عشوائيتنا ..وابطال المستقبل
عادل الطشي –
كم هو جميل ورائع ان نجد بين اتحاداتنا الوطنية من يسير وفق خطط مدروسة ومرسومة واضحة المعالم والأهداف تم اعدادها مسبقا من قبل الخبراء وأصحاب الاختصاص من ابناء اللعبة (سابقا) ممن هم اعضاء في الاتحادات تسعى للنهوض بالألعاب الرياضية في بلادنا ..هذه الخطط والاستراتيجيات بفتراتها الزمنية المختلفة هي ما تنقص رياضتنا اليمنية التي وللأسف الشديد تسير بالعشوائية ..والمزاجية ..وبتطبيق مبدأ ما بدى علينا بدينا عليه !!
نعم ان ما ينقص رياضتنا اليمنية هو الرؤية المستقبلية الواضحة المعالم والتي يتم بناؤها واعدادها وفقا لمعطيات ومقومات كل لعبة اجمالا والتي تشمل امكانات وقدرات الاتحاد العام الفنية والمالية والبشرية من لاعبين ومدربين ..
ولعل الاستثناء الجميل في واقعنا الرياضي المعاش حاليا هو الاتحاد العام لألعاب القوى الذي كانت له المبادرة والاسبقية في المصادقة على الرؤية والبرنامج العام للاتحاد والذي تقدم به المدير الفني فيه الكابتن رضوان شاني.. هذه الرؤية التي لخصت واقع القوى اليمنية من خلال قراءة ماضيها ..وامكانات حاضرها .. وطموحات مستقبلها.. والتي على ضوئها تم رسم خطة متوسطة المدى مدتها عامين تبدأ من العام الحالي 2013م .. وتنتهي مع نهاية العام 2015م ..
هذه الرؤية التي تتضمن الاهتمام والرعاية الخاصة بفئة الناشئين والشباب في الاندية والمنتخبات كونهم اصحاب المستقبل ومن نستطيع المنافسة بهم في جميع المحافل والبطولات ..نظرا لمعرفتنا المسبقة باستحالة تسجيل ذلك الحضور والمنافسة بمنتخبات الرجال نظرا للفوارق الهائلة بين رجالنا واقرانهم في البطولات المختلفة ..
ويأتي لب الاستراتيجية المستقبلية للقوى في الاستفادة من الامكانات الفنية والبدنية الهائلة لناشئينا وشبابنا من ابناء المناطق الساحلية وتحديدا محافظتي الحديدة وحضرموت واللتين تعتبرا منجم الذهب للرياضة اليمنية عموما .. والعاب القوى على وجه التحديد .. في ظل امتلاكهم امكانات بدنية هائلة جدا في فعاليات القفز والوثب بجميع انواعه ..وما ينقصهم هو الاعداد الفني السليم وصقل الموهبة الربانية التي حباهم بها المولى عز وجل ..وفقا لقوانين وأحكام هذه الفعاليات ..
بما يؤهلهم مستقبلا لخوض غمار المنافسات المختلفة في شتى المحافل والبطولات في صورة الابطال الساعين للمنافسة ومراكز المقدمة.. وان يتمكنوا من محو الصورة التي تكونت عن اللاعب اليمني بحضوره من اجل المشاركة فقط ..
ولنا في ذهبية النجم الصغير ابن مدينة تريم امين سالم صبيح في المهرجان الخليجي المدرسي الذي استضافته مدينة دبي خلال شهر فبراير الماضي خير دليل على صوابية الرؤية والاستراتيجية المستقبلية للقوى اليمنية ..بعد تتويجه بذهبية فعالية الوثب الطويل بعد تألق كبير وتفوق واضح على اقرانه من طلاب الدول المشاركة..
وختاما :
اجدد التأكيد على ان اليمن زاخرة بالمواهب ..والخامات الواعدة في كل الألعاب الرياضية ..فردية كانت او جماعية ..وهي قادرة على المنافسة على اقراص الذهب ..ولكن ما ينقصنا للوصول إلى خط النهاية السعيدة هو السير في طريق صنع ابطال المستقبل وفقا لخطط وبرامج علمية مدروسة.