن وسقطرى على معاهدة لضمان حماية بضائع وركاب السفن البريطانية.
في 1886م أصبحت سلطنة المهرة محمية بريطانية، ثم أصبحت فيما بعد جزءاً من محمية عدن. وفي 30 نوفمبر 1967م مع نجاح ثورة 14 أكتوبر نزلت في الجزيرة فرقة من الجبهة القومية للتحرير، وانتهت بذلك سلطنة المهرة في قشن وسقطرى، وأصبحت سقطرى جزءاً من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
كان في سقطرى قاعدة بحرية عسكرية سوفياتية متقدمة، للبوارج والأساطيل، ظلت تعمل حتى قيام الوحدة اليمنية عام 1990م. بعد الوحدة اليمنية ارتبطت سقطرى إدارياً بمحافظة حضرموت وفي أكتوبر من عام 2013 أصبح أرخبيل سقطرى محافظة مستقلة .
الأهمية  الجيوستراتيجية لجزيرة سقطرى:
يقول الأدميرال ألفريد ثاير ماهان، الخبير الجيوستراتيجي في البحرية الأمريكية إن: “كل من يحقق السيادة البحرية في المحيط الهندي سيكون لاعبًا بارزًا على الساحة الدولية”
ويقول “إن هذا المحيط هو المفتاح للبحار السبعة في القرن الحادي والعشرين وسيتم تحديد مصير العالم في هذه المياه”.
وفي هذا الإطار تحتل سقطرى أهم المواقع الجيوستراتيجية بالمحيط الهِنْدِي  كونها تقع على مفترق طرق من الممرات المائية البحرية الاستراتيجية وبالتالي يمكن لأي قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى مراقبة حركة السفن بما في ذلك السفن الحربية في خليج عدن والمحيط الهندي وهو ممر بحري رئيس يربط بين الشرق الأوسط وشرق آسيا وأفريقيا مع أوروبا والأميركتين، وعلى مقربة من سقطرى، عبر خليج عدن والبحر الأحمر طريق العبور الرئيسية لناقلات النفط.
وتمر عبر هذا الطريق حصة كبيرة من صادرات الصين الصناعية إلى أوروبا الغربية, بالإضافة للتجارة البحرية من شرق وجنوب أفريقيا إلى أوروبا الغربية.
ونظراً لهذه الأهمية فقد احتدم التنافس الجيوسياسي فكان أرخبيل سقطرى جزءاً من اللعبة الأمريكية الكبرى بين روسيا وأمريكا خلال الحرب الباردة، كان للاتحاد السوفياتي وجودا عسكريا في جزيرة سقطرى، والتي كانت في ذلك الوقت جزءا من جنوب اليمن وقبل أقل من عام، دخل الروس في مفاوضات جديدة مع الحكومة اليمنية بشأن إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سقطرى.
سيناريوهات السيطرة الأميركية :
إن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في سقطرى هو جزء من عملية واسعة النطاق من عسكرة المحيط الهندي، وتتكون هذا العملية من دمج وربط جزيرة سقطرى بالبنية القائمة، وكذلك تعزيز الدور المهم الذي تلعبه القاعدة العسكرية دييغو غارسيا في جزر تشاغوس، ولأن أرخبيل سقطرى يحتل أهمية موقع إستراتيجي في المحيط الهندي كونه يقع على مفترق طرق بحري استراتيجي, علاوة على أن الأرخبيل يمتد على مساحة بحرية كبيرة نسبيا في المنفذ الشرقي من خليج عدن، من جزيرة عبد الكوري، إلى الجزيرة الرئيسة سقطرى وتقع هذه المنطقة البحرية من العبور الدولي في المياه الإقليمية اليمنية.
لذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية  للسيطرة على جزيرة سقطرى ذات الأهمية الاستراتيجية والتي ستمكنها من تحقيق احد أهدافها الاستراتيجية والمتمثل بالسيطرة على الطرق والممرات المائية البحرية الاستراتيجية للبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، كما أن لسقطرى أهمية جوهرية للجيش الإمريكي كونها تقع على بُعد نحو 3000 كم من القاعدة البحرية الأمريكية “دييغو غارسيا”، وهي من بين أكبر المنشآت العسكرية الأمريكية في الخارج.
ومن بين الأهداف الاستراتيجية لواشنطن، هو عسكرة الطرق البحرية الرئيسة المتصلة بباب المندب هذا الممر المائي الاستراتيجي الهام، ولذلك تعمل أمريكا على أن يكون لها قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى لتستخدمها في مراقبة حركة السفن بما في ذلك السفن الحربية في خليج عدن والمحيط الهندي وباب المندب وهو ممر بحري رئيس يربط بين الشرق الأوسط وشرق آسيا وأفريقيا مع أوروبا والأمريكيتين.
تعددت المحاولات الأمريكية لاحتلال سقطرى وسوف نشير إليها في النقاط التالية:
في عام 2010م كان أول سناريو أمريكي للسيطرة على جزيرة سقطرى فقد عملت على تحقيق هذا الهدف تحت غطاء الحرب على الإرهاب، في ذلك العام التقى الرئيس السابق علي عبدالله صالح والجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية الأمريكية، لإجراء مناقشات رفيعة المستوى وراء الأبواب المغلقة.
وقدّمت وسائل الإعلام الاجتماع الذي دار بين صالح وبترايوس بوصفه استجابة مناسبة لمحاولة التفجير الفاشلة لطائرة الرحلة رقم 253 المتجهة إلى ديترويت والتابعة لشركة “نورثويست ايرلانز” أثناء أعياد الميلاد ويبدو أن هذا اللقاء حدث لهذا الغرض كوسيلة لتنسيق مبادرات مكافحة الإرهاب الموجهة ضد “تنظيم القاعدة في اليمن” وقد أكدت العديد من التقارير أن الاجتماعات بين صالح وبترايوس كانت بهدف إعادة تعريف التدخل العسكري الأمريكي في اليمن بما في ذلك إنشاء قاعدة عسكرية كاملة في جزيرة سقطرى، لمواجهة القراصنة وتنظيم القاعدة.
وقبل يوم واحد من الاجتماعات بين صالح وبترايوس في صنعاء، أكد الجنرال بترايوس في مؤتمر صحفي في بغداد، أن المساعدة الأمنية إلى اليمن ستكون أكثر من الضعف من 70 مليونا إلى أكثر من 150 مليون دولار، وهو ما يمثل زيادة قدرها14 ضعفًا منذ عام 2006م قدِّمت هذه المضاعفة للمساعدات العسكرية لليمن إلى الرأي العام العالمي كرد فعل على حادث تفجير طائرة ديترويت، المزعوم تنفيذه من قِبل تنظيم القاعدة في اليمن.
وفي نهاية عام  2015م بدأ سيناريو النفوذ الإمارتي الناعم للسيطرة على الجزيرة،   وكانت وسائل إعلام تحدثت عن توقيع حكومة الفار هادي التي كان يرأسها حينها خالد بحاح عقدا لتأجير سقطرى للإمارات لمدة 99 عاما قبل ان يدشن بحاح مع قيادات اماراتية إعادة الأعمار في الجزيرة من آثار إعصار تشينابا الذي ضربها.
وتحدث  مؤخراً المحافظ المعين من الفار هادي  سالم السقطري عن المشاريع الخدمية لدولة الإمارات وممثلها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي في الجزيرة بالقول: تم توقيع اتفاق تعاون بين هيئة الهلال الأحمر الإماراتي والسلطة المحلية ومن ضمن الاتفاق إعادة إعمار ما تعرضت له الجزيرة من الأعاصير ومن ضمنها بناء مدينة زايد 1 في منطقة سدورا في نوقد ومدينة زايد 2 في ساحق وبناء وحدات سكنية في عدد من القرى، ويتم حاليا العمل في بعضها، والبعض في طور التنفيذ حيث نفذ إلى اللحظة 356 منزلا، كما قامت دولة الإمارات ببناء عدد من المدارس وتأهيل عدد آخر منها على مستوى محافظة سقطرى، ودعم القطاع السمكي، وتوسعة وتأهيل لسان بحري (ميناء سقطرى) بدعم مباشر من مؤسسة خليفة والعمل جار فيه.
كما قامت دولة الإمارات بتسوير مطار جزيرة سقطرى وإعادة تأهيله وإضاءته بالطاقة الشمسية، وبالنسبة للقطاع الأمني أوضح المحافظ السقطري أن هذا الجانب حظي بدعم مباشر من دولة الإمارات، حيث تم تدريب 700 عنصر من أبناء الجزيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهم الآن يقومون بعملهم في تأمين الجزيرة.
وزودت الإمارات الأجهزة الأمنية بالمعدات والآليات ودعم اللواء المرابط بالجزيرة بكل ما يحتاجه من معدات وسيارات. وبحسب تحليلات المتابعين فإن الإمارات توسع نفوذها في سقطرى والشروع ببناء قاعدة عسكرية تديرها الاستخبارات الأمريكية، ويشير هؤلاء المتابعون إلى العديد من المؤشرات نذكر منها التالي:
ـ رفعت السلطات الإماراتية من عدد رحلات طيرانها إلى جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي وبدأت بعدة خطوات تهدف من خلالها لفرض أمر واقع على الأرض. وتأتي هذه التطورات بعد أن نشرت الإمارات جنوداً من جيشها في الجزيرة وقامت بتدريب قرابة 700 من أبناء الجزيرة في معسكرات للجيش الإماراتي في ابو ظبي و الشارقة واعادتهم إلى الجزيرة لتولي مهام أمنية هامشية. وتقول تقارير صحفية إن الامارات باتت تسيطر على ارخبيل سقطرى وتديره بعيدا عن حكومة هادي.
ـ حسب التقارير تتدخل قيادة القوات الإماراتية في الارخبيل في التعيينات التي تتم في السلطة المحلية لمحافظة أرخبيل سقطرى وباتت تعين و تعزل مسؤولين بما يتناسب مع الأجندات التي تعمل عليها. ويرى مراقبون أن الإمارات باتت محتلة لارخبيل سقطرى حيث يعد قائد القوات الإماراتية في الجزيرة هو صاحب الأمر والنهي في الارخبيل وبات بمثابة مندوب سامي لـ”أبو ظبي”.
ـ تفيد معلومات أن أمراء في الأسر الحاكمة في الإمارات أسسوا شركات لتفويج السياح إلى سقطرى بعد استقدامهم من بلدانهم إلى امارات ابو ظبي و دبي و الشارقة. وبدأت هذه الشركات بإنتاج أفلام سياحية عن ارخبيل سقطرى والترويج له في وسائل الإعلام الرسمية.
ـ تفيد مصادر محلية أن شركات اماراتية بدأت بإنشاء مرافق سياحية في جزيرة سقطرى واستقدمت مئات الجنود الاماراتيين لحمايتها وتمنع القوات اليمنية المتواجدة في الجزيرة وكذا السلطة المحلية من الدخول إلى المواقع الانشائية التي تقوم بتشييدها على سواحل الجزيرة.
وأكدت المصادر أن جنوداً من المارينز الأمريكي يتواجدون في تلك هي المنشآت في حين تصل سفن صغيرة يعتقد أنها أمريكية إلى مراسي الجزيرة دون معرفة أسباب قدومها. وتفيد معلومات ان ما تقوم به الإمارات في ظاهره الاستثمار غير انه بالتوازي مع المشاريع الاستثمارية يتم بناء قاعدة عسكرية باتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية شرق الجزيرة بحيث تكون قاعدة استخباراتية متقدمة تديرها الاستخبارات الأمريكية بمشاركة ضباط مخابرات إماراتيين مستفيدين من موقع الجزيرة على مدخل المحيط الهندي.
وحسب المعلومات فإن إنشاء هذه القاعدة يأتي ضمن الحرب الباردة التي بدأت بين الولايات المتحدة والصين والتي بدأت بنشر أسطولها الحربي في بحر الصين الجنوبي.
في الخلاصة، لقد أمكن للإمارات أن تجد لها موطن قدم في سقطرى من خلال المساعدات التي قدمتها منذ عام عقب الكارثة التي تعرضت لها الجزيرة بسبب العواصف والاعاصير التي ضربت الجزيرة خلال الفترة الماضية.
قيام الإمارات بهذه الجهود الإغاثية المساعدات حظي بترحيب من كل سكان الأرخبيل وهو عمل انساني مرحب به ولا غبار عليه إلا أن انخراط الإمارات بالعدوان على اليمن جعل اليمنيين يقلقون من التواجد الإماراتي في الجزيرة خاصة وان هذا التواجد في الجزيرة بدأ وكأنه قد تحول إلى نفوذ إماراتي تجاوز سقف المساعدات الاغاثية في الجزيرة.
في نهاية المطاف فإن الإمارات تعلم انه ليس بإمكانها السيطرة على سقطرى وذلك كونها تشكل بموقعها الاستراتيجي في المحيط منطقة صراع جوسياسي بين القوى الدولية وان أمريكا تسعى للسيطرة عليها وحرمان روسيا من ذلك ،وربما كان سيناريو النفوذ الناعم للإمارة في هذه الجزيرة هو من قبيل  المساعدة على سيطرة أمريكا عليها بعد ان تكون الجزيرة شكليا قد تم تأجيرها في الظاهر للامارت وبالتالي فإن إقامة القاعدة الأمريكية في الجزيرة المؤجرة  للإمارات بناء على طلب إماراتي وهذا أيضا ما حاولت القيام به الإمارات في جزيرة ميون حيث كشفت الصين ان هناك اتفاقية موقعة من قبل أمريكا والإمارات ومصر.
الموقف الروسي
بعد سقوط الاتحاد السوفيتي فقدت روسيا قاعدتها البحرية في جزيرة سقطرى وحاولت استعادتها من خلال المحادثات التي أجرتها روسيا مع السلطة اليمنية بعد الوحدة، وفي الأسبوع الذي أعقب الاجتماع بين بترايوس وصالح، أكد بيان من البحرية الروسية أن “روسيا لم تتنازل عن خططها في امتلاك قواعد لسفنها في جزيرة سقطرى ويلاحظ أن التوجيه الروسي قائم على  التواجد في ظل استتباب الأمن بين  دول المنطقة وليس على حساب الصراع بين دول المنطقة وبالتالي فإن موقف روسيا قد انعكس سلباً عليها واضعف فرصتها في إنشاء قاعدة بحرية في جزيرة سقطرى.
وفي الختام لنا أن نتساءل: هل هناك خطاء استراتيجي يمني بشأن  الصراع الجوسياسي على سقطرى؟ فقبل الوحدة كانت السلطة في الشطر الجنوبي قد حسمت أمرها ومنحت الاتحاد السوفيتي قاعدة بحرية في سقطرى وظلت امريكا تبحث عن الفرصة للسيطرة على الجزيرة وخلال سنوات الحرب الباردة وعملت على انشاء قاعدة بحرية لها هي قاعدة “دييغو غارسيا” على بعد 3000 كيلو متر من جزيرة سقطرى.
بعد الوحدة كانت الجهود الأمريكية أكثر فعالية من جهود روسيا وهنا نتساءل : ماذا كان لو أن اليمن منحت روسيا قاعدة بحرية بجزيرة سقطرى .. وما هي النتائج التي كانت ستحققها اليمن لحماية أمنها أمام الأطماع الأمريكية والسعودية .. وهل كان صوابا عدم تعاطي السلطات اليمنية مع المطالب الروسية .. وهل باتت جزيرة لقمة صائغة لأمريكا ؟.

قد يعجبك ايضا