آلام مدفونة تحت الرماد
نبض
رند الاديمي
خلف الصوت والصورة ثمة حكاية لم تصلها بعد أقلامنا، ثمة آلام مدفونة تحت الرماد وبعضها إن حاولت الظهور لأشعة الشمس عبثت بحياتها، وبعضها لازالت بعيدة عنا بعد المشرق من المغرب .. في ملفات تحقيقي أحاول أن أمسك خيط الألم الذي يقع بعيداً بعيداً عن الصوت والصورة .
لنقف عند هؤلاء الأشخاص من قلب تعز وقلب سيطرة المليشيات كانوا يراهنون ويشجعون المقاومة كثيراً
وأصبحوا الآن خاملين عن الأمل ….
من هم ؟ وكيف يمكننا فتح تلك الأقفال ؟وما القصة؟.
تابعوا هذا التحقيق الذي اختصرناه لكم:
استوقفنا الحاج علي هكذا فضل ان يعطينا اسمه بدون تذييل
هذا الحاج لطالما كان يؤمن بالمطرقة والمنجل
ولطالما أذهب عمره وهو يطالع كتب لينين وماركس
إنه وكما يطلق عليه الرفاق ” الرفيق الذي لايشيخ “.
بدأ قوله :”نحن من تغنينا واعتصمنا لأجل مدنية تعز نحن أول من خرجنا في مظاهرات تنديديه ووقفات احتجاجية من أجل مدنية تعز لطالما سوقوا لنا ان الرعاع المتخلفين سيأتون يحتلون تعز ليخرسوا أصوات الزغاريد وصوت أيوب ويستبدلونه بأئمة الشيعة والروافض ولم نكن نعلم ان كل ذلك التغرير فقط لأجل إفساح الطريق للسعودية …وداعش والوهابية وكل الغزاة الاستكباريين الرأسماليين البرجماتيين ليستوطنوا تعز وليرحل التعزي ويبقوا هم في بقايا ديارنا ..إنها الكارثة”.
وأما سما علي فهي فتاة تعزية لطالما كانت ولازالت جزء من وجه تعز الثقافة
تحمل كتابها وحلماً صغيراً في كل صباح لتقف في طابور المدارس ثم الجامعات. شاءت الأقدار ان يتم إيقاف قلمها الى وقف التنفيذ حلماً عصفورياً يتلاشى من غير استئذان وحتى إشعار آخر.
كيف ولماذا ؟
تابعوا حوارنا معها
قالت سما: جاءت ثورة فبراير واضطررنا ان نعتزل العلم فقلنا لاضير هي سحابة صيف وستمر حتما ومرت سنوات ونحن لانرى من المعتصمين الا معتصمين آخرين أفواجا تجر أفواجاً الى متى والى الآن مر عامان ونحن هنا نتنظر أن يقرع جرس الدرس وأظن أنه لن يقرع، فقد نهبت المدارس وتحولت الى سجون وساحات إعدام جماعية فماذا يعني هذا ؟ وما هي رسالة المقاومة للناس هل العلم يجر الدم مثلا؟
هناء محمد.. أم لثلاث طالبات في مدرسة الموشكي تلك التي تقع في سيطرة المقاولة قالت: عندما حاول الأولاد وزملاؤهم في مواصلة تعليمهم تم اعتقال المدرسين وإرهابهم من قبل المقاولة وفي الوقت نفسه وبنفس اليوم شنت طائرات التحالف السعودي قصفها على مدرسة في صينة ومدارس في العمري وذباب وكانت تلك الرسالة كافية بأن نحتفظ بأولادنا في منازلنا ونطوي الورقة ونرفع القلم.
ماجد حسن.. ربما يعرفه كثير من أبناء حارته وهو الذي كان يراهن كثيراً على حمود المخلافي وزمرته كيف كان وكيف صار ؟
كان شاباً متحمساً للغاية يحمل شعاراته في جبينه ويمضي كان يراهن على ان المقاومة خرجت من رحم الحالمة ليتبين بعد مرور أشهر أن المقاومة هي ليست الا خارجية وبتدابير عالمية.
ماجد حسن: “كشباب يسهل عليهم أن يغرروا بنا وأن يرسموا امام أعيننا حلما ويتم تسويقه ونحن العاطلين عن الأمل والعمل الواقفين على خيط أمل نتنظر لا نملك الا ان نقبل… وسنقبل!
ولكن مع مرور الوقت نحن لم نجد وعداً ولكن وجدنا باروداً أسود يجتاح أجسادها وسيوف أبي العباس والقاعدة ترفع.
كان قائدنا حمود المخلافي التعزي الشرعبي ذهب وحل بدلا عنه زريق من شبوة
كان ابو العباس وحل بدلا عنه الريمي ووووالخ
وطرد ابن الجحملية بحجة إنه غاز ورحب بأبناء شبوة وريمة و و
تعز الى أين تعز تزداد توغل القاعدة والدواعش فيها تعز غادرها أبناؤها ولم يبق فيها الا أطلال وعصابات تنحرها باسم الله ..أسفي.
وأخيرا لنا طرفة مبكية مضحكة:
الحاجة قبول امرأة من قرية من قرى النشمة قرية معزولة عن الصوت والصورة لا تعرف صديقاً لها الا حقول الجهيش والسنابل وكانت عندما تسافر الى تعز على حد تعبيرها تسمع عن كائنات حوثية أتت من زمن بعيد تغزو الأرض تطول أظافرها وشعرها وعينها محمرتين.
وعندما سافرت ووقفت في نقطة تفتيش الحوثيين ظلت تنظر بتمعن الى الشعر والأظافر والعيون ولم تجدهم الا بشراً مثلهم.
سألت المفتش قائلة: “هو انتم الحوثة يا ابني ؟
رد: “نعم يا حجة”.
“طلعتم سعنا لمو كانوا يكذبوا الله يلعنهم الكذابين قالوا انكم كائنات فضائية تفجعوا اجيتم تأكلوا وتشربوا دمنا طلعتم زينا الله يلعن الكذابين”.
هكذا يغرر بالمسنين من على الفطرة وهكذا يساق لأبناء تعز البسطاء عبر إعلامهم وأدواتهم المنتشرة في كل مكان.