بالزراعة نكسر الحصار

محمد صالح حاتم
تشتهر اليمن منذ القدم بالعربية السعيدة ،واليمن الخضراء ،وقد ذكرها الله في محكم كتابه بالبلدة الطيبة ،وارض الجنتين ،وتمتاز اليمن بمناخ متنوع ،وتضاريس متنوعة بين سهل وجبل ووادٍ، وهذا التنوع جعلها تنتج أجود الأنواع الزراعية على مدى العام .
والإنسان اليمني استفاد من هذه التضاريس والمناخ وبنى المدرجات الزراعية في الجبال وأتقن وابدع في بناء وتشييد السدود والحواجز المائية ،التي تقوم بحفظ مياه الأمطار ،حتى يستفاد منها في سقي الأراضي والوديان الزراعية ،وذلك نظراً لأن اليمن لا توجد فيها انهار ،وهذه السدود تقوم بتغذية المياه الجوفية.
وبلادنا اليمن تواجه عدوانا غاشماً وظالماً بقيادة مملكة بني سعود وتحالف أكثر من 17دوله بدعم مباشر من امريكا وبريطانيا واسرائيل ،وقد تزامن مع هذه الحرب حصار اقتصادي حيث فرض علينا العدو حصارا بريا وبحريا وجويا، وكذلك نقل البنك الى عدن وسحب السيولة النقدية من الأسواق ،مما تسبب في عدم قدرة الدولة على صرف المرتبات  ،والهدف النيل من كرامة وعزة الشعب اليمني واذلاله، فقد منع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية ،وهو بعمله هذا القذر يريد  استهدافنا في لقمة العيش، من أجل أن يخضع الشعب اليمني ،الذي رفض الاستسلام لمشاريعهم التآمرية ،الرامية الى تقسيم الوطن العربي ،الى كنتونات صغيرة ،وأن يتحكموا في قرارنا السياسي وان نبقى تحت رحمتهم وأن نكون مجتمعات صورية ،استهلاكية لمنتجاتهم الصناعية ومحاصيلهم الزراعية .
وهنا علينا الاستفادة من الحصار الذي يفرضه علينا العدو ،وأن نتوجه نحو الزراعة مزارعين وتجاراً ودولة.
وكما قامت الدولة في ثمانينيات القرن الماضي باتخاذ قرار بمنع استيراد الخضار والفواكه والتوجه لزراعتها محليا ،وقد كانت نتائج هذا القرار ما نراه اليوم من اكتفاء ذاتي في هذه المحاصيل وتصدير الفائض الى الخارج.
فعلى الدولة المسارعة إلى اعلان عام 2017م عام الزراعة ،والتوعية بأهمية الزراعة وخاصة زراعة الحبوب والقمح .
وأبرز المهام الواجب على الدولة القيام بها :
1- دعم المزارعين بالبذور المحسنة ،وتوفير مادة الديزل بأسعار مناسبة  ،وتوفير المعدات الزراعية ،وقطع غيارها للمزارعين ،دعم المزارعين بمنظومة الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار الارتوازية ،وبالتقسيط الميسر .
2- دعم الاستثمار في المجال الزراعي وخاصة زراعة الحبوب والقمح ،وبالذات الرأس مال المحلي بحيث تعطي الدولة الارض مجاناً للمستثمر ،وتوفر لهم كافة الامكانيات الأزمة والزام التجار المستوردين للحبوب والقمح ،بالتوجه نحو زراعتها في اليمن ،حيث يتم الاستيراد بمئات الملايين من الدولارات سنويا ،فلماذا لايتم استيعاب هذه المبالغ في الزراعة المحلية؟
3- على الدولة القيام بشراء الحبوب والقمح من المزارعين ،والجمعيات الزراعية وبمبالغ اكثر من قيمة الحبوب المستوردة .
4-على الدولة العمل على تنظيم ومراقبة  دخول المبيدات والأسمدة الزراعية ،ومنع تهريبها الى اليمن خاصة هذه الأيام في ظل سيطرة العدو ومرتزقته على أغلب المنافذ البرية والموانئ البحرية.
وكذلك التوعية بخطورة هذه الأسمدة التي مع الأيام تقضي على خصوبة التربة ،وتقلل من المحصول الزراعي ،ومن العمر الافتراضي للشجرة ،وهذه الاسمدة والمبيدات أغلبها تأتي من الدول التي نستورد منها ،المنتجات والمحاصيل الزراعية ،فهي تريد ان نبقى مستوردين ،فلا يمكن أن يعطونا ما يفيد وينفع .
وعلينا العودة الى الأسمدة الطبيعية والمحلية ،والتي تتكون من مخلفات الحيوانات ،والعمل على انشاء مصانع محلية تكون مواد خامها من البيئة اليمنية.
فكما أن لهذه الأسمدة والمبيدات أضراراً صحية وبيئية كذلك لها أضرارها الاقتصادية والزراعية .
وعلينا الاهتمام بالثروة الحيوانية ،من خلال منع ذبح الإناث وصغار الحيوانات وتشجيع ودعم الجمعيات الزراعية والمربية للحيوانات وتوزيع الأبقار والأغنام على المزارعين للقيام بتربيتها والاستفادة من منتجاتها .
وهنا نوجه الشكر لإذاعة سام إف إم والمذيع المتألق دائما حمود محمد شرف على برنامجه الأسبوعي التنمية الزراعية ،وهذا نابع من حرص الإذاعة ومذيعها على خدمة المجتمع ،والعمل من أجل بناء الوطن وعلى كسر الحصار وإفشال مشاريع ومخططات العدو.. وعاش اليمن حراً أبياً ،والخزي والعار للخونة والعملاء .

قد يعجبك ايضا