قضاة الملاعب!!
نايف الكلدي –
يعد حكام كرة القدم ركنا◌ٍ من أركان تطور كرة القدم في أي دولة من دول العالم.. وركنا◌ٍ أساسيا◌ٍ ترتكز عليه لعبة كرة القدم.. وفي كل بلدان العالم أصبح حكام كرم القدم يحاطون بالاهتمام والرعاية وتهيئة الأجواء المناسبة لهم.. النفسية والبدنية.. وتحسين وضعهم المعيشي.. وتغذيتهم بالدورات التأهيلية المتواصلة.. المتقدمة.. والتنشيطية لاطلاعهم على كل جديد في قانون اللعبة.. وبالتالي تجد الحكم في كرة القدم ينزل الميدان لإدارة المباراة وهو مهيأ من كافة الجوانب وكل فكره مركز على أحداث المباراة يرصد الصغيرة قبل الكبيرة.
وحتى في الدورات الكروية والبطولات على المستويات العربية والقارية وأحيانا◌ٍ الدولية تجد دولهم تفرض حكامها على مشاركتهم في مثل هذه الفعاليات لاكتسابهم الخبرة والاحتكاك مع حكام آخرين وأيضا◌ٍ الظهور والشهرة.
> في بلادنا نحن حكام كرة القدم يا عيني ينظر لهم الجميع بنظرة عدائية وكأنهم من كوكب آخر.. يقذفون بالحجارة والقوارير الفارغة وأحيانا◌ٍ يضربون بالأيادي والهراوات وينالون الكثير من السب والشتم وفي أحسن الأحوال التلفظ عليهم بالعبارات الجارحة البعيدة عن الأخلاق والروح الرياضية.. والمؤسف أنه في أحيان كثيرة ليس من الجماهير الرياضية¡ بل من إداريين ومدربين ولاعبين.
> حكامنا يا حسرة يعلق عليهم كل الاخفاقات التي تتعرض لها الفرق الكروية.. ويتحملون أسباب تدهور كرة القدم¡ بل والرياضة اليمنية¡ وحتى حين يشارك فريق يمني في بطولة عربية أو آسيوية ويخفق يقولون بسبب الحكام والسبب لأن إدارات الأندية واللاعبين والمدربين رسموا في مخيلة الجماهير أن الحكم هو السبب لتبرير إخفاق الإداري والمدرب واللاعب الفاشلين.
> حكمنا يا حسرة يحرمون من التدريب والتأهيل المناسب الذي يرفع من قدراتهم الفكرية والمعرفية التي تطلعهم على كل جديد في قانون اللعبة.. وكذا ترفع من مستواهم البدني .. واحيانا◌ٍ كثيرة يدخلون الدورات الكروية دون حتى دورة تنشيطية قبل بدء أي موسم.
> حكامنا يديرون مباريات الدوري العام وغيره من المسابقات «دين» .. الحكم أو طاقم التحكيم يذهب من صنعاء إلى حضرموت هذا الاسبوع لإدارة مباراة هناك .. وطاقم آخر يذهب من عدن إلى الحديدة لإدارة مباراة هناك والطاقم الذي حكم الاسبوع هذا يذهب الى الحديدة لادارة مباراة هناك والذي حكم في الحديدة الاسبوع الماضي يذهب الى حضرموت لإدارة مباراة هناك وهكذا .. تخيلوا لم تصرف لهم بدل سفر لإدارة هذه المباريات من الاتحاد العام لكرة القدم بل يذهب الحكم لاستلاف هذه المبالغ حتى يذهب لإدارة المباريات.. فكيف سيكون هذا الأمر مؤثرا◌ٍ على الحكم.
> الامر الآخر.. وبما أن الحكم يقترض مبالغ السفر الى المحافظات ولم تصرف له من الاتحاد فهو يحاول تقليص النفقات ويضطر للسفر من صنعاء إلى حضرموت أو تعز أو الحديدة أو عدن في نفس اليوم الذي يدير به المباراة ويحضر قبل المباراة بساعة أو ساعتين وأحيانا◌ٍ من الفرزة إلى الملعب .. فكيف الحال الذي يكون فيه إرهاق وتعب وفكره مشتت ونفسيته محبطة¡ وفوق هذا مطلوب منه التركيز داخل الملعب .
> هذا وضع حكامنا .. وهذه المأساة التي يعيشونها فهل هم بشر يحتاجون منا الإحساس بهم وبما يعانونه ونقدر وضعهم وظروفهم التي يتحملها اتحاد اللعبه الله يكون في عونهم!