استنهاض النفس
زيد البعوة
مع استمرار الأحداث وحصول الكثير من المستجدات والمتغيرات من حولنا بشكل متسارع الى درجة أن الإنسان العادي لا يدرك ما الذي يجري من حوله حيث تطغى الأمور عليه فلا يستوعبها نتيجة عدم الاهتمام وتراكم الاحداث فيسبقه الزمن ويتغير الواقع من حوله وهو لايزال في حيرة من امره يريد أن يواكب المرحلة لكن ببروده كما كان عليه من قبل فلا يستطيع لأن ما يحصل اليوم من أمور عظيمة تجعل حتى الواعين والفاهمين والسياسيين والعلماء والمفكرين والمثقفين يبذلون مزيد من الجهد والعمل والتفكير من اجل متابعة ما يجري وفهم الأمور واتخاذ مواقف تكون بمستوى المرحلة وهناك أشياء كثيره تتسبب في فتور النفس وضعفها وجمودها فتجعل صاحبها وكأنه في حالة من التيه منها تسارع الاحداث وكبرها ومنها استمرار الأحداث والجرائم والقتل والدمار وطول امد الصراع وعدم اتخاذ مواقف من كل حدث والاستفادة منه أو الاعتبار وأشياء أخرى نفسية ومادية كالمرض والفقر والانشغال بالقضايا الشخصية والأسرية والغفلة عن القضايا المصيرية والهامة..
ولكي لا يصل الإنسان الى مرحلة من الفتور والجمود والسبات في نوم عميق لا تستطيع حتى الأمور العظيمة ان تستنهضه الا بصعوبة عليه ان يعلم أولاً انه معني بما يدور من حولة من متغيرات وانه لابد ان يكون له موقف انساني اولاً وديني وعقائدي ثانياً حتى لا يصبح ضحية جموده وتغاضيه عما يحدث وحتى لا يسبقه الزمن وحتى لا يتأخر في فهم ما يجري فيكتشف في يوم من الأيام انه في واد وان الناس في واد آخر فبما انك من سكان الأرض وكل ما يجري فيها ينغي أن يكون لديك ولو اهتمام بسيط بمعرفة ما يحصل على المستوى العالمي وكذلك على مستوى الوطن العربي بصفتك أحد أبناء الامة العربية وكذلك ما يحصل من أشياء تتعلق بالإسلام والمسلمين بصفتك احدهم والقرآن دعاك الى العمل والى الجهاد والى الإعداد والى الاستنفار والى اتخاذ موقف يشرفك أمام الله كمسلم همه أن يحق الحق ويواجه الباطل ويكون له دور إيجابي يرضي الله ويرضي ضميره الإنساني..
وبالنسبة لنا كشعب يمني معتدى عليه من قبل قوى الشر الطاغوتية الامريكية والصهيونية والعربية العميلة على مدى عامين حصل فيها الكثير من الاحداث من قتل ودمار وحصار اقتصادي وجرائم بشعه وكذلك حصل الكثير من الاحداث العسكرية في المعارك التي تدور بين جيشنا ولجاننا الشعبية وبين المعتدين ومرتزقتهم من المنافقين من انتصارات وانجازات عسكرية منها صناعة صواريخ بالستية وطائرات بدون طيار وتدمير سفن حربية واسقاط طائرات حربية واقتحام مواقع وووالخ كل هذه الاحداث الجسام تفرض نفسها على الواقع وعلى النفوس وتأتي بشكل متسارع بين زحمة الأمور النفسية والاسرية والاجتماعية والمادية والمعنوية فتدوخ الناس الضعفاء وتجعلهم يتخذون قرار عدم الاهتمام واللا مبالاة وهنا تكمن خطورة الموقف ومن هنا يبدأ مشوار الجمود والكسل أما إذا كانت نفسية الإنسان قوية فإنه لن يجعل الأمور المحزنة كالجرائم والخراب والحصار أن تؤثر عليه بشكل سلبي فيضعف بل يتحرك ويقوي نفسه ومن حوله بضرورة اتخاذ موقف عملي ضد العدوان وكذلك بالنسبة للأمور المفرحة والتي تدخل السرور على النفس كالانتصارات والإنجازات العسكرية والسياسية لا تؤثر عليه بشكل سلبي فيصيبه العجب والغرور ويتخاذل عن البذل والانفاق والجهاد والعمل وكأن الأمور صارت في أحسن حال بل يقول “هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر” والشكر هنا معناه العمل والكفر معناه الرفض والعصيان والجمود ..
وبين مخاض كل هذه الأحداث على الانسان أن يقسم وقته وأن يكون له مواقف من كل ما يجري وأن يفعل غريزة حب الاطلاع على الأمور العسكرية وعلى الأمور السياسية وعلى الأمور الإنسانية ثم يقف مع نفسه ويقول لها ما الذي عليا فعله؟ إن كان بداخله إنسانية وقيم إيمانية سيجيب له ضميره تحرك اعمل لا تتكاسل .