المعركة الإستراتيجية

أسماء يحيى الشامي
المتابع للمشهد اليمني في ظل العدوان العالمي والحرب الكونية إلى تقودها أمريكا و السعودية وأكثر من سبع عشرة دولة نجد وخلال العامين لم يُحقق العدوان أهدافه هو فشل في جميع خياراته ومساراته سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية..
ولكوننا نعلم بأن العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي وصهيوني بالدرجة الأولى فللمعركة أبعاد استراتجية ليست متوقفة على الأهداف المعلنة من قبل العدوان ومنها إعادة ما يسمى شرعية الفار هادي الذي انتهت ولايته وأصبح فاقداً للشرعية وأداة لشرعنة العدوان ..
ولن نخوض في ما يحدث في جبهات القتال وما يحاول العدوان من فرض سيطرته على العديد من المحافظات اليمنية محاولاً إعادة فرض توازن لتكون له ورقة ليتفاوض عليها في حال كان هناك أي تفاوض.
ولكن سوف نتطرق لما يحدث من محاولة للسيطرة على المخا ومينائها وكذلك الحديدة والسواحل الغربية بشكل عام ..
والملاحظ أن العدوان يهدف للسيطرة على السواحل الغربية وقد رمى بكل ثقله وما يملكه من قدرات وإمكانيات مُستخدماً استراتيجية جديدة بعد أن عجز عن السيطرة على الأماكن المُطلة على السواحل والمعسكرات فعمد على الزج بالمرتزقة إلى مقابر جماعية واستنزاف لتحقيق إنجاز ولو بسيط يتغنوا به في أبواقهم الإعلامية ..
وللعدوان الأمريكي أهداف استراتيجية لها أبعاد إقليمية وعالمية لفرض سيطرته على السواحل ومناطق التجارة والملاحة العالمية لتضييق الخناق على إيران والصين وغيرها من الدول حسب تصوره وأهدافه.
كون هذه المواقع لاسيما مضيق باب المندب تمثل مواقع للتجارة العالمية ويستفيد منها كثير من دول العالم…
ومع هذه الإمكانات ورغم الضربات الجوية والبحرية والزحوفات الكبيرة والمتكررة إلا أنه فشل في تحقيق أي إنجاز في صمود قلَّ نظيره على المستوى العسكري للجيش واللجان الشعبية…
ونُلاحظ أن العدو مستمر في تحركاته ومحاولاته لفرض السيطرة على السواحل الغربية لاسيما الحديدة ومينائها لفرض معادلة جديدة.
وقد سبق أن طلب العدو السعودي من الأمم المتحدة أن تضع يدها على ميناء الحديدة تحت ذريعة عدم إدخال السلاح وهذا الطلب له بعد في إقحام و فرض دخول المجتمع الدولي في محاصرة الشعب اليمني وتضييق الخناق عليه أكثر ومحاربة الشعب في قوتهم وعدم دخول أي مساعدات بعد الفشل العسكري الكبير في جبهات القتال وإدخال اليمن تحت الانتداب الدولي…
وما زيارة وزير الحرب الأمريكي للرياض والعديد من دول المنطقة إلا رسالة حرب واتخاذ قرار للاستمرار في الخيار العسكري ومحاولة الدخول في معركة للسيطرة على الحديدة ومينائها ومحاولة للسيطرة على المناطق الإستراتجية والحيوية…
الأمر الذي يجعلنا على يقين تام بأن من يقود المشروع الاستعماري هو العدو الأمريكي والصهيونية العالمية وعبر أدواتها في المنطقة ،وبالتالي فمعركتنا هي معركة مصيرية ويجب أن نكون في جهوزية تامة في الدفاع عن سواحلنا مهما كانت التضحيات ..
إن ما يقدمه الجيش واللجان الشعبية في مواجهة العدوان أثبت أننا شعب لا يُقهر ولا يُمكن أن نسمح للعدو أن يحقق أي إنجاز في فرض أي معادلة على الأرض فقد ألحقنا بالعدو خسائر فادحة وجسيمة بكافة المستويات وقد أثبت الإعلام الحربي ذلك بالصور والتوثيق…
وبحسب المراقبين فإن هناك خلافاً سعودياً إماراتياً قد وصل إلى معارك السواحل وهذا يجعلنا أيضاً على يقين بأن العدوان سيفشل في جميع مساراته وما علينا إلا الصبر والثبات و التحرك الواعي ورفد جميع الجبهات والإعداد وتطوير قدراتنا العسكرية ومنظومتنا الصاروخية لردع أي محاولة للسيطرة على السواحل ..
والحفاظ على الجبهة الداخلية وإيجاد الحلول والبدائل لتعزيز الصمود الشعبي هو المطلوب في هذه المرحلة..
فالعدو لا يعمل أي اعتبار للوضع الإنساني الصعب ومخاطر حدوث كارثة إنسانية أو مجاعة متخذاً من المجتمع الدولي غطاء لهذا التحرك وهذا العدوان…

قد يعجبك ايضا