تحذيرات من تفشي الكوليرا على نطاق أوسع..والصحة تطمئن المواطنين

> طوارئ في صنعاء والمحافظات لمواجهة المرض:

> طوارئ المستشفيات: مياه الشرب الملوثة سبب رئيسي للكوليرا

> ننفذ حملات ميدانية لإغلاق محطات المياه المخالفة للحد من انتشار الوباء

> الصحة: هناك مبالغة في التعاطي مع المشكلة .. وحصار العدوان الذي يمنع وصول الدواء هو المعضلة

> أطباء بلا حدود:قدمنا العلاج لأكثر من 570 حالة على الأقل والعدد في تزايد

> التثقيف المجتمعي ضرورة حتمية لتفادي الإصابة بالمرض

تحقيق / أسماء حيدر البزاز
بوباء الكوليرا يدخل اليمن في مأساة جديدة تسحق اليمنيين إلى جانب تداعيات جمة خلقها العدوان السعودي وحصاره الظالم الذي انسحب على كل تفاصيل حياتنا ..وبموازاة ذلك الهم والرعب الجديد تحركت الجهود الحكومية في محاولة صعبة للحد من انتشار الوباء الذي يتغلغل في محافظات شتى بينها العاصمة صنعاء ..
لكن الواقع يتطلب تكاتف حكومي ومجتمعي ودولي ، خاصة والبلاغات المتزايدة لانتشار الوباء في عدد من محافظات الجمهورية بشكل سريع تدعو للحذر والقلق وضرورة التثقيف لكافة شرائح المجتمع للوقاية من هذا الداء الفتاك. .الثورة نزلت ميدانيا لاستقراء الوضع داخل المستشفيات والجهات المعنية وخرجت بالحصيلة التالية :

أم الطفلة مروة سعيد نعمان صدمت على حد تعبيرها حال علمها بإصابة ابنتها مروة بالكوليرا ، حيث تقول أم مروة: في البداية كانت ابنتي ذات الخمسة أعوام تعاني من إسهال شديد وحرارة مرتفعة وتقيؤ بين الحين والآخر، فظننت أن ذلك مجرد ضربة برد ستزول في حينها كالعادة، فأعطيتها بعض الأطعمة المخففة للإسهال كالزبادي والثوم والنعناع، ولتخفيض الحرارة أعطيتها دواءً مسكناً للألم ومخفضاً للحرارة ولكن لا فائدة ، وما من يوم يأتي حتى تسوء حالتها أكثر وأكثر ونحل جسمها بشكل مفاجئ فأسعفتها لأحد المراكز الصحية واتفاجأ أن ابنتي مصابة بالكوليرا.
هكذا تفاجأ العديد من الآباء بإصابة أبنائهم بهذا المرض ، والذي يخشى أن يتفشى بشكل كبير بين الكبار والصغار فإذا ما تحول إلى وباء فلن يستثني أحدا .
عمليات أبلاغ:
موجة ثانية من مرض الكوليرا بدأت بالانتشار سريعاً في عدد من المناطق اليمنية. فقد جرى الإبلاغ عن 304 حالات مشتبه بإصابتها. وعلى الرغم من تأكيد هذه الإصابات فإنّ الحالات استدعت وضعها في المختبرات بانتظار ظهور النتيجة النهائية عما إذا كان المرض هو الكوليرا أو غيره.. وفقا لمتخصصين في الصحة .
ارقام:
وتشير الاحصاءات الاولية الرسمية إلى أنّ إجمالي الإصابات في مستشفيات العاصمة صنعاء بلغ 154 إصابة من بينها 3 حالات وفاة. توزعت الإصابات في العاصمة على الوجه الآتي: 36 إصابة في “المستشفى الجمهوري” من بينها حالة وفاة واحدة، و6 حالات في “مستشفى الكويت”، و3 حالات في “المستشفى الألماني الحديث”، و3 حالات في “مستشفى هاشم الغرافي”، وحالتان في “مستشفى نبض الحياة”.
وبحسب الوثيقة ، فإنّ إجمالي عدد الإصابات في كلّ من مستشفيات “العواضي” و”السبعين” و”آزال” و”العلوم والتكنولوجيا” و”الاستشاري” و”بن حيان” و”المجد” و”السعودي الألماني” و”اليمن المصري” و”المؤيد” و”مركز الرازي” و”القهالي” بلغ 104 إصابات من بينها حالتان وفاة في “السبعين” و”القهالي”.
هذا وقد أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” ومسؤولون بوزارة الصحة الاشتباه بإصابة مئات الأشخاص بالكوليرا في اليمن
وقال ممثل “أطباء بلا حدود” في اليمن غسان أبو شعر في تصريح سابق له “قدمنا العلاج لأكثر من 570 حالة على الأقل في الأسابيع الثلاثة الماضية، يشتبه في إصابتهم بالكوليرا” في مناطق عدة من البلد”. وذكر أن المناطق التي تدير فيها المنظمة مراكز صحية هي إب والضالع وعمران وحجة والمحويت، مشددا على أن “حالات الإصابة بالكوليرا ازدادت بشكل كبير في الأسبوع الماضي”.
آمنة علي عبدالله – رئيسة قسم الطوارئ بمستشفى السبعين أوضحت بأن السبب الرئيسي والمتفشي في الحالات المصابة بالكوليرا والتي استقبلها المستشفى هو التلوث خاصة عبر المياه ، حيث استقبل المستشفى في صباح يوم أمس 68 حالة رقود غير حالات الاستقبال أضف إلى أنه
يوجد حالات وفيات بسبب عدم تعويض السوائل بكثرة أو تنقية مياه الشرب ،حيث أنه ينبغي تعقيم المياه المستخدمة في الطهي والغسيل والشرب بواسطة الغليان ، والمعالجة بالكلور ،ومعالجة المياه بالأوزون ، والتعقيم بالضوء فوق البنفسجي، أو الترشيح ضد البكتيريا في أي منطقة يتواجد فيها وباء الكوليرا .
التعقيم:
وأضافت : ومن الأمور الأخرى التعقيم ، حيث يعد التخلص والمعالجة السليمة لمياه الصرف الناتجة عن ضحايا الكوليرا ،وجميع المواد الملوثة من الشراشف والقماش أمر ضروري ، فجميع المواد التي تلامس مرضى الكوليرا ينبغي أن تعقم عن طريق الغسيل في ماء ساخن باستخدام الكلور المبيض إذا كان ذلك ممكنا ، وينبغي تنظيف وتعقيم الأيدي التي تلامس مرضى الكوليرا أو ملابسهم بالمياه المعالجة بالكلور أو غيرها من المواد الفعالة ضد الجراثيم. ويتوافر في بعض الدول لقاح ضد الكوليرا وهو عبارة عن البكتيريا مقتولة بواسطة الفينول ، ويعطى المريض جرعتين ، بين كل واحدة وأخرى ستة أشهر ، وتكون فعالية هذا المطعوم 30-50% خلال 3-6 أشهر .
تعاليم أساسية:
فيما أوضحت منظمة الصحة العالمية انه يشتبه بحالة للكوليرا عند حدوث إصابة مريض في الخامسة من العمر أو أكثر بجفاف شديد، أو وفاته نتيجة لإسهال مائي حاد في منطقة لا يعرف بأنها موبوءة بالكوليرا. أو عند إصابة مريض في الخامسة من العمر أو أكثر بإسهال مائي حاد، مع التقيؤ أو دونه في منطقة موبوءة بالكوليرا.
حيث تثبت الإصابة بالكوليرا عندما تستفرد بكتريا الكوليرا من المجموعة المصلية 01 أو 0139 من أي مريض مصاب بالإسهال. وعند التعامل مع الأطفال المصابين بالإسهال الخطر الأساسي الذي يؤدي للوفاة هو الجفاف نتيجة لفقدان الجسم للسوائل والأملاح والتصرف الصحيح في هذه الحالة هو البدء فوراً في منع الجفاف بإعطاء المصاب السوائل والمحاليل ومنها محلول الجفاف عن طريق الفم، وإذا كان الطفل يرفض شرب المحلول بالملعقة أو يبصقه فيمكن استخدام قطارة بلاستيكية نظيفة توضع في فم الطفل بين الخد واللثة وبذلك سيقوم الطفل ببلع المحلول بعد الضغط على القطارة.
علامات إصابة الطفل بالجفاف
وتشرح الصحة العالمية أعراض الوباء : نقصان وزن الطفل ، جفاف الفم، جفاف العيون (نقص لمعانها وإفرازها للدموع)، نقص نشاط الطفل حيث يفقد قدرته على تناول الطعام والشراب.
وترى من الضروري منع وتجنب السكريات والدهنيات في حال الإسهال ويمنع أعطاء الأطفال عصير البرتقال في حالات الجفاف الشديد لأنه يزيد من تحسس الأمعاء وشدة الإسهال ويمكن إعطاء الطفل الموز لتعويض البوتاسيوم..والطريقة الوحيدة الفعالة للوقاية هي الالتزام بالنظافة الشخصية، استعمال المياه النظيفة والمعقمة للشرب والطبخ وغسيل الفم. وعدم تناول الأطعمة المكشوفة أو غير المطهية جيدا.
الصحة تطمئن:
من جانبه أوضح الدكتور ناصر العرجلي – وكيل وزارة الصحة العامة والسكان : أن الوقاية من هذا المرض سهل ومتاح بأيدي الجميع والمتمثل في الاهتمام بالنظافة الشخصية والنظافة العامة في المدن وأماكن التجمعات السكنية.
وقال العرجلي: إن هناك مبالغة في التناول والتعاطي الإعلامي مع انتشار الكوليرا ويبدو الأمر وكأن هناك تعمدا وعملا منظما للتأجيج وإثارة الهلع في أوساط المجتمع والتجاهل التام للمعضلة الكبرى للقطاع الصحي والمتمثل في توفير الأدوية والاحتياجات الضرورية لأداء المستشفيات والمرافق الصحية التي باتت تعيش وضعا كارثيا بسبب العدوان والحصار كما بات الموت يهدد مئات الآلاف من المرضى وخاصة المصابين بالأمراض المزمنة .
ودعا العرجلي المعنيين في السلطات المحلية في المحافظات إلى الاهتمام بجوانب التوعية والتثقيف بطرق الوقاية وتعزيز الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة الشوارع والأحياء والبيئة ومصادر المياه.
وأضاف “على قيادات السلطة المحلية بالأمانة وعواصم المحافظات والمدن إيلاء جوانب نظافة الشوارع وإزالة المخلفات المتكدسة أهمية قصوى حفاظا على صحة المجتمع..مشيرا إلى أن الأولويات ذات الأهمية والتي تحتاج من الجميع التركيز عليها تتمثل في توفير احتياجات المستشفيات وتوفير الأدوية والمحاليل والمستلزمات الطبية للمصابين والجرحى والمرضى، سيما مرضى الأمراض المزمنة.

حملات:
هادي قريعة – رئيس الهيئة العامة للمياه أوضح بأنه تفاعلا مع هذه القضية المهمة قامت الهيئة بتشكيل عدد من اللجان الميدانية في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات معنية بإغلاق أي محطة مياه كوثر لم تكن حسب المواصفات الفنية وهي أحد أسباب أمراض الكوليرا
وقد تم إغلاق عدد من محطات الكوثر حرصا على السلامة الصحية والمجتمعية ومحاربة أحد عناصر التلوث الذي ينتج عنه هذا الوباء الخطير ولازلنا الآن في أداء المهمة لحصر ورصد وإغلاق أي محطات مخالفة ولا تلتزم بالمعايير والمواصفات الفنية والصحية.
نهضة توعوية:
وفي مجال التثقيف المجتمعي والتربوي أوضحت الناشطة والتربوية أمل العيني: أن التثقيف الصحي والإعلامي والمجتمعي والتربوي ضرورة حتمية لتفادي الإصابة المجتمعية بمرض الكوليرا الواسع الانتشار بدءاً من البيت فالمدرسة فالشارع فالعمل وهكذا ، مع الحرص على النظافة الشخصية وتغطية المياه جيدا والاهتمام بتنظيف الأواني قبل وبعد الأكل وعدم لمس الأشياء الملوثة في الشارع وتطهير الملابس والحرص على تعرضها للشمس .
وتطمئن من أصيب بالمرض بالقول : لا داعي للقلق فقط التزم بتعاليم الطبيب وأخذ الدواء بميعاده والإكثار من السوائل لتعويض النقص والجفاف والاهتمام بالأكل الصحي وتجنب الاختلاط بالآخرين حتى الشفاء منه بإذن الله.
داعية جميع أفراد المجتمع فردا فردا للاهتمام بنظافة الحي والشوارع العامة باعتبار ذلك ركيزة أساسية في محاربة هذا المرض ، كل بحسب قدرته لإزالة أكوام المخلفات التي تضج بها العاصمة صنعاء والتي تسبب العديد من الكوارث البيئية والصحية.

قد يعجبك ايضا