الثورة نت /
حضر الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى خلال زيارته اليوم لمحافظة إب اللقاء الجماهيري الموسع بحضور المحافظ عبد الواحد صلاح وقيادة السلطة المحلية والمشائخ والأعيان والشخصيات الإجتماعية ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية.
وفي اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية الدكتور حسين مقبولي ووزراء الإدارة المحلية علي بن علي القيسي والأشغال العامة والطرق المهندس غالب مطلق، والمياه والبيئة المهندس نبيل الوزير والإتصالات وتقنية المعلومات جليدان حمود جليدان، ألقى رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمة عبر فيها عن سعادته بزيارة محافظة إب وما تمثله من قيمة وطنية وتاريخية والتشرف بالإلتقاء بقياداتها وأبنائها الذين صنعوا حضورا مشرفا يدل على ما يحملونه من الوعي والإيمان العميق الذي ترسخ في قلوب أبنائها.
ونقل الأخ صالح الصماد إلى أبناء المحافظة تحيات نائب رئيس المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني التي أوفدت كوكبة من الوزراء إلى المحافظة لتلمس إحتياجاتها والإلتقاء بالسلطة المحلية .
وقال ” إن وعي أبناء إب وما ترسخ لديهم من تجارب خلال حروب المناطق الوسطى عمل على تجنيب المحافظة ويلات المشكلات والحروب وآثار ما يترتب عليها وهو ما يجعلنا نشيد بالدور الذي تحملته قيادة السلطة المحلية وأمناء وأعضاء المجالس المحلية وأعضاء مجلس النواب والقيادات السياسية والشخصيات الإجتماعية مع كل أبناء المحافظة لترسيخ مبدأ التعايش الذي أنتج كل هذا التعايش والتلاحم الذي يفاخر به ويجعله نموذجا لبقية محافظات الجمهورية”.
وأضاف “إن هذا اللقاء يمثل واحدة من صور إسقاط مؤامرات العدوان وثمرة من ثمار هذا الجهد الذي أسقط كل ما كان يراهن عليه العدوان من الطائفية والمناطقية النتنة ” .. منوها بالدور البارز لعلماء المحافظة الذين بذلوا جهدهم وعلمهم لترسيخ دعائم التعاون والتعايش في إب والذي يعد نموذجا يفاخر به في كل مكان ويقدم النموذج اليمني الراقي في أبهى صوره.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى ما يمر به اليمن اليوم بعد 25 شهرا من العدوان السعودي الأمريكي وما خلفه من قتل للمدنيين ودمار في البنية التحتية ومحاولة تقسيم اليمن وتمزيق النسيج الإجتماعي واستخدام كافة الأساليب لتركيع الشعب اليمني بالترغيب والترهيب وصولا إلى الضغط بالورقة الإقتصادية التي زادت من معانات الشعب اليمني .. وقال ” لكن تحالف العدوان لم يفلح في استغلال هذه المعاناة لتجنيد أبناء الشعب لخدمة أجندته وأغراضه وآثر الشعب العزيز تحمل تبعات نقل البنك المركزي وإعاقة تسليم الرواتب لأشهر كثيرة “.
كما أكد أن اليمن والشعب اليمني رغم كل ذلك يزداد صلابة وتماسكا فيما يعاني العدوان من الضغوط والإنهيار .. مشيرا إلى تفاقم الأوضاع في المناطق المحتلة من قبل العدوان، وما تنذر به من كوارث وما تكشفه من حقائق لهمجية العدوان وحقيقته التي لم تراع حتى من عملوا معه وخانوا وطنهم وشعبهم للشرعية الإماراتية والسعودية التي تجرم كل من لا يطوف في فلكها وخاصة من قادة ما يسمى الشرعية ويودعونهم السجون والمعتقلات كما يحصل في مأرب وعدن.
وأوضح أن حالة الأمن والأمان التي ينعم بها اليمن في كل المناطق التي لم تطأها أقدام الإحتلال والغزو هو نتاج تكامل إجتماعي وتضحيات وطنية مخلصة كون اليقظة الأمنية والعسكرية لا يمكن أن تحقق شيء إذا لم يتوافر الحاضن الإجتماعي والتكامل المعزز لدور مؤسسات الدولة التي نؤكد من هنا أهمية تعزيز دورها وأن تتعزز لديها أولويات المرحلة الإستثنائية، وأن يكون جهد كل القوى السياسية المؤتمر، أنصار الله، وكل القوى الفاعلة العمل على تعزيز وجود دولة المؤسسات والقيام بدورها، على أن تكون أولويات الجميع مواجهة العدوان ورفد الجبهات وتقديم الخدمات للمجتمع وتعزيز السكينة العامة في المجتمع اليمني الواحد المتماسك.
وشدد الأخ صالح الصماد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة التي يريد العدوان القضاء عليها في منهجيته للقضاء على الشعب اليمني وكل مقوماته، وهو ما يتوجب أن يتحرك الجميع وفق الأولويات وأن نبني على الإنسجام والتكامل وعدم الإستماع للمتقفزين من هذا الطرف أو ذاك كونهم يمثلون العدوان ويشجعونه ويقفون إلى صفه الذي يتمادى في عدوانه ويتوهم أنه قد حقق اختراق هنا أو هناك.
كما أكد أهمية الوفاء للشعب اليمني الذي ضحى بالكثير والكثير من أبنائه ومصالحه وممتلكاته ولم يبق لنا جميعا سوى العزة والصمود ووحدتنا ووعينا وإنسجامنا وما لذلك من أثر على الجبهات .. مشددا على أهمية أن تبقى الجبهة الداخلية محصنة والحفاظ على قوتها التي يفتقد إليها العدوان في جبهته الداخلية وما يشعر فيه من إنهيار وإرتدادت على جبهته الداخلية التي ستقود إلى انهياره.
وأهاب رئيس المجلس السياسي الأعلى بضرورة التحرك على مستوى قيادة المحافظة في دعم المؤسسات .. موجها مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل بالنزول إلى المحافظة وتعزيز دور المؤسسات القضائية كون محافظة إب نموذجية في التعايش والإستقرار، بالإضافة إلى تقديم الخدمات المتاحة من قبل حكومة الإنقاذ الوطني.
كما وجه السلطة المحلية والشخصيات الإجتماعية بتلمس هموم وإحتياجات المجتمعات المحلية ومواجهة عمليات الاستقطاب التي يحاول العد من خلالها تجييش أبناء الوطن في صفه والقتال نيابة عنه والعمل وفق أجندته.
وجدد الأخ صالح الصماد التأكيد على أهمية أن تعمل السلطة المحلية كمظلة للجميع وأن تهتم بأحوال المواطنين وفي المقدمة القيادات الوطنية من حزب الإصلاح التي آثرت الوطن على الإرتماء في أحضان الأعداء رغم إرتهان كثير من قياداته مع العدوان والتفريق بينهم وبين من في الرياض وأن يقدر الدور الوطني للقواعد التي آثرت مصلحة الوطن على الإنتماء الحزبي والتنظيمي والطائفي والمناطقي المقيت وأن يتعزز الإنسجام في محافظة إب ليضرب به المثل بما مثلوه من سمات شخصية عزيزة يفاخر بها الجميع.
وأشار إلى الجهود التي يبذلها الجميع في المجلس وحكومة الإنقاذ الوطني في تخفيف الأضرار والتبعات على المواطنين جراء العدوان .. لافتا إلى حجم الكلفة البالغة والخطيرة في حال لم يجد العدوان من يواجهه ويقاومه .
وذكًر بما سبق وأن حصدته الأعمال الإجرامية بتفجير المساجد والجوامع قبل العدوان بأيام وما نتج عن ذلك من ضحايا عبر الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش التي تم تمكينها في أبين وبعض المناطق الجنوبية .
واختتم رئيس المجلس السياسي الأعلى كلمته بالتأكيد على أن محافظة إب ستكون في أولوية حكومة الإنقاذ .. معتذرا عن أي تقصير مع المحافظة أو أي محافظة أخرى جراء ما أفرزه العدوان من مشكلات وظروف مؤقتة وزائلة.
فيما رحب محافظ إب عبد الواحد صلاح بإسم جميع أبناء المحافظة برئيس المجلس السياسي الأعلى ومرافقيه والتي تعد الأولى منذ تشكيل المجلس .. مؤكدا أن تشكيل المجلس السياسي الأعلى شكل توجها مهما للحفاظ على مؤسسات الدولة وتعزيز التماسك الرسمي والشعبي وخاصة في ظل الظروف الإستثنائية والحرجة التي يمر بها الشعب اليمني جراء العدوان السافر والحصار الجائر.
وأشار إلى أن أبناء الوطن ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والصمود والإباء وأسقطوا كل الرهانات التي حاول أعداء الوطن ومرتزقته في الداخل والخارج فرضها على شعب عظيم يمتلك حضارة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التأريخ ويمتلك قيم ومثل جعلته أصل العرب ومنبع الحضارات.