يمتلكون الجو.. ونمتلكُ السمـاء..
نبض
د.أسماء الشهاري
الحسم العسكري لم يعد وارداً ولا ممكناً.. كلمات سمعتها من بعض المرجفين، جعلتني أشعر بالسعادة حد الزهو..
فقد وصلوا إلى قناعة أنه من المستحيل تحقيق أي انتصارات أو إنجازات عسكرية على الأرض في أي جبهة من جبهات المواجهة..
وحدها أحلام اليقظة لإعلام العدو هي من تصنع تقدماً هنا أو إنجازاً هناك.. لكنها سرعان ما تتلاشى وتذوب كذوبان الجليد عندما تتعرض لأشعة شمس الحق التي تشرق من جباه الأبطال وسواعدهم النديّة.. أو من صفعة قوية يوجهونها فتعيد أولائك الحمقى إلى جادة الصواب وتجعل أوهامهم تتبدد كتبدد السحاب ويدركون حينها أن لا مجال للأكاذيب في حضرة أسود الوغى وأبطال الحروب..
الأسماء وحدها هي من تختلف من المناطق الشمالية إلى أقصى الغرب في المناطق الساحلية..
أما دعس الدعس وكسر الزحف والشرف في آن واحد فهو العامل المشترك لكل العمليات التي حظي بها تحالف العدوان في الأيام القليلة الماضية..
حتى المد والجزر هي العملية الطبيعية التي تحصل في كل سواحل العالم.. أما جزر الجزر فهو ما تحظى به أدوات العدوان ومرتزقته في كل المناطق الساحلية والتي لا تطول فترة مكوثهم بها.!
ولا نبالغ إن قلنا أن الغرور قد أصابنا وبدأ يتسلل إلى أنفسنا من توالي هذه الانتصارات العظيمة والتي هي أشبه بمعجزاتٍ متتالية بكل مقاييس البشر ونظريات الحروب وتنظيرات الخبراء العسكريين على مستوى العالم..
لكننا نعلم يقيناً أن هناك رجالا غير عاديين وتضحيات لم يسبق لها التاريخ مثيلاً من قبل..وبطولات طوّعت المستحيلات وجعلت منها شيئاً اعتيادياً بل ومتكرراً على طول المواجهة مع تحالف عالمي بكل إمكاناته وقدراته الهائلة والتي كانت تعتقد بل وتجزم من منظورها التنظيري والبشري بإستحالة الصمود والمواجهة مع بلد فقير مادياً ويمتلك إمكانات عسكرية ومادية متواضعة طيلة هذه الفترة في مواجهته مع دول قوى الإستكبار العالمي..
لكنه أغنى البلدان إن لم يكن الأغنى على الإطلاق برجاله وعزائمهم التي كسرت تحتها كل جحافل العدوان بمرتزقته من جميع الجنسيات ومختلف البلدان وبعتاده ومعداته وجميع أدواته شديدة الفتك والتطوّر سواء كانت في البر أم الجو أم البحر..
فعلى الرغم من كل محاولاتهم لإنجاز أي تقدم أو إنتصار يذكر في باب المندب وغيرها من المناطق الساحلية خلال الأيام القليلة الماضية وبتدخل البوارج البحرية وبشكل لم يسبق له مثيل من قبل حتى اعتبرت أنها حرب بحرية بالدرجة الأولى.. وبمساندة التجهيزات البرية الرهيبة للإجتياح وبمئات ومئات الغارات الجوية كالعادة.. إلا أنهم يحظون بما يحظى به كل مرة في كل منطقة من مناطق المواجهة منذ بداية العدوان..
مما جعلنا نخشى على أنفسنا من الإفتتان والغرور بهذه الإنجازات بل والمعجزات إن صح لنا القول.. والتي إنما هي بفضل الله القوي الجبار.. وبفضل الرجال الأشاوس الأحرار..
وما لا يعرفه أولائك الطغاة البغاة الحمقى أنهم إن كانوا يمتلكون الجو بطائراتهم والتي تعربد فوق رؤوسنا ورؤوس المجاهدين ليل نهار .. فإننا نمتلك السماء بتأييد ربنا وقوته ومساندته لنا والتي تذل وتخضع تحتها كل قوة مهما عظمت حتى تتلاشى وهو من قد تعهد بالنصر والتمكين لأوليائه وعباده المستضعفين الأقوياء بجبروته وبطشه بالطغاة والمجرمين.