
عبدالله بجاش –
أكد عدد من أبناء اليمن في المهجر أن الوحدة اليمنية هي الأمل الذي ظل ينتظره اليمنيون بفارغ الصبر وبغيرها سيعيش اليمن صراعات قد لا يحمد عقباها وأن من يعرف اليمن في عهد التشطير سيدرك الفرق الشاسع بين فترتي التشطير وعهد الوحدة وقالوا في أحاديث صحفية لـ»الثورة« إن الوحدة اليمنية هي حلم الآباء والأجيال وهي خيار وطني وشعبي للقضاء على المشاريع التي لا تزال تحاول النيل منها وتكريس ثقافة الحقد والكراهية والتجزئة بين أبناء اليمن الواحد.
وقال الأخ عبد الكريم الضبيبي رئيس الجالية اليمنية في منطقة عسير يشرفني في البداية أن أتحدث في مناسبة عزيزة وغالية على قلوب أبناء الشعب اليمني وانقل من خلال صحيفة (( الثورة » الغراء أسمى آيات التهاني إلى شعبنا اليمني العظيم وإلى قيادتنا السياسية ممثلة بالأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية .. وبالنسبة لما تمثله الوحدة اليمنية المباركة للمغتربين اليمنيين فيصعب عليِ التعبير أو الدقة في سرد وصف ما خلفته من تحول كبير وهدف استراتيجي عظيم تحقق لأبناء شعبنا تمثل في إعادة تحقيق وحدة الأرض والإنسان واللذين كانا حلماٍ شعبياٍ وأمنية وطنية طالما حلمنا وتمنينا أن تتحقق فيما كان ذلك أمراٍ مستحيلاٍ ومعجزة من الصعب الوصول إليها أو العمل على تنفيذها في زمن كان يشهد انقسامات ومشكلات وأزمات وأحداثاٍ لا تزال آثارها وتداعياتها تنغصنا إلى اليوم ورغم كل هذا إلا أنني أعتبرها من أعظم الانجازات التاريخية الكبرى التي شهدتها تسعينيات القرن الماضي لأنها تمثل قدر ومصير اليمنيين الذين تصدر من بعضهم أصوات نشاز تكرس ثقافة الكراهية والتدمير والانفصال وأنه لا سبيل اليوم أمام اليمنيين غير الحوار لمعالجة المشكلات والاختلالات بصورة سليمة وحضارية وهذا الأمر قد تعزز بشكل جلي عبر مؤتمر الحوار الوطني الذي نتأمل منه خلق بيئة مواتية لجمع كافة اليمنيين.
الوحدة حدث تاريخي
من جهته تحدث الأخ مهند عبد الفتاح علوان رئيس الجالية اليمنية في مملكة هولندا بقوله أن الحديث عن الوحدة فحقيقة نقولها بصدق وبعيداٍ عن المزايدة والقفز على الواقع أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م كان بمثابة عودة الروح إلى الجسد وأن الحديث عنها – كحدث تاريخي عظيم – يعتبر في – حد ذاته منجزاٍ عظيماٍ يعجز اللسان عن وصفه لأنها مزجت الأطراف اليمنية الواسعة مع بعضها وشكلت يمناٍ متألقاٍ في سماء الحضارة وبلداٍ متجدداٍ في ميادين الحياة اليومية وأعطت وزناٍ وثقلاٍ لليمن والمواطن اليمني إلا أن ما رافقها من سلبيات وتراكمات منذ حرب 94م استغلها أعداء اليمن لينثروا الفتن بين أبناء المجتمع الواحد سواءٍ من الذين يرفعون شعارات ضد مصالح الوطن لمصالح شخصية أو الذين يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
أزالت عهوداٍ مظلمة
أما الأخ سلطان الباكري رئيس الجالية اليمنية في الإمارات فقد جاء طرحه متوافقاٍ إلى حد كبير مع علوان بقوله
لاشك أن الوحدة مثلت مدلولات ومعان هامة في مفاهيم السباق مع الزمن لتحقيق تطلعات وآمال منشودة لأبناء الشعب اليمني على درب بناء اليمن الجديد الذي أسس له يوم الـ 22من مايو 1990م وأقول ذلك بصدق ولا يستطيع أحد إنكار ذلك كوننا أمام أمر واقع وليس خيالاٍ لأنها أزالت عهوداٍ مظلمة سلبت اليمنيين حرياتهم أكثر ومزقت نسيجهم الاجتماعي ونطاقهم الجغرافي.وهذا ما جعل قيمها تترسخ في أذه
من أي وقت مضى نحو مواصلة الانطلاق إلى مستقبل وضاء وأكثر إشراقاٍ في ظل قيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور الذي يقود عجلة التنمية والبناء والأعمار.
عمل عظيم
وبدوره يقول الأخ إبراهيم محمد الجوني – مغترب في السعودية ( مكة المكرمة ) عندما نتحدث عن 23 عاماٍ من عمر الوحدة اليمنية فإن الحديث في هذا السياق يعود بنا إلى ذلك التاريخ الحافل بالكثير من الهموم والشجون والفرح وخيبات الأمل , حيث ضاعت أحلام واندثر حلم الناس بحياة كريمة آمنة ومستقرة وأصبح ذلك من الماضي وإذا ما قارناها بالعمر الزمني عندما كانت فيه الجغرافيا مقسمة ومشطرة فيما كانت النفوس موحدة تنتظر حياة أفضل قائمة على الانطلاقة نحو النهوض والتقدم والوصول إلى غايات مثلى ومنشودة تكرس العدل والمساواة والتنمية والحرية والبناء المتعدد الاتجاهات والمجالات الواسعة لكن ما لا يدركه البعض أنهم يحملون أبناء الشعب اليمني أخطاء لم يرتكبوها والتي عمقت مشاعر الكراهية في قلوب اليمنيين بفعل أعمال النظام السابق وهذا شيء مؤسف ويندى له الجبين ,وبالمقابل فإن الوحدة تشهد اليوم منعطفاٍ خطيراٍ تهدد مستقبل الوطن ما يحتم على عقلاء اليمن ولاسيما الممثلون في مؤتمر الحوار الوطني أن يكون لهم دور ايجابي يحافظ على وحدة اليمن لأنه لا يستطيع أحد أن ينكر بأن قيام الجمهورية اليمنية في الـ22من مايو 1990م شكل عملاٍ عظيماٍ يفتخر به اليمنيون وأن هذا المنجز التاريخي كان بمثابة تجسيد لوحدة الآمال والتطلعات لكل فرد من أبناء شعبنا العظيم.
التداول السلمي للسلطة
إلى ذلك يقول الأخ فؤاد عبده علي..لاشك أنها مناسبة عظيمة تطل علينا ونحن كمغتربين يمنيين نلمس خيرها وندرك قيمة الجهود التي بذلت حتى تحققت الوحدة وأي معاناة كان يعانيها أبناء اليمن وهم ممزقون.. والأمر المهم الذي عزز من رسوخ وحدة الوطن وتنامي قدراته وارتقاء شأنه هو رسوخ مبدأ التداول السلمي للسلطة الذي نتمنى أن يستمر لجمع الطاقات وتسخيرها من اجل التنمية والبناء وخير الإنسان اليمني وهذا المعطى الرفيع هو بوابة الأمان لليمن ولشعبنا المكافح الأصيل وقد ترسخ في وجدان الناس جميعاٍ باعتباره سفينة النجاة للشعوب.
غير أن إعادة النظر في صيغة تشكيل النظام وبما يلبي تطلعات أبناء الشعب ستظل كلمات جوفاء ما لم يبحث الجميع عن كيفية اجتثاث جذور الظلم وهذا في اعتقادي أهم ما يستوجب على المتحاورين أن يعملوا عليه لكي ينجحوا في مؤتمرهم.