ولد الشيخ..الوسيط غير المحايد
صولان صالح الصولاني
اعتقد شخصيا أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ استطاع من خلال أدواره المشبوهة وغير المهنية أن ينتحل وبكل جدارة صفة الوسيط الأممي المحايد بين طرفي نزاع وحرب، أحدهما معتدٍ ويتمثل في تحالف قوى الشر والعدوان السعوصهيو أمريكي وجحافل مرتزقته، والطرف الآخر، معتدى عليه، ويتمثل في الشعب اليمني المسلم المسالم بقادته الأحرار وقواه الحية وأحزابه الوطنية وجيشه المتواضع ولجانه الشعبية المتطوعة ورجال القبائل اليمنية الشرفاء، فمذ تعيينه مبعوثاً أممياً لليمن خلفاً لسلفه السابق جمال بنعمر، وهو يقدم نفسه للشعب اليمني- الطرف المعتدى عليه، على أنه لا يعدو عن مجرد كونه عميلاً مرتزقاً ودمية بيد الطرف المعتدي إن لم يكن وكيلاً مدافعا عنه.
وحينما أقول هذا الكلام عن مبعوث أممي كولد الشيخ ليس تجنياً أو أنني أطلق التهم جزافاً ضده، وإنما استناداً إلى أدلة وحقائق واقعية وواضحة للقاصي والداني ممن يتابعون أدواره المشبوهة وتصريحاته التي يدلي بها – بين الفينة والأخرى- من منطلق كونه مبعوثاً ووسيطاً أممياً بين طرفي الحرب المذكورين سلفاً، وليس أدل على ذلك مما ورد في تصريحه الأخير الذي أطلقه لوسائل الإعلام من شروط تعجيزية للطرف المعتدى عليه المتمثل في الشعب اليمني ومن يمثله في عملية التفاوض مع الطرف المعتدي، حيث تحدَّث في سياق تصريحه الهمجي، موجهاً كلامه للطرف المعتدى عليه، قائلاً بالحرف الواحد ودونما أدنى حياء “يجب عليهم أن يسلموا أسحلتهم وعلى رأسها الصواريخ البالستية، إذا أرادوا السلام”، بالله عليكم ألم يندرج هذا الشرط التعجيزي ضمن شروط قوى تحالف الشر السعوصهيو أمريكي- المعتدية على اليمن أرضا وإنساناً، ليتسنى لها احتلال وغزو اليمن وشعبه ومصادرة حريته وكرامته ونهب ثرواته وانتهاك حرماته؟.
لكن أحدهم إذا سأل هذا المبعوث الأممي المتجرِّد من الوسطية والحياد عن ماهية الأسباب التي جعلت أمريكا تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة النووية- بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل؟، ولماذا تحرص هذه الدولة العظمى في العالم على تزويد حلفائها بمختلف الأسلحة الحديثة والمتطورة وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية والإمارات مثلا؟ .. فإنه سيجيب عليه – وعلى وجه السرعة – بأن القوة مال، من امتلكها في هذا العالم المليء بالأحداث والمتغيرات فقد فاز فوزاً عظيماً، وليس غريباً على هذا المبعوث الأممي الغريب الأطوار أن يورد لصاحب السؤال في إطار سعيه الحثيث إلى تبرير امتلاك أمريكا وحلفائها وعلى رأسهم النظام السعودي – أرباب نعمته, لمختلف الأسلحة الحديثة والمتطورة , ذلك المثل الأمريكي الذائع الصيت الذي يقول مطلعه “إذا أردت السلام فاحمل السلاح” دليلاً على صحة ومصداقية ما يقول في إطار رده على السؤال , وذلك بما من شأنه أن يصب في دعم وتأييد أرباب نعمته الذين لم ينتحل صفة الوسيط الأممي المحايد إلا استجابة لرغباتهم وتوجيهاتهم وتنفيذاً لأوامرهم بحذافيرها , وليمارس إلى جانب ذلك عملية الارتزاق والكسب غير الحلال تحت غطاء دولي .
فلو كان المبعوث والوسيط الاممي المدعو ” ولد الشيخ” عفواً – أقصد “ولد الشيك” يحمل ذرة من الوسطية والحياد , لما ظل يراوغ إلى جانب قوى تحالف الشر والعدوان ومرتزقته بمكر وخداع في ما يتعلق بقضية صرف رواتب مليون ومائتي ألف موظف يمني، ظلوا على مدى ستة أشهر يتجرعون أقسى أنواع العذاب جراء انعدام القوت الضروري لأسرهم وذلك بسبب نهب ومصادرة رواتبهم من قبل الرئيس ” الكارثة ” الخائن ” عبدربه منصور هادي الذي لم يبد أي التزام بما تم الاتفاق عليه بحضور ” ولد الشيخ” نفسه بخصوص دفع وتسليم رواتب الموظفين من مبلغ الـ “400” مليار ريال من العملة اليمنية المطبوعة في روسيا , الذي احتجزه في بنك عدن، في انتهاك واضح لكل الأعراف الإنسانية والمواثيق الدولية .