صنعاء – سبأ
شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس مسيرة جماهيرية حاشدة بعنوان ” الحصار والحظر وقطع الرواتب صنع مجاعة في اليمن” .
واستنكر المشاركون في المسيرة استمرار العدوان السعودي الأمريكي والحصار والحظر الظالم الذي فرضه تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ عامين، وما يرتكبه من جرائم ومجازر يندى لها جبين الإنسانية بحق أبناء الشعب اليمني.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الوطنية وشعارات ولافتات، نددت بشدة صمت المجتمع الدولي المخزي إزاء ما يرتكبه تحالف العدوان بقيادة السعودية من حرب إبادة جماعية بحق اليمنيين وما يفرضه من حصار اقتصادي في محاولة لتجويع وإركاع أبناء الشعب اليمني.
وردد المشاركون الهتافات المنددة بنقل البنك المركزي اليمني والإجراءات الممنهجة من قبل تحالف العدوان السعودي في استمرار الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني والذي ضاعف من معاناة ملايين اليمنيين وساهم في ارتفاع حالات سوء التغذية لدى الأطفال والنساء.
وطالبوا مجلس الأمن والأمم المتحدة المجتمع الدولي، وكافة منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، سرعة إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني والضغط على الطرف الآخر في عدن وإلزامه بشكل عاجل بصرف رواتب موظفي الدولة في مختلف المحافظات وذلك حسب ما تعهد به الفار هادي أثناء نقل البنك المركزي اليمني.
وفي المسيرة الحاشدة أكد عضو رابطة علماء اليمن الشيخ فؤاد ناجي أهمية أن يدرك الشعب اليمني ويعي العدو الحقيقي الذي يحاربه ويحاصره ويقتله .. وقال ” يجب أن يكون أبناء اليمن على وعي وبصيرة بمن يحاربنا ويحاصرنا ويقتلنا وأن نعرف أن العدو الذي منع المرتبات هو العدو الذي تقصفنا طائراته ويحاصر المطارات ويتآمر على أقوات المواطنين”.
وأضاف” هذه هي معركة الوعي أولا، ولن نكون كبني إسرائيل الذين إذا أصابتهم مصيبة يتطيروا بموسى ومن معه وإنما نعرف أن عدونا، فرعون هذا العصر الذي قتل الأطفال والنساء وانتهك الحرمات وتعدى كل الخطوط الحمراء “.
وأشار الشيخ ناجي إلى أن البصيرة في هذه المعركة معرفة التضليل الإعلامي لقنوات الفتنة التي تكذب وتكذب ولا تستحي من الكذب ليلا ونهارا .. مؤكدا الوقوف عند مستوى المعركة التي تديرها كبرى دول العالم وتستخدم فيها أحدث الأسلحة، ضد الشعب اليمني .
وأشار إلى أن أبناء اليمن يحتشدون ويحشدون الرجال إلى كل الجبهات للدفاع عن الوطن والأرض والعرض وسلمان يجوب الدول يستجديها مقاتلين ليقاتلوا بدلا عن جيشه المهزوم .
وتساءل بالقول ” ماذا ينتظر أولئك القاعدون والنائمون بعد عامين من الوحشية والهمجية والحصار، أما استيقظت ضمائرهم وعرفت قلوبهم الحق من الباطل، أما استشعروا المسؤولية خلال العامين في المبادرة لرفد الجبهات بالرجال والعتاد للدفاع عن الوطن ومواجهة العدو”.
وشدد عضو رابطة علماء اليمن على ضرورة أن تكون أول الأولويات، مواجهة العدوان والحرص على تكون المناصب في المتارس باعتبارها أكبر المناصب في الشرف والعزة والتنافس على صد الغزاة ودحر المعتدين .
فيما أشارت كلمتا منظمات المجتمع المدني اللتان ألقاهما وضاح المودع وعضو حملة رفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي أمين جمعان، إلى ما يتعرض له اليمن منذ عامين من حصار جماعي عبر منع السفن من الدخول وإغلاق مطار صنعاء الدولي وحصار المنافذ البرية والتضييق على موارد أبناء الشعب اليمني ونقل البنك المركزي وانعكاسات ذلك على تعذر تسليم المرتبات لمليون و200 ألف موظف حكومي منذ ستة أشهر.
واعتبرا ذلك جريمة تتنافى مع الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية .. وأشارا إلى أهمية التوضيح للعالم عن التكييف القانوني لهذه الجريمة أنها جريمة إبادة جماعية، حيث نصت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية المعاقب عليها والتي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 9 ديسمبر 1948 في مادتها الثانية الفقرة ” ج ” أن جريمة الإبادة الجماعية هي إخضاع الجماعة عمدا لظروف معيشية معينة يراد تدميرها المادي كليا أو جزئيا “، وهذه الاتفاقية وقعت عليها معظم دول العالم وبينها دول العدوان على اليمن.
وأوضح المودع وجمعان ” نص النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية في المادة 6 أن جريمة الإبادة الجماعية أنواع، من بين ما نصت عليه الفقرة 6 من المادة أن الإبادة الجماعية فرض أحوال معيشية يقصد بها التسبب عمدا في إهلاك مادي الأركان ثم حدد أركان الجريمة أن يفرض مرتكبو الجريمة أحوالاً معيشية معينة على شخص أو أكثر وأن يكون الأشخاص من المنتمين لجماعة قومية أو دينية معينة ” .
وأكدا أن تلك النصوص والاتفاقيات تسقط واقعا على السعودية والدول المتحالفة معها بحصارها للشعب اليمني وإهلاك اليمنيين .
وحملا الأمم المتحدة مسؤولية ما يحصل في اليمن من جرائم إبادة جماعية وحصار .. وقال المودع وجمعان ” نسجل للتاريخ ولكل حقوقي وباحث وأكاديمي وناشط وللجميع أن الأمم المتحدة ومنظمتها والدول الغربية مشاركة في الحصار والإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب اليمني وقطع المرتبات بصمتها المطبق على ذلك “.
وطالبا المنظمات الدولية لحقوق الإنسان رفع تقارير حقيقية للعالم عن جرائم تحالف العدوان بقيادة السعودية، كما دعا المودع وجمعان كافة أبناء الجاليات اليمنية في الخارج وشعوب الدول العربية والإسلامية والعالم إلى تنظيم وقفات ومظاهرات للمطالبة بإيقاف العدوان ورفع الحصار عن اليمنيين.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية الحاشدة أن العدوان السافر والحصار الخانق على الشعب اليمني منذ عامين حرمته كل الشرائع الإسلامية والقوانين الإنسانية .. لافتا إلى أن الاستمرار في الحصار الذي سيؤدي إلى زيادة المجاعة إنما هو تكتيك أمريكي سعودي يتزامن مع دعمهما للإرهاب العالمي .
وأوضح البيان أن أبناء الشعب اليمني لن ينكسروا مهما بلغت التضحيات .. مؤكدا صمود أبناء اليمن في مواجهة العدوان والحصار الصهيوني جيلا بعد جيل .
وبين أن حصار تحالف العدوان وجرائمه البشعة التي يرتكبها بحق اليمنيين وآخرها جريمة استهداف الخوخة وسبعة صيادين وكذا المجزرة بحق أكثر من ثلاثين مهاجرا صوماليا، إنما ستعزز وستدفع الشعب اليمني إلى جبهات الشرف بزخم أكبر للرد على تلك الجرائم.
وطالب البيان بمحاكمة الفار هادي الذي تعهد أمام الأمم المتحدة بدفع مرتبات كل موظفي الدولة .. كما طالب أحرار العالم بالضغط على دول العدوان لإيقاف عدوانها ورفع الحصار عن الشعب اليمني الذي لن ينسى من وقف معه وسانده ومن وقف إلى جانب تحالف العدوان.
كما أكد البيان لقوى العدوان ” إنه مهما استمر عدوانكم وحصاركم ومهما كانت التطورات فليس أمام الشعب اليمني إلا الجهاد والصبر والصمود وهو طريق العزة والكرامة والحرية ولا مجال للتفريط في ذلك لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”.