أبناء حفاش وبني سعد ينفرون إلى الجبهات دفاعاً عن حياض الوطن

رداً على جرائم العدوان السعودي الغاشم

المحويت/ إبراهيم الوادعي

ردت مديرية بني سعد محافظة المحويت على العدوان السعودي الأمريكي والذي دمر نهاية أكتوبر الماضي قرية البداحة بالمديرية – 20 كيلومتراً غرب مدينة الخميس مركز المديرية- وشردت سكانها، وأعلنت مع مطلع عام 2017م عن تخريج أول دفعة عسكرية من أبناء المديرية ستتوجه إلى الجبهات كجزء من رد توعدت المديرية بمواصلته للمشاركة في ملاحم الذود عن حياض الوطن.
سرية قتالية
ما يقرب من 140 شابا من شباب المديرية توجهوا إلى جبهات الشرف والبطولة لمواجهة العدوان السعودي بعد أن امضوا فترة من التدريب القتالي، وقال محمد سعد – أحد المتطوعين في اللجان الشعبية- نمضي لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي دفاعا عن وطننا الذي تستبيحه قوى العدوان بالقصف والحصار والقتل منذ نحو عامين، الجهاد بات واجبا على كل اليمنيين وكل قادر على حمل السلاح.
ويضيف زميل له – على الطيفي- نحن نمضي ثأرا لدماء الشهداء الذين سقطوا من أبناء المديرية في معارك الدفاع عن الوطن بوجه الغزو الخارجي والذي تقود أمريكا وإسرائيل والسعودية، وانتقاما من الجريمة التي ارتكبتها طائرات العدوان وأفنت قرية كاملة بالمديرية – البداحة- عن بكرة أبيها، حيث شنت أكثر من 16 غارة والناس نيام.
مأساة البداحة
قرية البداحة تقع في السهل التهامي من مديرية بني سعد على تخوم مديرية باجل -20 كيلو متراً غرب مدينة الخميس مركز مديرية بني سعد التابعة إداريا لمحافظة المحويت-  ومساء الـ26 من أكتوبر الماضي باغتت منازل آل درويش في منطقة البداحة مديرية بني سعد، على أطراف تهامة، غارات هستيرية لطائرات العدوان السعودي الأمريكي أتت على كل شيء في القرية ودمرت جميع مساكنها تقريبا.
وعقب وقوع الجريمة النكراء تداعى أبناء مديرية بني سعد معلنين النفير العام والدفع بشبابها إلى الجبهات، وفي هذا الصدد أكد الشيخ محمد درويش وهو أحد المتضررين من استهداف العدوان لمنزله في البداحة أن الدفاع عن الوطن وفي سبيل الله واجب مقدس، وان يستشهد الإنسان في الجبهة خير من انتظار صواريخ الحقد تجهز عليه وأسرته في عتمة الليل دون سابق إنذار.
وأضاف: النظام السعودي ينتقم من اليمنيين جميعا ومن يظن أنه بمنأى عن هذا الحقد فهو واهم، وما حدث لقرية البداحة بالمديرية هو خير دليل، فمن دون سبب يذكر أو مبرر قصفت المنازل وسويت بالأرض وأضحى السكان معوزين يبحثون عن مأوى وطعام بعد أن قضت الغارات على جميع ما يملكون.
الحاج درويش قضى أحد أولاده في الغارات العدوانية على منطقة البداحة، وفي استذكار لتلك اللحظات القاسية يقول: لن أنسى مشهد النساء وهي تفر في الظلام إلى الجبال مع الأطفال وحالة الفزع، فيما والطائرات تواصل قصفها الهستيري حتى أتت على كل شيء في القرية ولم تبق فيها أي أثر للحياة، حتى الثروة الحيوانية لم يسلم من همجية العدوان تلك الليلة.
معاناة مع العدوان
ليس استهداف قرية البداحة أولى مآسي مديرية بني سعد مع العدوان فقد قصف العدوان في العام الماضي عددا من الجسور على الطرقات التي تخترق المديرية وعلى رأسها جسر وادي سردود الحيوي على تخوم سوق الخميس مركز مديرية بني سعد إضافة إلى جسور أخرى تربط المديرية بمركز المحافظة – مدينة المحويت، وضاعف ذلك من معاناة السكان عند الانتقال وتوفير لقمة العيش، أو إسعاف المرضى للعلاج سواء إلى عاصمة المحافظة عبر جسر «لاجمة» الذي جرى تدميره كليا أو إلى العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة عبر جسر «سردود» الذي تعرض أيضا للتدمير الجزئي.
حفاش تنكف لجيرانها
مأساة مديرية بني سعد ونفيرها العام في وجه العدوان وجد صدى لدى قبائل مديرية حفاش المجاورة وإحدى المديريات الغربية لمحافظة المحويت، ودفعت هي الأخرى بنحو 70 شابا من أبنائها إلى جبهات القتال ضد العدوان السعودي الأمريكي تنكيفا مع أبناء مديرية بني سعد وما لحق بهم من عدوان سافر وتدمير قرية بأكملها على رؤوس ساكنيها.
وحقيقة الوضع ان المديريات الغربية – الخبت، بني سعد، حفاش في محافظة المحويت  تترقب وضعا مشابها وإن لم يتطور حاليا إلى ما أصاب قرية البداحة بمديرية بني سعد، لكن استمرار التصعيد العسكري للعدوان السعودي الأمريكي في محافظة الحديدة سيطال بناره تلك المديريات ومناطقها ، ومن المتوقع أن يدفع إليها بموجة من النازحين لم تعهدها من قبل من المناطق التهامية المحاذية، بحسب ما يؤكد ذلك مسئولون أمنيون في المحافظة، حيث تمتد أجزاء كبيرة من مديريات الخبت وبني سعد في السهل التهامي، كما تقف جبال مديريتي حفاش وملحان على امتداد سهل تهامة الغربي  .
وبحسب مدير الأمن في مديرية بني سعد العقيد حسن الكمالي فإن  تخريج السرية القتالية تحول نوعي في مواجهة السكان للعدوان بعد أن كان الأمر يقتصر على بضعة أقراد يتوجهون إلى الجبهات واختار الله منهم شهداء.
ويقول: منذ بداية العدوان قدمت مديرية بني سعد ثلة من الشهداء ضمت روضات محافظة المحويت أجسادهم الطاهرة ، ولتمثل شواهد قبورهم مصدر فخر وعزة لأبناء المديرية و التي كانت من المديريات السباقة لتقديم التضحيات في سبيل الله وذودا عن العرض والدين والوطن.
وأضاف: القلق يعتري السكان في ظل التصعيد المرتقب غرب البلاد والذي بدأه العدوان السعودي الأمريكي في محافظة الحديدة والسواحل الغربية لليمن.
ولا يتوقع العقيد الكمالي كما مسئولون في السلطة المحلية أن تكون الغارات  على منطقة البداحة  مساء الـ26 من أكتوبر آخر فصول تصعيد العدوان ضد أبناء المديرية التي تعيش وضعا اقتصاديا بائسا فاقمه العدوان والحصار.
وهو ما يتفق مع توقعات المسئولين العسكريين والأمنيين بالمحافظة في أن يعمد العدوان لإدخال المديريات الغربية للمحافظة الخبت، حفاش ملحان وبني سعد وإدخالها في دائرة التصعيد الذي تتعرض له محافظة الحديدة والسواحل الغربية، كون هذه المديرات تمثل العمق الاستراتيجي والحامي لسهل تهامة نظرا لكونها المرتفعات الجبلية التي تؤذن بنهاية الانبساط الترابي وبداية السلسلة الجبلية الغربية.
لكنهم مطمئنون أن وعي السكان وبركة دماء الشهداء الذين سقطوا وكذا خطوة رفد الجبهات بالمقاتلين سرايا قد وضع الردود على أي عدوان قادم في المسار الصحيح والفاعل لوقف العدوان، ويتمثل برفد الجبهات بالمال والرجال لإيلام العدو ودفعه للتوقف عن عدوانه، وللثأر للدماء المسفوكة في البداحة وغيرها من قرى اليمن ، ووفاء  لدماء الشهداء العظماء بصون الحرية والاستقلال وإلحاق الهزيمة بالغزاة الجدد.

قد يعجبك ايضا