رئيس الوزراء: قدمنا برنامجاً استثنائياً في ظل العدوان وركزنا على دعم الجبهات والاقتصاد الوطني

> في حوار مع “إذاعة صنعاء”

> مرتبات الأشهر الماضية سيتم تحويلها إلى حسابات البريد كاملة دون تجزيء

> نظام البيع بالبطاقة التموينية سيكون بسعر الجملة مراعاة لحالة المواطنين

> بدأنا بتطبيق إجراءات عملية لمكافحة التهريب ومحاصرة المهربين

> الحديدة مؤمنة تأمينا كاملا من ابنائها ومن أبطال الجيش واللجان الشعبية

صنعاء / سبأ
أجرت إذاعة صنعاء- البرنامج العام- حوارا إذاعيا مع دولة رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، سلط دولته من خلاله الأضواء على عدد من القضايا الوطنية وفي المقدمة ما يتعلق بالعدوان ومخططاته تجاه محافظة الحديدة.
واستعرض رئيس الوزراء خلال الحوار جهود الحكومة في مواجهة التحديات الراهنة ودورها في مواصلة دعم جبهات الصمود والتحدي إلى جانب المعالجات التي لجأت لها تجاه مشكلة تأخر مرتبات موظفي الوحدات الإدارية للدولة، بما في ذلك الرد على الكثير من التساؤلات التي أثيرت بشأن نظام القسائم التموينية والتوفير البريدي إلى غير ذلك من المواضيع المتصلة بالأوضاع الحالية ومستجداتها على الساحة الوطنية في ظل تواصل العدوان والحصار، وأفق الحل السلمي إلى غير ذلك من القضايا المرتبطة بحياة المواطنين .
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه برنامج ” الوطن مسؤولية” :

* الإذاعة: دولة رئيس الوزراء بداية نود أن نعرف إلى أين وصلت الحكومة في تنفيذ برنامجها الذي نالت بموجبه ثقة البرلمان ؟
– رئيس الوزراء : شكرا لإذاعة صنعاء وبقية الإذاعات الوطنية التي صمدت في وجه العدوان تنقل الحقائق والهموم أولا بأول عبر الأثير، في ما يخص برنامج الحكومة فكما تعلمون قدمنا برنامجاً نعتبره استثنائياً في ظل أوضاع العدوان وظروف الحرب وركزنا على مجموعة من الأهداف والمهام أولها دعم الجبهات العسكرية فيما وراء الحدود والداخلية الأمنية، كان هذا النشاط ولا زال يأخذ جزءا وحيزا كبيرا من اهتمام أعضاء الحكومة، باعتباره أهم ميدان من ميادين نشاطنا المتعدد.
الميدان الثاني هو الجانب الاقتصادي، تحديدا في كيفية تقديم الدعم أولاً للاقتصاد الوطني من خلال العمل على سبيل المثال، على توفير رواتب الموظفين .. و تعثرنا في ذلك لأسباب موضوعية ، السبب الأول : أننا أمام عدو الحقيقة لا يعرف أخلاق الحرب ولا يمتلك قيما وعادات كتلك التي عند الشعب اليمني ، وللتوضيح بدأنا منذ تشكيل الحكومة بتجميع السيولة النقدية الموجودة في عدد من الأوعية التي توزعت طيلة عامين من العدوان وجمعناها في رصيد واحد، وحصلنا على مبالغ ليست هينة، لكن تظل أرصدة وحسابات لكن السيولة النقدية واجهنا فيها إشكالية كبيرة، لان حكومة المرتزقة القابعة في الرياض، التي ليس لديها هم سوى تنفيذ المشروع العدواني الذي تمارسه وتنفذه السعودية والإمارات، عمدت عندما اتجهنا إلى القطاع الخاص كي نتعامل معه بشكل أمين ومسؤول تجاه مشكلة السيولة، إلى تهديد رجال الأعمال وقيل لهم إن تعاملتم مع حكومة صنعاء سنضرب مصالحكم في دول الخليج واليمن .. بمعنى أنهم سيتعرضون لعدوان مباشر وأنتم تعرفون أن الرأس المال بشكل عام متردد ويخاف كثيراً على مصالحه لذلك هذا هو العامل الذي أوصلنا إلى عدم الإيفاء بالتزاماتنا تجاه المواطنين وخاصة الموظفين منهم ورغم ذلك استمرت الحكومة في جهودها و قدمنا رؤية سنأتي إليها لاحقاً.. وقدمنا برنامجا تنفيذيا إلى مجلس النواب بعدد من المعالجات سنأتي إلى ماذا عملت الحكومة وماذا أنجزت خلال الفترة الماضية غير هاتين المهمتين السالف ذكرهما .
المهمة الثالثة نحن كحكومة إنقاذ، أعدنا التوازن للمؤسسات الحكومية والتزمنا بالعديد من النظم والضوابط ذات البعد القانوني الدستوري وحافظنا على المؤسسات، وقمنا بالعديد من الأنشطة كل في وزارته للحفاظ على هيئة و هيبة مؤسساتنا الإدارية.. ولذلك نحن في هذه النقطة نستطيع القول أننا أنجزنا أشياء كثيرة كان يمكن أن تنهار المؤسسات الإدارية وهذا ما سعت إليه قوى العدوان، إضافة إلى ذلك العديد من المشروعات الخدمية التي لها علاقة مباشرة كالطرقات على سبيل المثال فانتم تعرفون أن العدوان لم يترك طريقا أو جسرا إلا وقصفه لذلك نحن معنيون بمشاركة الناس وعبر وزارة الأشغال العامة والطرق، بأن نشق طرقا ترابية لتسهيل المرور حتى لا تتوقف الحركة وبالتالي لا تتوقف الحياة.. فهم حاولوا قدر الإمكان أن يوقفوا الحياة بشتى الطرق والوسائل .
إضافة إلى الأنشطة الأخرى في المجال الأكاديمي والعلمي والتربوي واستمرارنا في هذه العملية و في كل هذا النشاط الحقيقة في ظل الوضع الراهن يعد جهدا مضاعفا من قبل أعضاء حكومة الإنقاذ الوطني.
نحن في الأسبوع الماضي وقبلها قدمنا الموازنة الربعية للبرلمان وحددنا فيها مجموعة من الاتجاهات للعمل نبدأ بتطبيقه من هذا الشهر وهو على سبيل المثال أولاً صرف الرواتب بثلاث طرق ، قبل صرف الرواتب نحن اتخذنا قرار تحويل كل الرواتب التي لم تدفع طيلة الفترة الماضية وهي قرابة سبعة أشهر حولنا هذه الرواتب الى حسابات توفيرية كي لا يضيع حق المواطن بين البنك وبين المالية وبين المؤسسات اتخذنا قرارا بتحويلها إلى حسابات توفير في البريد ويمكن أن يتم سحبها بعد عام .
* الإذاعة : هل ستكون المرتبات كاملة طيلة الأشهر الماضية في تحويلها إلى حسابات البريد ؟
– رئيس الوزراء : سيتم تحويلها إلى حسابات البريد كاملة دون تجزيء وستضاف عليها فوائد لمن أراد.. لان بعضهم لايحبذ ذلك ويعتبر الفائدة ربا ، هذا الأمر حسمناه ويتم العمل عليه من قبل الفنيين هناك بعض المؤسسات لديها حسابات في البريد كوزارات الداخلية الدفاع والتربية والتعليم ، هذا فقط تفعيل للحسابات .
* الإذاعة : هل سيتمكن الموظفون من سحب مبالغهم ؟
– رئيس الوزراء : نعم بعد عام يمكن سحبها ونحن الآن نغطيها عبر ما يتاح من تمويلات داخلية لكي نضمن أولا المبلغ الكلي للموظف ونضمن فوائد لهم .. وللتوضيح الراتب سيصرف عبر ثلاثة أجزاء ، الأول عبر الكوبون التمويني بحدود خمسين في المائة, البعض يسأل لا يريد خمسين في المائة هذه الأمور سهلة تحل في البريد ينتقل المبلغ الذي لا يستهلك على حسابه في البريد ،وهذا الإجراء من اجل التغلب على الوضع الذي أوقعنا فيه الأعداء ، النقطة الثانية تشمل 30 في المائة سيتم استلامها نقدا وما تبقى 20 في المائة سيتحول إلى حسابه التوفيري، وهذه الموضوعات هي معالجة لوضع استثنائي وضعت اليمن فيه من قبل العدوان ، نحن حاليا نعمل إجراءاتنا لاستلام الـ 30 في المائة نقدا .
* الإذاعة : كيف يتم التنسيق مع التجار لتخفيف معاناة المواطنين جراء ارتفاع الاسعار؟
– رئيس الوزراء : خلال فترة الشهر تقريبا تم الاتفاق مع العديد من رجال المال والاعمال على تموين هذه البطاقة التموينية ،بحيث يتم التعامل مع هذه البطاقة بنظام البيع بسعر الجملة وليس بسعر التجزئة، وهو نوع من المراعاة الكبيرة لحالة المواطن والتخفيف من القيمة السعرية عنه .
* الإذاعة : إذا تم رفع الأسعار كيف يتواصل الموظف مع وزارة الصناعة؟
– رئيس الوزراء : لا ، يتواصل مع وزارته وليس الصناعة.. لأننا اعطينا الحق في التوقيع للوزارة ورؤساء المصالح مباشرة وهناك شروط في العقد ما بين المؤسسة وما بين التاجر وما بين المستهلك الموظف، وبالتالي هذا الموضوع مضبوط عمليا.
* الإذاعة : يعني سيتم صرف بطائق تموينية خلال هذا الشهر ؟
– رئيس الوزراء : عمليا قد بدأون يصرفوا وهناك موظفون استلموا والعديد منهم قد اموره احتلت إلى حد ما.
* الإذاعة : هل ستستمر هذه العملية على مدى العام ؟
– رئيس الوزراء : بإذن الله ستستمر إلى أن يتوقف العدوان ، وهي معالجة طويلة المدى .
* الإذاعة : حصار بري وبحري وجوي وعدوان وقصف على المؤسسات والمصانع والبنى التحتية, ماذا عن هذه المؤسسات التي تم قصفها ؟ هل سيتم إصلاحها أو البعض منها لكي ترفد إيراداتها للدولة ؟
– رئيس الوزراء : نحن نحصر كل الأضرار التي تعرض لها الاقتصاد الوطني بشقيه القطاع العام والقطاع الخاص وبالتالي هذا الموضوع هو بالنسبة لنا أساسي للفترة القادمة لأنه لا يمكن أن تترك الأمور كما لو أن جهة مجهولة دمرت هذه المنشآت ، إلا نحن نعرف أنها جهة معلومة جهة معادية عليها ان تتحمل تبعات ما اقترفته.
* الإذاعة : عفوا دولة الرئيس.. مصانع الاسمنت على سبيل المثال دمرت بشكل كبير ولم تعمل حتى الآن إلا تسعون لإصلاحها ؟
– رئيس الوزارة : طبيعة الحال نحن سنصلح ما يمكن أن نصلحه لكن في الظروف الراهنة نحن لا نستطيع أن نعمل شيئا لأن العدو سيمارس مرة أخرى عملية التدمير لذلك نحن في عملية حصر وحفاظ على ما هو موجود وتشغيل ما هو متاح لدينا.
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء التهرب الضريبي أصبح مشكلة في البلد ما هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمكافحته ؟
– رئيس الوزراء : في هذا الجانب لدينا لجنة عليا لمكافحة التهرب الضريبي يرأسها رئيس الوزراء، وتضم في عضويتها الجهات الأمنية والأجهزة ذات العلاقة منذ أكثر من شهرين ونحن في اجتماعات شبه متواصلة لهذا الغرض ، وبدأنا منذ شهر تطبيق النظم والإجراءات المقرة حديثا من قبل اللجنة، للتصدي والحد من ظاهرة التهريب و التهرب الضريبي ، وتم استحداث مواقع رقابية لضبط هذا الجانب في أكثر من مدخل .. والأمور تسير الآن بشكل معقول جدا ، في المنافذ ومحاصرة المهربين .
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء العدوان يحشد كل طاقته لاستهداف ميناء الحديدة ، ما هي خطة الحكومة لمواجهة هذا العدوان؟
– رئيس الوزراء : إشكالية العدو ليست في انه يقصف الحديدة أو يحتلها.. هو خطط لاحتلال العاصمة صنعاء منذ أكثر من عامين وهو يحاول، إذا كان يستطيع أن يحتل صنعاء كان احتلها، وبالمقابل الحديدة أيضا إذا قادرًا على ذلك كان فعلها منذ مدة .. هناك قوة هائلة دافعة من الداخل هي التي تقوم بحماية هذه الجبهات وتكبد العدو الخسائر الكبرى ، الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل والمتطوعون وكل المواطنون جاهزون.. والمواطن الذي في الداخل هو أيضا يقوم بدوره من خلال تسهيل مهمة الجهات الأمنية في كشف الخلايا النائمة وغيرها.. هذه نقطة ، النقطة الثانية هي ان الحرب ليست عسكرية فقط.. الحرب عسكرية واقتصادية وإعلامية ، إعلام العدو يعلن ويكرر أنه قد احتل اليمن الف مرة دائما هو يكرر احتلينا وصفينا وحررنا ، طبعا يحرروها من أهلها.. ويأتي المحتلون من الجنجويد والبلاك ووتر إلى جانب الإماراتيين والسعوديين كلهم لا فرق بينهم لتحقيق هذه الغاية، لان القاسم المشترك لهم هو محاولة تركيع الشعب اليمني الذي رفض هذا التركيع منذ عقود ماضية ، لذلك هم يحاولون إعلاميا أن يضعفوا همم الرجال والمقاتلين الأشداء في الجبهات ، لكن ثبت لمن يدرك المعادلات الجيوستراتيجية بأن الإعلام فقط هو نوع من المخدر الذي مارسوه على جنودهم ومرتزقتهم طيلة هذه الفترة الماضية حتى يستمروا في غيهم .. لكن في الواقع هم لم يحققوا شيئا يذكر سوى في الأماكن المفتوحة التي تقصفها الطائرات على مدى الساعة أو تقصفها أيضا البوارج إلى آخره ، لذلك أنا أؤكد لك وللمستمعين أن الحديدة مؤمنة تأمينا كليا ، أولا من أبنائها ومن قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية وبالتأكيد كل واحد منا سيحمل الكلاشنكوف من اجل الدفاع عن الحديدة وعن أي شبر من اراضي اليمن.
* الإذاعة : هل لديكم تواصل مع الأمم المتحدة ومبعوثها وروسيا وبعض الدول لمحاولة تأمين ميناء الحديدة ؟
– رئيس الوزراء : نحن في تواصل مستمر مع ممثل الأمم المتحدة وبعثت برسالة للأمين العام قبل أربعة أيام بمناسبة انعقاد اجتماع الدول المانحة التي تجمع منحا للمواطنين اليمنيين الذي تعرضوا للحصار والتجويع ، وحملها الممثل المقيم للأمم المتحدة هنا في صنعاء وشرحنا فيها بوضوح، ليست المشكلة هي الحديدة المشكلة هي الحرب كلها والعدوان الذي يمارس علينا بالإضافة إلى الحصار الجائر الظالم الذي فرض على اليمنيين منذ أكثر من عامين .
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء إلى أين وصلت رواتب الموظفين السابقة والمبالغ المالية الذي طبعت في روسيا تحت غطاء يمني ولكن سلمت لحكومة المرتزقة في الرياض مما زاد الضغط الكبير على الحكومة في صنعاء . ما هي الالتزامات التي التزمتها حكومة الرياض لصرف مرتبات الموظفين الموقفة منذ سبعة أشهر؟
– رئيس الوزراء : أولا البنك المركزي هو من وقع الاتفاقية مع الشركة التي طبعت 400 مليار ريال ودفعت من حسابات البنك المركزي هنا في صنعاء ، لكن لأن قوانين العالم ظالمة ، نقلوا هذه المبالغ بضغط على روسيا نقلوها إلى عدن وفقا للقرارات التي تصدر من الأمم المتحدة وخلافه، الأمم المتحدة هي عبارة عن تجمع لمجموعة من الدول ذات المصالح العليا في العالم وهي خمس دول أمريكا بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والغرب.. هم حددوا موقف واضح ضدنا وهم من أصدروا القرار ( 2216 ) الذي يعاني منه اليمنيين جميعا ، لكن روسيا دولة صديقة والصين كذلك، لكن هذه الصداقة ليست لوحدها كافية ، هناك مجموعة من الاعتبارات الدولية والمصالح الدولية والإقليمية والتي ربما فرضت الضغط على أصدقائنا الروس، لنقل هذه المبالغ إلى عدن ووضعها بأيدي حكومة المرتزقة والعملاء في الرياض، هم التزموا للأمم المتحدة بان يوفروا الرواتب لليمنيين جميعا ، ونحن في آخر حديث مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السيد ستيفن أوبراين، شرحنا هذا الموضوع وتبعات هذا الأمر، وقدم فيه رأيا هو محايد جدا وإيجابي لصالح اليمنيين على الرغم من كل الضغوطات التي تعرض لها هو وغيره من قبل تحالف العدوان وعلى رأسه السعودية ، حتى يغير أقواله وآراءه .. هذا الالتزام الذي قدموه التزام أدبي أنه حولوا الرواتب ، طالما وان البنك المركزي ووظائفه في عدن، فمن عدن ينبغي صرف هذه الرواتب كلها ، وهذا ما التزمت به حكومة الرياض بشكل رسمي وعلني أمام الدول العظمى .. لذلك نحن نضغط دائما على هذه النقطة ، أن الراتب ينبغي أن يكون محايدا وليس له علاقة لا بالسياسة ولا الجانب الأمني والعسكري والإعلامي ، وانا قدمت مبادرة منذ أكثر من شهر وقلت فيها بأننا على استعداد للجلوس على طاولة واحدة الفنيون في البنك المركزي في صنعاء وفي عدن.. وزارة المالية في عدن وصنعاء والضرائب والجمارك في عدن وصنعاء، للجلوس على طاولة واحدة من اجل حل مشكلة رواتب الموظفين ، نحن قدمنا هذه المبادرة انطلاقاً من روح المسؤولية الأخلاقية والوطنية وهم خافوا حتى أن يقتربوا منها ، وتعللوا بأننا مجموعة من الانقلابيين لا يهمنا شيء في ذلك ، ونحن بحكم التزامنا الأخلاقي والأدبي لازلنا نمارس هذا الضغط عليهم وسنواصل بإذن الله.
* الإذاعة : هل البطائق التموينية ستطبق على جميع الموظفين في الشمال والجنوب ؟
– رئيس الوزراء : نحن في المناطق التي نديرها ، البطاقة التموينية هي التزام مباشر بين الموظف وبين وزارته وبين التاجر وبالتالي نحن ملتزمون في المناطق التي نديرها ، لكن المناطق المحتلة من قبل الإمارات والسعودية هم قد حولوها إلى مناطق مشاعة للقاعدة وداعش ، ويمارسون ممارسات غير إنسانية فيها والأخبار تأتينا كل ساعة عن هذا العبث الذي يحدث في هذه المناطق .
* الإذاعة : كيف تصف المناطق الجنوبية هل هي آمنة كما يقولون أم هي جماعات مسلحة تتقاتل فيما بينها؟
– رئيس الوزراء : المناطق الجنوبية، منذ يوليو 2015م وهي بأيدي العناصر المتطرفة في الحراك المسلح والقاعدة وداعش ورهينة أيضا لثقافة المناطقية وصراعها المعلن الآن بوضوح ، هذه العناصر كلها بالإضافة إلى عناصر من السلفيين المدعومين من الإمارات والاخوان المسلمين المدعومين من السعودية هؤلاء جميعا هم من يقلق المحافظات الجنوبية وليس هناك أمن فيها ،ليس هناك مركز شرطة يعمل في هذه المحافظات باستثناء حضرموت ، إضافة إلى أن المحاكم معطلة كليا لأنه لا يوجد من يحميها من هذه العناصر المتطرفة والمتشددة، النظام عمليا انتهى هناك ، النظام الحياتي فقط هو الذي لازال متواجدا أي أن المواطنين يبحثون كل في مجاله من أجل البقاء على قيد الحياة ، لكن تخيل أن هذه الحكومة التي قيل أنها شرعية تقبع فقط في منطقة صغيرة لا تتجاوز واحد كيلو متر مربع، هي منطقة المعاشيق في كريتر ويغادر منها إلى المطار ومن المطار إلى الرياض هذا الموضوع لمدة عامين لم يزوروا أي منطقة ولا عندهم استعداد ولا يستطيع احد ان يؤمنهم.
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء السيولة المالية هل انتم على تواصل مع الأمم المتحدة وروسيا لتحويل ما طبع في روسيا كحق للشعب اليمني من أجل صرف الرواتب من قبل حكومة الإنقاذ التي يعول عليها الشعب اليمني الذي مل من حكومة فنادق الرياض الذين يستلمون المبالغ المالية ويوزعونها فيما بينهم ويحرمون الشعب منها؟
– رئيس الوزراء : لا زال تواصلنا مستمرا لم ينقطع في هذا الشأن وسنواصل باذن الله.
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء قبل يومين أعلن الفار هادي انه صرف مرتبات لجميع الموظفين كيف تردون على هذا الشخص ؟
– رئيس الوزراء : نحن عقبنا على هذا القول بأنه قول غير صحيح وما تم صرفه في صنعاء من قبل حكومة الفار هادي ومجاميعه لا يتعدى أربعة مليارات ريال هي محددة في مؤسسات بعينها وهي جزء من التربية والتعليم وجزء من الرقابة والمحاسبة وجزء من بعض الموظفين الموجودين هنا وهناك , والأمم المتحدة على علم بذلك، لكن نحن ملزمون بدفع شهريا ما لا يقل عن خمسين مليار ريال وبالتالي الأربعة مليارات لا تشكل شيئا على الإطلاق .
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء في السياسة الخارجية بماذا تعلقون على التحركات الامريكية الأخيرة في المنطقة وتحديدا جولة وزير الدفاع الأمريكي التي شملت بعض دول العدوان ، هل تعتقدون أنها مرتبطة بدرجه أساسية بالعدوان الحالي على بلادنا ، خاصة وان وزير الدفاع أعلن من الرياض أنه مع الحل السلمي للوضع الراهن ؟
– رئيس الوزراء : الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة عدوانية منذ أكثر من نصف قرن وهي داعمة حقيقية لأية دولة وأية حكومة تقف ضد مصالح الأمة العربية ، بمعنى أن هذه الجولة تأتي في نفس السياق ليس أقل ولا أكثر من ذلك ، الإدارات الأمريكية كلها استمرت خلال الفترة الماضية داعمة لدول العدوان الحالية ، بالإضافة إلى دولة إسرائيل تحمي مصالحها لذلك لا نتوقع شيئا من الولايات المتحدة الأمريكية لأنها فعلا دولة راعية للإرهاب وليس ضده كما تروج ، أمريكا تدعم الإرهاب وتدعم هذه الدول التي تمارس الظلم في أبشع صوره على الشعب اليمني ، بقيادة المملكة السعودية التي ومنذ أن تشكلت تخدم السياسة الأمريكية، فهي واحدة من تجليات المشروع الغربي في المنطقة وبالتالي ما تقوم به اليوم تجاه الشعب اليمني وما قامت به بالأمس ضد الشعب العراقي والسوري والليبي وحتى الشعب المصري هو جزء من سياستها وجزء من المهام الموكلة إليها، نحن لا نستغرب ذلك لأن لها أطماعا ، والغرب له أطماعا في منطقتنا العربية والإسلامية وأدوات تنفيذ هذه المخططات والأطماع تأتي السعودية على رأسها.
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء إلى أين وصل مسار الحل ا لسياسي ، وهل هناك بوادر حل في الأفق؟
– رئيس الوزراء : حتى الآن الأمور راكدة في الجانب السياسي واعتبروا أن الإعلام الكاذب الذي يروج لموضوع الحسم العسكري قادر على فعل هذا الأمر الذي لم تستطع حسمه طائراتهم وبوارجهم ومرتزقتهم وعملاؤهم.. اعتقدوا بأن اليمن هذه نزهة ، هم الآن يجربوا للمرة الألف ولم يحققوا شيئا بل على العكس يتجرعون يوما بعد آخر كأس الهزيمة والذل والهوان على يد أبطالنا من رجال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء هذا الشعب الأبي الصامد والكريم.
* الإذاعة : دولة رئيس الوزراء دول العدوان تتحدث عن وجود بوادر للوصول إلى حل سياسي بالرغم من استمرارها في قصفها اليومي الهستيري فما تعليقكم على ذلك ؟
– رئيس الوزراء : هم يريدون حلا سياسيا وفقا لأهوائهم، حل يخدم أهدافهم ويمكن الولايات المتحدة من أخذ نصيبها من الكعكة وأيضا السعودية والإمارات ، المسألة لا تعدو عن كونها فرقعة إعلامية بينما في حقيقة الأمر لم نلمس أي مبادرة جادة من قبلهم على الإطلاق حتى اللحظة.
* الإذاعة : الجبهة الإعلامية وتوحدها ، هل لديكم خطة لتوحيد الجبهة الاعلامية في مواجهة العدوان ؟
– رئيس الوزراء : المعركة تقريبا هي معركة إعلامية منذ انطلاقة أول صاروخ موجه على العاصمة صنعاء ولذلك يحاول العدو ما لم يستطع أن يحققه بالسلاح يحققه بالأكاذيب والدجل ، ولذلك شعبنا قد استوعب الفكرة وبالتالي لم يتأثر كثيرا بالإعلام المعادي المضاد، لكن أؤكد أن هذه الجبهة لم تحقق أي اختراق في وعي ووجدان اليمنيين حتى الآن، أما ما يتعلق بتوحد الجبهة الإعلامية الداخلية فهي أصلا متوحدة في مواجهة العدوان منذ اليوم الأول وان ظهرت بعض التباينات في الرأي تجاه بعض القضايا الداخلية فهذا بالتأكيد شيء ممكن حدوثه واعتقد أن الجبهة الإعلامية في مواجهة العدوان تعي جيدا أهمية بل وضرورة الترفع عن الخوض في صغائر الأمور، وعدم إعطاء العدوان الفرصة للتسلل من خلالهم لنفث سمومه والنيل إعلاميا من قوة وصمود وتلاحم الشعب اليمني الذي قدم ولا زال التضحيات الجسام من اجل الانتصار في معركته ودحر العدوان الآثم.
* الإذاعة : ما الذي تقوم به الحكومة تجاه رجال الجيش واللجان الشعبية الذين يواجهون العدوان في مختلف الجبهات؟
– رئيس الوزراء : نحن ملتزمون أدبيا وأخلاقيا وسياسيا وإداريا بدعم الجبهات بشكل كلي .
* الإذاعة : شهر رمضان على الأبواب ما أعددتم لذلك؟
– رئيس الوزراء : الحكومة تجاه شهر رمضان المبارك أو في غيره حريصة على عمل كل ما في وسعها من اجل خير وصلاح اليمنيين وهي ماضية رغم كل التحديات وعلى رأسها الاقتصادية من أجل التخفيف عن هذا الشعب الكريم.
* الإذاعة : رئيس الوزراء في ختام لقائنا هذا لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى دولتكم بجزيل الشكر والتقدير على إعطائنا هذه المساحة من وقتكم الثمين.
– رئيس الوزراء : شاكرا لكم أنتم أيضا في إذاعة صنعاء على نشاطكم ونقدم التحية والتقدير لكل الإعلاميين الموجودين في الساحة وتجشمهم الصعاب في نقل الواقع، وإن شاء الله إننا متجهون إلى نصر أكيد بإذن الله تعالى .

قد يعجبك ايضا