تعز الصمود.. الحركة التنموية تزدهر رغم العدوان

*النظافة وحديقة الحيوان أنموذج جيد يعكس جهود السلطة المحلية الكبيرة
*الجندي بشجاعته وحكمته أعاد بناء الخدمات والاعتبار لتعز

استطلاع/ نزار الخالد

تقع محافظة تعز إلى جنوب العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بحوالي (652) كيلو متراً، وتحتل محافظة تعز المرتبة الأولى من حيث عدد سكان الجمهورية، إذ يشكل سكانها ما نسبته (61.21%) من سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها (32) مديرية، ومدينة تعز التي يحتضنها جبل صبر مركز المحافظة ، وتتميز المحافظة بتنوع نشاطها الاقتصادي والزراعي ؛ حيث يزرع فيها بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب والخضروات، والفواكه ،إلى جانب الثروة الحيوانية وصيد الأسماك في ساحل مدينة المخا، فضلاً عن ممارسة النشاط الصناعي، حيث يوجد في المحافظة العديد من المنشآت الصناعية، منها مصنع أسمنت البرح وبعض الصناعات الغذائية. وتضم أراضي المحافظة بعض المعادن من أهمها النحاس، النيكل، الكوبلت ومجموعة من عناصر البلاتينيوم ومعالم السياحة في محافظة تعز كثيرة ومتعددة، منها جامع الجند التاريخي وقلعة القاهرة، والمدارس الأثرية كالمظفرية والأشرفية والمعتبية، وطبيعة تضاريس المحافظة متنوعة، ومناخها معتدل خلال أيام السنة ومتوسط درجة الحرارة فيها يصل إلى (12) درجة مئوية.

صباحية تعزية
* كانت جولتنا تبدأ من جولة القصر حيث إقامتنا في جو صباحي مفعم بالحيوية وهواء ربيعي جميل ومناخ صحو بديع وصلنا الى جولة ( سوفتيل ) الحركة كما عهدناها الصحيان المبكر لأبناء تعز يرتشفون قهوة الصباح والبعض يفطر بـ”الزلابيا” الاكلة المحببة لأبناء تعز ويتجاذبون الحديث في أطراف المكان حيث توجد فيه بوفية صغيرة يعد صاحبها الخمير والشاهي الملبن كما يحلو للسكان تسميته وانطلقنا في شارع الحوبان والذي تكدس بالنازحين والمحلات الصغيرة التجارية وينتشر فيه عمال وعاملات النظافة منذ الصباح الباكر لتنظيف الشارع والازقة ويشرف عليهم مديرهم العام وفي كل جولة تجد رجل المرور جنبا الى جنب مع رجل شرطة النجدة تسير حياة الناس بشكل انسيابي رائع يدل على الامن والاستقرار والطمأنينة.
حديقة الحيوان انموذجاً
* ولجنا الى حديقة الحيوانات بالحوبان والتي سمعت عنها الكثير وبسبب ما قيل انها تعرضت لمجاعة كان لابد من زيارتها ومن حسن حظنا تواجدنا اثناء ولادة احدى النمور اليمنية الأصيلة لثلاثة توائم وفق الطريقة اليمنية المبتكرة حتى لا تأكل الانثى صغارها خوفا عليهم من الغرباء، رؤيتها حال الولادة اكسبتنا خبرة ودراية حول كيفية ولادة انثى النمر ومررنا الى أماكن الأسود وكانت بحالة جيدة تؤكد اهتمام قيادة محافظ محافظة تعز وصندوق النظافة والتحسين، وما يلفت النظر هو مستوى النظافة الجيدة غير المعهود من سابق احد العاملين والمتخصص في تدريب وتوليد النمور الذي قال ان النمر يمكن ان يتعامل بلطف معك ولكنة يتغير تماما ويتوحش عند فترة الاخصاب ولا يؤمن حينها وبعد ان اخذنا جولتنا واستمتعنا برؤية الحيوانات المتنوعة والمناظر الخلابة في حديقة الحيوان.. انتقلنا إلى حديقة التعاون.
بناء وتنمية
* انطلقنا الى جولة مفرق عدن – الراهدة وهناك الكثافة البشرية والازدحام الكبير لكثرة الاعمال التجارية والتسويقية والتي تؤكد ان مدينة تعز الجديدة يجب ان تكون في الحوبان – الجندية حسب نظرة قيادات السلطة المحلية لمحافظة تعز السابقة وكانت انطلاقتنا صوب مفرق ماوية – صنعاء وعلى طول الطريق تجد الحركة التنموية والبناء والتسوق وبناء المحلات التجارية وطلاب المدارس والجامعات كل يتجه نحو مبتغاه والحياة تسير بانسيابية اعتيادية طبيعية والمصانع تعمل بالورديات النهارية والليلية نظراً للأمن والاستقرار بالمناطق المسيطر عليها من قبل الجيش واللجان الشعبية.
الخدمات الأمنية
* ما يلفت الانتباه في كل شارع أو حي أو حارة هو تواجد رجل الامن بزيه وهندامه الرسمي وتواجد رجل المرور عند كل مفترق طرق أو الجولات وسيارات الشرطة تواجدها على طول الطرقات و توفر الخدمات الأمنية مثل شهادات الميلاد والعائلية والشخصية وجوازات السفر ولا يوجد عائق امام من يريد خدمات رجال الامن واثناء مروري وجدت نائب مدير الامن (ابوشهاب) يشرف بنفسه على عمليات التفتيش في النقاط وهذا يعد عملاً جيداً ان ينزل المسؤول من فوق الكراسي الى النقاط أماكن الاعمال الميدانية اما مدير الامن العميد منصور المياسي فهو في حركة دؤوبة طوال اليوم متفقدا النقاط أو الأقسام أو متجولا في الاحياء.
عام من الإنجازات
* بحثنا عن الأستاذ عبده الجندي محافظ محافظة تعز كونه متنقلا من مرفق حكومي إلى آخر ومن مديرية إلى الأخرى لا يكل او يمل من العمل والحقيقة ان محافظة تعز شهدت خطوات متسارعة نحو تطبيع وتصحيح الاوضاع الامنية والادارية والخدمية واستعادة الامن والاستقرار والسكينة العامة وعلى وجه الخصوص في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية حيث يبذل محافظ المحافظة الاستاذ عبده محمد الجندي ومعه كل المخلصين جهوداً جبارة لإعادة الروح الى جسد المحافظة المنهك والمثقل بالجراحات والاوجاع جراء الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان السعودي الامريكي الغاشم ومرتزقته بحق المواطنين الابرياء وتدمير المنازل والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية وكل شيء جميل بالمحافظة، ومن الانصاف ان نشير الى ان تعيين المحافظ الجندي لقيادة سفينة المحافظة جاء في ظل أوضاع مضطربة وملتهبة وانهيار كامل للخدمات التعليمية والصحية والامنية ومحاولات تفكيك النسيج الاجتماعي وتفاقم معاناة المواطنين المعيشية والاجتماعية نتيجة جرائم القتل والسلب والسحل التي ترتكبها الجماعات الارهابية الداعشية والفرز العنصري والمناطقي والمذهبي والسياسي .
تحديات وكوارث
* طلبنا لقاء مع المحافظ ولكن مواعيده المزدحمة اجبرتنا ان نكتفي بتقرير مكتب اعلام محافظة تعز والذي بدأ بطرح حجم التحديات والكوارث المحدقة بالمحافظة وعن دور المحافظ الذي لم يتنصل او يتهرب من تحمل المسؤولية ولكنه خاطر بحياته في سبيل انقاذ المحافظة وابنائها من براثن التخلف والجهل والارهاب والمشاريع التكفيرية التي تقودها الجماعات الداعشية التي تعمل على تشويه الدين الاسلامي تدمير الانسان لخدمة اعداء الاسلام والمسلمين وقد استطاع المحافظ بحكمته وشجاعته تشخيص مجمل المعضلات والاختلالات والمعوقات التي تعترض نهجه وتوجهاته وتمكن من وضع المعالجات الفورية والتدريجية للقضايا التي تلامس هموم ابناء المحافظة وتلبي تطلعاتهم وطموحاتهم ويحسب للمحافظ الجندي انه يحظى بحب ابناء المحافظة وانحيازه الى هموم المواطنين بغض النظر عن تلك الاصوات النشاز التي لا تتجاوز عدد اصابع اليد وهم الذين فقدوا مصالحهم الشخصية والمتضررين من الاجراءات التصحيحية التي يقودها المحافظ والتي لا ينكرها إلا جاحد او حاقد او مكابر او اعمى البصر والبصيرة وبمناسبة مرور عام على توليه قيادة المحافظة كان لابد من استعراض بعض ما تم انجازه في ظل هذه الظروف الاستثنائية والحرب والحصار على بلادنا من قبل دول العدوان الغاشم والتي نوجزها بما يلي:
في مجال الأمن
* تفعيل منظومة الجهاز الامني واستعادة دوره في حفظ الامن والاستقرار والسكينة العامة واعادة الانتشار الامني في جميع المديريات التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية وحماية المواطنين وممتلكاتهم . في حين تم استئناف نشاط ادارات المرور والاحوال المدنية والجوازات والتي اصبحت تمارس نشاطاتها في تقديم خدماتها للمواطنين بمرونة وسهولة وتوفير الوقت والجهد على المواطنين وعناء الانتقال من محافظة الى اخرى لاستخراج جواز سفر أو بطاقة شخصية وغيرها.
وفي مجال تنمية الايرادات العامة تم وضع آلية فعالة للإشراف والمتابعة والتحصيل الموارد العامة وتوريدها الى خزينة البنك المركزي وفقاً للإجراءات القانونية حيث يدرك الجميع واقع حال الايرادات قبل تعيين المحافظ وتعطيل آلية التحصيل لكافة الايرادات وقد تمكنت قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ الجندي من استئناف نشاط تحصيل ايرادات ضرائب القات ووضع الضوابط القانونية في مختلف مراكز التحصيل حيث اصبحت اليوم تشكل رافداً رئيسياً لتغذية خزينة الدولة بالمال العام وتقدر الايرادات الشهرية من ضريبة القات بعشرات الملايين شهرياً والتي كانت في حكم الايرادات المهدرة .
وفي مجال الايرادات تجدر الاشارة الى انه تقع على عاتق صندوق التحسين والنظافة اعباء كبيرة في مواجهة نفقات النظافة ومستحقات موظفي الصندوق ومشروع النظافة والحدائق والمتنفسات ومن هذا المنطلق تم تنشيط آلية التحصيل وتفعيل الرقابة والمتابعة على اعمال التحصيل وفقاً للإجراءات القانونية وتوريدها الى خزينة البنك المركزي وقد شهدت ايرادات التحسين تحسناً ملحوظاً انعكست على تحسين اعمال النظافة وموظفي الصندوق ومشروع النظافة على مستوى مديريات المدينة والمدن الثانوية بهدف استعادة الوجه الحضاري والجمالي للمدينة .
كما حققت ايرادات ضرائب كبار المكلفين زيادة نوعية في الإيرادات الضريبية بفعل الاجواء الامنة لممارسة نشاطها ونشاط القطاع التجاري والصناعي في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان ودعم قيادة السلطة المحلية للجهود المتميزة التي يبذلها فرع ضرائب المكلفين بالمحافظة حيث تمكن من تحقيق نتائج مشرفة في الايرادات بلغت ما يقارب ثلاثين مليار ريال.
في حين تم تفعيل نشاط فروع مكاتب الضرائب بالمديريات ومكاتب الواجبات الزكوية وتمكنت من تحقيق ايرادات كبيرة تقدر بمئات الملايين تم توريدها الى خزينة البنك المركزي وفقاً للقانون .
في مجال التربية والتعليم
* انتظام العملية التعليمية في جميع مدارس المحافظة بعد انقطاع طويل وتوفير الكادر التربوي والكتاب المدرسي وتهيئة الاجواء المناسبة لاستقرار العملية التعليمية كما تم توفير قاعدة بيانات للتربويين النازحين خارج المحافظة .
في مجال الصحة
* متابعة تعزيز المستشفيات والمراكز الصحية داخل المدينة والمدن الثانوية بالنفقات التشغيلية التي تمكنها من تأدية مهامها الانسانية ومدها بالمعدات والتجهيزات الطبية والادوية بصور دائمة ومستمرة. .
في المجال الاداري
* تفعيل نشاط المكاتب التنفيذية والخدمية للقيام بدورها ومتابعة الالتزام بالدوام الرسمي والزام القيادات التنفيذية بتسيير اعمال المكاتب وحل مشاكل الموظفين والمواطنين اولاً بأول .
في مجال النظافة والتحسين
* دعم جهود أعمال النظافة في مديريات المدينة والمدن الثانوية وتنفيذ حملات نظافة دورية وشهرية وازالة العشوائيات والتركيز على استعادة رونق المدينة والقيام بأعمال الصيانة الدورية لمعدات النظافة وتأمين قطع الغيار لها وتوفير براميل القمامة وتوزيعها على مختلف احياء المدينة بالإضافة الى القيام بمعالجة أوضاع موظفي الصندوق وعمال النظافة وقطاع الحدائق وصرف مستحقاتهم المالية وكذا صرف مستحقات المتعاقدين بصورة منتظمة.
– معالجة أزمة المشتقات النفطية الخانقة، وتأمين احتياجات المحافظة من المشتقات النفطية ووضع آلية فعالة للرقابة والاشراف على توزيعها من قبل شركة النفط ووفقاً للأسعار المحددة .
– متابعة أوضاع طلاب وطالبات جامعة تعز، وتأمين مواصلة دراستهم الجامعية في الجامعات الحكومية في حين تم افتتاح فرع لبعض كليات جامعة تعز بالحوبان وتمكين الطلاب من مواصلة دراستهم بمرونة .
– دعم جهود المنظمات الانسانية، ومساندة نشاطها الانساني والاغاثي بهدف التخفيف معاناة المواطنين والنازحين جراء الحرب والحصار التي تفرضه دول تحالف العدوان الغاشم على بلادنا .
– استئناف البث الاذاعي لإذاعة تعز، ودعم نشاطها بالمعدات والتجهيزات الفنية التي تمكنها من ايصال رسالتها الاعلامية الوطنية في مقارعة العدوان ومرتزقته وفضح جرائمــهــم .
– دعم جهود منظمة اليونيسف، بخصوص اعادة تأهيل آبار حبير بالحيمة وتأهيل شبكة ضخ المياه الى الخط الناقل التابع لمؤسسة المياه والصرف الصحي حيث يتم ضخ ما يقارب من خمسة ملايين لتر مكعب يومياً من المياه الى سكان المديريات ( القاهرة وصالة ومظفر ).
– القيام بتلمس هموم المواطنين، التنموية والخدمية من خلال زياراته الميدانية الى المديريات والتوجيه بمعالجة اوضاعهم المعيشية والخدمية.
– تفقد أحوال ابطال الجيش واللجان الشعبية، في جميع جبهات الشرف والبطولة المدافعين عن كرامة الوطن وسيادته واستقلاله ورفع المعنويات القتالية للأبطال في كل المناسبات .
– تفعيل قنوات التواصل، مع مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية بغرض ترميم التصدعات العالقة بالنسيج المجتمعي جراء قيام مرتزقة العدوان بإدكاء النعرات المناطقية والطائفية والعنصرية وتكثيف اللقاءات مع الوجهاء والشخصيات الاجتماعية لإعادة اللحمة المجتمعية بين ابناء المحافظة لمواجهة العدوان الغاشم .
– دعواته المتكررة الى السلام، وايقاف نزيف الحرب والدمار ونبذ ثقافة الحقد والكراهية والعنف والتطرف والارهاب.
– الاشراف المباشر على تنفيذ قرار العفو العام، الصادر من المجلس السياسي ومتابعة خطوات الافراج عن المغرر بهم وكذا التواصل مع المغرر بهم في الخارج على ذمة مساندتهم للعدوان للعودة الى جادة الحق والصواب والالتحاق بصف الوطن كمواطنين صالحين .
تلك هي أهم وأبرز ما تحقق للمحافظة، في ظل قيادة المحافظ الجندي والذي لا يتسع المجال في هذه العجالة لاستعراضها كاملة رغم ظروف الحرب والحصار وشحة الامكانيات ونؤكد للجميع انه وفي ظل همة المحافظ وجهوده الحثيثة والى جانبه أبطال الجيش واللجان الشعبية والشرفاء والمخلصين والمحبين لهذه المحافظة فإن المحافظة على موعد مع تحقيق الانتصارات والتحولات التاريخية وتطهيرها من قبضة الجماعات الارهابية واستعادة امنها واستقرارها وألقها الثقافي ودورها الريادي كحاضنة لكل اليمنيين.

قد يعجبك ايضا