
الثورة نت/ أسامة الغيثي –
قال الدكتور حسن علي مجلي – أستاذ علوم القانون الجنائي – جامعة صنعاء أن الوحدة الوطنية لا يفتتها إلا الظلم والاستبداد والجهل¡ وأن النعرات المضادة للوطن والوطنية مصدرها غياب العدل وعدم سيادة القانون وظلام التخلف والجهل¡ والمفروض أن يكون للإعلام بصفة عامة والحكومي على وجه الخصوص دور فاعل في حماية الوحدة الوطنية والقضاء على النعرات الطائفية والعنصرية والمناطقية بمختلف صورها وأشكالها¡ إلا أن الصحف الحكومية (الممولة من المال العام) كانت وما تزال في معظمها بوقا◌ٍ للحكام وضد المعارضين السياسيين¡ بالإضافة إلى الضحالة الفكرية فيما تقدمه للقراء في مواجهة المشكلات والقضايا الاجتماعية الأساسية والخطيرة¡ وما قدمته الصحف عبارة عن رصف كلام وعبارات إنش ائية ومواضيع سريالية لا تسمن ولا تغني من جوع¡ وإن الحديث عن الوحدة الوطنية التي كان وما زال هو الموضوع الأثير يتغنى به أغلب الفاسدين في اليمن¡ بحيث صارت عبارة (الوحدة الوطنية) مجرد كلمات فضفاضة متعددة المعاني كثيرة التأويلات بل وفاقدة التأثير.
وأكد في تصريح لـ”الثورة نت” أن الوحدة الوطنية ليست في التجميع العشوائي لكل القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سلة واحدة¡ وإنما توحيد القوى ذات المصلحة المشتركة في حماية الوطن وتحقيق تطوره¡ وأن حماية الوحدة الوطنية بمعناها الواسع ومدلولها الحقيقي والعميق لا يتأتى إلا من خلال سيادة القانون والمواطنة المتساوية والعدالة القضائية¡ مع الإيضاح هنا أن الدستور اليمني ينص على الوحدة الوطنية ويمنع النعرات الطائفية والمناطقية وغيرها¡ وواجب الإعلام وفي مقدمته الصحف الحكومية هو نشر الوعي القانوني والبحوث والدراسات الجادة والعميقة والاستعانة بالمتخصصين في هذا المجال¡ وهي أمور أهملتها وما تزال الصحف الحكومية والحزبية على وجه الخصوص.
وأضاف مجلي : حقيقة الأمر أن المطلوب ليس عدم إثارة النعرات لأنها قائمة وم◌ْثارة فعلا◌ٍ¡ وإن كانت جمرا◌ٍ تحت الرماد وصديدا◌ٍ تحت الجرح¡ ولكن واجب المثقفين وكافة أجهزة الإعلام والكتøاب والأدباء هو تحليل وتفنيد خطاب النعرات المذكورة ومقارعته بالفكر والحجة والمنطق¡ حتى إلحاق الهزيمة به وإحلال فكر متقدم قائم على المواطنة المتساوية أمام القانون وسيادته¡ وفي هذا المضمار يجب على الإعلام عموما◌ٍ والحكومي خصوصا◌ٍ كشف الفساد وملاحقته في أوكاره ومحاربة الفاسدين .