مدير عام المستشفى:
– نفاد المستلزمات الطبية سبب توقفاً جزئياً لبعض الخدمات
– لم نجد أي استجابة من المنظمات والمرضى يئنون تحت وطأة الألم
ذمار / ماجد السياغي
العدوان السعودي لم يبق ولم يذر حتى المراكز الطبية لم تستثن من قائمة أهدافه، فهي إما أجهز عليها بالكامل أو هي غير مؤهلة لاستئناف نشاطها بفعل أوار الحرب العدوانية والحصار الجائر.
العدوان مستمر وفصول مأساة المرضى الذين يئنون تحت وطأة الحاجة إلى إعادة العمل في هذه المراكز الطبية أيضاً مستمرة.
وفي محافظة ذمار لا يختلف حال هيئة مستشفى ذمار العام كثيراً عن بقية المستشفيات والمرافق الصحية التي لم تسلم من قصف طيران العدوان.. ونظراً لأهمية تقديم الخدمات الصحية تستمر الجهود لضبط تفاصيل العمل الصحي بما يتوفر من إمكانات لتأمين الخدمة الصحية للمرضى المترددين على المستشفى من المحافظة والمحافظات المجاورة والنازحين منها، في ظل استمرار العدوان والحصار المتلازمين.
يقدم مستشفى ذمار العام خدماته الطبية بمحافظة ذمار وأجزاء مختلفة من محافظات اإب والبيضاء والضالع وريمة، وهذا عادة ما يتم في الظروف الطبيعية ولكن مع العدوان والحصار تحملت الهيئة أعباء الكثير من المؤسسات الصحية التي خرجت عن الخدمة على مستوى المناطق الجنوبية والشرقية، بالإضافة إلى النازحين من المحافظات من مرضى وجرحى.
وقد سجل التقرير السنوي لهيئة مستشفى ذمار العام أعلى المؤشرات الخدمية خلال الفترة السابقة، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات الهيئة أكثر من 130 ألف مستفيد، بإجمالي عدد خدمات تجاوزت 272 ألفاً و793 خدمة طبية وعلاجية في أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات الجراحية والمختبرات وغيرها من الأقسام، منها العيادات الخارجية بأكثر من 100 ألف مستفيد، وعدد 9 آلاف حالة في أقسام الرقود، وإجراء أكثر من 4800 عملية جراحية.
مركز الغسيل الكلوي
بالرغم من الصعوبات التي يعاني القطاع الصحي نتيجة استمرار العدوان والحصار، وجهت وحدة مركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام في أكتوبر من العام 2015م، نداء استغاثة باعتبار المركز من المراكز الأشد إلحاحاً للأدوية والمستلزمات الخاصة بمرضى الفشل الكلوي، وتضمن بيان الاستغاثة أن المركز مهدد بالتوقف نتيجة الانخفاض الحاد لمحاليل الغسيل، كون المركز يقدم خدماته لـ 150 حالة، ومع توقف العديد من المراكز بات يستقبل 200 حالة ،غير أن الطاقة الاستيعابية ليست المشكلة بقدر ما فاقم انعدام محاليل الغسيل من معاناة المرضى.
وناشد نداء الاستغاثة كافة المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني مد يد العون لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي، وتؤكد الهيئة أنها لم تسجل أي استجابة من المنظمات الإنسانية حتى الآن.
انخفاض حاد
وبالنسبة للأقسام الأخرى هي أيضا لم تسلم من هول كارثة الحرب حيث تشهد المستلزمات الطبية فيها انخفاضاً حاد في مخزونها والبعض الآخر نفذ تماماً،الأمر الذي أدى إلى توقف جزئي لبعض الخدمات المقدمة، وما يزيد الأمر سوءاً الظروف الاقتصادية التي لا تسعف الكثير من المرضى ذوي الدخل المحدود.
وبدورها أطلقت هيئة مستشفى ذمار العام في نوفمبر من العام الماضي، نداء استغاثة إلى شركاء التنمية الصحية والجهات المانحة والمنظمات الدولية،أعلنت من خلاله أن الهيئة على وشك التوقف عن تقديم خدماتها ،وحمل النداء تحالف العدوان السعودي الأمريكي المسؤولية الإنسانية والقانونية والأخلاقية الكاملة أمام ما يتعرض له المستشفى من انخفاض حاد في الخدمة الصحية ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والاستهداف المباشر وغير المباشر للمؤسسات والمنشآت الصحية.
أضرار مزدوجة
المستشفيات والمرافق الصحية إن لم تكن أهدافا مباشرة لطائرات العدوان فهي عرضة لشظايا وحمم الصواريخ التي تستهدف الأماكن والمواقع القريبة منها كما هو حال مستشفى ذمار العام جراء الغارات التي نفذها طيران العدوان بأكثر من 16 غارة جوية استهدفت منشآت حكومية على مقربة 50 متراً وبعضها على بُعد 300 متر من المستشفى الذي تعرض لأضرار مزدوجة.
وأشار تقرير صادر عن الهيئة إلى أن المتواجدين في المستشفى أثناء هذه الغارات كانوا حوالي 2500 شخص مابين مرضى ومترددين وزوار منهم 500 من العاملين في الهيئة من أطباء وفنيين وإداريين،و300 متدرب ومتدربة من طلاب المعاهد والجامعات كما تعرض 130 منهم لإصابات وحالات غيبوبة وإعياء شديد وسقط شهيد في ساحة المستشفى متأثرا بجراحة الناجمة من شظايا صواريخ طائرات العدوان.
أضرار بالملايين
وعن حجم الأضرار والخسائر المادية فقد قدرتها هيئة المستشفى بحوالي 50 مليون ريال توزعت ما بين خروج وحدة الثلاجات والمياه عن الخدمة وتعطل عدد من أجهزة العناية المركزة بالإضافة إلى تهشم النوافذ والأبواب وتشقق شبه كامل لجدران معظم الأقسام الطبية والخدمية، وكانت إحدى هذه الغارات أثناء تواجد فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمستشفى في مطلع الشهر السادس من العام المنصرم.
مغادرة الكوادر
وفي ظل الوضع المزري الذي تعيشه الهيئة غادر 17 أخصائياً من الكوادر الأجنبية في التخصصات النوعية وتبقى عدد 3 من الكوادر الأجنبية منذ بداية العدوان، ومغادرة عدد 53 ممرضة هندية، وهو ما ضاعف من حجم تقديم الخدمة الصحية وخلق مزيداً من الضغوط على الكادر الوطني الذي ظل يعمل على مدى 24 ساعة، ويضيف التقرير، ان الهيئة عملت على سد كثير من الاحتياج بالكادر الوطني وببعض الفرق من منظمة الصحة العالمية بصورة مؤقتة في بعض التخصصات ولكن الفرق الطبية استمر عملها لمدة ثلاثة أشهر وغادرت للأسف الشديد.
جهود متواصلة
وأكد رئيس هيئة مستشفى ذمار العام، الدكتور جمال حسن الشامي،بأن الهيئة عملت جاهدة على تقديم الخدمة الصحية لكافة شرائح المجتمع،مؤكداً ان ما يتعرض له القطاع الصحي من آثار كارثية ناجمة عن استمرار العدوان والحصار تتزايد حاجة المستشفى لمزيد من الدعم ليتسنى لنا الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية لأكثر من خمس محافظات.
مشيراً، إلى أن هيئة المستشفى قامت بفتح آفاق التعاون والشراكة مع بعض البعثات الدولية، منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة ماري أستوبس الدولية ، وكذلك الشراكة مع المجتمع المحلي وخصوصاً رجال المال والأعمال، والشركات على مستوى الجمهورية، وخرجت هذه الشراكة إلى إيجاد منافذ للدعم حيث بلغ دعم المانحين أكثر من 250 مليون ريال، مثل رافداً في مواجهة الميزانية والنفقة التشغيلية للهيئة وبنسبة تصل إلى 20% على مستوى الموازنة إجمالا ونسبة 48% في توفير الأدوية ومستلزمات الغسيل الكلوي والصيانة والتجهيزات الفنية.
وأوضح الشامي، أن الهيئة عقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات التي حظيت باهتمام ومتابعة قيادة الوزارة وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة والذين بدورهم ثمنوا ما تقوم به هذه الجهات الداعمة والمانحة من دعم في ظل هذه الظروف الاستثنائية حيث أسهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقديم تجهيزات طبية لوحدة العناية المركزة جراحة وتجهيز صالة العمليات وتوفير 27 طلبية من الأدوية والمحاليل الطبية خلال عامين، إضافة إلى أربع وحدات لثلاجة الموتى وصيانة دورات المياه وتوفير مضخة لشفط مياه الأمطار وتوصيل مصدر مياه وصيانة محطة الأكسيجين وتوفير عدد(2) مولدات كهربائية .
جهات داعمة
مؤكداً، أن هيئة مستشفى ذمار العام بصدد افتتاح مركز الغسيل الكلوي وبطاقة استيعابية تقدر بـ 30 سريراً ولعدد 450 مريضاً، وبتمويل مجموعة دادية التجارية، وبكلفة إجمالية تقدر بـ50مليون ريال، بينما ستنفذ الهيئة التجهيزات الطبية والفنية للمركز وبكلفة تتجاوز 500 ألف دولار، وهذا سيعمل على التقليل من حجم معاناة مرضى الغسيل الكلوي في المركز الحالي الذي يشهد ازدحام كبير نتيجة توافد المرضى من عدة محافظات وتوقف العديد من المراكز عن العمل، ونغتنم هذه النافذة الإعلامية لمناشدة رجال المال والأعمال والشركات بتبني تشغيل هذه الوحدة .
انهيار كامل
ويختتم الدكتور جمال حسن الشامي بالقول: المنظومة الصحية في بلادنا باتت مهددة بالانهيار الشامل وهو ما أكدته وزارة الصحة والعامة والسكان وأعلنت عنه منظمة الصحة العالمية ما يعني حرمان ملايين اليمنيين من الحصول على الخدمات الطبية كحق أنساني مكفول في كل الأعراف والقوانين والتشريعات الدولية،مطالباً، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية القيام بواجباتهم الإنسانية تجاه الوضع الصحي ومنع الوصول لحالة الانهيار الشامل.