*الدكتورة فاتن طاهر العثماني في حديث لـ”الأسرة”:
الأسرة / نجلاء الشيباني
الكوليرا أصبح كالفزاعة التي تخيف المواطن اليمني بعد أن بات المرض الأكثر انتشاراً في العاصمة صنعاء خاصة مع إعلان العاصمة اليمنية منطقة منكوبة بسبب تفشي هذا المرض الذي يتسبب بموت المصاب في حالة تأخر نقله إلى المستشفى والسبب يعود إلى جهل بعض الأسر بالمرض وطرق علاجه بالإضافة إلى قيام بعض الآخر تجريب العلاج بالأعشاب وتأخر نقل المريض للمستشفى مما يؤدي بصورة مباشرة إلى موته خلال ساعتين كما أفاد الأطباء المختصون .
لمعرفة ماهية مرض الكوليرا وأسبابه وطرق الوقاية منه أجرت (الأسرة) اللقاء التالي مع الدكتورة فاتن طاهر العثماني / أخصائية أمراض وبائية في مركز ابن خلدون الطبي.. فإلى التفاصيل :
• دكتورة فاتن في البداية هل بالإمكان إعطائنا نبذة مختصرة عن مرض الكوليرا حتى يتسنى للجميع معرفة ماهيته ؟
– أولا نشكر ملحق الأسرة لقيامه بهذا الحوار المهم خاصة في مثل هكذا أوقات، فمعرفة التفاصيل الكاملة عن هذا المرض قد يساعد الكثير على تجنبه وعلاجه بصورة صحيحة .
أما بالنسبة لسؤالكم عن الكوليرا فالكوليرا عبارة عن مرض بكتيري معد قصير الأمد يصيب الجهاز الهضمي وبصفة خاصة الأمعاء الدقيقة حيث يقوم بالتكاثر وسطها وإفراز سموم تؤثر على عملها فيجعلها تفرز السوائل والأملاح بكميات كبيرة جداً .
والكوليرا مرض سريع العدوى والانتشار وتسببه بكتيريا تنتقل عبر المياه والأطعمة الملوثة بالبراز المحمل بتلك البكتيريا فيصاب الإنسان بالمرض ويبدأ في فقدان السوائل من الجسم ويصيبه الجفاف وهذا قد يسبب الوفاة اذا لم يعالج ويعوض بالسوائل وهذه البكتيريا تصيب الأمعاء الدقيقة في الجهاز الهضمي وهو عبارة عن إسهال حاد بدون مغص مصحوباً بقي بدون غثيان وبهذا يجب الاهتمام بالنظافة والتعقيم وتناول العلاج اللازم واخذ اللقاح المضاد للكوليرا وخاصة عند انتشار المرض في شكل وباء .
• يتساءل الكثير: ما هي الإشارات أو الأعراض التي بموجبها يعرف المريض بالكوليرا أن المرض قد لحق به ؟
– تتراوح مدة حضانة المرض 12 ساعة إلى سبعة أيام وحدوث إسهال شديد غير مصحوب بمغص ولون البراز أولاً اصفر ثم ابيض ثم ماء البراز وحدوث قيء شديد غير مصحوب بغثيان ولون القيء يكون أولا أصفر ثم بلون الماء وعطش شديد وحدوث جفاف نتيجة الاسهال والقيء مما يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية وقد يشكو المريض من تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر بسبب نقص أملاح الكوالسيدات وضعف في الصوت وارتفاع درجة حرارة الجسم المصاب وجفاف في الفم والجلد وانخفاض في ضغط الدم وفي كمية البول واضطراب في ضربات القلب.
• لابد من وجود أسباب رئيسية للإصابة بمرض الكوليرا يمكن للإنسان ان يتجنبها عبر الابتعاد عنها، فما هي تلك الأسباب من وجهة نظركم كأطباء مختصين؟
– المياه غير النظيفة والأماكن الرطبة حيث لو تلوثت مياه الشرب بالفضلات الآدمية ودخول الميكروب بطريقة مباشرة غير الفم باستخدام أدوات ملوثة ويكون الذبان في بعض الأحيان دور بسيط في نقل العدوى خصوصاً في أثناء انتشار الأوبئة.
الأوضاع الراهنة
• لا يخفى عليكم بأن البلاد تمر بظرف اقتصادية استثنائية .. في ظل الظروف كيف يتمكن المواطن من العلاج في حالة الإصابة بالكوليرا وعدم قدرته للتوجه للمستشفى ؟
– هناك أدوية وعلاجات متوفرة بالمراكز الحكومية والمستشفيات التي تم تحديدها من قبل الدولة ممثلة بوزارة الصحة والسكان بالتعاون مع منظمات دولية واقليمية توزع وتقدم الأدوية بشكل مجاني مع عمل فحوصات دورية مجانية أيضاً في حالة احتياج المريض لذلك.
• فيما سلف ذكرتم بأن هناك مستشفيات ومراكز صحية يمكنها أن تقدم الدواء مجاناً للمريض، فهل بالإمكان تحديد ماهي تلك المستشفيات ؟
– بخصوص وباء الكوليرا تم تخصيص عشرة من المستشفيات والمراكز التالية للحالات التي تحتاج للعلاج منها مستشفى الثورة ، السبعين ، 22 مايو ، مركز الشهيد علي عبدالمغني ، ومركز جابر بن حيان بسعوان ،
أما الحالات الخفيفة والمتوسطة المصابة بالكوليرا فيتم التعامل معها والتي لا تحتاج الى رقود في مركز علا بمديرية السبعين ، ومركز ابن خلدون في الصافية ، ومركز الجراف الطبي بمديرية الثورة ومستشفى الروضة ، ومركز حيدر بمديرية بني الحارث وستكون لهذه المرافق عشر من سيارات الإسعاف واحدة في كل مكان لنقل الحالات الشديدة والتي تحتاج إلى أماكن نقل وإسعاف المريض إلى أقرب مركز مخصص لعلاج الكوليرا.
• ما هو الإجراء الأهم الذي يجب على المواطن القيام به في حال الإصابة أو الشك في الإصابة بمرض الكوليرا ؟
– على المواطن أن لا يتقاعس في التعامل مع المرض وسرعة الانتقال إلى المرافق الصحية لتقوم بواجبها في عمل المعالجة اللازمة قبل تطور المرض حينها سيقوم الكادر الطبي لعمل اللازم وعدم الصبر والتهاون لنقل المريض إلى المستشفى أو المركز الصحي المختص لمعالجة المرض في أسرع وقت ممكن في حالة حدوث أعراض الكوليرا لدى الشخص.
خطورة المرض
• أعلنت العاصمة صنعاء منطقة منكوبة بسبب انتشار هذا الوباء، فهل بالإمكان أن نتعرف على عدد الحالات المصابة بالكوليرا في الأمانة والتي دفعت الجهات المختصة لهذا الإعلان.
– هناك الكثير من الحالات التي أصيبت بالكوليرا ودفعت الجهات المختصة لإ بداء قلقها وإصدار هذا الإعلان.
وفيما يخص منطقة الصافية فقط بلغت ( 623) حالة كوليرا التي تم تحديدها للآن وما زال العدد في تزايد .
ومع تزايد العدد وبعون الله وبجهود المهتمين والفرق الطبية العاملة بالمراكز الخاصة بعلاج الكوليرا وبالتعاون مع منظمات دولية خرج عدد كبير من المرضى بشفاء تام دون أي مضاعفات .
• الكثير من المواطنين خائفون من تعرضهم للإصابة بالكوليرا، فهل هناك إجراءات وقائية تمكن المواطن من حماية نفسه وأسرته من هذا الوباء …؟
– من أهم الإجراءات الوقائية التوجب على المواطن اتباعها عدم تناول المأكولات والمشروبات المكشوفة الملوثة بالمكروبات وتجنب أكل الخضروات والأسماك حتى يتم السيطرة على مصدر العدوى وعدم تنظيف اليدين وغسلها بالماء والصابون بشكل مستمر وتوفير المياه النظيفة واستعمالها .
وأكل الأطعمة غير المطهية بشكل جيد مثل الأطعمة البحرية بشكل عام وكذلك تناول الفاكهة والخضار غير المطبوخة جيداً وأخيراً الابتعاد عن الذباب الناقل للبكتيريا المتسبب بنقل المرض وعدم لمس براز الشخص المصاب بهذه البكتيريا.
وفيما يخص طرق الوقاية ننصح المواطنين بعدم الانتقال إلى المناطق الموبوءة بالكوليرا والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة اليدين قبل الأكل وتوفير مياه نقية مع زيادة الكلور وحفظ الأطعمة من التلوث وأخذ اللقاح المناسب إن وجد قبل الانتقال بستة أيام والاهتمام بعزل المريض وعدم الاختلاط به وتعقيم براز المريض وإفرازاته والتخلص منها وتعقيم مياه الشرب بالكلور.
• لابد أن هناك طرقاً علاجية لهذا الوباء والمرض الذي بات يشكل خطراً على مجتمعنا، فما هي الطرق العلاجية الممكنة لعلاج مرض الكوليرا؟
– التعقيم وتشمل تعقيم المياه والألبان بغليها والنظافة وتقصد بها المحافظة على الطعام من الذبان وطهيه جيداً أو التطعيم إعطاء المصاب المصل الواقي من الكوليرا والسوائل وتعني تناول السوائل التي تحمي المصاب من الجفاف وعزله عن الأشخاص السليمين ومحلول الجفاف يعطي المصاب الكوليرا محلول الجفاف لتعويضه عن فقدان السوائل إعطاء المريض النشاء كطعام ضد الجفاف والتفاح والجزر.
* بعد أن أفدتمونا بالكثير عن طرق الوقاية والعلاج وما إلى ذلك ما الذي تودون أن توصوا به الأسر اليمنية بصفتكم مختصين بمثل هكذا أمراض ؟
– أتمنى للجميع دوام الصحة والعافية وأؤكد عليهم بأنه يجب على الأسر اليمنية إتباع التالي للحد من الانتشار والإصابة بالكوليرا.
أولاً شرب الماء بعد غليه أو معالجته بالكلور أكل الطعام ساخناً بعد طبخه جيداً والابتعاد عن الأطعمة النية وغير المطهوة وعدم أكل السلطات الخضراء، كما أنصح بالابتعاد عن الاطعمة ومشروبات الباعة المتجولين وعدم شراء الأسماك من أماكن الأوبئة وإضافة الكلور لمياه الشرب والمناطق الموبوءة، وأخيرا استلام الأدوية اللازمة للمصابين بالكوليرا والتنبه بهم بالإصابة وسرعة علاجهم.